سوريا في أسبوع: توتر روسي أمريكي في سوريا.. وتركيا تعلن عودة مليون لاجئ سوري

مرَّ الأسبوع الماضي بالعديد من التطورات الميدانية والسياسية المتعلّقة بالشأن السوري يُجملها لكم منتدى الحوار الشبابي في هذه الورقة مع نظرة تحليلية موجزة عن تلك التطورات من قبل عدد من الباحثين، من أبرزها:

– مقاتلات روسية تعترض مُسيّرات أمريكية في سوريا

– تركيا تعلن عودة مليون سوري إلى بلادهم

– ترحيب بقرار تشكيل لجنة لكشف مصير المفقودين السوريين

توتر روسي أمريكي في سوريا:

اعترضتْ مقاتلات روسية للمرة الثالثة في أقل من أسبوع طائرات مسيّرة أميركية في أثناء تحليقها في الأجواء السورية، وسط انتقادات أمريكية لتكرار تلك الحالات من قبل المقاتلات الروسية.

وقالت القوات الجوية في القيادة المركزية الأميركية إن طائرات حربية روسية أقدمت على اعتراض 3 طائرات أميركية بدون طيار من طراز MQ-9 Reaper، وذلك في أثناء تحليقها فوق الأراضي السورية.

وأضاف قائد القوات الجوية المركزية الأميركية الجنرال أليكس غرينكويتش في بيان، أن الطائرات المسيّرة الأميركية “تعرّضت للمضايقة من قبل الطائرات المقاتلة الروسية خلال تحليقها فوق سوريا، خلال المواجهة التي استمرت لمدة ساعتين تقريباً”.

وأردف: “نواصل تشجيع روسيا على العودة إلى المعايير المطبقة من قبل سلاح الجو المحترف حتى نتمكن جميعا من إعادة تركيزنا على ضمان إلحاق الهزيمة الدائمة بتنظيم داعش”.

جاء ذلك بعد يوم واحد من إعلان غرينكويتش أن طائرات روسية تحرشت بطائرات مسيّرة أميركية في أثناء مشاركتها في عمليات ضد تنظيم “داعش” في سوريا للمرة الثانية خلال 24 ساعة.

وقال غرينكويتش في بيان، إن “الطائرات العسكرية (الروسية) انخرطت في سلوك غير آمن وغير مهني في أثناء تفاعلها مع طائرات أميركية مسيّرة من طراز إم كيو-9″، مضيفاً أن الطائرات الروسية “أطلقت قنابل مضيئة أمام الطائرات المسيّرة وحلقت بالقرب منها بشكل خطير، ما عرض سلامة جميع الطائرات المعنية للخطر”.

وأشار إلى أن الانتهاكات المتكررة للقوات الجوية الروسية للمعايير والممارسات المتفق عليها أصبحت الآن مصدر قلق كبير للسلامة في المنطقة.

وزارة الدفاع التركية تعلن عودة مليون سوري إلى بلادهم بشكل “طوعي”:

قالت وزارة الدفاع التركية، إن أكثر من مليون سوري عادوا إلى سوريا “عودة طوعية”، أكثر من 470 ألفًا منهم في إدلب.

وأضاف مستشار الصحافة والعلاقات العامة في الوزارة، زكي أكتورك، خلال مؤتمر صحفي أن “أنشطة المساعدات الإنسانية ودعم البنية التحتية من أجل تطبيع الحياة في سوريا، تجري بالتنسيق مع المؤسسات والمنظمات العاملة ذات الصلة”، وفق ما نقلت وكالة “الأناضول” التركية.

وأوضح أن من عادوا من السوريين كانت عودتهم “طوعية وآمنة وباحترام” إلى منازلهم وأراضيهم.

وقال، “نحن مستمرون في العمل على ضمان الاستقرار في سوريا بأسرع وقت ممكن، وإعادة السوريين إلى بيئة آمنة”.

وفي تعليقٍ منها على هذا الموضوع، قالت الباحثة في مركز الحوار السوري: أ. كندة حواصلي، إنه حتى مدةٍ قريبة كان الحديث الرسمي في تركيا يشير إلى “عودة طوعية” لقرابة نصف مليون لاجئ سوري خلال السنوات الماضية، وهي الشريحة التي كانت تحمل بطاقة الحماية المؤقتة “كملك”، وسلّمته بشكل نظامي  ووقّعت على أوراق “العودة الطوعية”.

وأضافت حواصلي أنه يمكن تبرير الرقم الجديد بأنه هناك الكثير ممن قدموا إلى تركيا ويقطنون بصفة الإقامة السياحية ويترددون إلى تركيا ويرجعون إلى سوريا ثم توقفت إقاماتهم السياحية مع القيود التي جرت مؤخراً على هذا الأمر، كما قد يكون تم الأخذ بعين الاعتبار الأشخاص الذين يدخلون بشكل غير نظامي ويتم ضبطهم على الحدود وإعادتهم لسوريا دون أن يكون معهم أوراق، حيث ربما يكون هذا الرقم احتسب عدد المرات التي تم فيها إعادة الأشخاص إلى سوريا بغض النظر عن أن هذه الإعادة كانت مستدامة أو غير مستدامة.

وتابعت حواصلي أن الاحتمال الثالث أيضاً أنه قد يكون تم الأخذ بعين الاعتبار الأشخاص الذين دخلوا زيارات بعد الزلزال من تركيا، حيث فتحت تركيا حينها باب الزيارات، لكن الباحثة تُشير في العموم إلى أنه من الصعب التكهن بخصوص تلك الأرقام والاحتمالات لأن دائرة الهجرة التركية لم تقدم بعدُ أي تفصيل بشأن ذلك.

واشنطن ولندن تُرحّبان بقرار تشكيل لجنة لكشف مصير المفقودين السوريين: 

رحّبت كل من واشنطن ولندن بقرار الأمم المتحدة تشكيل لجنة لكشف مصير المفقودين ومجهولي المصير في سوريا.

وفي تغريدة لها عبر “تويتر”، رحّبت السفارة الأميركية في سوريا بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة إنشاء مؤسسة دولية مستقلة معنية بالمعتقلين والمفقودين السوريين، مضيفة “نحيي الدول التي وقفت مع الشعب السوري بالتصويت بنعم على القرار”.

وقالت السفارة الأميركية إن المجتمع الدولي “سيبدأ في تقديم إجابات طال انتظارها إلى الشعب السوري الذي يستحق معلومات عن أحبائه المفقودين”، مشيرة إلى أن “الكشف عن مصير ومكان وجود أكثر من 155 ألف مفقود ومعتقل ظلماً هو أساس جوهري لتحقيق سلام دائم وعادل في سوريا”.

وشددت السفارة الأميركية على مواصلة الولايات المتحدة “العمل مع المجتمع المدني السوري والحكومات الشريكة والأمم المتحدة بشأن هذه الحاجة الملحة”.

من جانبه، رحّب سفير المملكة المتحدة لدى الأمم المتحدة في جنيف، سيمون مانلي، بالقرار، وقال إن “الحرب في سوريا لم تنته بعد، ومعاناة الشعب السوري مستمرة بلا هوادة”، مشيراً إلى أن الأيام الأخيرة شهدت مزيداً من الضربات الجوية العشوائية شمال غربي سوريا، والتي أسفرت عن سقوط مزيد من القتلى المدنيين.

وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة اعتمدت في أواخر حزيران الماضي مشروع قرار لإنشاء مؤسسة للكشف عن مصير المفقودين والمختفين قسرياً في سوريا، في قرارٍ صوّتت لصالحه 83 دولة، وصوّتت ضده 11 دولة، في حين امتنعت 62 دولة عن التصويت، بما فيها الدول العربية ما عدا قطر والكويت.

وأكد رئيس لجنة التحقيق الدولية بشأن سوريا، باولو بينيرو، أن إنشاء المؤسسة “خطوة طال انتظارها من قبل المجتمع الدولي، وجاءت أخيراً لمساعدة عائلات جميع من اختفوا قسراً وخُطفوا وعُذبوا واحتجزوا في الحبس التعسفي بمعزل عن العالم الخارجي على مدى السنوات الـ 12 الماضية”.

وفي تعليقه على هذا الموضوع، قال الباحث المساعد في مركز الحوار السوري: أ. نورس العبد الله، إنه لا بد من القول إن المؤسسة الدولية الجديدة المعنية خطوةٌ هامة جداً في المسار الحقوقي السوري وجاءت بعد جهود مناصرة ضخمة لا يمكن إنكارها، ومن هذا الباب يمكن القول إن انشاء المؤسسة وعملها في الحد الأدنى يُحقّق مجموعة من الإيجابيات من أهمها إبقاء الملف الحقوقي وخاصة لجهة ملف المختفين قسراً ملفاً حيّاً وضاغطاً من البوابة المعنوية على الأقل على جهود التطبيع مع نظام الأسد.

وأضاف أنه من المرجح أن تُسهمَ المؤسسة في توحيد قاعدة بيانات حول المختفين قسراً في سوريا وأن تسلط تقاريرها الضوء على حجم المعاناة، وبالتالي تدعم جهود مناصرة الملف ودفعه للأمام من هذه الجوانب بما قد يسهم مستقبلاً باتخاذ إجراءات جديدة لمساءلة مرتكبي الانتهاكات.

أما سقف التوقعات من المؤسسة ونجاحها في كشف مصير المختفين قسراً -وفق العبد الله- فإنه سقف منخفض جداً خاصة مع عدم وجود آليات إلزامية لنفاذها في مناطق سيطرة نظام الأسد وإجراء عمليات تحقيق فعلية كتفتيش السجون والبحث عن الرفات في المقابر الجماعية وتفحص الوثائق أو استجواب المسؤولين والضباط التابعين لنظام الأسد الذي بكل تأكيد سيمتنع عن التجاوب.

منظمة العفو الدولية تطالب بتمديد وصول المساعدات إلى شمال غرب سوريا عبر الحدود:

طالبت منظمة العفو الدولية مجلس الأمن الدولي بتمديد وصول المساعدات إلى شمال غرب سوريا عبر الحدود.

وقالت المنظمة في بيان لها، إنه يتعيّن على مجلس الأمن الدولي تجنب كارثة في سوريا وتجديد تفويض آلية الأمم المتحدة العابرة للحدود قبل انتهاء صلاحيتها في 10 من تموز الجاري لمدة عام واحد على الأقل، مشيرة إلى أن “التسييس الروسي للآلية الأممية أدى إلى تضييق النطاق الزمني والجغرافي، وقوض إيصال المساعدات المنقذة للحياة”.

وأضافت أنه من الضروري التمديد لمدة عام واحد “لضمان عملية إغاثة إنسانية مستدامة”، مشيرة إلى أن الآلية عبر الحدود “هي الطريق الوحيد الذي يسمح بتسليم مساعدات الأمم المتحدة من تركيا إلى شمال غربي سوريا، وهي شريان حياة لأربعة ملايين شخص يعتمدون عليها للحصول على الغذاء والمياه والسكن والخدمات الصحية”.

ونقلت المنظمة الحقوقية عن عمال إغاثة قولهم إن إنهاء الآلية الأممية عبر الحدود “سيكون له تأثير مدمر على المدنيين الذين يواجهون بالفعل صعوبات شديدة في الحصول على الخدمات الأساسية، والتي تفاقمت بسبب الزلازل التي ضربت المنطقة في شباط الماضي”.

إلى ذلك، شدد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث، على ضرورة تمديد تفويض المساعدات إلى سوريا عبر الحدود لمدة 12 شهراً لتغطي فصل الشتاء.

وقال غريفيث، خلال جلسة مشاورات عقدها مجلس الأمن بشأن التطورات السياسية والإنسانية في سوريا، إن “ما يعانيه الشعب السوري يفوق قدرتنا على التصور”، مشيراً إلى أن “خطط الاستجابة السريعة لم يمول منها سوى 12 بالمئة فقط”.

وأضاف المسؤول الأممي أن “90 % من سكان سوريا يعيشون تحت خط الفقر، وأن ملايين السوريين في سوريا لم يحتفلوا كما يجب بعيد الأضحى بسبب الفقر”.

اتفاق تهدئة في طفس بدرعا بعد تصعيد لقوات نظام الأسد:

توصل وجهاء من آل الزعبي في مدينة طفس غربي درعا إلى اتفاق مع ضباط نظام الأسد يقضي بوقف إطلاق النار والتهدئة، وذلك بعد ثلاثة أيام من الاشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة واجتياح قوات نظام الأسد المزارع الجنوبية للمدينة.

ونقل موقع “العربي الجديد” عن الناشط الإعلامي في درعا يوسف المصلح، قوله إن اجتماعاً عقد بحضور وجهاء من عشيرة الزعبي في مدينة طفس مع رئيس فرع “الأمن العسكري” لؤي العلي بمدينة درعا، وتوصلوا لوقف إطلاق النار في المدينة.

وأضاف أن عشيرة الزعبي أصدرت بياناً ينفي احتضانهم عناصر مسيئة أو غريبة عن البلد، في إشارة إلى تذرع النظام بوجود عناصر تابعة لتنظيم “داعش” في ضيافة العشيرة.

وحاصرت قوات نظام الأسد منذ أيام مدينة طفس في ريف درعا الغربي، كما استقدمت تعزيزات عسكرية شملت دبابات وآليات ثقيلة إلى أطرافها، وسط اقتراب الاشتباكات من الطريق العام في المدينة.

الموقع الإلكتروني | مقالات الكاتب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى