سوريا في أسبوع: واشنطن تخفف عقوبات “قيصر”.. والتصعيد يستمر شمالي سوريا
ملخص:
تصدّر إقدام الولايات المتحدة الأمريكية على تخفيف عقوبات “قيصر” واجهة الأحداث السياسية في سوريا، وذلك بعد إعلان الخزانة الأمريكية أنه تم إجراء تعديل في القانون يقضي بالسماح للمنظمات غير الحكومية بالتعامل مع عناصر من قوات نظام الأسد ومنحها مجالاً أوسع في أنشطتها، ويربط محللون هذا الإعفاء بسياق التوافقات الروسية الأمريكية التي سجلت حول الملف الإنساني في شمال غربي سوريا، حيث وافق مجلس الأمن الدولي قبل نحو 5 أشهر على تمرير المساعدات لشمال غربي سوريا عبر معبر باب الهوى لمدة 6 أشهر دون فيتو روسي، وسط ترجيحاتٍ بتوافقٍ على التمديد مدةٍ مماثلةٍ مقابل تخفيف واشنطن مزيداً من العقوبات بحجة دعم العمل الإنساني في سوريا، وهو ما يصب في صالح نظام الأسد سياسياً واقتصادياً.
وفي شمال غربي سوريا لا يزال الوضع يراوح مكانه مع استمرار التصعيد من قبل قوات نظام الأسد والطائرات الروسية ضد المناطق المدنية في أرياف إدلب وحلب، وهو ما أدى لسقوط ضحايا مدنيين، ويبدو أن هذا القصف المتكرر على مناطق إدلب ومعاودة استهداف مناطق بالريف الشمالي قرب الحدود مع تركيا يعكس رغبة موسكو في استمرار الضغط على تركيا والتأكيد على عدم استقرار مناطق نفوذها، وذلك مع استمرار الأتراك بالتمسك بمنطقة جنوب الطريق الدولي.
يأتي ذلك بالتزامن مع خفوت الأصوات التركية بشن عملية عسكرية جديدة ضد مليشيا “قسد” في شمال شرقي سوريا، وسط معاودة الطرفين التركي والروسي تسيير الدوريات المشتركة، ورغبة ملحوظة من قبل موسكو في تحصيل مكاسب جديدة من “قسد” من خلال إجراء “مسد” مفاوضات جديدة مع الروس في موسكو.
مناطق سيطرة فصائل المعارضة و”هيئة تحرير الشام-هتش”:
1- تصعيد مستمر لقوات نظام الأسد وروسيا:
استمر تصعيد قوات نظام الأسد وروسيا ضد مناطق سيطرة فصائل المعارضة شمال غربي سوريا، ويتم ذلك عبر قصف مدفعي وصاروخي على العديد من القرى والبلدات في منطقة جبل الزاوية ومناطق أخرى بريف إدلب الجنوبي، ومحاور عدة بريف حلب الغربي ما أدى لسقوط ضحايا بين المدنيين، فيما صعدت الطائرات الروسية وقصفت كذلك مناطق مدنية في مناطق سرمين وسان ومجدليا وبينين والنيرب في ريف إدلب الجنوبي والشرقي، كما طال القصف أطراف قرية تلتيتا في منطقة جبل السماق شمال غربي إدلب، ما تسبب بمقتل مدنيين وإصابة آخرين.
ويبدو أن هذا القصف الروسي المتكرر على مناطق إدلب ومعاودة استهداف مناطق بالريف الشمالي قرب الحدود مع تركيا يعكس رغبة موسكو في توصيل الرسائل إلى أنقرة بعدم رضاها عن بقاء الوضع على ما هو عليه وتأكيد عدم استقرار مناطق الانتشار التركي، وذلك مع استمرار الأتراك بالتمسك بمنطقة جنوب الطريق الدولي وعدم تقديم أي تنازل فيما يخص المطالب الروسية.
2- “حكومة الإنقاذ” تعقد اجتماعاً بحضور “الجولاني”:
عقدت “حكومة الإنقاذ” الذراع المدني لتنظيم “هيئة تحرير الشام-هتش” اجتماعاً في معبر باب الهوى بريف إدلب الشمالي، بحضور زعيم “هتش” “أبو محمد الجولاني” ، وذلك للحديث عن أزمة الخبز وارتفاع الأسعار في الشمال السوري بعد انخفاض الليرة التركية وما نجم عنه من حالة التململ والاحتقان من قبل السكان المحليين جراء غياب الدعم من قبل “الإنقاذ” عن المواد الأساسية خاصة المحروقات والخبز، رغم الموارد المالية بيد “هتش”.
ويبدو أن “الجولاني” عمل على محاولة استثمار هذا الأمر لكسب الحاضنة من خلال إصدار قرارات عدّة وتطمينات لسكان الشمال السوري، أبرزها ثبات سعر ربطة الخبز وارتفاع وزنها وملاحقة ومراقبة المتلاعبين بالأسعار في المنطقة ومعاقبة المخالفين، فيما تمخض الاجتماع بقرار “إسعافي” يتضمن تثبيت سعر ربطة الخبز بـ 2.5 ليرة تركية، بوزن 700 غرام، ضمن خطة تمثلت بدعم 40 فرن كمرحلة أولى، بمبلغ قدره 3 مليون دولار، لتنتقل بعدها لدعم باقي الأفران والتي عددها 116 في عموم مناطق إدلب، بحسب موقع “بلدي نيوز”.
3- حملة لدعم التعليم في إدلب:
أطلقت فعاليات مدنية وإعلامية حملة على مواقع التواصل بعنوان “ادعموا تعليم إدلب”، بهدف تحسين الواقع التعليمي وتسليط الضوء على واقع التعليم شمال غربي سوريا، وشارك عشرات السوريين في الحملة داعين إلى دعم القطاع التعليمي والحد من عمالة الأطفال ومحو الأمية بين السوريين في المناطق المحررة.
مناطق سيطرة مليشيا “قوات سوريا الديمقراطية-قسد”:
1- عودة المناوشات لمحيط “نبع السلام” وسط تنامي الدور الروسي:
المناوشات بين الطرفين:
عادت المناوشات بين الجيش الوطني ومليشيا “قسد” في محيط منطقة عملية “نبع السلام” شمال شرقي سوريا، إذ شن الجيش الوطني هجوماً محدوداً على مواقع لـ “قسد” في محور قرية صيدا بريف عين عيسى شمالي الرقة، واندلعت اشتباكات عنيفة بين الطرفين، كما قصفت القوات التركية والجيش الوطني بشكل متقطع مواقع ل “قسد” في منطقتي تل أبيض وعين عيسى شمالي الرقة.
وبينما صعّد الجيش الوطني ضد “قسد” في محاور عين عيسى كانت “قسد” قد صعدت في محاور الريف الشمالي لمدينة حلب، إذ استهدفت الطريق الواصل بين مدينتي اعزاز وعفرين.
عودة الدوريات المشتركة:
وبالرغم من هذه المناوشات إلا أنها تبدو محدودة غير قابلة للامتداد والتوسع إثر عدم إبداء الجانب التركي رغبة فعلية في شن هجوم بري جديد ضد “قسد”، ويتزامن ذلك مع استكمال الجانبين التركي والروسي تسيير الدوريات في مناطق سيطرة “قسد” شرق الفرات، إذ سيّرت القوات الروسية والتركية دورية مشتركة برفقة مروحيتين روسيتين بريف مدينة عين العرب، في مؤشر على عودة الأوضاع إلى ما كانت عليه في مرحلة ما قبل التهديدات التركية بشن عمل بري.
روسيا تروج لدورها في مناطق “قسد”:
كما إن مواقع روسية تحدثت عن دور ملحوظ للقوات الروسية في مناطق النفوذ الأمريكي، وقال موقع (Tvzvezda) الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية، إن “الشرطة العسكرية الروسية نفّذت دوريات في مناطق شمال شرقي سوريا الخاضعة لسيطرة القوات الأميركية عند منطقة خط الطول 40. وروجت وزارة الدفاع الروسية أن دور قواتها هو الوحيد الضامن للسلام هناك. يأتي هذا بعد فشل محاولات روسية في الأسابيع الماضية للدخول إلى مناطق جديدة في شرق الفرات بريف دير الزور، بسبب الرفض الشعبي وما تخلله من تظاهرات، وسط صمت أمريكي عن الحراك الروسي حينها.
“قسد” تتباحث مع موسكو وتؤكد أهمية الدور الروسي:
بدوره، اجتمع قائد “قوات سوريا الديمقراطية” مظلوم عبدي، بقادة “المجالس العسكرية” التابعة لها، لبحث التطورات العسكرية شمال شرقي سوريا، وكان لافتًا في البيان إشراك روسيا إلى جانب الولايات المتحدة في حل المشكلات في سوريا ومناطق شمال شرقي سوريا، رغم أن سكان تلك المناطق عبروا أكثر من مرة عن رفض الدور الروسي. جاء ذلك بالتزامن مع بحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، مع رئيسة اللجنة التنفيذية لـ”مجلس سوريا الديمقراطية” (مسد) إلهام أحمد، الأوضاع في شمال شرقي البلاد، وقالت الخارجية الروسية في بيان عقب اللقاء، إنه “جرى بحث الوضع في سوريا مع التركيز على الوضع في شمال شرقي البلاد. وأعير اهتمام خاص لمهمة تفعيل التسوية السياسية في سوريا على أساس قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، وإعادة تأهيل اقتصادها ومجالها الاجتماعي وعودة اللاجئين والنازحين وتقديم المساعدات الإنسانية للمحتاجين إليها”.
2- التحالف يُكذب إعلام نظام الأسد:
ادعى إعلام نظام الأسد أن خمسة صواريخ استهدفت قاعدة للقوات الأمريكية في مطار خراب الجير العسكري بريف الحسكة، لكن قوات التحالف الدولي نفت تعرض القاعدة لأي هجوم عسكري، وقالت المتحدثة باسم “البنتاغون”، جيسيكا ماكنولتي، في حديثها لوكالة “تاس” الروسية، إن قاعدة خراب الجير الأمريكية في الحسكة، لم تتعرض لأي هجوم خلال الساعات الماضية، وفق أحدث التقارير التي اطلعت عليها وزارة الدفاع في واشنطن.
3- خروج دفعة جديدة من نازحي مخيم الهول:
سمحت “قسد” بخروج دفعة جديدة من النازحين في مخيم الهول شرقي الحسكة إلى مناطقهم، وتشمل الدفعة 19 أسرة من نازحي ريف الحسكة، ويأتي ذلك ضمن قرار “قسد” الساعي لإخراج السوريين الراغبين بالخروج من المخيم.
4- “قسد” تشن حملات اعتقال:
جددت “قسد” شن حملات اعتقال بهدف التجنيد الإجباري في مناطق سيطرتها بريف الرقة الغربي، ووثقت مصادر محلية اعتقال عدد من الشبان بغية سوقهم إلى معسكرات التجنيد الإجباري التابعة لها.
5- انشقاق عناصر للنظام ووصولهم لمناطق “قسد”:
انشق عدد من عناصر قوات نظام الأسد واتجهوا نحو مناطق سيطرة “قسد” في ريف الرقة الغربي قرب مدينة الطبقة بعد تنسيق مسبق بين الطرفين، وبحسب شبكة “عين الفرات” فإنَّ 8 عناصر من صفوف أمن الحواجز التابع لقوات النظام في منطقة الدبسي غرب الرقة انشقوا نتيجة الخوف من القيام بجولات عبر دوريات تفقد الحواجز التي تستهدف بين الحين والآخر من قبل مجهولين.
6- الإفراج عن أسرى داعش مقابل المال:
كشفت صحيفة غارديان البريطانية أن عناصر من “قسد” مسؤولون عن السجون في شمال شرقي سوريا، أطلقوا سراح سجناء من داعش مقابل مبالغ مالية تصل إلى 8 آلاف دولار أمريكي، على أن يتعهد المفرج عنهم بمغادرة مناطق قسد.
مناطق سيطرة نظام الأسد:
1- اغتيالات متكررة.. وحملات دهم لقوات نظام الأسد في درعا:
شنت قوات نظام الأسد حملات دهم واعتقالات في العديد من مناطق ريف درعا الشرقي بحجة البحث عن “مطلوبين”، وخلال إحدى هذه الحملات تبادلت قوات النظام إطلاق النار مع 3 أشخاص رافضين للتسوية في بلدة المليحة، ما أدى لمقتلهم مع امرأة قتلت برصاصة طائشة.
يأتي هذا في وقت تتواصل فيه عمليات الاغتيال من قبل مجهولين في محافظة درعا، وأحد ضحاياها الجدد مدني قتل إثر إطلاق النار عليه في بلدة المزيريب بالريف الغربي، فيما قتل وأصيب عدد من عناصر قوات نظام الأسد إثر استهداف مجهولين سيارة عسكرية كانت تقلهم على الطريق الواصل بين مدينة نوى وبلدة الرفيد غربي درعا.
وبالرغم من تصعيد النظام إلا أنه أفرج عن 25 معتقلاً من مبنى المجمع الحكومي في مدينة درعا، وبحسب “تجمع أحرار حوران”، فإن جميع المعتقلين تم اعتقالهم عند سيطرة النظام على محافظة درعا في تموز 2018 بموجب اتفاق “التسوية”.
2- تنظيم داعش يشن هجمات في محاور مختلفة بالبادية السورية:
شن تنظيم داعش هجمات عدة ضد قوات نظام الأسد في محاور مختلفة بالبادية السورية، ومن أبرز ما تم توثيقه هجوم واسع على مواقع قوات النظام في بادية الميادين شرقي دير الزور، فيما عنصران من مليشيـا الدفاع الوطني الموالية للنظام بهجوم مسلح لداعش استهدف نقطة عسكرية قرب منطقة آثريا غربي الرقة.
كما قتل 4 عناصر من قوات نظام الأسد وأصيب آخرون جراء انفجار مخلفات حربية في حي الفيلات بمدينة دير الزور.
3- “إسرائيل” تجدد الهجمات ضد مواقع لقوات نظام الأسد:
شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي غارات على لمواقع نظام الأسد في محيط مدينة حمص من جهتها الغربية بالقرب من طريق طرابلس، فيما ادعى النظام أن القصف أسفر عن سقوط قتيلين مدنيين لكن ناشطين ومصادر محلية رجحت أن الضحايا سقطوا جراء إطلاق صواريخ من قبل دفاعات النظام خلال محاولة اعتراض الصواريخ الإسرائيلية.
كما أفادت مصادر محلية بأن طائرة مسيرة استهدفت سيارة تقل عناصر من مليشيا حزب الله العراقي في بادية المسرب بريف ديرالزور الغربي، ما أدى لمقتل عنصرين وإصابة آخرين.
4- نظام الأسد يرفع رسوم الجواز المستعجل:
أعلنت وزارة الداخلية التابعة لنظام الأسد أنه يمكن للراغبين بالحصول على خدمة جواز سفر فوري، بعد تسديد بدل خدمة ورسم بقيمة 100 ألف ليرة سورية، وذلك بغض النظر عن حجز الدور على المنصة الإلكترونية الخاصة بجوازات السفر، فيما وصف ناشطون هذا القرار بأنه يندرج ضمن قرارات سلب أموال السوريين المضطرين إلى استخراج الجواز.
5- أول مؤتمر عربي اقتصادي في دمشق وواشنطن تخفف عقوبات “قيصر”:
أعلن الأمين العام للاتحاد العربي للمدن والمناطق الصناعية سامر أحمد الحمو، أن فعاليات المؤتمر الرابع للاتحاد ستنطلق في دمشق في الـ29 من الشهر الجاري، حيث يعد أوّل مؤتمر اقتصادي عربي في دمشق بعد انقطاع دام قرابة 10 سنوات.
يأتي هذا بالتزامن مع انفتاح من قبل بعض الدول العربية تجاه نظام الأسد، فيما قال المبعوث الأميركي السابق إلى سوريا جويل ريبورن في لقاء مع “تلفزيون سوريا” إن المطبعين مع نظام الأسد سيخيب أملهم بشدة قريباً، وأكد ريبورن أن المجتمع الدولي ملتزم بعزل نظام الأسد سياسياً، كما كشف عن تحركات أميركية وتواصل مع الدول الساعية للتطبيع مع الأسد لتبلغهم برفضها هذا القرار، وأن اتفاقات التطبيع سوف تصطدم بعقوبات قانون “قيصر”.
لكن تصريحات ريبورن لا يبدو أنها مواتية للواقع الجديد، خاصة أن الخزانة الأمريكية أعلنت في الأسبوع الماضي قراراً جديداً يصب في تخفيف فواعل عقوبات “قيصر” عن النظام، وذكرت وزارة الخزانة الأميركية، أنه تم إجراء تعديل في عقوبات قانون “قيصر” يقضي بالسماح للمنظمات غير الحكومية بالتعامل مع عناصر من قوات النظام ومنحها مجالاً أوسع في أنشطتها.
ويربط محللون هذا الإعفاء بسياق التوافقات الروسية الأمريكية التي جرت حول الملف الإنساني في شمال غربي سوريا، حيث وافق مجلس الأمن الدولي قبل نحو 5 أشهر على تمرير المساعدات لشمال غربي سوريا لمدة 6 أشهر دون فيتو روسي، وسط ترجيحاتٍ بتوافق على مدة مماثلة في التصويت المقبل على أن يكون ثمنه تخفيف واشنطن عقوبات قيصر بحجة دعم العمل الإنساني في سوريا.
6- إيران تنفي الانسحاب من مطار التيفور:
نفت مصادر إيرانية، صحة الأنباء المتداولة عن انسحاب مليشياتها من مطار التيفور العسكري بريف حمص الشرقي إلى مطار الشعيرات، وذلك بعدما شاعت تلك الأنباء دون وجودٍ مصدرٍ دقيق للوقوف على حقيقتها، ولكن ناشطين ومراقبين رجحوا عدم صحة فرضية الانسحاب الإيراني من مطار التيفور، وذلك بسبب الأهمية العسكرية الكبيرة له وموقعه الاستراتيجي الذي يجعل إيران تتحكم بعقدة طرق مهمة.