سوريا في أسبوع: الولايات المتحدة تنقل منظومة “هيمارس” إلى سوريا

مرَّ الأسبوع الماضي بالعديد من التطورات الميدانية والسياسية المتعلّقة بالشأن السوري يُجملها لكم منتدى الحوار الشبابي في هذه الورقة مع نظرة تحليلية موجزة عن تلك التطورات من قبل عدد من الباحثين.

1- الولايات المتحدة تنقل منظومة “هيمارس” إلى سوريا وتنفي تسليمها لـ”قسد”:

كشف مسؤول أمريكي نقل بلاه منظومة صواريخ “هيمارس” عالية القدة إلى قواتها في سوريا، نافياً بذات الوقت تزويد مليشيا “قوات سوريا الديمقراطية-قسد” بها، وذلك بعد حديث وسائل إعلامية تركية عن تسليمها لـ”قسد”.

ونقل موقع “ميدل إيست آي” عن المتحدث باسم القيادة المركزية للجيش الأميركي “سنتكوم”، قوله: “نعم. يوجد منظومة صواريخ هيمارس في سوريا”، مؤكداً أن “القيادة المركزية الأميركية لا توفر المنظومة، أو التدريبات عليها، لقوات سوريا الديمقراطية”.

وأشار المتحدث الرسمي إلى أن وجود المنظومة في سوريا بهدف “حماية القوة”، وهو مصطلح يشير إلى البرامج والعمليات والإجراءات التي يصممها الجيش الأميركي لحماية الأفراد العسكريين والموظفين المدنيين وأفراد أسرهم، والمرافق والمعدات.

إلى ذلك، لم يكشف المتحدث باسم “سنتكوم” عن موقع منظومة “هيمارس في سوريا”، لكنه أشار إلى “مخاطر أمنية” تواجه 900 جندي أميركي في جميع أنحاء سوريا، بما في ذلك محافظات الرقة والحسكة ودير الزور.

وكانت وسائل إعلام تركية قالت إن الولايات المتحدة الأميركية زوّدت قواتها في سوريا بمنظومة صواريخ “هيمارس”، ومن ضمنها صحيفة “ديلي صباح” التي نقلت عن مصادر لم تسمها قولها إن المنظومة تم نقلها إلى مليشيا “قسد”.

وفي تعليق منه على هذا الموضوع، قال الباحث المساعد في مركز الحوار السوري عامر العبد الله، إنه من المستبعد أن تُسلّم الولايات المتحدة مليشيا “قسد” منظومة صاروخية متطورة مثل “هيمارس” خشية إغضاب تركيا التي تعتبر تلك المليشيات امتداداً لمليشيا “حزب العمال الكردستاني-PKK” المصنّف على لوائح الإرهاب.

وأضاف أن استقدام الولايات المتحدة منظومة “هيمارس” إلى شرق سوريا خطوة باتجاه مواجهة التهديدات المتكررة من قبل المليشيات الإيرانية التي تشنُّ بشكل متكرر هجمات صاروخية ضد قواعد التحالف الدولي بريف دير الزور، خصوصاً قاعدة حقل العمر التي تعرّضت للعديد من الهجمات، ما دفع التحالف الدولي إلى الرد على المليشيات، ويبدو أن التحالف يُخطّط لردٍّ أقسى على المليشيات فيما لو قامت بالاعتداءات ضد قواعده بالفترة المقبلة.

2- مسؤولة أمريكية تطالب الدول العربية بـ “إلزام” نظام الأسد بالقرار 2254:

قالت سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، إن بلادها توقعت من أعضاء جامعة الدول العربية إلزام نظام الأسد بالقرار 2254، داعية إلى إطلاق سراح المعتقلين في سجونه، ومشددة على ضرورة استمرار فتح معبر باب الهوى أمام دخول المساعدات الإنسانية.

وأضافت في كلمة خلال جلسة مجلس الأمن بشأن التطورات السياسية والإنسانية في سوريا، أن “نظام الأسد يواصل تصدير عدم الاستقرار إلى الدول المجاورة، وتبقى سوريا ملاذاً آمناً للجماعات المتطرفة والإرهابية، في حين لا تزال الأزمة السورية مأساة إنسانية، وتشكل تهديداً للسلم والأمن الإقليميين والدوليين”.

ولفتت إلى أن نظام الأسد “حاول باستهزاء استغلال تدفق الدعم الدولي في أعقاب كارثة الزلزال لاستعادة مكانته على المسرح العالمي، لكن مجرد الجلوس على الطاولة نفسها مثل القادة الإقليميين الآخرين لا يفعل شيئاً لمساعدة الشعب السوري”.

وأشارت إلى أنه “بينما رحبت الولايات المتحدة بإعلان نظام الأسد استمرار دخول المساعدات عبر معبري باب السلام والراعي حتى 13 آب المقبل، إلا أن الحقيقة هي أن المعاناة الإنسانية لا تحدث في زيادات لمدة ثلاثة أشهر، وسيستغرق الدمار الناجم عن الزلزال وقتاً أطول بكثير من ثلاثة أشهر للانحسار”.

وذكرت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة أنه “حتى لو فعل نظام الأسد الشيء الصحيح وأبقى معبري باب السلام والراعي مفتوحين، فإن ذلك ليس بديلاً عن أفعال مجلس الأمن، الذي يتحمل مسؤولية الاستجابة للاحتياجات الإنسانية الملحة للشعب السوري”، مؤكدة أن “التمديد لمدة 12 شهراً أمر لا غنى عنه، وهي مسألة حياة أو موت للشعب السوري”.

وفيما يتعلق بالشأن السياسي، قالت غرينفيلد إن إعلان جدة الصادر عن قمة الجامعة العربية يؤكد ضرورة قيام نظام الأسد باتخاذ خطوات عملية فعالة لحل النزاع تماشياً مع قرار مجلس الأمن رقم 2254، مضيفة أنه “نتوقع من أعضاء جامعة الدول العربية إلزام سوريا بالتزامها تجاه قرارات الأمم المتحدة”.

وأوضحت أن “إحدى الخطوات العملية التي يمكن أن يتخذها النظام هي إطلاق سراح أكثر من 130 ألف معتقل لديه في سجونه وغرف التعذيب، وكشف مصير من اختفوا أو ماتوا، كما يجب على الجهات الفاعلة الأخرى الإفراج عن المعتقلين ظلماً، وتقديم مزيد من المعلومات عنهم، بما في ذلك أولئك الذين اعتقلتهم الجماعات الإرهابية مثل داعش والنصرة”.

3- إبراهيم كالن: لا لخطة لعقد لقاء قريب بين أردوغان وبشار الأسد

قال المتحدث باسم الرئاسة التركية السابق ورئيس الاستخبارات التركي الجديد إبراهيم كالن، إنه لا توجد بالوقت الحالي خطةٌ لعقد قمةٍ بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئس النظام في سوريا بشار الأسد.

وأضاف في تصريحات تلفزيونية أن “الجهات المعنية ورؤساء أجهزة المخابرات يعملون على تطوير القضايا المتعلقة وتقدمها حتى يتم النظر في إجراء اجتماع مماثل في وقت لاحق”، ولكنه أكد أنه ليس هناك خطة لعقد اجتماع من هذا النوع في المستقبل القريب.

وأوضح كالن وجود ثلاث قضايا رئيسية تتعلق بعملية التقارب مع نظام الأسد: “القضية الأولى تتعلق بمكافحة الإرهاب واتخاذ الخطوات اللازمة لإنهاء وجود حزب العمال الكردستاني في المنطقة، والقضية الثانية تتعلق بضمان عودة اللاجئين إلى سوريا بطريقة آمنة وكريمة وعلى أساس طوعي، وضمان استمرارية هذه العملية، وتوفير بيئة اقتصادية مستدامة لهم”.

وشدّد كالن على أهمية مواصلة عمل اللجنة الدستورية والتقدُّم في العملية السياسية من خلال المفاوضات بين المعارضة السورية ونظام الأسد، داعياً إلى تعاون دولي وتعزيز الجهود وإيجاد حل لتوفير الاستقرار والأمن في المنطقة لعودة اللاجئين.

وأشار كالن إلى أن الحكومة التركية ترغب في عودة اللاجئين السوريين، إلا أنه دعا إلى “عدم نسيان أن اللاجئين هم بشرٌ أيضاً”، وأضاف: “تركيا وسوريا جارتان تاريخيتان عاشتا معا على الأرض نفسها لمئات السنين”.

وفي تعليقه على هذا الموضوع، قال الباحث في مركز الحوار السوري: أ. محمد سالم، إن فوز أردوغان وتحوّل الحكومة إلى حالة الراحة فيما يتعلّق بالشأن الانتخابي سيؤثر وأثّر أصلاً على الاندفاع التركي نحو نظام الأسد، بمعنى التخفيف من سرعة الاندفاع ومن الشروط المجحفة التي يحاول أن يفرضها نظام الأسد على تركيا.

وأضاف سالم أن تركيا لم تَعُدْ مضطرة لأن تُظهِر صور التوافق مع نظام الأسد لأهداف انتخابية، أو أن تستعجل إظهار تلك الصور، مردفاً: “لكن هذا لا يعني التخلّي عن المسار، فهو بالأصل مسار طويل لأن فيه الكثير من التفاصيل، وأتوقع استمراره”.

