سوريا في أسبوع: “إسرائيل” تُهاجم مواقع لنظام الأسد.. وضحايا بقصف على إدلب

مرَّ الأسبوع الماضي بالعديد من التطوّرات الميدانية والسياسية المتعلّقة بالشأن السوري يُجملها لكم منتدى الحوار الشبابي في هذه الورقة، ومن أبرز الملفات:

  • قصف متبادل بين مليشيات إيران والقوات الأمريكية في سوريا
  • “إسرائيل” تشن غارات على مواقع لقوات نظام الأسد في حلب ودمشق ودرعا
  • ضحايا بقصف متجدد لنظام الأسد على إدلب

نستعرضها فيما يلي:

قصف متبادل بين مليشيات إيران والقوات الأمريكية في سوريا.. وبايدن يُهدّد: 

قال الرئيس الأميركي، جو بايدن، إن الضربات التي نفّذتها القوات الأميركية على منشآت تابعة لـ “الحرس الثوري” شرقي سوريا هي “لردع إيران وميليشياتها”، وذلك بعدما شهد الأسبوع الماضي العديد من عمليات القصف المتبادلة بين القوات الأمريكية والمليشيات الإيرانية المنتشرة في الشرق السوري.

وأضاف بايدن في رسالةٍ وجّهها إلى مجلسي النواب والشيوخ، أن”المليشيات التابعة للحرس الثوري الإيراني ارتكبت سلسلة من الهجمات ضد أفراد ومنشآت الولايات المتحدة في العراق وسوريا، باستخدام أنظمة جوية مسيّرة ونيران غير مباشرة”.

وذكر أن هذه الهجمات “أدت إلى إصابة العديد من أفراد الخدمة الأميركية، بما في ذلك مقاول أميركي تعرض لحادث قلبي مميت أثناء انتقاله إلى ملجأ خلال إحدى هذه الهجمات”، مضيفاً أنها “عرّضت حياة أفراد الولايات المتحدة وقوات التحالف الدولي العاملة إلى جانب القوات الأميركية لتهديد خطير”.

وتابع: “بتوجيهٍ مني، ورداً على هذه السلسلة من الهجمات والتهديدات المستمرة بشنّ هجمات مستقبلية، نفذت القوات الأميركية ضربات دقيقة ضد منشآت شرقي سوريا يستخدمها الحرس الثوري الإيراني والمجموعات التابعة له للقيادة والسيطرة وتخزين الذخائر وأغراض أخرى”، وأردف: “الولايات المتحدة مستعدةٌ لاتخاذ مزيد من الإجراءات حسب الضرورة والمناسبة، للتصدي لمزيد من التهديدات أو الهجمات”.

يأتي ذلك بعدما شنّت مقاتلات أميركية سلسلةَ غارات استهدفت مواقع تابعة للمليشيات الإيرانية شرقي سوريا، وأفادت وزارة الدفاع الأميركية بأن الجيش نفّذ ضربات ضد منشأتين في شرقي سوريا يستخدمهما “الحرس الثوري” وميليشيات تابعة له، رداً على سلسلة هجمات شنتها جماعات مدعومة إيرانياً ضد القوات الأميركية في كل من سوريا والعراق.

يذكر أنه وخلال الأسبوع الماضي، تعرّضت مواقع تضمّ قوات أميركية في العراق وسوريا لهجمات بصواريخ وطائرات مسيّرة نفذتها مليشيا مرتبطة بإيران تُطلق على نفسها “المقاومة الإسلامية في العراق”، وطالت الهجمات في سوريا قواعد التحالف في كل من حقلَي العمر وكونيكو بدير الزور، والتنف جنوب سوريا، وخراب الجير في الحسكة.

وفي السياق، قال المتحدثُ باسم البيت الأبيض، جون كيربي، إن طهران “تُسهِّلُ بدأب” تلك الهجمات على القواعد الأمريكية، مشيراً إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن وجّه وزارة الدفاع بالاستعداد لمزيد من هذه الهجمات والرد بالشكل المناسب.

وأضاف: “نعلم أن إيران تراقب عن كثب تلك الأحداث، وفي بعض الحالات، تسهل بدأب تلك الهجمات وتحفز الآخرين الذين قد يريدون استغلال الصراع من أجل مصلحتهم أو لمصلحة إيران”.

وتابع: “نشعر بقلق شديد من احتمال حدوث أي تصعيد كبير لهذه الهجمات في الأيام المقبلة (..) نعلم أن هدف إيران هو التمسك بمستوى معيّن من الإنكار هنا، لكنّنا لن نسمح لهم بذلك… كما إننا لن نسمح لأي تهديد لمصالحنا في المنطقة بأن يمرّ من دون رد”.

“إسرائيل” تشنّ غارات على مواقع لقوات نظام الأسد في حلب ودمشق ودرعا:

شنت “إسرائيل” غارات على مواقع لقوات نظام الأسد في حلب ودمشق ودرعا، وذلك في سياق تصعيدها القائم في قطاع غزة.

وتعرّض مطارا حلب ودمشق الدوليان أكثر من مرة خلال الأسبوع الماضي لضربات إسرائيلية تسبّبت بخروجهما عن الخدمة، وما لبث أن عاد مطار حلب للخدمة حتى تم قصفه مجدداً وإخراجه عن الخدمة.

وأعلن نظام الأسد بعد الضربات التي طالت المطارين توجيه الرحلات إلى مطار اللاذقية.

كما جرت عمليات قصف عديدة على مواقع لقوات نظام الأسد في محافظة درعا بعد إطلاق صواريخ من المنطقة إلى الجولان السوري المحتل وفق ما أعلنت “إسرائيل” أكثر من مرة.

وأسفر القصف الإسرائيلي على درعا عن مقتل وإصابة 18 عنصراً من قوات نظام الأسد، حيث استهدفت الطائرات كتيبة الرادار بمحيط بلدة قرفا، واللواء 12 بمنطقة إزرع، كما طالت مستودعات للصواريخ والسلاح وراداراً للدفاعات الجوية في ريف درعا الشمالي، ما أدى إلى تدميرها.

ضحايا بقصف متجدد على إدلب.. والدفاع المدني يُطالب بردع هجمات نظام الأسد: 

طالب الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) المجتمعَ الدولي باتخاذ موقف فعلي “رادع” لوقف هجمات نظام الأسد وروسيا على إدلب، وذلك في ظل تجدّد القصف على شمال غربي سوريا طوال الأسبوع الماضي، وسقوط ضحايا في صفوف المدنيين.

وفي تقرير له، قال الدفاع المدني إن “التصعيد العسكري على شمال غربي سوريا يثبت أن نظام الأسد وروسيا مستمران في حربهما على السوريين، وأن المجتمع الدّولي والأمم المتحدة وكافة المنظمات الحقوقية مطالبون بالوقوف بحزم إلى جانب المدنيين وتحمّل مسؤولياتهم ووقف هجمات نظام الأسد على أكثر من 4 ملايين مدني”.

وطالب الدفاع المدني بضرورة “العمل بشكل فوري لمحاسبة نظام الأسد وروسيا على جرائمهم”، مؤكداً أن “استمرار الإفلات من العقاب على الجرائم، هو ما يسمح لنظام الأسد بالاستمرار بقصف الأحياء السكنية والمرافق الحيوية والمدارس دون أي رادع”.

وكان العديد من المدنيين سقطوا بين قتيل وجريح في الأسبوع الماضي بقصفٍ طال مناطق عدة في شمال غربي سوريا بينها مدينة إدلب، وقرى وبلدات في الريف الجنوبي ومخيم أهل سراقب في ريف إدلب الغربي، إضافة لقرية القرقور في ريف حماة الشمالي الغربي، حيث شهدت مجزرة قتل فيها 5 أطفال وأصيب آخرون.

ويذكر أيضاً أن من بين ضحايا القصف الناشط الإعلامي “محمد عثمان”، حيث توفّي متأثراً بجراح أصيب بها خلال قصف قوات نظام الأسد على الأحياء السكنية في مدينة إدلب.

ونتيجة التصعيد المستمر، تمّ تعليق صلاة الجمعة في عدد من مناطق إدلب خوفاً من القصف، بينها مدينتا إدلب وأريحا ومنطقة جبل الزاوية حرصاً على سلامة الأهالي.

وفي سياقٍ متصل، أكد رئيس لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا، باولو بينيرو، أن سوريا تشهد أكبر تصعيد للأعمال العدائية منذ أربع سنوات، مشيراً إلى أن “هناك تجاهلاً تاماً لحياة المدنيين”.

وأضاف في إحاطةٍ قدّمها إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن “عدم احترام قواعد القانون الدولي الإنساني الأساسية، منذ فترة طويلة في سوريا، لا يؤدي إلى قتل وتشويه الضحايا من جميع الأطراف في سوريا فحسب، بل أدى إلى تقويض وتآكل جوهر نظام الحماية الدّولي ذاته”.

ولفت إلى أن سوريا “لا تزالُ تُمثّل أكبر أزمة لاجئين في العالم، حيث فرّ أكثر من سبعة ملايين سوري من البلاد، ونزح أكثر من ستة ملايين داخلها”، موضحاً أن “السوريين في الخارج يريدون العودة إلى ديارهم إذا كان بإمكانهم أن يكونوا آمنين، وإذا تمكّنوا من الوصول إلى منازلهم”.

وأكد بينيرو أنه “في الوقت الحالي لا يستطيع الكثيرون العودة إلى منازلهم، فهم بحاجة إلى سبل عيشٍ مستدامة، فيما تستمرّ الظروف المعيشية للشعب السوري في التدهور بشكل مثير للقلق”.

تقرير أممي: طفل يُقتل يومياً في تصعيد نظام الأسد وروسيا شمال غربي سوريا

وفي سياقٍ متصل، كشف تقريرٌ صادرٌ عن الأمم المتحدة أن طفلاً واحداً في المتوسط يُقتل يومياً، جراء تصعيد نظام الأسد وروسيا على شمال غربي سوريا، مشيراً إلى أن أكثر من 2,300 موقع تأثر بالقصف مؤخراً، ما أدى إلى نزوح أكثر من 120 ألف شخص.

وقال ديفيد كاردين، نائب منسّق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية: “الأمر المحزن بشكل خاص هو التقارير المتزايدة عن وفيات الأطفال، أصغرهم يبلغ من العمر ستة أشهر”.

وتابع: “أُكرّر دعوتي لجميع الأطراف إلى احترام التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدّولي، خاصة فيما يتعلّق بحماية المدنيين والأعيان المدنية.. لا ينبغي بأي حال من الأحوال أن يتعرض الطفل لأضرار جانبية”.

ولفت التقرير إلى أن عدد المرافق الصحيّة المتضررة من القصف وصل إلى 43 مقارنة بـ 23 في التحديث الأخير بما في ذلك مستشفيات الأمومة والأطفال والعديد من مراكز الرعاية الصحية الأولية، وتشمل المرافق والبنية التحتية الحيوية الأخرى المتضررة 24 مدرسة وأكثر من 20 شبكة مياه.

وفي سياق متصل، قال الدفاع المدني السوري، إنّ فرقه استجابت منذ بداية العام الحالي 2023 وحتى يوم الـ22 من شهري تشرين الأوّل، لـ995 هجوماً من قوات نظام الأسد وروسيا على شمال غربي سوريا، بينها 52 هجوماً جويّاً نفّذته طائرات حربيّة روسيّة.

وأضاف التقرير أنّ مجموع الهجمات، منذ بداية العام الجاري، أدّت إلى مقتل 119 مدنياً بينهم 31 طفلاً و16 امرأةً، وإصابة 531 مدنياً بينهم 169 طفلاً و84 امرأة.

تجدّد المواجهات بين العشائر العربية و”قسد” في ريف دير الزور:

سقط قتلى وجرحى إثر تجدّد الاشتباكات بين العشائر العربية ومليشيا “قوات سوريا الديمقراطية-قسد” في عدة مناطق في ريف دير الزور.

وقالت مصادرُ محلية إن الاشتباكات دارت في مناطق أبو حردوب وذيبان والجرذي وأبو حمام بريف دير الزور الشرقي، حيث تسبّبت بمقتل وإصابة أكثر من 20 عنصراً من “قسد”، وأسر عدد أخر وإسقاط طائرة مسيّرة.

كما لفتت مصادر أخرى إلى أن مدنيين سقطوا جراء استهداف “قسد” المنازل في بلدة أبو حردوب بريف دير الزور الشرقي، وهم (علي العليوي البد الثليج – على العطالله السلامة – حمود الجميل السوادي)، إضافة إلى عدد من الجرحى.

يأتي هذا بينما كشفت صفحات محلية في دير الزور أن نحو 20 شخصاً من العشائر -الذين شاركوا في المعارك ضد “قسد” مؤخّراً- أجروا “تسوية” داخل القاعدة الأميركية في حقل العمر النفطي شرقي دير الزور.

وقالت شبكة “نهر ميديا” إنّ الأشخاص الذين أجروا “التسوية” هم من مقاتلي العشائر في بلدة الشحيل، وسبق أن انسحبوا منها عقب سيطرة “قسد” عليها، وانتقلوا إلى مناطق سيطرة نظام الأسد في بلدة بقرص.

غارة تركية تقتل مُنسّق عمليات “قسد” مع الجيش الأميركي شمال شرقي سوريا:

قُتل القيادي في مليشيا “قسد” والذي يعمل كمُنسّق للعمليات مع الجيش الأميركي والتحالف الدولي، المدعو “محمد شبلي”، جراء غارةٍ شنّتها طائرة مُسيّرة تركية في مدينة المالكية شمال شرق الحسكة.

وقالت مصادر محلية إن المسيّرة استهدفت الشبلي، المعروف باسم “شبلي ديريك”، مع مجموعة من العسكريين أمام منزله شمال مدينة المالكية، ما أسفر عن مقتله، وإصابة عناصر آخرين من “قسد”.

يأتي هذا مع استمرار القوات التركية بشنّ ضربات ضدّ مواقع مليشيا “قسد” في العديد من مناطق شمال شرق سوريا.

وفي هذا السياق، قالت وزارة الدفاع التركية إن 5 من عناصر مليشيا حزب “العمال الكردستاني” في شمالي العراق وسوريا قُتلوا في مناطق عمليتي “المخلب القفل” و”غصن الزيتون”.

الموقع الإلكتروني | مقالات الكاتب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى