ضربات مكثفة ضد المليشيات الإيرانية في دير الزور.. وبرلين تنفي تواصلها مع نظام الأسد

مرَّ الأسبوع الماضي بالعديد من التطورات الميدانية والسياسية المتعلّقة بالشأن السوري يُجملها لكم منتدى الحوار الشبابي في هذه الورقة، ومن أبرز الملفات:

  • خسائر لمليشيات إيران بقصف جوي على دير الزور
  • مقتل 110 من جامعي الكمأة منذ بدء موسمه في 2024
  • تجدد التظاهرات ضد “هيئة تحرير الشام-هتش” شمال غربي سوريا

-ضربات جوية مكثفة تستهدف مواقع لمليشيات إيران في دير الزور: 

سقط عدد من القتلى والجرحى من المليشيات الإيرانية جراء قصف جوي يُعتقد أنه أمريكي أو “إسرائيلي” طال العديد من المواقع في مدينة دير الزور وريفها.

وقالت مصادر إعلامية متطابقة إن غارات استهدفت فيلّا مستولى عليها من قبل “الحرس الثوري” الإيراني في حي الفيلّات بمدينة دير الزور وتُستخدم كمقر للاتصالات من قبلهم، ما أدى لسقوط تسعة قتلى، من ضمنهم قيادي، فضلاً عن سقوط عدد من الجرحى.

كما طالت الغارات معسكر الصاعقة ضمن مستودعات عياش غربي دير الزور، ومقار إيرانية غرب رئاسة جامعة الفرات ضمن مدينة دير الزور، إضافة لمقر مليشيات مدعومة من إيران خلف النادي في حي تمو وسط مدينة الميادين شرقي دير الزور.

هذا وفرضت المليشيات الإيرانية طوقاً أمنياً حول مكان الضربات، وسط تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع في أجواء المنطقة الشرقية، كما سُمِع صوت سيارات الإسعاف وهي تنقل المصابين إلى المشافي.

وقبل هذه الضربات بيومين، قالت مصادر محلية إن قصفاً “إسرائيلياً” استهدف مواقع عسكرية تابعة لنظام الأسد ومليشيا “حزب الله” في جديدة الشيباني بريف دمشق.

وأشارت إلى أن القصف “الإسرائيلي” استهدف مخازن للأسلحة في منطقة الدريج بالقرب من بلدة جديدة الشيباني، موضحة أن منطقة الدريج هي منطقة عسكرية تتمركز بها قوات تابعة لنظام الأسد ومليشيا “حزب الله”.

وفي تعليقه على هذا الموضوع، قال الباحث في مركز الحوار السوري، أ. نورس العبد الله، إن الفترة الماضية أي قبل الضربات الأخيرة شهدت انخفاضاً نسبياً في معدل المناوشات بين الجانبين؛ الإيراني عبر أدواته ومليشياته، والإسرائيلي والأمريكي في سوريا ولبنان وباب المندب، وهو ما أعطى انطباعاً بأن جولات من المفاوضات تجري بوسائل ووسائط متعددة.

وأضاف العبد الله: عندما نشهد الغارات الكثيفة التي لم تتبناها الولايات المتحدة، وبالنظر إلى العمليات العسكرية التي هي صوت السياسة المسموع -إن صح التعبير- فإنه يمكن القول إن هذه الهجمات تشير لتعطُّل في مسارات غير معلنة للتهدئة وبأن مستوى أعنف قد يأتي قريباً.

-مقتل 110 من جامعي الكمأة منذ بدء موسمه في العام الحالي: 

أحصت مصادر إعلامية موالية لنظام الأسد مقتل 110 أشخاص من العاملين بجمع الكمأة في البادية السورية منذ بدء موسمه في العام الحالي، وذلك بسبب الهجمات التي يتعرضون لها من قبل مسلحين، أو بسبب انفجار ألغام ومخلّفات قصف سابق.

وقالت صحيفة “الوطن” الموالية إن قطاعات كثيرة من البادية لا تزال مزروعة بألغام تنظيم “داعش”، ولا تزال مناطق بعمق البادية معرضة بأي لحظة لهجمات من التنظيم.

