سوريا في أسبوع: تركيا تضع شروطاً على نظام الأسد لسحب قواتها من سوريا

مرَّ الأسبوع الماضي بالعديد من التطورات الميدانية والسياسية المتعلّقة بالشأن السوري يُجملها لكم منتدى الحوار الشبابي في هذه الورقة مع نظرة تحليلية موجزة عن تلك التطورات، ومن أبرز الملفات:

  • تركيا: على نظام الأسد تحقيق عدة مطالب قبل مطالبتنا بالانسحاب من سوريا
  • احتجاجات ضد “قسد” بسبب رفعها المحروقات شمال شرقي سوريا
  • قطر تؤكد موقفها من الأسد: مجرم حرب

تركيا: على نظام الأسد تحقيق عدة مطالب قبل مطالبتنا بالانسحاب من سوريا

شدّد وزير الدفاع التركي، يشار غولر، على ضرورة تحقيق نظام الأسد عدة مطالب قبل مطالبته بسحب القوات التركية من شمال سوريا، وذلك في الوقت الذي تحدّثت فيه موسكو عن وضع ما سمتها “اللّمسات النهائية” لاتفاق التطبيع بين أنقرة ودمشق.

وفي مقابلة مع صحيفة “Milliyet” التركية قال غولر: “نؤكد في كل اجتماع بأنه ليس لدينا نيّة في السيطرة على أراضي الآخرين، كما يُعلنه الرئيس بنفسه. ليس لدينا حاجة إلى أراضي أحد ونؤكد على ذلك بشكل واضح”.

وأضاف: “ولكن الآن، عندما يوجد 4 ملايين سوري في بلادنا وهناك خطر أن يتحول 5 ملايين في إدلب إلى لاجئين في أي لحظة، يقول بعضهم يجب أن تتركوا هذه المنطقة. كيف نتركها من دون ضمان الأمن هناك؟”.

وأشار غولر إلى أنّ العمليات العسكرية التركية في الشمال السوري كانت بهدف حماية المواطنين الأتراك: “لماذا نفذنا عمليات غصن الزيتون ودرع الفرات؟ لأن مواطنينا لم يكونوا يستطيعون الذهاب إلى حقولهم، بسبب أنّ الإرهابيين كانوا يطلقون الصواريخ على مواطنينا يومياً ويتحرشون بهم بالأسلحة الخفيفة”.

وفيما يخصّ المطالبات بانسحاب القوات التركية من الشمال السوري، قال غولر: “القول إن على تركيا الانسحاب لا يمكن أن يكون بهذه السهولة، يجب أولاً إعداد البيئة المناسبة، ويجب على نظام الأسد أن يقبل الدستور ويجري الانتخابات، ويجب تأسيس حكومة تحتضن جميع الناس هناك. إذا تحققت هذه الظروف، فبالطبع سنغادر بكل بسرور”.

يأتي بعد أيام من إعلان نائب وزير الخارجية الروسي مبعوث الرئيس الروسي للشرق الأوسط وأفريقيا ميخائيل بوغدانوف، أن بلاده تضع ما وصفها “اللمسات النهائية” على خارطة الطريق لتطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق.

ودعا بوغدانوف إلى عقد اجتماع رباعي بشأن سوريا في أقرب وقت ممكن، مشيراً إلى أنه لا يوجد موعد محدد للاجتماع بعد، مؤكداً أنه من الممكن التحرُّك في هذا الاتجاه، لأن هذا هو “الاتجاه الصحيح”، بحسب تعبيره.

وأضاف أن موقف بلاده واضح وهي تتحدث عن هذا الأمر في دمشق وأنقرة، وبالطبع في طهران، مردفا أنهم ليسوا بحاجة إلى إضاعة الوقت، وعليهم التحرك بأسرع ما يمكن.

وتابع: “قدمنا ​​للتو هذا المشروع الذي أعددناه، لكن هذه الوثيقة يجب أن تكون عامة، ويجب أن تقوم على نهج توافقي، يجب أن تناسب خريطة الطريق الجميع”، مردفاً: “عندما قدّمنا ​​مشروعنا في أستانا، نشأت المناقشات بشكل طبيعي، مع مقاربات مختلفة وتفسيرات مختلفة”.

وأكد أنه وبسبب ذلك “أخذت روسيا على عاتقها مرة أخرى مسألة وضع اللمسات النهائية على خارطة الطريق هذه، مع الأخذ بعين الاعتبار التعليقات التي تمّ الإدلاء بها خلال اجتماع أستانا، ونحن نفعل ذلك الآن”.

في سياق متصل، طرح وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، قبل أيام، خطةً لانسحاب القوات التركية من الشمال السوري.

وتضمّن المقترح أن تنسحب القوات التركية من الشمال السوري، وأن يتركز مكانها قوات الأسد لحماية الحدود التركية، على أن يضمن هذا الاتفاق كل من روسيا وإيران.

وفي تعليقه على هذا الموضوع، قال الباحث المساعد في مركز الحوار السوري، إنه يمكن القول إنه لا جديد من حيث المبدأ في التصريحات الأخيرة لوزير الدفاع التركي أو المسؤول الروسي، مشيراً إلى أن الخطوط العامة لمسار التطبيع ومواقف ومصالح الأطراف ما تزال كما هي، مع ملاحظة عوامل الفشل في الوصول لاتفاق شامل وتطبيع العلاقات.

وأضاف أن الدوافع التكتيكيّة لهذا المسار تطغى على التوجهات الإستراتيجية؛ ومن جانب آخر لا يجب نسيان تعرقل المسار العربي واستمرار نظام الأسد بالتعنت حول المسار السياسي وعودة اللاجئين وغير ذلك من متطلبات سياسية وأمنية إقليمية، ما يُخفّض من مصداقية التصريحات الروسية ويضعف من احتمالات تنازل تركيا عن تحقيق متطلباتها الأساسية في سوريا.

احتجاجات ضد “الإدارة الذاتية” بسبب رفعها أسعار المحروقات شمال شرقي سوريا:

خرجت احتجاجات وعمّت إضرابات في العديد من مناطق شمال شرقي سوريا الواقعة تحت سيطرة مليشيا “قوات سوريا الديمقراطية-قسد” رداً على رفع ما تُسمى “الإدارة الذاتية” (الجناح الإداري لقسد) أسعار المحروقات بشكل قياسي.

ونشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لمئات المحتجين في عدة مدن وبلدات شمال شرق سوريا، رافضين قرار رفع أسعار المحروقات، كما شهدت مدن المالكية والقامشلي وعين العرب (كوباني) إضراباً في الأسواق وإغلاقاً للمحال التجارية، في محاولة للضغط على “قسد” ودفعها للتراجع عن قرار رفع أسعار المحروقات، خاصة أن رفع أسعار المازوت أدى إلى ارتفاع أسعار الخبز والمواد الغذائية والبضائع وأجور الشحن والنقل في مناطق شمال شرقي سوريا.

وكانت “الإدارة الذاتية” رفعت سعر لتر المازوت بنسبة تجاوزت 300 في المئة، للمرة الثانية خلال شهرين، من دون أن تصدر قراراً رسمياً بالزيادة، حيث رفعت رفع سعر لتر المازوت المخصص للمنشآت الصناعية والسيارات والآليات الثقيلة وشركات النقل من 525 ليرة للتر إلى 2050 ليرة.

وحددت “الإدارة الذاتية” سعرَ لتر المازوت الحر بـ 30 سنتاً أميركياً ما يعادل (4100 ليرة) بعد أن كان سعره 1750 ليرة.

وفي تعليقه على هذا الموضوع، قال مساعد الباحث في مركز الحوار السوري: عامر العبد الله، إن رفع أسعار المحروقات يأتي بعد أيام من قرار الإدارة الذاتية رفع أجور الموظفين لديها، في أسلوب مشابه بأساليب نظام الأسد الذي رفع أسعار المحروقات بشكل قياسي بعد رفع الرواتب بنسبة 100%، ما جعل الزيادة ذات تأثير ضعيف في تحسين دخل الموظف.

وأضاف أن آخر ما يهمّ “قسد” هو تحسين وضع السوريين في مناطق سيطرتها، في حين تُورّد بشكل شبه يومي المحروقات إلى مناطق سيطرة نظام الأسد عبر قوافل تحظى بحماية عسكرية تدخل وتخرج تحت أنظار قوات التحالف الدولي المنتشرة في حقول نفطية، في الوقت الذي يعاني فيه الناس في العديد من مناطق سيطرة “قسد” من نقص في المحروقات، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء وحاجتهم لمازوت التدفئة.

قوات نظام الأسد تُنهي تمرّد مليشيا “الدفاع الوطني” التابعة لها في الحسكة:

أنهت قوات نظام الأسد تمرُّد مليشيا “الدفاع الوطني” التابعة لها في مدينة الحسكة بعد اشتباكات عنيفة بين الطرفين أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى مدنيين بسبب إطلاق النار المتبادل بينهما بين المناطق المأهولة بالسكان، وعدم الاكتراث لمصيرهم.

واندلعت الاشتباكات بين الطرفين داخل المربّع الأمني في مدينة الحسكة بعد رفض قائد مليشيا الدفاع الوطني عبد القادر حمو قرار عزله من منصبه، وتسليم نفسه، حيث استقدمت قوات نظام الأسد على إثر ذلك تعزيزات عسكرية ودبابات، ثم حاصرت مقرّات المليشيا.

وبعد نحو 3 أيام من الاشتباكات، تمكّنت قوات نظام الأسد من السيطرة على المقرات، ثم حصار “حمو” في منزله، ونشر صور في وقت لاحق لجثة قالت إنها له بعد مقتله خلال الاشتباكات.

وكان “حمو” كشف في تسجيل مصور في بدايات الاشتباكات أن مدير “مكتب الأمن القومي”، التابع لنظام الأسد علي مملوك، طالبه بدفع ثلاثة ملايين دولار من أجل تسوية وضعه وإعادة الأمر إلى وضعه السابق.

نواب أمريكيون يتصلون بشيخ “العقل” حكمت الهجري مع استمرار التظاهرات ضد الأسد:

أجرى عدة نواب أمريكيين اتصالات مع شيخ “العقل” في السويداء حكمت الهجري مع استمرار التظاهرات ضد الأسد، معبرين عن تضامنهم مع السويداء.

ومن بين المتصلين، النائب الجمهوري في الكونغرس الأميركي جو ويلسون الذي يشغل منصب رئيس لجنة الشؤون الخارجية للشرق الأوسط في مجلس النواب، والذي استمر اتصاله نحو نصف ساعة حسب الكاتب السوري ماهر شرف الدين.

وأكد ويلسون للهجري دعم الحزبين -الجمهوري والديمقراطي- لموقفه بشأن الانتفاضة في السويداء، مضيفاً أنهم يتابعون عن كثب قيادته للحراك السلمي الجاري في المحافظة.

كما أجرى النائب الديموقراطي برندن بويل اتصالاً مع حكمت الهجري تطرّق فيه إلى حادثة إطلاق النار التي تعرّض لها المحتجون من قبل شبيحة نظام الأسد أمام مبنى حزب البعث في السويداء، مشيداً بسلمية التظاهرات في المحافظة.

وأيضاً أجرى النائب الجمهوري فرينش هيل اتصالاً هاتفياً بالشيخ حكمت الهجري اطّلع فيه على مجريات الأحداث في السويداء.

يُذكر أن المظاهرات مستمرة في مدينة السويداء وريفها منذ أكثر من شهر للمطالبة بإسقاط نظام الأسد وتطبيق القرار 2254.

قطر تؤكد ثبات موقفها من الأسد: مجرم حرب

أكدت قطر مجدداً ثبات موقفها من نظام الأسد، واعتبرته مجرم حرب لا يمكن التسامح معه.

وقال رئيس الوزراء القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في لقاء مع شبكة “CNN” الأمريكية، عند سؤاله عن سبب تسامح الشرق الأوسط بشكل أوسع مع بشار الأسد، إن موقف قطر من نظام الأسد قالته الدوحة بوضوح عندما كان هناك قرار بإعادته إلى الجامعة العربية.

وأضاف آل ثاني: “إلى الآن موقفنا هو نفسه، ما زلنا لا نرى أي شيء يجعل بشار الأسد مؤهلاً للعودة إلى الجامعة”، مردفاً: “لا نريد أن نخرق الإجماع على القرار، ففي نهاية اليوم فإن قارباً واحداً لن يحدث فارقاً. نحاول توضيح موقفنا، والدول العربية الأخرى لديها منظور مختلف عنا. لم نرغب في الاعتراض على هذا القرار في الجلسة نفسها”.

كما قال أمير قطر في كلمته أمام الدورة 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن سوريا: “لا يجوز التسليم بالظلم الواقع على الشعب السوري كأنه قدر”.

عضو بمجلس النواب الأمريكي يدين استقبال الصين لبشار: قتل أكثر من 500 ألف سوري

انتقد رئيس اللجنة المسؤولة عن الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وآسيا الوسطى في مجلس النوّاب الأميركي جو ويلسون، زيارة رئيس النظام بشار الأسد إلى الصين، مؤكداً أنه مسؤول عن قتل مئات الآلاف.

وقال ويلسون في تغريدة على حسابه الرسمي بموقع “تويتر”، إن بشار الأسد، الذي قتل أكثر من 500 ألف سوري بمساعدة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تم الترحيب به من قبل زميله في تجارة المخدرات والدكتاتور الرئيس الصيني شي جين بينغ في الصين.

وأضاف عضو مجلس النواب الأميركي: “لا يمكننا أن نتجاهل المخاطر التي تتعرض لها الحرية والأمن والتي يفرضها أولئك الذين يعلنون أنهم أعداء لأميركا”.

كما دان رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الأميركي مايكل مكول، استقبال الصين للأسد.

وقال مايكل مكول: “إن استعداد الصين للترحيب بمجرم حرب متوحّش كهذا ذبح آلاف المدنيين السوريين بدعم من روسيا وإيران لهو دليل على الخطر الذي تشكّله الصين وأصدقاؤها في روسيا وإيران وسوريا”.

يُذكر أنّ إعلام نظام الأسد الرسمي قال إن بشار الأسد والرئيس الصيني شي جين بينغ وقّعا على ثلاث وثائق للتعاون بين الجانبين؛ الاتفاق الأول يشمل التعاون الاقتصادي بين الجانبين، والثاني، مذكرة تفاهم مشتركة للتبادل والتعاون في مجال التنمية الاقتصادية.

أما الاتفاق الثالث، فيقضي على توقيع مذكرة تفاهم حول السياق المشترك لخطة تعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق.

الموقع الإلكتروني | مقالات الكاتب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى