سوريا في أسبوع: رفض غربي للتطبيع مع نظام الأسد
مرَّ الأسبوع الماضي بالعديد من التطورات الميدانية والسياسية المتعلّقة بالشأن السوري يُجملها لكم منتدى الحوار الشبابي في هذه الورقة مع نظرة تحليلية موجزة عن تلك التطورات.
ومن أبرز الملفات:
- رفض غربي متجدد للتطبيع مع نظام الأسد
- ماذا وراء تأجيل الاجتماع الرباعي في موسكو حول سوريا؟
- بشار الأسد يزور الإمارات وروسيا.. ما وراء ذلك؟
1- بيان غربي يطالب بمحاسبة نظام الأسد ويرفض التطبيع معه:
أصدرت الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا بياناً مشتركاً دعت فيه إلى محاسبة نظام الأسد على انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا، مشددة على أنها لن تطبع علاقاتها معه ولن ترفع العقوبات عنه.
وأضاف البيان أنه ومنذ اندلاع الثورة السورية “قتل ربع مليون مدني سوري، معظمهم على يد نظام الأسد، الذي رد مطالبات شعبه بفظائع ما تزال ترتكب حتى اليوم”.
وجددت الدول الأربع دعوتها لجميع الأطراف السورية إلى “الامتثال إلى التزاماتهم التي تنص عليها اتفاقات وقف إطلاق النار، والعمل من أجل تحقيق تهدئة مستدامة، وإتاحة وصول منظمات المساعدات الإنسانية بلا عراقيل وفي جميع الطرائق، ويشمل ذلك استمرار الإذن الذي مُنح لآلية مجلس الأمن عبر الحدود، ومعالجة الحاجة المتزايدة للمساعدة بعد مرور أكثر من 10 سنوات من الحرب وسوء المعاملة”.
ولفت البيان إلى أن الدول الأربع أقرت العديد من الإعفاءات الطارئة على عقوباتها المفروضة على نظام الأسد لمواجهة الأزمة الإنسانية، موضحة أنه “من شأن هذه الإعفاءات أن تُسهّل توصيل المساعدات الإنسانية والإغاثات إلى المناطق المتضررة من الزلازل، مع الحرص على منع استفادة نظام الأسد منها على حساب الشعب السوري”.
2- أنقرة: تم تأجيل الرباعي حول سوريا
أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن الجانب الروسي طلب تأجيل الاجتماع الرباعي حول سوريا على مستوى نواب وزراء الخارجية، وذلك بحجة عدم تمكُّنه من التحضير له بعد التشاور مع نظام الأسد.
وأضاف جاويش أوغلو: “النظام السوري كان هناك، وربما اتخذواً قراراً مشتركاً، وقالوا سنعقده لاحقاً، ونحن وافقنا، وننتظر تحديد موسكو لتاريخ الاجتماع، لأنهم هم من اقترحوا عقده وهم من سيستضيفونه”.
يذكر أنه كان من المخطط أن تستضيف موسكو اجتماعاً على مستوى نواب وزراء خارجية تركيا وروسيا وإيران ونظام الأسد في 15 و16 آذار الحالي.
وفي تعليق منه على هذا الموضوع قال الباحث في مركز الحوار السوري: د. أحمد قربي، إنه قبل الزلزال كانت هناك هرولة واندفاعة تركية واضحة حول التطبيع، وهذا الأمر بغضِّ النظر عن دوافعه الأساسية لتركيا مثل قضية الانتخابات وعودة اللاجئين ومحاربة “قسد” إلا أنه منذ ذلك الوقت فإن نظام الأسد ليس راغباً كثيراً بالانفتاح، ولا يُريد تقديم ورقة مجانية لتركيا بما يخص موضوع الانتخابات.
ولفت قربي إلى أن نظام الأسد يرغب بالتريُّث وعنده أمل بأن تصل المعارضة التركية للحكم كي تُقدِّم له تنازلات أكبر، في وقت ينشغل فيه الروس بالملف الأوكراني ولا يضعون ثقلهم الحقيقي في الموضوع.
ورأى الباحث أن نظام الأسد لديه هوامش وإدخال إيران في هذا المسار أعطاه ورقة إضافية باللعب على الحضور والتوازن الروسي الإيراني.
3- بشار الأسد يُجري زيارة جديدة للإمارات بعد زيارة روسيا:
أجرى رأس النظام بشار الأسد زيارة إلى العاصمة الإماراتية أبو ظبي، برفقة زوجته، في زيارة هي الأولى لأسماء خارج سوريا منذ عام 2011.
وقالت وسائل إعلام النظام الرسمية إن بشار الأسد توجّه إلى قصر “الوطن” في أبو ظبي لبدء المحادثات مع محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، مشيرةً إلى أن طائرة رئيس النظام رافقتها عدة طائرات حربية لدى دخولها أجواء دولة الإمارات.
وجاءت زيارة بشار الأسد إلى الإمارات، بعد عودته مباشرة من العاصمة الروسية موسكو، التي زارها لمدة ثلاثة أيام والتقى خلالها فلاديمير بوتين، وأجرى مقابلات مع عدة قنوات روسية.
ويُذكر أن دولاً عدة تسعى للتطبيع مع نظام الأسد بزعم التضامن في مواجهة كارثة الزلزال، علماً أن نظام الأسد سرق المساعدات الإنسانية ولم يصل منها للمتضررين إلا الفتات.
وفي تعليق منه على هذا الموضوع يقول الباحث في مركز الحوار السوري: أ. محمد سالم، إن هناك علاقة بين زيارة بشار الأسد لموسكو والإمارات وما طُرِحَ وما تم الحديث عنه وكشفته صحيفة “وول ستريت جورنال” حول وجود مبادرة عربية تتضمّن عدة مطالب منها تجاوب نظام الأسد في موضوع المخدرات وتخفيف النفوذ الإيراني والحل السياسي وإرسال قوات عربية.
ولفت إلى أن إدخال قوات عربية هو لمنطقة الجنوب السوري، وأن القوات أردنية أو مصرية بتنسيق مع دول الخليج ومع روسيا، مشيراً إلى أن هناك احتمالاً بأن تكون القوات الروسية والقوات العربية في تنسيق مشترك لتشكيل حائط أمام الوجود الإيراني والمليشيات الإيرانية لحماية الأردن و”إسرائيل”، وبالتالي تلتقي مصالح الدول العربية مع الأردن و”إسرائيل”، ويكون هناك إعادة تموضع أو تجلٍّ للمبادرة الأصلية التي بدأت في موضوع التطبيع العربي التي نشأت بتوافق إسرائيلي روسي.
4- القيادة المركزية الأمريكية تتهم روسيا بـ “استفزازات” في سوريا:
أكدت القيادة المركزية الأمريكية “سنتكوم” أن الولايات المتحدة سجّلت ارتفاعاً حاداً بالحركة الجوية العسكرية الروسية في سوريا خلال آذار الحالي.
وأضاف قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال إريك كوريلا، “أن المقاتلات التي تستهدف المواقع الأرضية حلّقت فوق قواعد أمريكية في محاولة منها للاستفزاز”، وذلك خلال جلسة استماع أمام لجنة القوات المسلحة التابعة لمجلس الشيوخ الأمريكي، نقلتها شبكة “CNN” الأمريكية.
واعتبر كوريلا التحليق الروسي غير متوقع “من قوى جوية محترفة”، وردًا على سؤال بشأن ما إذا كان هذا “التحليق العدواني جديداً”، أجاب كوريلا بالنفي، لكن لوحظ ارتفاع حاد منذ بداية آذار الحالي تقريباً في سوريا.