وذكر أحد موردي الكمأة، أن الفطر المذكور يوجد بكثرة في البادية لهذا الموسم، ويعتبر مصدر رزق موسمياً لكثير من المدنيين، مضيفاً أن لديه عدة ورشات من أبناء ناحية عقيربات تعمل بجمع الكمأة من مناطق وجوده في البادية.

وفي تعليقه على هذا الموضوع، قال الباحث المساعد في مركز الحوار السوري: أ. عامر العبد الله، إنه ورغم نسب صحيفة “الوطن” أسباب وقوع الضحايا إلى انفجار ألغام أو هجمات داعش، إلا أن هناك العديد من المصادر الإعلامية المحلية أكدت ضلوع مليشيات إيرانية بالمسؤولية عن الكثير من الهجمات ضد جامعي الكمأة في البادية السورية.

وأضاف أن مليشيات إيران وبالتعاون مع مجموعات عسكرية تابعة لنظام الأسد تحاول احتكار تجارة الكمأة لاسيما مع ارتفاع سعرها، وهو سيناريو يتكرر في كل عام، حيث يتم الهجوم على جامعي الكمأة لثني من يُفكّر بالخروج للبادية والبحث عنها، ما يؤدي إلى احتكار التجارة بها من قبل المليشيات، ولكن مع ذلك يدفع سوء الوضع المعيشي الكثيرين إلى المخاطرة بحياتهم للخروج إلى البادية والبحث عن فطر الكمأة.

-تجدُّد التظاهرات ضد “هيئة تحرير الشام-هتش” في شمال غربي سوريا: 

تجددت التظاهرات ضد “هيئة تحرير الشام-هتش” في العديد من مناطق شمال غربي سوريا لتدخل في شهرها الثاني.

وخرجت المظاهرات في مدينة إدلب وبلدات وقرى ضمن ريف إدلب الشمالي والشرقي والغربي إضافة لريف حلب الغربي، حيث هتف المتظاهرون ضد “هتش” وطالبوا بإسقاط قائدها أبو محمد الجولاني.

ونقل موقع “العربي الجديد” عن عبد الرحمن طالب، وهو أحد المشاركين في تظاهرة مدينة إدلب، قوله: “يجب الاستمرار بهذه التظاهرات لأننا منذ سنوات ونحن نعيش حالة الاستبداد، وحكم الفرد الواحد، وتسلط جهاز الأمن العام على حرية الناس، بالإضافة للحالة الاحتكارية الاقتصادية”.

-الأمم المتحدة: 12.9 مليون سوري يُعانون من انعدام الأمن الغذائي

أكد منسق الأمم المتحدة المقيم للشؤون الإنسانية، آدم عبد المولى، أن نحو 12.9 مليون سوري على الأقل يعانون من انعدام الأمن الغذائي في سوريا، مشيراً إلى أن احتياجات السكان تزداد بشكل كبير عاماً بعد آخر منذ ذلك الوقت.

وتابع أن “16.7 مليون شخص في سوريا بحاجة إلى مساعدات إنسانية، فيما كان العدد 15.3 مليوناً في 2023، و14.6 مليوناً في 2022″، مضيفاً أن أكثر من 7 ملايين سوري نزحوا داخل البلاد، ومثلهم تقريباً لجؤوا إلى بلدان أخرى، معظمهم في الدول المجاورة؛ تركيا والأردن ولبنان.

وشدد عبد المولى على أن ما يحدث في سوريا لا يزال “إحدى أكثر الأزمات الدامية في العالم” بالنسبة للمدنيين، مشيراً إلى أن الصراعات لا تزال خطيرة في مختلف مناطق سوريا، وأن هناك زيادة حادة بوتيرة الصراعات في الآونة الأخيرة خاصة شمال البلاد.

وقال عبد المولى، إن الأمم المتحدة أطلقت نداءً لتقديم مساعدات بقيمة 4.07 مليارات دولار لدعم 10.8 ملايين شخص يحتاجون إلى المساعدة في سوريا لعام 2024، ولكن حتى 1 مارس/آذار من العام نفسه، لم يتم سد سوى 0.02 بالمائة منه، مشيراً إلى أن العجز في الموارد سيجلب صعوبات في تلبية الاحتياجات.

-الجيش الوطني السوري ينسف نقطة عسكرية لـ”قسد” في ريف حلب: 

أعلن الجيش الوطني السوري نسف نقطة عسكرية تابعة لمليشيا “قوات سوريا الديمقراطية – قسد” في ريف حلب الشرقي.

وقال فصيل “الجبهة الشامية” إن العملية أدت لإيقاع خسائر في صفوف “قسد”، كما نشر مشاهد تظهر لحظة وقوع الانفجار ضمن المبنى الذي يتحصّن به عناصر “قسد”، من دون ذكر السلاح المستخدم في العملية.

ونقل موقع “تلفزيون سوريا” عن مصدر عسكري من الفصيل أنه جرى “تنفيذ عملية نوعية أدت إلى نسف نقاط تمركز لقوات قسد على محور العجمي في ريف حلب الشرقي، ما أسفر عن مقتل 5 عناصر وجرح آخرين”.

إلى ذلك، قُتِل طفل إثر تعرضه لطلقة قناص في قرية الأولشلي قرب مدينة الباب شرقي حلب، مصدره مناطق السيطرة المشتركة لقوات نظام الأسد و”قسد”.

-“جامعة حلب في المناطق المحررة” توقّع اتفاقية تعاون وشراكة مع جامعة إيطالية: 

كشفت “جامعة حلب في المناطق المحررة” عن توقيعها اتفاقية تعاون وشراكة مع جامعة تيرامو الإيطالية في المجالات الأكاديمية والعلمية والبحثية، تمهيداً للاعتراف بالشهادات الصادرة عن جامعة حلب.

جاء ذلك، خلال زيارة وفد ممثّل عن جامعة حلب جامعة تيرامو في إيطاليا وعقد لقاءات مع المسؤولين فيها.

وقال بيان صادر عن جامعة حلب، إن الجانبين ناقشا أوجه التعاون والشراكة في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي وتطوير التعليم، وخطوات الاعتراف بجامعة حلب واعتماد الشهادات الصادرة عنها.

كما ناقش الجانبان افتتاح جامعة تيرامو برامج للماجستير والدكتوراه في عدد من التخصصات في جامعة حلب، إضافة لمناقشة السياسات التعليميّة وخطط المواد الدراسيّة والامتحانات، ومعادلة شهادات جامعة حلب، وآلية التدريس في البرامج المزمع افتتاحها، وإمكانيّة توفير منح طلابيّة للبرامج.

وأشار البيان إلى أنه في نهاية الاجتماع، تم توقيع اتفاقية التعاون والشراكة والتوأمة بين جامعة حلب وجامعة تيرامو في المجالات الأكاديميّة والعلميّة والبحثيّة، كما تم الاتفاق على بدء العمل على افتتاح برامج الماجستير والدكتوراه في تخصصات العلوم الزراعية والبيئية والزراعة التكنولوجية والعضوية، والعلوم السياسية كخطوة أولى، ومن ثَمّ العلوم الاقتصادية وعلوم الاتصال.

وضمّ وفد جامعة حلب الدكتور عماد برق نائب رئيس الجامعة للشؤون الإدارية وشؤون الطلاب، والدكتور عبد الله حمادة نائب رئيس مركز الدراسات والأبحاث في الجامعة، كما حضر الاجتماعَ أحمد بكورة ممثلاً عن الائتلاف الوطني السوري، والدكتور باسم حتاحت ممثلاً للمعهد الدبلوماسي الأوروبي، وسيمونة فيرناندز مديرة مؤسسة سلام الإيطالية.

ومثَّل جامعة تيرامو خلال الاجتماع الدكتور بيترو جارجيولو نائب رئيس الجامعة للشؤون القانونية والإدارية، والدكتورة فياميتا ريتشي أستاذة الفلسفة السياسية ومندوبة رئيس الجامعة لإدارة ملفّ التوأمة مع جامعة حلب.

-الهلال الأحمر القطري يفتتح قرية للنازحين السوريين شرقي حلب: 

افتتح الهلال الأحمر القطري قرية كتارا النموذجية للمهجرين السوريين في منطقة قباسين بريف حلب الشرقي، حيث تم تشييدها بالتعاون مع مؤسسة “التعليم فوق الجميع” القطرية.

وتهدف القرية النموذجية إلى توفير بيئة آمنة ومريحة للعائلات النازحة، وتتكون من 30 وحدة سكنية مزودة بجميع المرافق، مثل إمدادات المياه والكهرباء والصرف الصحي ومدرسة ومسجد، وفق الهلال الأحمر.

وموّل بناء القرية مؤسسة “التعليم فوق الجميع”، وهي الأولى من نوعها في شمالي سوريا، حيث تتبنى هياكلها السكنية والتعليمية نهجاً فريداً للمأوى البديل، وتوفر السكن الانتقالي اللائق للأعداد المتزايدة باطراد من النازحين داخلياً في جميع أنحاء العالم، بحسب ذات المصدر.

وعقب افتتاح القرية، زار وفد الهلال الأحمر القطري العديد من المشاريع الإنسانية التي ينفذها في شمالي سوريا، بما في ذلك قرية الإنسانية أولاً في قباسين، والتي تتسع لـ 1000 أسرة نازحة، مع توسعة إضافية تبلغ 144 شقة.

كما زار الوفد مشروع المساعدات الطارئة الكويتية لمتضرري الزلزال في تركيا، الذي ينفذه الهلال الأحمر القطري وجمعية الهلال الأحمر الكويتي والهلال الأحمر التركي، ويتضمن المشروع توزيع مواد الإغاثة في العديد من المحافظات المنكوبة، بما في ذلك هاتاي وكهرمان مرعش وعثمانية، ويستفيد منه لاجئون سوريون، وفق موقع “تلفزيون سوريا”.

-واشنطن: العقوبات على نظام الأسد ستظلُّ قائمة لحين التوصُّل لحل سياسي

شدد السفير الأميركي البديل للشؤون السياسية الخاصة، روبرت وود، على أن العقوبات الأميركية على نظام الأسد ستظل قائمة إلى أن يتم على الأقل تحقيق تقدم ملموس وقابل للقياس نحو التوصل إلى حل سياسي.

وأضاف في كلمة خلال جلسة مجلس الأمن، بشأن الوضع السياسي والإنساني في سوريا، أن “13 عاماً مرت على مطالبات السوريين بالحقوق والحريات الأساسية، ومنذ واجه نظام الأسد ثورة الكرامة بالقوة المميتة ضد الشعب السوري”، واصفاً نظام الأسد بأنه “نظامٌ وحشيٌّ لا يعرف إلا لغة العنف لمعالجة المعارضة السياسية، وما زالت هذه الانتهاكات مستمرة حتى اليوم”.

وأشار السفير الأمريكي إلى الاحتجاجات في السويداء التي تطالب بالانتقال السياسي وتنفيذ القرار 2254، مشيراً إلى أن هذه الاحتجاجات تؤكد “حاجة جميع أعضاء المجلس إلى دعم حرية التعبير للشعب السوري وحقه في التجمع السلمي”.

-المبعوث الألماني إلى سوريا يُفنّد مزاعم تواصل برلين مع نظام الأسد:

نفى المبعوث الألماني إلى سوريا، ستيفان شنيك صحة مزاعم تفيد بأن الحكومة الألمانية تعمل على إيجاد قنوات سرية للتواصل مع نظام الأسد، وذلك بعد حديث وسائل إعلامية ألمانية عن مساعٍ لامرأة سورية موظفة بمركز استقبال اللاجئين لفتح قنوات تواصل بين الجانبين.

وفي تغريدة على حسابه بمنصة إكس، قال المبعوث الألماني إلى سوريا إن الحكومة الألمانية لم تكن تعلم بخلفية المرأة السورية وأبدت منذ ذلك الحين أسفها لدعوتها.

وشدد على أن برلين لا تسعى لإيجاد قنوات سريّة للتواصل مع نظام الأسد وتدعم المبعوث الأممي إلى سوريا في سعيه لإنجاح العملية السياسية وتدعو نظام الأسد إلى الدخول في حوار جدي مع المعارضة السورية.

وكانت صحيفة إن دي آر الألمانية كشفت عن مساعي امرأة سورية تدعى “آمال عزو” التي تعمل موظفة اجتماعية في مركز لاستقبال اللاجئين بألمانيا بفتح قنوات اتصال رسمية بين نظام الأسد وبرلين، خاصة وأنها مسؤولة سابقة في “حزب البعث” وإحدى الشخصيات المقربة من بثينة شعبان مستشارة بشار الأسد.

الموقع الإلكتروني | مقالات الكاتب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى