سوريا في أسبوع: مقتل جندي روسي بحلب.. ومئات الآلاف محرمون من التعليم بسوريا

مرَّ الأسبوع الماضي بالعديد من التطورات الميدانية والسياسية المتعلّقة بالشأن السوري يُجملها لكم منتدى الحوار الشبابي في هذه الورقة مع نظرة تحليلية موجزة عن تلك التطورات، نستعرضها فيما يلي:

“منسقو استجابة سوريا”: 318 ألف طفل محرمون من التعليم شمال سوريا:

أكّد فريق “منسقو استجابة سوريا” أنّ عدد الأطفال المتسربين من التعليم في مناطق شمال غرب سوريا وصل إلى 318 ألف طفل.

وأضاف أن عدد الأطفال المتسربين من التعليم في عموم سوريا وصل إلى نحو 2.5 مليون، متطرقا إلى جملة أسباب دفعت إلى ارتفاع معدلات التسرب من التعليم في المنطقة.

واستعرض الفريق في تقرير بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال، الذي وافق 12 يونيو/حزيران، الأسباب وراء اتساع ظاهرة التسرب المدرسي، ومن بينها قلة عدد المدارس مقارنة بالكثافة السكانية والاتجاه نحو التعليم الخاص، والأوضاع الاقتصادية الصعبة، وغياب التشريعات من السلطات المحلية لمنع ولوج الأطفال سوق العمل وغياب الحد الأدنى للعمر القانوني.

ومن ضمن الأسباب أيضاً استمرار موجات النزوح والتهجير، مع اعتبار التعليم قطاعا مُهمشاً من قبل المنظمات الإنسانية المحلية والدولية وغياب الدعم الكافي لهذا القطاع.

وأضاف البيان أن “الاستمرار في هذا المنحى سيجعل من الجيل المتسرب من المدارس وغير المتعلم يعاني من الأميّة، وسيكون مستهلكا غير منتج، وبالتالي سيكون الأطفال غير المتعلمين عبئا على المجتمع”.

وفي تعليقها على هذا الموضوع، قالت الباحثة في مركز الحوار السوري: أ. كندة حواصلي، إن ملف التسرُّب من التعليم يخص سوريا كاملة، مشيرة إلى إحصائية للأمم المتحدة تحدثتْ عن وجود قرابة مليوني طفل سوري محرومين من التعليم.

ولفتت حواصلي إلى أن مناطق الشمال السوري ربما تكون من أكثر المناطق تسرباً من التعليم لعدة أسباب أولها أن دعم التعليم لم يعد أولويّة عند الجهات المانحة، حيث تعتبر دعم التعليم ليس من الاستجابة الطارئة، لذلك يكون الدعم بأدنى مستوياته ما بين القطاعات الأخرى.

وأضافت أن رواتب المعلمين في المناطق التي تخضع للإشراف التركي قليلة جداً وقد لا تتجاوز 50 دولاراً، مشيرة إلى أن  المعلمين الذين يُفترض أن يديروا العملية التعليمية لا يعيشون بحالة استقرار وقد يتركون المهنة عندما تتاح لهم أي وظيفة أفضل، الأمر الذي يُؤثّر على جودة التعليم.

وفي سياق آخر، رأت الباحثة أن معدّلات الفقر المرتفعة قد تجبر الناس على سحب أطفالها من المدارس للذهاب إلى سوق العمل، داعية إلى إعطاء ملفّ التعليم أولوية وأن يكون دعمه محلياً، وألا يتم الاعتماد على المساعدات الخارجية فقط، مشيرة إلى إمكانية إنشاء صندوق مشترك للتعليم يجمع التبرعات الصغيرة على غرار تضامن السوريين عند الزلزال بحيث يتم توزيع هذه المبالغ على المدارس والمعلمين وفق منظومة معينة.

مقتل جندي روسي وجرحى باستهداف دورية شمال حلب:

قُتل جندي روسي وأصيب آخرون جراء استهدافٍ مجهول لدورية روسية ضمن جيب منطقة تل رفعت بريف حلب الشمالي.

وقالت مصادر محلية، إنّ الاستهداف كان بـ”عبوة ناسفة” انفجرت بسيارة عسكرية روسيّة على طريق حربل – أم حوش في منطقة تل رفعت، أسفرت عن مقتل جندي وإصابةِ آخرين، بينما ذكرت مصادر أخرى أن الاستهداف تم بواسطة قصف صاروخي.

وأضافت المصادر أن تحليقاً مروحياً مكثّفاً للقوات الروسية شهدته أجواء ريف حلب الشمالي، عقب مقتل الجندي.

يأتي هذا متزامناً مع قصف تركي مكثف على مواقع لمليشيا “قسد” في ريف حلب أسفر عن مقتل عدد من عناصرها، إضافة لعناصر من قوات نظام الأسد منتشرين ضمن نقاط عسكرية بالمنطقة.

وفي تعليقه على هذا الموضوع يقول الباحث المساعد في مركز الحوار السوري نورس العبد الله، إن الأنباء التي تشير إلى أسباب حادثة مقتل الجندي التركي سواء عبر القصف التركي أو العبوة لا تزال غير محسومة، إلا أن السياق العام يعزز فرضية أن الدورية تعرضت للقصف وإن كان من غير المرجح أن يكون هدف القصف المباشر ضرب العربة الروسية.

وأشار إلى أن الأيام الأخيرة شهدت سخونة نسبية بالمنطقة بعد فترة طويلة من الهدوء، حيث شهدت المناطق الخاضعة لـ “قسد” مع وجود مليشيات نظام الأسد عمليات قصف مدفعي وعبر الطيران المسيّر، وقوبلت برد مدفعي استهدف مناطق سجو وكفر جنة والقاعدة التركية في أعزاز بالإضافة إلى سقوط بعض القذائف في الجانب التركي.

ورأى العبد الله أن هذا التصعيد لا يخرج عن إطار المناوشات البسيطة والتي لا ترقى بالأحداث لمستوى التصعيد الكبير الذي يمكن اعتباره ممهّداً لتغييرات جذرية، لكن ورغم ذلك لا يمكن استبعاد حصول تطورات، خاصة بعد انتهاء تركيا من انتخاباتها الرئاسية وتأكيدها بأن العمليات العسكرية مستمرة، ما يجعل الأسباب التي تشير بأن خيار العمل العسكري التركي ضد “قسد” محتملاً في أي لحظة وأن منطقة تل رفعت من أولى المناطق التي يمكن أن تكون هدفاً أولياً.

“الإدارة الذاتية” تُعلن بدء محاكمة عناصر “داعش” المحتجزين بسجونها:

أعلنت ما تُسمّى “الإدارة الذاتية لشمال شرقي سوريا” (الجناح المدني والإداري لمليشيا “قسد”) عزمها بدء محاكمة عناصر تنظيم داعش الأجانب المحتجزين لديها.

وفي بيان لها، قالت “الإدارة الذاتية” إن القرار جاء “بسبب عدم تلبية المجتمع الدولي لنداءات ومناشدات الإدارة الذاتية للدول لاستلام مواطنيها من التنظيم”، مشيرة إلى أنها “ستقدم عناصر داعش من الأجانب المحتجزين لديها إلى محاكمات علنية وعادلة وشفافة، بما يتوافق مع القوانين الدولية والمحلية الخاصة بالإرهاب، وبما يحفظ حقوق المدّعين من الضحايا وأفراد أسرهم”، بحسب البيان.

وتابعت أن محاكمة العناصر “لا تعني عدولها عن رأيها في ضرورة إنشاء محكمة دولية، أو محكمة ذات طابع دولي خاص بملف داعش”، داعية التحالف الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية الدولية المعنية، والمحلية إلى “الانخراط بشكل إيجابي والحضور وتقديم الدعم خلال جميع مراحل المحاكمات”.

يذكر أن إعلان “الإدارة” جاء بعد يومين من اجتماع وزراء خارجية “التحالف الدولي لمحاربة داعش” في العاصمة السعودية الرياض، بحضور 30 وزير خارجية، حيث خلُص الاجتماع في بيانه الختامي إلى “أهمية تخصيص الموارد الكافية لدعم التحالف والشركاء الشرعيين”، في إشارة إلى “قسد”، و”مواصلة دعم الاستقرار في المناطق المحررة من داعش”.

بريطانيا تدعو لتمديد إدخال ‎المساعدات إلى شمال سوريا عاماً آخر:

شددت بريطانيا على ضرورة تمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود التركية إلى شمال غربي سوريا لمدة 12 شهراً على أقل تقدير.

ونشرت المبعوثة البريطانية الخاصة إلى سوريا آنا سنو تسجيلاً مصوّراً على حسابها في تويتر، في أثناء وجودها عند معبر باب الهوى الحدودي بين سوريا وتركيا، دعت من خلاله ‎مجلس الأمن الدولي إلى تمديد قرار إدخال ‎المساعدات الإنسانية إلى شمال غربي ‎سوريا لمدة 12 شهراً.

وأضافت سنو أن معبر باب الهوى “طريق حيوي لدخول المساعدات المنقذة للحياة إلى شمال غربي سوريا والتي تصل إلى 4,1 ملايين شخص بحاجة ماسة للمساعدات”.

وأشارت إلى أن “مئات الشاحنات تعبر الحدود أسبوعياً لإيصال المواد الأساسية من أغذية ومعدات طبية”، مردفة: “في الشهر المقبل تنتهي صلاحية قرار مجلس الأمن لإيصال المساعدات من تركيا إلى سوريا، ويجب على مجلس الأمن تمديد القرار لمدة 12 شهراً على الأقل مع وصول الاحتياجات الإنسانية إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق في سوريا”.

مجلس الأمن القومي التركي يطالب بتعاون دولي لتسهيل عودة السوريين

دعا مجلس الأمن القومي التركي إلى المساهمة بالعودة الطوعية والآمنة والكريمة للسوريين الفارين من الاشتباكات عبر التعاون الدولي.

وأضاف أن “الحفاظ على وحدة أراضي سوريا وإحلال السلام والاستقرار الدائمين فيها لن يكون ممكنا إلا بعد تطهيرها من التنظيمات الإرهابية”، مشيراً إلى “أهمية التعاون الدولي الذي من شأنه المساهمة بالجهود المبذولة لعودة السوريين الفارين من الاشتباكات إلى ديارهم طوعا وبأمان وكرامة، وضمان مواصلة حياتهم في أجواء من الطمأنينة والرفاه”.

يأتي هذا خلال أول اجتماع عُقِد للمجلس برئاسة أردوغان بعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي جرت في أيار الماضي.

واشنطن: لا نؤيد إنشاء دولة منفصلة شمال سوريا:

قالت وزارة الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة لا تُؤيّد إنشاء دولة منفصلة في شمال شرقي سوريا، وذلك في تصريحات لنائب المتحدث باسم الخارجية الأميركية، فيدانت باتل، رداً على سؤال بشأن موقف واشنطن من الحوار بين “مجلس سوريا الديمقراطية” التابع لـ “قسد”، ونظام الأسد.

وأضاف باتل: “نعتقد أنه لا يمكن تحقيق الاستقرار الدائم في سوريا والمنطقة الكبرى إلا من خلال عملية تمثل إرادة الشعب السوري”، مضيفاً أن “هذا ما حدده قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254”.

وأشار إلى أن الخارجية الأميركية أوضحت موقف الولايات المتحدة بأنها “لا تؤيد التطبيع مع نظام الأسد دون إحراز تقدم حقيقي يتوافق مع القرار 2254”.

الموقع الإلكتروني | مقالات الكاتب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى