سوريا في أسبوع: حركة نزوح جديدة في إدلب بسبب تصعيد روسيا ونظام الأسد

مرَّ الأسبوع الماضي بالعديد من التطورات الميدانية والسياسية المتعلّقة بالشأن السوري يُجملها لكم منتدى الحوار الشبابي في هذه الورقة مع نظرة تحليلية موجزة لبعض القضايا، ومن أبرز الملفات:

  • حركة نزوح جديدة في إدلب بسبب تصعيد روسيا ونظام الأسد
  • توقف الاشتباكات بين “قسد” والعشائر في ريف دير الزور
  • منظمة “قطر الخيرية” تضع حجر الأساس لـ “مدينة الكرامة” بريف حلب

حركة نزوح جديدة من جبل الزاوية في إدلب بسبب تصعيد روسيا ونظام الأسد:

تسبَّب قصف قوات نظام الأسد وروسيا بحركة نزوح جديدة لمئات العائلات في قرى وبلدات جبل الزاوية ومناطق أخرى في ريف إدلب الجنوبي والجنوبي الغربي منذ بداية شهر أيلول الحالي.

وقالت مصادر محلية إنّ القصف يستهدف الأحياء السكنية والأراضي الزراعية في المنطقة، إضافة إلى القرى والبلدات التي كانت تُعدّ آمنة نسبياً والبعيدة عن خطوط الاشتباك.

ويعاني المدنيون النازحون من صعوبات في تحصيل المسكن، خصوصاً مع ارتفاع إيجارات المنازل في شمال إدلب، وعدم رغبة النازحين في العيش بالمخيمات مع اقتراب فصل الشتاء والبرد القارس فيها.

ووثق فريق “منسقو استجابة سوريا” منذ بداية التصعيد العسكري على شمال غربي سوريا والذي بدأ مطلع شهر أيلول مقتل 10 مدنيين وإصابة 36 آخرين، مع استهداف المنطقة بأكثر من 189 مرة بينها 46 غارة جوية من الطائرات الحربية الروسية، كما تم استهداف أكثر من 22 منشأة خدمية وطبية ومخيمات ومدارس، مما تسبّب بنزوح أكثر من 6382 مدنياً خلال المدة المذكورة أعلاه إلى مناطق مختلفة، وبقاء الآلاف من المدنيين معرّضين لخطر النزوح في حال استمرار خروقات نظام الأسد وروسيا على المنطقة.

بدوره، قال الدفاع المدني السوري، إنه ومنذ بداية شهر أيلول حتى السادس منه، شنّت قوات نظام الأسد وروسيا 149 هجوماً استهدف 49 منطقة في شمال غرب سوريا، وأدّت هذه الهجمات لمقتل 9 مدنيين بينهم 6 أطفال وإصابة 27 آخرين بينهم 15 طفلاً.

وتوزّعت الأسلحة المستخدَمة في هذه الهجمات على 41 غارة جوية روسية، ونحو 1000 قذيفة مدفعية ومثلها صاروخية، وهجومين بقذائف كراسنوبول الموجه بالليزر شديدة الدقة والتدمير، واستهدفت الهجمات مخيّمين في ريف حلب الشرقي، ومدرسة ومسجداً ومنازل السكان.

وفي تعليقه على هذا الموضوع، قال الباحث المساعد في مركز الحوار السوري: نورس العبد الله، إنه يمكن قراءة دوافع التصعيد الأخير ودلالاته من زاويتين؛ الأولى ترتبط بالمشهد العام لخطوط التماس في إدلب وريف حلب الغربي منذ بداية النصف الثاني من عام 2023 وبمعيار آخر موضوعي ما بعد انتهاء الانتخاب التركية والبرودة التركية تُجاه التطبيع مع نظام الأسد، حيث شهدت المنطقة هجمات ومناوشات بشكل شبه دائم وإن كانت على فترات متقطعة.

أما الزاوية الثانية، فترتبط تحديداً بتطورات الجغرافيا السورية ككل ومن أهمها انتفاضة السويداء من جهة، والتصعيد العسكري على جبهة منبج من ثانية؛ إذ يبدو أن الضغط الشعبي في مناطق سيطرة نظام الأسد عزز من دافعية التصعيد وإعادة إحياء المخاطر الأمنية من جهة، وأن تحالف نظام الأسد العملياتي مع “قسد” غرب الفرات أي في منطقة منبج ومشاركته في التصدي للهجمات التي انطلقت ضمن إطار الفزعات العشائرية فقرّر الرد عليها في مناطق إدلب وريف حلب الغربي بدلاً من مناطق النفوذ التركي مباشرة، فيما يبدو أنه تجنّب لتحفيز الجانب التركي والقوى العسكرية في المنطقة على تصعيد الموقف؛ وفضلاً عما سبق ككل فإن الطموحات والرغبات المستمرة لنظام الأسد وروسيا بالسيطرة على قرى وبلدات جبل الزاوية وصولاً للطريق الدولي تُشكّل حافزاً مستمراً للعمليات العسكرية.

واشنطن: نظام الأسد يتحدّى مجلس الأمن ويعتقد أنه قادر على الإفلات من العقاب:

قال مُمثّل الشؤون السياسية في بعثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، روبرت وود، إن نظام الأسد يواصل “الاستهزاء الصارخ” بالتزاماته بالامتثال لاتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية، ويستمرّ بتحدي قرارات مجلس الأمن الدولي، بما في ذلك القرار 2118.

وأضاف وود خلال جلسة مجلس الأمن الدولي الشهرية، بشأن سلاح نظام الأسد الكيميائي، أنه “أصبح من الواضح أن نظام الأسد يعتقد أنه قادر على الاستمرار في العمل مع الإفلات من العقاب، على الرغم من السجل الموضوعي والمبني على الأدلة لهجماته بالأسلحة الكيميائية”، مضيفاً أن “نظام الأسد يواصل الإدلاء ببيانات كاذبة والاستهزاء بسلطة مجلس الأمن”.

وأكد وود أن نظام الأسد “يُعرقل عمل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية منذ عقد كامل من الزمن، وهو مسؤول عن تسع هجمات منفصلة بالأسلحة الكيميائية حدثت بعد انضمامه إلى اتفاقية الأسلحة الكيميائية”.

وتابع أن “روسيا تواصل حماية نظام الأسد من الرقابة المناسبة، ما يحرم مجلس الأمن من قدرته على تعزيز السلام والأمن الدوليين ومحاسبة نظام الأسد على أفعاله الدنيئة”، حسب تعبيره.

وشدد على أن الولايات المتحدة “تظل ملتزمة بمحاسبة مسؤولي نظام الأسد عن الاستخدام المتكرر للأسلحة الكيميائية في سوريا، وستواصل الضغط من أجل إحراز تقدم، سواء في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أو في منتديات الأمم المتحدة الأخرى ذات الصلة”.

في سياق متصل، قالت المفوضة السامية لشؤون نزع السلاح، إيزومي ناكاميتسو، إن “جميع الجهود التي تبذلها منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لتنظيم الجولة المقبلة من المشاورات مع نظام الأسد لا تزال غير ناجحة”.

وذكرت ناكاميتسو أن الجولة الأخيرة من المشاورات بين فريق تقييم الإعلان والهيئة الوطنية السورية كانت في شباط 2021، موضحةً أنه على الرغم من موافقة نظام الأسد على معالجة القضايا المتعلقة بالإعلان، إلا أن الأمانة الفنية لم تتلق بعد أي إعلانات أو وثائق أخرى مطلوبة، وأرسلت فريقاً مصغّراً يتكوّن من عدة أعضاء إلى سوريا لإجراء أنشطة محدودة داخل البلاد.

ودعت المسؤولة الأمميّة أعضاء المجلس إلى “الاتحاد بشأن هذه القضية وإظهار القيادة في هذا الشأن، وإظهار أنه لن يتمّ التسامح مع الإفلات من العقاب في استخدام الأسلحة الكيميائية”.

توقف الاشتباكات بين “قسد” والعشائر في ريف دير الزور:

توقفت الاشتباكات بين مليشيا “قوات سوريا الديمقراطية-قسد” والعشائر العربية في ريف دير الزور الشرقي بعد سيطرة “قسد” على كافة المناطق التي سيطرت عليها العشائر في الأسابيع الماضية، تزامناً مع قصف “قسد” مناطق سكنية، موقِعةً ضحايا بين المدنيين في عدة قرى شرقي دير الزور.

وقال نائب المتحدث باسم الخارجية الأميركية، فيدانت باتل، إنّ مسؤولين أميركيين، على رأسهم نائب مساعد وزير الخارجية إيثان غولدريتش، وقائد عملية “العزم الصلب” اللواء جويل فويل، أجروا اجتماعاً في شمال شرقي سوريا مع قادة من “قسد” و”مجلس سوريا الديمقراطية” وزعماء عشائر عربية في دير الزور.

وأوضح غولدريتش أنه تم خلال الاجتماع “الاتفاق على أهمية معالجة مظالم سكان دير الزور، ومخاطر التدخل الخارجي في المدينة، وضرورة تجنب سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين، وضرورة وقف التصعيد والعنف في أقرب وقت ممكن”.

وفي السياق، قال موقع “تلفزيون سوريا”، إنّ “قسد” سرقت منازل مدنيين في بلدة الشحيل شرقي دير الزور، وحوّلت بعضها إلى مقار عسكرية تابعة لها.

وذكر أنّ العديد من أهالي بلدة الشحيل اتهموا “قسد” بسرقة منازلهم وتحويل بعضها إلى مقار عسكرية، وذلك خلال سيطرتها على البلدة، عقب اشتباكات مع مقاتلي العشائر.

وأضاف أنّ “عمليات السرقة والتخريب شمِلت عشرات المنازل في البصيرة والشحيل وجديدة عكيدات والطيانة والحوايج”.

ونقل المصدر شهادات عن الأهالي قالوا فيها، إن “قسد” لجأت إلى تخريب وسرقة منازل الأهالي في بلدة وقرى دير الزور، انتقاماً من موقفهم المناهض لها، فضلاً عن انخراط البعض منهم في صفوف مقاتلي العشائر.

وفي تعليقه على هذا الموضوع، قال مساعد الباحث في مركز الحوار السوري: عامر العبد الله، إنه كان من المتوقّع أن تُعاود “قسد” السيطرة على كافة المناطق التي خرجت عن سيطرتها بسبب عدم قدرة العشائر على المواجهة على المدى البعيد نظراً لفرق التسليح والتنظيم العسكري، فضلاً عن موقف التحالف الدولي الذي بدا منحازاً أكثر إلى “قسد” بزعم دعم العمليات ضد تنظيم داعش.

وأضاف أنه بالرغم من سيطرة “قسد” مجدداً على المنطقة؛ إلا أن هذه السيطرة تُعتبر هشّة وبوسع العشائر إعادة الكرّة مرة أخرى فيما لو أرادت ذلك، إلا أنها لا ترى جدوى من السيطرة العسكرية على تلك القرى والبلدات، وإنما وضع “قسد” وبشكل أساسي داعمها التحالف الدولي تحت الضغط ودفعه نحو إعطاء العرب بعضاً من حقوقهم المسلوبة منذ سنوات، خصوصاً فيما يتعلق بضرورة تأهيل الخدمات والمدارس والمراكز الصحية، والأهم من كل ذلك إيقاف انتهاكات “قسد” وتعدّيها على الناس في منازلهم بذريعة أنهم خلايا من تنظيم داعش.

مظاهرات السويداء تدخل أسبوعها الرابع للمطالبة بإسقاط نظام الأسد:

دخلت مظاهرات السويداء أسبوعها الرابع للمطالبة بإسقاط نظام الأسد وتطبيق الحل السياسي وفق القرار 2254.

ولا تزال التظاهرات متجددةً بشكلٍ يومي خصوصاً في ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء التي يُردّد فيها المتظاهرون شعارات الثورة السورية ويطالبون برحيل بشار الأسد.

كما تشهد المظاهرات مشاركةً واسعة لأبناء ريف السويداء، سواء ضمن قرى وبلدات الريف، أو عبر قدوم وفود من تلك المناطق إلى ساحة الكرامة للمشاركة بالتظاهرات.

وفي درعا، خرجت مظاهرات ضد نظام الأسد في عدة مناطق خلال جمعة “ثورة الكرامة” طالب فيها المتظاهرون بإسقاط الأسد.

منظّمة “قطر الخيريّة” تضع حجر الأساس لمدينة الكرامة للنازحين بمدينة الباب:

كشفت منظمة “قطر الخيرية” أنها وضعت حجر الأساس لمدينة الكرامة في منطقة الباب شرقي حلب، حيث من المقرر أن تؤمّن سكناً آمناً ونموذجياً لنحو 8500 نازح سوري داخلياً.

وقال الرئيس التنفيذي لـ قطر الخيرية”، يوسف بن أحمد الكواري، إن المنظمة “تؤكد أهمية دعم مشاريع إعادة الإعمار في المناطق المتضررة في كل من تركيا وشمالي سوريا، خاصة بعد الزلزال المدمر الذي ضرب هذه المناطق في شباط الماضي، كما تواصل جهودها الإنسانية الحثيثة في إنشاء مدن نوعية لإيواء النازحين داخل سوريا حفاظاً على كرامتهم الإنسانية”.

وأعرب نائب والي غازي عنتاب، أنيل ألكال، عن تقديره لمشروع مدينة الكرامة، معتبراً أن المشروع “سيكون له تأثير إيجابي على حياة النازحين السوريين”.

ومن المقرر أن يتم بناء المدينة بدعم من متبرعين في قطر، بالتعاون مع ولاية غازي عنتاب التركية، في إطار جهود إعادة الإعمار للمتضررين من الزلزال، وسيسهم تنفيذ المشروع في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وخاصة الهدف 11، الذي يسعى إلى جعل المدن شاملة وآمنة ومرنة ومستدامة، وفق المنظمة.

وستضم المدينة 1680 وحدة سكنية، وستوفر الخدمات الأساسية من خلال إنشاء مرافق متكاملة، بما في ذلك المرافق التعليمية والترفيهية والبنية التحتية، إضافة لأربع مدارس، وروضة أطفال، ومركز للرعاية الصحية الأولية، يتكون من غرف فحص، ومنطقة استقبال، وصيدلية، وسكن للمرضى وميزات أخرى.

الموقع الإلكتروني | مقالات الكاتب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى