سوريا في اسبوع: على وقع المأساة .. ارتفاع مستوى التطبيع مع نظام الأسد
مرَّ الأسبوع الماضي بالعديد من التطورات الميدانية والسياسية المتعلّقة بالشأن السوري يُجملها لكم منتدى الحوار الشبابي في هذه الورقة مع نظرة تحليلية موجزة عن تلك التطورات.
1- روسيا: ترتيب اجتماع مع وزراء خارجية تركيا ونظام الأسد وإيران
كشفت وسائل إعلام روسية رسمية أن موسكو ترتّب اجتماعاً لكل من وزراء خارجية روسيا وتركيا ونظام الأسد وإيران في موسكو.
ونقلت المصادر عن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف قوله، “يوجد على جدول الأعمال الآن تنظيم اجتماع رباعي لمسؤولي الشؤون الخارجية”، مضيفاً أن “الاستعدادات جارية له”، من دون أن يحدد زمان الاجتماع والتفاصيل المتعلقة به.
وتأتي تصريحات بوغدانوف وسط خطوات عدة لتركيا للتقارب مع نظام الأسد كان أبرزها عقد اجتماع جمع وزراء الدفاع في تركيا وروسيا ونظام الأسد.
2- وفد من “الاتحاد البرلماني العربي” يزور رأس النظام بدمشق:
أجرى وفدٌ من “الاتحاد البرلماني العربي” زيارة إلى العاصمة السورية دمشق، والتقى رئيس النظام بشار الأسد.
وضم الوفد رئيس الاتحاد محمد الحلبوسي ورؤساء مجلس النواب في الإمارات والأردن وفلسطين وليبيا ومصر، إضافة إلى رؤساء وفدي سلطنة عُمان ولبنان، والأمين العام للاتحاد البرلماني العربي.
وكان رئيس الاتحاد البرلماني العربي ورئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي، أعلن تشكيل وفد من الاتحاد لزيارة نظام الأسد.
وأضاف الحلبوسي أنه “تقرّر تشكيل وفد من الاتحاد البرلماني العربي لزيارة سوريا، تأكيدا لدعمنا شعب سوريا”، مشيراً إلى أن “سوريا في الأيام الأخيرة مرت بظروف صعبة إثر الزلزال المدمر الذي أوقع أضرارا بالغة بالأرواح والممتلكات، وكل ذلك يلزمنا جميعا بالسعي والاستمرار في واجب المساندة والدعم إلى حين انجلاء تداعيات الأزمة وآثارها الصعبة”.
ودعا الحلبوسي، الدول العربية إلى اتخاذِ “قرار نهائي على جميع المستويات البرلمانية والحكومية بعودة سوريا إلى محيطِها العربي، وإلى ممارسة دورِها العربي والإقليمي والدولي بشكل فاعل، والعمل الجاد لاستقرارها وإعادة تأهيل بناها التحتية”.
يأتي هذا وسط حديثٍ يدورُ عن مبادرة عربيةٍ لإعادة تعويم نظام الأسد والتطبيع معه، خصوصاً مع زيارة رأس النظام مؤخراً إلى سلطنة عمان، فضلاً عن استقباله وزير الخارجية الأردني بدمشق.
إلى ذلك، كشف موقع “إنتلجنس أون لاين” المتخصص بالمعلومات الاستخباراتية أن وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان سيزور دمشق في وقت قريب، مشيراً إلى عملية “تطبيع سرية” تجري بين السعودية ونظام الأسد.
وفي تقرير له، قال الموقع إن المساعدات السعودية بعد كارثة الزلزال الذي ضرب المنطقة، في 6 شباط الجاري، كشفت عن عملية “تطبيع سرية” بين السعودية ونظام الأسد، حيث جرى تسليم المساعدات الإنسانية إلى مناطق سيطرة نظام الأسد عبر رجل أعمال مقرب من بشار.
وأوضح الموقع أن المساعدات التي قدمتها السعودية إلى سوريا عقب الزلزال تكشف عن تغيير موقف الرياض من نظام الأسد، مضيفاً أنها “مبادرة تمهد الطريق لمزيد من الاتصالات الدبلوماسية المباشرة”.
ووفق التقرير، فإن الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا “أتاح للسعودية فرصةً للقيام بخطوة في الوقت المناسب تجاه النظام السوري، من خلال تقديم المساعدات الإنسانية”.
3- منسقو استجابة سوريا: دول عربية تستغل الزلزال كبوابة للتطبيع مع نظام الأسد
قال فريق “منسقو استجابة سوريا” إن هناك دولاً عربية وغربية تستغلّ المساعدات التي ترسلها لإغاثة متضرري الزلزال في سوريا كبوابة للتطبيع مع نظام الأسد.
وأضاف الفريق في بيان له أن “ألمانيا والنرويج والسويد وأرمينيا، وأكثر من 28 دولة ترسل مساعدات تحت مسمى مساعدات إنسانية للمتضررين في مناطق سيطرة النظام السوري، من بينها إيران التي تستمر بنقل المعدات العسكرية تحت مسمى مساعدات إنسانية للمتضررين من الزلزال”.
وأوضح أن “أكثر من 223 طائرة وصلت إلى مطارات حلب دمشق واللاذقية وتم السيطرة عليها من قبل قوات نظام الأسد وتحويلها إلى مخازن ومستودعات لتباع فيما بعد ضمن الأسواق المحلية”.
4- عودة كبيرة لعمليات الاغتيال في درعا:
شهدت محافظة درعا مؤخراً عودة ملحوظة في عمليات الاغتيال التي يشنُّها مجهولون، وتؤدي لسقوط قتلى وجرحى.
وسجّل موقع “تجمع أحرار حوران” نحو 15 عملية اغتيال خلال هذا الشهر حتى الآن، في حين كانت المحافظة تشهد بين 30 إلى 35 عملية ومحاولة اغتيال على أقل تقدير شهرياً في فترة ما قبل الزلزال.
وذكر القيادي السابق في فصائل المعارضة “أبو عدي”، في حديث مع موقع “العربي الجديد”، أن تصاعد وتيرة هذه العمليات يأتي بعد فترة هدوء نسبية خلال كارثة الزلزال، وحتى فترة ما قبل الزلزال، وتحديداً عقب الحملات الأمنية التي قامت بها فصائل محلية ضد خلايا لتنظيم “داعش” في درعا البلد وجاسم وغيرها من المناطق نهاية العام الماضي، حيث كانت تُتهم هذه الخلايا بتنفيذ هذا النوع من العمليات بالتنسيق، غالباً، مع الأجهزة الأمنية لنظام الأسد.
5- اغتيال قيادي في تنظيم حراس الدين شمال إدلب:
قُتِل قيادي في تنظيم “حراس الدين” التابع لتنظيم القاعدة بضربة لطائرة مسيّرةٍ يُرجَّح أنها تتبع للتحالف الدولي شمال إدلب.
وقالت مصادر محلية عدة، إن شخصين مجهولي الهوية قُتلا بقصف صاروخي من طائرة مسيرة مجهولة الهوية استهدف دراجة نارية يستقلانها على طريق قاح – دير حسان في ريف إدلب الشمالي.
ولفتت المصادر إلى أن أحد القتيلين من جنسية أجنبية، ويعتقد أنه قيادي عراقي بتنظيم “حراس الدين”.
وفي تعليق منه على الضربة الجديدة، قال مساعد الباحث في مركز الحوار السوري: عامر العبد الله، إن الضربات الأمريكية بالطيران المُسيّر ليست الأولى من نوعها، بل سبقها الكثير من الضربات ضمن سياسة التحالف الدولي ملاحقة خلايا القاعدة وداعش بالمنطقة.
وأضاف أن هناك اتهامات بوجود تعاون غير معلن بين التحالف الدولي و”هيئة تحرير الشام-هتش” لتسهيل عمليات ملاحقة تلك الخلايا، خصوصاً مع مساعي الجولاني تقديم نفسه للولايات المتحدة كطرف يمكن الاعتماد عليه في ملاحقة التنظيمات المُصنّفة على لوائح الإرهاب سعياً منه لإخراج فصيله من تلك اللوائح، علماً أن التحالف لم يُظهِرْ خلال الفترة الماضية أنّ لديه رغبة في استهداف قياديي “هتش” رغم تكرار عملياته بإدلب ضد “حراس الدين” وغيرهم من الجماعات الأخرى، ما يشير لتعاون فعلي بين الجانبين.
6- إيران تعلن استعدادها لتزويد نظام الأسد بصواريخ للتصدي للضربات الإسرائيلية:
أعلنت إيران استعدادها لتزويد نظام الأسد بمنظومة صواريخ دفاع جوي بهدف التصدي للغارات الجوية الإسرائيلية.
وذكرت وكالة “تسنيم” الإيرانية على تويتر: “قريباً ستكون منظومة خرداد 15 للدفاع الجوي الإيراني، الشبح الذي يلاحق سلاح الجو الإسرائيلي في سوريا، لأنها ستصبح بحوزة الجيش العربي السوري”، بحسب وصفها.
كما ذكر التلفزيونُ الرسمي الإيراني أنه من المرجَّح أن تبيع إيران صواريخ أرض- جو لنظام الأسد لمساعدته على تعزيز الدفاعات الجوية في مواجهة الضربات الجوية الإسرائيلية المتكررة.
وفي تعليق منه على هذا الموضوع، قال الباحث في مركز الحوار السوري: د. أحمد قربي، إنه وبعد الضربة الإسرائيلية الأخيرة واستهداف وسط دمشق تحاول إيران توصيل رسالة كردة فعل أنها ستعمل على تعزيز حضورها بسوريا وأنها يمكن أن تتخذ خطوات تصعيدية ضد ما تقوم به “إسرائيل” من ضربات ضد وجودها بسوريا.