وتابع الباحث أن أوراق أنقرة أصبحت أقوى ولم تعد مضطرة لتقديم تنازلات لإظهار التوافق مع نظام الأسد لأن هذه الورقة كانت تحاول أن تكسبها لمنع استثمارها من قبل المعارضة التي كانت تقول إنها إذا وصلت للسلطة سوف تُنسّق مع نظام الأسد لإعادة اللاجئين.

4- تركيا تستنكر استهداف قوات نظام الأسد سفينة صيد تركية:

استنكرت الخارجية التركية استهداف سفينتين تابعتين لقوات نظام الأسد لسفينة صيد تركية كانت تبحر في المياه الدولية، حيث تسبب الحادث بإصابة صيادَين كانا على متنها وتضرر سفينة الصيد.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية تانجو بيلغيتش، إنَّ أنقرة تُدين تعرض قارب الصيد التركي “محمود جان 1″، الذي أبحر من ميناء “أضنة كاراتاش”، لإطلاق النار من قبل سفينتين تابعتين لقوات نظام الأسد في أثناء إبحارهما في المياه الدولية.

وأضاف: “نود أن نشير إلى أننا سنتابع هذا الحادث المؤسف الذي وقع في المياه الدولية وهو الآن قيد التحقيق من قبل مكتب المدعي العام في منطقة “صامنداغ”.

5- روسيا تتهم أميركا بانتهاك بروتوكولات “عدم الصدام” في سوريا:

وجّهت روسيا اتهاماتٍ إلى الولايات المتحدة الأميركية بانتهاك بروتوكولات “عدم الصدام” في سوريا.

وقال نائب رئيس ما يُسمى “المركز الروسي للمصالحة في سوريا”، أوليغ غورينوف، إن طياري القوات الجوية الأميركية انتهكوا البروتوكول، مشيراً إلى أنهم ينشطون أنظمة الأسلحة عند اقترابهم من الطائرات الروسية.

وأضاف: “تتواصل الانتهاكات الجسيمة لبروتوكولات عدم الصدام والمذكرة الثنائية بشأن السلامة الجوية في سوريا من قبل ما يسمى التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة”.

6- مقتل جنرال روسي بقصف في سوريا.. والطائرات الروسية تجدد ضرباتها في إدلب:

كشفت مصادرُ إعلامية روسية مقتل جنرال روسي يُدعى أوليغ بيشيفيستي بقصفٍ مدفعي على ريف اللاذقية.

ونشرت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي نعوات للعقيد في القوات الروسية الخاصة أوليغ بيشيفيستي، قالت فيها إن الأخير قُتل بقصف لـ “هيئة تحرير الشام” استهدف مقر عمليات قوات نظام الأسد بريف اللاذقية في 26 من أيار.

والتحق بيشيفيستي بالقوات الروسية في سوريا منذ كانون الأول من العام 2022، ويُعتبر أعلى رتبة عسكرية روسية تقتل في سوريا منذ عام 2020.

وكانت “هيئة تحرير الشام-هتش” أعلنت استهداف مقر قيادة قوات نظام الأسد في محور الجب الأحمر بريف اللاذقية الشمالي بقذائف الهاون وصواريخ الكاتيوشا.

في سياقٍ آخر، شنت الطائرات الروسية غارات جوية على عدة مناطق في شمال غربي سوريا، بعد توقف لعدة أشهر عن القصف الجوي، ما أثار مخاوف الأهالي من مواصلة القصف الروسي الجوي على المناطق المأهولة بالسكان.

وفي تعليق منه على الموضوع، قال الباحث المساعد في مركز الحوار السوري: أ. نورس العبد الله، إن “هتش” لم تكن تخطط لاستهداف شخصية روسية، ولذلك لا يمكن اعتبار الحادث تطوراً نوعياً يمهد لمواجهات شاملة، حتى في ظل وجود رد عسكري روسي بعد فترة سكون طويلة اقتصرت فيها عمليات الاستهداف على مليشيات الأسد والإيرانيين خلال الفترة السابقة.

وأضاف أن التصعيد المتبادل جاء في سياق مزاج شعبي مهيّأ لوجود عمليات عسكرية واسعة بعد حديث عن تحرير مدينة حلب، وانتهاء الانتخابات التركية، وهو ما يمكن تفسيره برغبة الحاضنة بوجود متغير عسكري على الأرض يزيل حالة الإحباط العام من المسار الإقليمي ويشكل دفعاً نحو الأمام ويحيي موجة صاعدة للثورة إن صح التعبير.

الموقع الإلكتروني | مقالات الكاتب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى