سوريا في أسبوع: ضحايا بقصف على إدلب وريف حلب.. و”إسرائيل” تُجدّد استهداف مواقع في سوريا

مرَّ الأسبوع الماضي بالعديد من التطورات الميدانية والسياسية المتعلّقة بالشأن السوري يُجملها لكم منتدى الحوار الشبابي في هذه الورقة مع نظرة تحليلية موجزة لبعض الملفات.

ومن أبرزها:
  • ضحايا مدنيّون جراء استمرار قوات نظام الأسد بالتصعيد شمال غرب سوريا
  • جولات متكررة من القصف “الإسرائيلي” على مواقع لنظام الأسد
  • هجمات على مواقع لقوات نظام الأسد و”قسد” شرق سوريا

-خسائر بشرية في مناطق شمال غربي سوريا جراء استمرار قوات نظام الأسد بالتصعيد:

تواصل سقوط الخسائر البشرية في مناطق عديدة شمال غربي سوريا جراء القصف من قبل قوات نظام الأسد والمليشيات المساندة له، في خرق لاتفاق موسكو الموقع بين تركيا وروسيا في 5 آذار 2020.

وقال الدفاع المدني السوري، إن 6 مدنيين، (3 منهم في دارة عزة، ومدنيان في قرية برج حيدر، وامرأة في قرية كباشين) قُتلوا، وأصيب11 مدنياً ( طفلان وامرأتان ورجلان في قرية كباشين، وطفل في قرية برج حيدر، و4 مدنيين في مدينة دارة عزة بينهم طفل ورضيع)، بقصف مدفعي وصاروخي من قبل قوات نظام الأسد استهدف أحياءً سكنية ومرفقاً خدمياً للكهرباء ومخبزاً ومسجداً وسوقاً في مدينة دارة عزة، وأحياء في قريتي كباشين وبرج حيدر.

كما سقط عدد من القتلى والجرحى المدنيين خلال عمليات قصف متفرقة طال مواقع أخرى في ريف حلب الغربي ومدينة إدلب وريفها طوال الأسبوع الماضي.

ولفت الدفاع المدني السوري، إلى أن فرقه استجابت منذ بداية العام الماضي 2023 وحتى 24 كانون الأول منه أيضاً، لأكثر من 1276 هجوماً من قوات نظام الأسد وروسيا والميليشيات الموالية لهم، قُتِل على إثرها أكثر من 160 شخصاً من بينهم 46 طفلاً و23 امرأة، وأصيب على إثر تلك الهجمات 688 شخصاً بينهم 218 طفلاً و96 امرأة.

-الهلال الأحمر القطري يعلن توفير أدوية لمرضى السرطان شمال سوريا:

أعلن الهلال الأحمر القطري أنه وفّر كمية من الأدوية الأساسية لمرضى السرطان في شمال غربي سوريا بقيمة مليون دولار أميركي.

وفي بيان له، قال الهلال الأحمر القطري، إنّ “هذه التوريدات جاءت ضمن مشروع جسور الشفاء والأمل، الذي نفذه في محافظة إدلب عبر مكتبه التمثيلي في مدينة غازي عنتاب التركية”، مضيفاً أن عدد المستفيدين من هذا المشروع يبلغ نحو 3,700 مستفيد مباشر، و18,500 مستفيد غير مباشر.

وتابع البيان أن “الهلال الأحمر القطري يهدف من هذه المساعدات الطبية والدوائية إلى تغطية الاحتياجات العلاجية لمرضى السرطان من النازحين والأهالي في الشمال السوري لمدة 5 أشهر”، مردفاً: “كما تهدف المساعدات أيضاً إلى توفير أجهزة ومعدات التشخيص والعلاج المبكر، وبناء قدرات 25 شخصاً من الكوادر الطبية العاملة في مراكز السرطان بالمناطق المستهدفة”.

وبحسب البيان، تم توريد 46 صنفاً من الأدوية الكيماوية والمناعية عالية الكلفة إلى مستودعات الهلال الأحمر القطري في شمالي سوريا، بالإضافة إلى توريد أجهزة تشخيص وعلاج مبكر لخدمة 3,500 مريض، حيث من المقرّر أن “يساهم المشروع في الكشف المبكر وعلاج مرضى السرطان من جميع الفئات العمرية ذكوراً وإناثاً، من خلال توفير الأجهزة التشخيصية الحديثة والأدوية العلاجية”.

-جولات متكررة من القصف “الإسرائيلي” على مواقع لنظام الأسد:

شنت “إسرائيل” عدة جولات من القصف الجوي على مواقع خاضعة لسيطرة نظام الأسد وتنتشر في بعضها مليشيات تابعة لإيران.

ومن أبرز مواقع القصف ما أوردته شبكة “السويداء 24″، مشيرة إلى أن غارة جوية استهدفت نقطة رادار تل الصحن التابعة لقوات نظام الأسد في بادية السويداء، مشيرة إلى أن القصف أدى إلى تدمير منظومة رادار وإنذار مبكر.

كما تم قصف عدة أهداف في محيطي العاصمة دمشق ومطار دمشق الدولي، إضافة لأنظمة دفاع جوي في محيط مطار النيرب العسكري في حلب.

وقالت مصادر “إسرائيلية” إنه وبعد القصف على جنوب حلب وصل إلى مطار النيرب قيادي كبير في “فيلق القدس” الإيراني يدعى رشا خزاعي، مشيراً إلى أن الخزاعي مكلّف بمتابعة ملف أنظمة الدفاع الجوي ونقل الأسلحة إلى سوريا.

سادس ضربة “إسرائيلية” خلال نحو أسبوع واحد فقط، طالت سرية المدفعية التابعة لقوات نظام الأسد في جنوبي بلدة كناكر بريف دمشق الغربي، في حين سُمعت أصوات انفجارات عنيفة من مناطق متفرقة بدمشق جراء الغارة.

في سياق آخر، قال جيش الاحتلال “الإٍسرائيلي” إنه اعترض طائرة مُسيّرة فوق سماء هضبة الجولان المحتلة، تسللت من الأراضي السورية.

وهذه الحادثة الأمنية الثالثة خلال أسبوع، التي يعلن عنها جيش الاحتلال “الإسرائيلي” في هضبة الجولان.

إلى ذلك، قال نائب رئيس ما يُسمى “مركز المصالحة” التابع لوزارة الدفاع الروسية فاديم كوليت بسوريا، إن “مقاتلتين تكتيكيتين من طراز F-16  تابعتين لسلاح الجو “الإسرائيلي”، شنّتا هجوماً على أهداف بالقرب من مدينة حلب في الـ30 من كانون الأول الفائت.

وأضاف كوليت أن الطائرتين نفّذتا الغارة “من البحر الأبيض المتوسط، من دون دخول المجال الجوي السوري، حيث أطلقتا 6 صواريخ (كروز)، من دون وقوع إصابات، بحسب ما نقلت عنه وكالة “إنترفاكس” الروسية.

وفي تعليقه على هذا الموضوع، قال الباحث المساعد في مركز الحوار السوري: نورس العبد الله، إنه لم يكن مستغرباً وجود تصعيد عمليّاتي “إسرائيلي” على المصالح الإيرانية كمليشيات وقواعد في سوريا في الفترة السابقة بناء على معطيات عديدة، من أهمها استمرار الحرب على غزة وتصعيد أدوات إيران في اليمن تُجاه المصالح “الإسرائيلية” والتصعيد المتبادل بين الولايات المتحدة والمليشيات الإيرانية في سوريا.

وأضاف أنه من الجدير ملاحظة أن كل ما يجري حتى الآن ضمن الإطار العام وليس خارجه بمعنى أنه يمثل مستوى متقدماً من المناوشات، لكنه لا يقود لتغيُّرات إستراتيجية كبيرة في قواعد الاشتباك، وهي قواعد تبدو مستمرة ما لم تحصل متغيّرات كبيرة.

-هجمات ضد مواقع لمليشيا “قوات سوريا الديمقراطية-قسد” بدير الزور:

شن مسلحون مجهولون عدة هجمات ضد مواقع وحواجز لمليشيا “قسد” في ريف دير الزور الشرقي، فيما يُرجّح ناشطو المنطقة أن يكون أبناء العشائر يقفون خلف مثل تلك الهجمات.

وقالت شبكة “عين الفرات” المحلية، إن مجهولين استهدفوا بالأسلحة الرشاشة حاجز “الرغيب” التابع لـ “قسد” بين بلدتي ذبيان والحوايج بريف دير الزور الشرقي.

وأضافت أن هجوماً آخر استهدف نقطتين لـ “قسد” في المدرسة والوحدة الإرشادية في بلدة الحوايج، تبعها إطلاق نار كثيف من قبل عناصر “قسد” باتجاه منازل المدنيين، كما هاجم مجهولون أيضاً مواقع لـ “قسد” قرب نهر الفرات في بلدة الشحيل شرقي دير الزور.

إلى ذلك، أطلق عناصر “قسد” في بلدة البصيرة النيران بشكل مكثف باتجاه الجهة المقابلة الخاضعة لسيطرة نظام الأسد غرب الفرات، فيما تجولت دوريات تابعة لـ”قسد” في شوارع بلدة الشحيل، وحذرت الأهالي من مغادرة منازلهم عقب الاشتباكات التي اندلعت في البلدة، وفق ذات المصادر.

كما نقلت وكالة الأناضول التركية عن “مصادر محلية” أن مقاتلي العشائر العربية استهدفوا نقاط تفتيش ومقار وعربات تابعة لـ”قسد” في قرى الشحيل وذيبان والكبر والجرذي وحوايج والبصيرة.

وفي تعليقه على هذا الموضوع، قال الباحث المساعد في مركز الحوار السوري: عامر العبد الله، إن هذه الهجمات تأتي بعد تهديدات عديدة أطلقها شيخ قبيلة العكيدات في سوريا إبراهيم الهفل بتكثيف الهجمات ضد مواقع “قسد” وبعد نحو شهر ونصف من إعلانه تشكيل “قيادة موحّدة” تضم كتائب وألوية من مقاتلي العشائر في منطقة شرقي سوريا بهدف قتال “قسد”.

وأضاف العبد الله أنه وبالرغم من وقوع بعض الهجمات على “قسد” في منطقة ريف دير الزور، إلا أن عمليات العشائر لم تصل بعدُ إلى المستوى الذي يُهدّد وجود “قسد” في المنطقة، عازياً ذلك للدعم الأمريكي المفتوح لـ”قسد” وطبيعة التسليح لدى العشائر وافتقارها للتنظيم العسكري، لكنه في ذات الوقت أشار إلى أن مثل تلك الهجمات تجعل “قسد” بحالة تأهب بشكل شبه دائم.

-تنظيم داعش يشن هجوماً على مواقع لقوات نظام الأسد في البادية السورية:

شنّ تنظيم داعش هجوماً على مواقع لقوات نظام الأسد في البادية السورية، مخلفاً عدداً من القتلى والجرحى بعد سيطرته على بعض المواقع لساعات.

وقالت شبكة “نهر ميديا” المحلية، إن خلايا تنظيم “داعش” انسحبت من المواقع التي سيطرت عليها في بادية بلدتي التبني ومعدان عتيق في ريف دير الزور الغربي، بعد قتل وجرح عناصر من قوات نظام الأسد والاستيلاء على سيارة ومدفع وتدمير ثلاث سيارات عسكرية.

إلى ذلك، نقل موقع “العربي الجديد” عن مصادر أن خلايا التنظيم سيطرت على ثلاث نقاط عسكرية للفرقة 17 التابعة لقوات نظام الأسد، إحداها مشتركة مع مليشيا “الدفاع الوطني” المدعومة من روسيا.

وكان الهجوم قد استهدف نقاطاً في منطقة الشيحا ضمن بادية التبني بريف محافظة دير الزور الغربي، وبادية معدان عند الحدود الإدارية بين محافظتي دير الزور والرقة شمال شرقي سوريا.

وقبل ذلك بساعات، تعرضت مواقع لمليشيا “القاطرجي” التابعة لنظام الأسد لهجوم من خلايا التنظيم في حقل الخراطة وحقل كصيبة للنفط في البادية الجنوبية بمحافظة دير الزور، وفق “العربي الجديد”، مشيراً إلى أن الهجوم أوقع خسائر بشرية وأن المواقع المستهدفة نقاط مسؤولة عن حماية الحقول والطرق المؤدية إليها.

الموقع الإلكتروني | مقالات الكاتب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى