سوريا في أسبوع: عقوبات غربية على نظام الأسد.. وتصعيد أمريكي إيراني بدير الزور

مرَّ الأسبوع الماضي بالعديد من التطورات الميدانية والسياسية المتعلّقة بالشأن السوري يُجملها لكم منتدى الحوار الشبابي في هذه الورقة مع نظرة تحليلية موجزة عن تلك التطورات من قبل عدد من الباحثين.

ومن أبرز الملفات:

  1. عقوبات أمريكية بريطانية على نظام الأسد.. ما علاقة مسار التطبيع العربي؟
  2. تصعيد متبادل بين القوات الأمريكية ومليشيات إيران في دير الزور.. لماذا تتمادى إيران بعهد بايدن؟
  3. الولايات المتحدة تدعم إنشاء كيان لمتابعة مصير المعتقلين في سوريا.. هل الفكرة قابلة للتطبيق؟
  4. قطر: لن نخون دماء السوريين ولا يوجد إجماع عربي على التطبيع مع النظام

عقوبات أمريكية بريطانية على نظام الأسد: 

فرضت الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا عقوبات على 12 شخصاً وشركتين يدعمون نظام الأسد بتجارة الكبتاغون المخدّر.

ونشر موقع وزارة الخزانة الأميركية بياناً قال فيه إن مكتب مراقبة الأصول حدّد الأفراد الرئيسيين الداعمين لنظام الأسد بإنتاج وتصدير الكبتاغون، موضحاً أن التقديرات تُشير إلى أن حجم تجارة الكبتاغون التي يديرها نظام الأسد تُقدر بمليارات الدولارات، وأن العقوبات ستُنفذ تحت قانون “قيصر” لحماية المدنيين السوريين.

وأضاف البيان أن قائمة العقوبات الجديدة من شأنها أن تُسلِّط الضوء على “الدور المهم لمهربي المخدرات اللبنانيين – الذين تربطهم علاقات وطيدة بحزب الله – في تسهيل تصدير الكبتاغون، كما تؤكد على “هيمنة عائلة الأسد على الاتجار غير المشروع بالكبتاغون لتمويل النظام القمعي”.

إلى ذلك، قالت المتحدثة باسم الحكومة البريطانية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، روزي دياز، إن ماهر الأسد شقيق رئيس النظام يُشرف شخصياً على تجارة الكبتاغون خارج سوريا.

وفي سلسلة تغريدات عبر حسابها الرسمي في “تويتر” أشارت دياز إلى أن عائدات تجارة الكبتاغون للنظام تبلغ نحو 57 مليار دولار أميركي سنوياً وتمثل 80 في المئة من إمدادات العالم.

وفي تعليق منه على هذا الموضوع، قال الباحث في مركز الحوار السوري: د. ياسين جمول، إن “إقرار العقوبات بهذا الوقت ليس لمنع التطبيع، فلو أن الإدارة الأمريكية صادقة لكانت أزاحت الأسد منذ 2011 أو منعت بكل وضوح أيَّ تطبيع مع النظام؛ فرغم التراجع الأمريكي في المنطقة إلا أنها ما زالت قادرة على المنع، ورأينا كيف تضرب بقوة عند تجاوز الخطوط التي تريدها، حتى إنها قصفت قوات روسية شرق الفرات حين أرادت تجاوز خطوط التفاهم حول حقول النفط سابقاً في 2018، ولا ننسى أن قوة الموقف الروسي في الملف السوري كان بضوء أخضر أمريكي سابق”.

وتابع الباحث أن “الذي ضغط على تلك الدول فرض مزيد من العقوبات هي المخدرات “الكبتاغون” وليس دماء السوريين وآلامهم مع الأسف، والدول التي تُريد التطبيع مع نظام الأسد هي ذاتها متضررة من كبتاغون النظام، ومع ذلك تتجه لإعادة التطبيع رغم العبوس الأمريكي الظاهري؛ فهي مصالح وليست مصلحة واحدة، فإن لم تكن توافقت مصالحهم بخصوص الكبتاغون فهي تتوافق في غيرها”.

وتوقع جمول أن تفشل محاولات التطبيع مع نظام الأسد؛ قائلاً: “العامة عندنا تقول (مَن يجرّب المجرَّب عقلُه مخرَّب)، وقد سبق تجريب الأردن للتقارب مع نظام الأسد فلم يظفروا من ذلك إلا بمزيد بلاء عليهم، ففترت الخطوات تجاهه، ولا أرى الخطوات القادمة بأبعد من ذلك؛ فلكل دولة مصلحة محددة تريدها من نظام الأسد، والشك كبير بقدرته على تلبية تلك المصالح؛ لأن الشركاء في نظام الأسد كثيرون متشاكسون، فهو يبيع الثروات أكثر من مرة ولأكثر من مشترٍ ويلعب على خطوط عديدة، والأوراق التي يملكها بقوة باتت قليلة؛ فلا أتوقع أن تمضي خطوات التطبيع معه بعيداً”.

تصعيد متبادل بين القوات الأمريكية ومليشيات إيران في دير الزور: 

قال مُنسِّق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض في الولايات المتحدة، جون كيربي، إن بلاده لا تعتزم تقليص وجودها العسكري في سوريا بعد استهداف قاعدتها العسكرية في شرقي سوريا من قبل المليشيات الإيرانية.

وأضاف كيربي في مقابلة مع قناة “سي بي إس” ردّاً على سؤال حول نية الولايات المتحدة الحفاظ على وجودها العسكري في سوريا: “نحن ملتزمون بهذا تماماً”.

وأضاف: “مهمتنا التي تتلخص بالقضاء على (داعش) لن تتغير، هناك أقل من 1000 جندي أميركي في سوريا يتولون هذه المهمة. هذا أقل بكثير من ذي قبل، لكنه كاف وسنواصل تنفيذ هذه المهمة”.

ولفت جون كيربي إلى أنه لا يستبعد شن هجوم على الجماعات الموالية لإيران في سوريا، قائلاً: “لا أستبعد بالتأكيد إمكانية تنفيذ هجوم في حال رأى الرئيس أن هناك ضرورة لحماية جيشنا وقواعدنا”.

إلى ذلك، كشف مسؤول أميركي كبير لصحيفة نيويورك تايمز أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تدخلت وأوقفت جولة ثانية من الضربات الانتقامية على مواقع مليشيات الحرس الثوري الإيراني في سوريا.

وقالت الصحيفة الأميركية: “تجنبت إدارة بايدن أن تتحول الضربات الجوية إلى حرب أوسع مع إيران ووكلائها، واستمرت في التركيز على المهمة الأوسع المتمثلة في المساعدة على اجتثاث جيوب مقاتلي تنظيم داعش ما زالوا يشنون هجمات حرب العصابات في المنطقة”.

وفي تعليق منه على هذا الموضوع، قال الباحث في مركز الحوار السوري: أ. محمد سالم، إن الإدارة الديمقراطية في الولايات المتحدة بالعموم غالباً ما تكون متساهلة وتميل للدبلوماسية مع إيران بعكس الإدارة الجمهورية بعهد ترامب الذي كانت هناك ردود قوية على إيران مثل قتل سليماني.

ولفت الباحث إلى أنه من الملاحظات أيضاً أن هناك لوبياً إيرانياً قوياً في أمريكا، وهذا اللوبي تزيد قوته بحالة الإدارة الديمقراطية، وبالتالي فإن نهج إدارة بايدن نهج لين ولا يميل للتصعيد.

الولايات المتحدة تدعم إنشاء كيان لمتابعة مصير المعتقلين في سوريا:

أكدت مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، السفيرة ليندا توماس غرينفيلد، أن بلادها تدعم توصية الأمين العام أنطونيو غوتيريش بإنشاء كيان جديد قائم بذاته لتوضيح مصير وأماكن المفقودين والمعتقلين في سوريا.

وأضافت غرينفيلد خلال المداخلة التي قدمتها في الاجتماع غير الرسمي الذي عقدته الجمعية العامة حول حالة حقوق الإنسان في سوريا، أنه على “الرغم من وجود العديد من الكيانات التابعة للأمم المتحدة والتي تركز على سوريا حالياً، فإن هناك فجوة كبيرة عندما يتعلق الأمر بمسألة الأشخاص المعتقلين والمفقودين، مما يجعل إنشاء كيان مستقل جديد يمكنه العمل مع جميع الجهات الفاعلة في الأمم المتحدة والدول الأعضاء والمنظمات الدولية أمراً في غاية الأهمية، مع الإبقاء على طابعه الإنساني البحت وتركيزه على الناجين وعائلاتهم”.

وطالبت السفيرة غرينفيلد “جميع أطراف النزاع بإطلاق سراح جميع المعتقلين ظلماً وإعادة رفات الذين قضوا إلى عائلاتهم”، مؤكدة على أن هذا “واجب إنساني وأن الولايات المتحدة لن تتوقف أبداً عن الضغط من أجل إطلاق سراح جميع المعتقلين تعسفياً في سوريا”.

وفي تعليقه على هذا التطور، قال الباحث المساعد في مركز الحوار السوري: أ. نورس العبد الله، إن هذا الموقف ليس بجديد، إذ إن الدعوة إلى إنشاء آلية دولية معنية بملف المعتقلين في سوريا بدأت بشكل رسمي مع قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 76 / 228 في نهاية 2021، والذي تضمّن الطلب من الأمين العام تقديم دراسة حول كيفية العمل على الملف، وهو ما قدّمته لجنة التحقيق الدولية المستقلة بالفعل في منتصف العام الماضي، الأمر الذي حظي بدعم منظمات حقوقية سورية وبحماس كبير لروابط الضحايا ومناصري الملف الحقوقي في سوريا والعالم.

ومن حيث المبدأ يعتقد العبد الله أن الإعلان الجديد للولايات المتحدة هام جداً لجهة الدلالة على التمسك بالملف الحقوقي تزامناً مع مسيرة الانفتاح العربي تُجاهَ نظام الأسد وهو ما يعطي دفعاً دولياً مهماً في التقدم بالملف الذي يؤدي التراخي به في كل يوم إلى مزيد من المعاناة والضحايا، وبالتأكيد يملك المجتمع الدولي أدوات ضغط عديدة في مقدمتها تعزيز منظومة العقوبات والضغط السياسي بالإضافة لإبقاء سجل جرائم نظام الأسد حاضراً بقوة في الملاحقات القضائية المتاحة عبر الولاية القضائية العالمية مع تعطل أوجه المحاكمة الأخرى.

إلا أن تحديات ومخاوف عديدة تبرز -وفق العبد الله- في سياق إنشاء آلية دولية حالياً وخاصة إذا لوحظ الفصل الواضح ما بين كشف الحقائق والمحاسبة في منطق الدراسة الدولية في التقرير المشار إليه؛ إذ إن كشف مصير المختفين قسراً وإن جاء عبر آلية دولية بشكل جزئي أي فقط لجهة كشف المصير دون أوجه الحقيقة الكاملة الأخرى كملابسات الوفاة وأسماء الجناة والحق في إعادة الدفن، وما يُبنى عليه بالضرورة من مساءلة عن هذه الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان قد يسهم في طي الملف على نحو لا يلبي متطلبات العدالة وحقوق السوريين، إذ قد يؤدي في أسوء أحواله إلى تطوير فكرة نظام الأسد بإرسال وثائق الوفاة إلى ذوي المختفين عبر دوائر الأحوال المدنية وحسب.

وأضاف العبد الله أنه ثمة تحديات عملية عديدة تتعلق بأدوات إلزام نظام الأسد المسؤول المباشر عن النسبة الساحقة من المختفين قسراً في ظل الفيتو الروسي الصيني، وعن كيفية كسب ثقة السوريين من ذوي المختفين قسراً لتقديم البلاغات في ظل بقاء أجهزة نظام الأسد الأمنية والعسكرية كسيف مسلط على رقابهم، وبالتالي حماية الشهود وسرية المعلومات فضلاً عن الولاية الزمنية والموضوعية ومجموعة الصلاحيات المطلوبة لإنجاح عملها.

قطر: لن نخون دماء السوريين ولا يوجد إجماع عربي على التطبيع مع النظام

أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري “ثبات” موقف بلاده تجاه سوريا، مؤكداً عدم وجود إجماع عربي على التطبيع مع نظام الأسد في الوقت الحالي، وأن قطر “لن تخون دماء ضحايا الأزمة السورية”.

ورداً على سؤال حول موقف قطر من التطبيع العربي الحاصل مع نظام الأسد، أكد الأنصاري أن “قطر تدعم جميع المبادرات التي تهدف إلى إيجاد سلام شامل في سوريا يحقق تطلعات الشعب السوري، وتدعم أيضاً الجهود العربية والدولية في هذا الإطار”.

وشدد الأنصاري في تصريحات لصحيفة القدس العربي على “ثبات الموقف القطري”، مشيراً في السياق نفسه إلى أنه “لا يوجد إجماع عربي على التطبيع مع النظام في الوقت الحالي”، مستطرداً أن “المؤشرات لا توحي بأي تطور لافت في الساحة السورية”.

وأضاف الأنصاري في الإحاطة الأسبوعية لوزراة الخارجية القطرية، أن “موقف الدوحة واضح وثابت وغير متأثر بما يجري من تفاعلات، إلا إذا كان هناك تطور في الداخل السوري”.

رويترز: موسكو ستستضيف الاجتماع الرباعي بشأن سوريا الشهر المقبل

كشفت وكالة رويترز أن روسيا تعتزم استضافة الاجتماع الرباعي بشأن سوريا في نيسان المقبل في العاصمة موسكو.

وأضافت، نقلاً عن مسؤولين أتراك وإيرانيين رفيعي المستوى، أن نواب وزراء خارجية تركيا وإيران وروسيا ونظام الأسد سيجتمعون لاستئناف الاتصالات بين أنقرة والنظام.

وذكر مسؤول تركي -لم يُكشف عن اسمه- أنه “سيتم بحث الوضع على الأرض في سوريا خلال الثالث والرابع من نيسان في موسكو”، بحسب المصدر نفسه.

وتابع: “مع هذا، وبما أنه لن تكون هناك مشاركة على مستوى الوزراء وسيكون الاجتماع على المستوى الفني، فمن غير المتوقع اتخاذ قرارات مهمة”.

الموقع الإلكتروني | مقالات الكاتب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى