سوريا في أسبوع: تخاذل أممي ودولي عن نجدة ضحايا الزلزال شمال غرب سوريا

عاشت سوريا وتركيا أسبوعاً صعباً بعد كارثة الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة وخلّف آلاف الضحايا، إلا أن وقع الكارثة كان أشد في مناطق شمال غربي سوريا بسبب التخاذل الأممي والدولي عن تقديم المساعدة.. نستعرض معكم في ملفنا الأسبوعي أبرز التطورات بهذا الشأن.

1- استمرار عمليات البحث تحت الأنقاض في تركيا وسوريا:

تستمر لليوم السادس على التوالي عمليات انتشال جثث ضحايا الزلزال المدمر من تحت الأنقاض في سوريا وتركيا.

وبحسب آخر أرقام الدفاع المدني السوري، فقد بلغت حصيلة قتلى الزلزال في شمال غربي سوريا 2167 قتيلاً و2950 مصاباً، فيما بلغت حصيلة القتلى في مناطق سيطرة نظام الأسد والجرحى.

أما في تركيا فوصل عدد قتلى الزلزال إلى 24617 قتيلاً.

2- الدفاع المدني: تأخر الأمم المتحدة في تقديم المساعدة “عار على جبينها”

اعتبر الدفاع المدني السوري أنّ تأخر الأمم المتحدة في تقديم المساعدة “عار على جبينها”، مطالباً بفتح تحقيق دولي حول تأخر وصول المساعدات.

وقال مدير الدفاع المدني رائد الصالح، خلال مؤتمر صحافي أمام مبنى إدارة الدفاع المدني العامة في بلدة سرمدا بمحافظة إدلب، إنه “تم تهميش شمال غربي سوريا وتقليص المساعدات عنها، والدفاع المدني تأثر بذلك”.

وأضاف: “سألت اليوم مسؤولاً في الأمم المتحدة عن سبب تأخير المساعدات، فأجاب: البيروقراطية سبب ذلك”، مشدداً على أنّ “استجابة الشعوب معنا كانت أفضل من استجابة الأمم المتحدة”.

وأوضح الصالح أنّ “أهلنا في الشمال السوري لبّوا نداء المساعدات، وقدموا آليات لمساعدتنا في عمليات البحث”، مُشيراً إلى أنّ “الدفاع المدني استأجر نحو 50 آلية من أجل القيام بعمليات البحث”، طالباً من “الأمم المتحدة الاعتذار للشعب السوري على تأخير المساعدات”.

وتساءل مدير الدفاع المدني السوري: “لماذا وصلت مساعداتكم للنظام ولم تصل لنا في شمال غربي سورية..؟”، مؤكداً أنّ “عدد الوفيات سيرتفع خلال الساعات والأيام القادمة، ولا نستطيع تقديم عدد محدد للضحايا لأن العدد سيزداد”.

3- نشطاء إعلاميون ينظّمون وقفة احتجاجية تنديداً بازدواجية معايير الأمم المتحدة:

نظّم نشطاء إعلاميون ووجهاء وسكان في ريف إدلب شمال غرب سوريا، وقفة احتجاجية تنديداً بازدواجية معايير الأمم المتحدة.

وحمّل المحتجون الأمم المتحدة مسؤولية الوضع الكارثي في مناطق شمال غرب سوريا، نتيجة التأخر في الاستجابة للكارثة التي أحدثها الزلزال الذي ضرب المنطقة، منتقدين ضخ المساعدات لنظام الأسد وتجاهل مناطق شمال غرب سوريا، التي تعاني نكبة حقيقية وتحتاج المساعدات الإنسانية والطبية بشكل عاجل.

4- مفوضية اللاجئين: 5.3 ملايين شخص باتوا مشردين بسوريا بعد الزلزال

قدّرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنّ نحو 5.3 ملايين شخص صاروا رّبما مشرّدين بلا مأوى في سوريا، بسبب الزلزال.

وقالت ممثلة المفوضية في سورية سيفانكا دهانابالا، أمام الصحافيين، إنّ المفوضية تركّز على ما يتعلّق بالملجأ والإغاثة من قبيل الخيام والأغطية البلاستيكية والبطانيات الحرارية والسجّادات الخاصة بالنوم والملابس الشتوية للمتضرّرين الذين يحتاجونها.

وأضافت دهانابالا أنّ إمدادات عدّة سُلّمت إلى مناطق شمال غربي سورية الخاضع لسيطرة المعارضة قبل الزلزال، من مناطق تخضع لسيطرة نظام الأسد.

5- برنامج الأغذية العالمي: بدء نفاد مخزوننا شمال غربي سوريا

أعلن برنامج الأغذية العالمي، بدء نفاذ مخزونه في شمال غربي سوريا، مطالباً بفتح المزيد من المعابر الحدودية من تركيا بعد الزلزال الذي ضرب البلدين.

ونقلت وكالة رويترز عن المديرة الإقليمية للبرنامج في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا الشرقية، كورين فلايشر، للصحفيين قولها إن “شمال غربي سوريا، حيث يعتمد 90 في المئة من السكان على المساعدات الإنسانية، يمثل مصدر قلق كبير، نصل للناس هناك، لكننا بحاجة لإعادة تعبئة مخزوننا”.

وأضافت: “مخزوننا ينفد ونحتاج لطريقة لجلب مخزونات جديدة. المعبر الحدودي مفتوح الآن، لكننا بحاجة إلى فتح معابر حدودية جديدة”.

وفي تعليق منها على المجريات الأخيرة، تقول الباحثة في مركز الحوار السوري: أ. كندة حواصلي، إنه من الواضح بعد أيام من الزلزال وبرود الأمم المتحدة تجاه هذه المأساة الإنسانية أنه لن يتغير شيء فيما يخص موضوع الاستجابة، وربما تحدث استجابة إنسانية متواضعة من قبل الأمم المتحدة والأطراف الشريكة بعد مدة ولكنها لن تكون حاسمة ولن تكون ذات قيمة لإنقاذ المدنيين.

ولفتت إلى أن هناك حالة من التنصل من المسؤوليات والغرق في البيروقراطية، وهو سبب تأخر دخول المساعدات، مشيرة إلى أنه كان بالإمكان استخدام الكثير من الصلاحيات والكثير من الحلول من أجل تأمين بعض الأجهزة وبعض الآليات المتعلقة بحفر الآليات الصغيرة التي يمكن شحنها.

وأضافت الباحثة: “أعتقد أن الأنظار كلها متجهة إلى الساحة التركية بسبب أن الدول تريد أن تستثمر في الأزمة الإنسانية من أجل تحالفات سياسية مستقبلية بينما هذه الدول قد لا تجد نفس الدافع أو نفس المصالح في هذا الموضوع بشمال غرب سوريا”، مشيرة إلى أنه تم الإعلان في شهر آذار المقبل عن إقامة مؤتمر مانحين بأوروبا بهدف جمع تبرعات للضحايا في سوريا وتركيا، مردفة: “ننتظر هذا الأمر لأننا نحن الآن في حالة الاستجابة الطارئة ولكن أعتقد أن ما بعد الاستجابة الطارئة سيتكشّف لدينا حجم كبير وهائل من الدمار ومن الاحتياجات التي يصعب التعاطي معها وخاصة مع وجود احتياجات هائلة مماثلة على الطرف التركي”.

وأوضحت حواصلي أن هناك شحاً في المواد الطبية في قطاع الصحة، وأزمة طحين ستظهر قريباً، إضافة لأزمة إيواء بعد أن دمر الزلزال قرابة ألفي مبنى شمال غرب سوريا، كما إن هناك أبنية آيلة للسقوط، وكل هذا يحتاج إلى تظافر دولي.

وختمت الباحثة بالقول: “نعتقد أنه علينا كسوريين أن نضغط بهذا الخصوص من أجل أن نحرج هذه الجهات الأممية ونمنعها من التخاذل أو تجاهل ما يحدث في سوريا وخاصة في شمال غرب البلاد حيث تتركز الفئات الأكثر هشاشة”.

الموقع الإلكتروني | مقالات الكاتب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى