
الغاز الأذربيجاني يتدفق إلى سوريا عبر الأراضي التركية وينعش آمال السوريين بتحسُّن الكهرباء
مرَّ الأسبوع الماضي بالعديد من التطورات الميدانية والسياسية المتعلّقة بالشأن السوري يُجملها لكم منتدى الحوار الشبابي في هذه الورقة.
ومن أبرز الملفات:
- الغاز الأذربيجاني يتدفق إلى سوريا عبر الأراضي التركية
- الخارجية السورية: لقاء بوتين والشيباني يشكل مرحلة انطلاق جديدة من التفاهم
- توماس باراك: الرئيس الشرع يحمل نيات صادقة وأهدافه متسقة مع أهداف واشنطن
الغاز الأذربيجاني يتدفّق إلى سوريا عبر الأراضي التركية:
بدأ تدفق الغاز الطبيعي من أذربيجان عبر تركيا إلى سوريا بتمويل من قطر لزيادة إمدادات الكهرباء اليومية، حيث تبلغ طاقته اليومية 6 ملايين متر مكعب ويمكن أن تصل كمية الغاز المنقول عبر هذا الخط وفقاً لوكالة الأناضول إلى ملياري متر مكعب سنوياً.
ومن المقرر أن يستخدم هذا الغاز لتوليد الكهرباء في محطة توليد الكهرباء بالغاز الطبيعي في حلب، وتحويله إلى ما يقارب 1200 ميغاوات من الكهرباء.
وقال وزير الطاقة السوري، محمد البشير، إن تدشين خط النقل الإقليمي للغاز الذي يربط سوريا بأذربيجان مروراً بالأراضي التركية “يشكل خطوة استراتيجية على طريق تعزيز أمن الطاقة في سوريا”.
وأضاف في تصريحات خلال افتتاح خط النقل الإقليمي للغاز الذي يربط سوريا بتركيا، وبدء تزويد البلاد بالغاز الأذربيجاني، أن الخط سيمكّن من توريد 6 ملايين متر مكعب من الغاز يومياً إلى سوريا.
وتابع أن الخط يسهم بشكل مباشر في تحسين التغذية الكهربائية وزيادة ساعات التشغيل في محطات التوليد، ما ينعكس إيجاباً على الواقع الاقتصادي والمعيشي، ويدعم جهود عودة المهجرين إلى مناطقهم.
وذكر البشير أن المرحلة الأولى من المشروع ستشهد توريد نحو 3.4 ملايين متر مكعب من الغاز يومياً، ضمن اتفاق تعاون مدعوم بمساهمة كريمة من دولة قطر، مشيراً إلى أن هذه الكمية ستُمكّن من زيادة إنتاج الطاقة بمقدار 750 ميغا واط، مما سينعكس بشكل مباشر على تحسين التغذية الكهربائية بإضافة نحو أربع ساعات تشغيل إضافية يومياً، الأمر الذي سيدعم عجلة التنمية ويحرك الصناعة والاقتصاد.
بدوره.. قال وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي ألب أرسلان بيرقدار، إنه يمكن تصدير ما يصل إلى ملياري متر مكعب من الغاز الطبيعي إلى سوريا سنوياً عبر هذا الخط، موضحاً خلال مراسم الاحتفال بهذه المناسبة في ولاية كيليس، أن هذه الكمية ستُلبّي احتياجات خمسة ملايين أسرة سورية من الكهرباء.
ولفت إلى أن تركيا تقوم بتصدير الكهرباء إلى سوريا عبر ثماني نقاط مختلفة، مرجحاً زيادة قدرة التصدير بنسبة 25% أولاً وإلى أكثر من الضعف لاحقاً.
وأعرب بيرقدار عن شكره لسوريا وأذربيجان وقطر لمشاركتها في المشروع، مشيراً إلى أن تركيا تزود مناطق عفرين وإدلب بالطاقة الكهربائية منذ 2017.
وأضاف: “نُصدّر حالياً الكهرباء إلى سوريا من ثماني نقاط مختلفة، في البداية، سنزيد طاقتنا التصديرية بنسبة 25 %، ثم سنضاعفها بأكثر من الضعف مع إضافة خطوط ربط جديدة”، وتابع: “عند اكتمال الربط، ستصل طاقتنا إلى 861 ميغاوات، ما يُلبّي احتياجات 1.6 مليون أسرة سورية من الكهرباء”.
من جانبه، قال إلشاد نصيروف نائب رئيس شركة النفط الأذرية (سوكار) لوكالة رويترز، إن أذربيجان ستصدر 1.2 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً إلى سوريا من حقل شاه دنيز للغاز في بحر قزوين، والذي تديره شركة بي.بي.
وقال وزير الاقتصاد الأذربيجاني ميكائيل جباروف إن المشروع جاء بعد اتفاقات في إبريل/ نيسان ويوليو /تموز بين رئيس أذربيجان إلهام علييف والرئيس السوري أحمد الشرع.
وكان صندوق قطر للتنمية أعلن البدء بالمرحلة الثانية من دعم الطاقة الكهربائية، بطاقة استيعابية تبلغ 800 ميغاوات، وأوضح الصندوق في بيان أن المرحلة الثانية ستبدأ بتاريخ 2 أغسطس/آب 2025 وتستمر لمدة عام كامل، بإمدادات الكهرباء وذلك من أذربيجان إلى سوريا مروراً بتركيا، حيث سيتم استقبال الإمدادات ابتداء من محطة حلب وسيتم توزيعها على المدن والأحياء المختلفة بسوريا.
وسيسهم هذا الدعم في رفع عدد ساعات تشغيل الكهرباء إلى 5 ساعات يومياً، بما يعادل تحسناً بنسبة 40 % يومياً لأكثر من 5 ملايين مشترك في سوريا، كما يعزز استدامة الطاقة في المناطق التجارية والخدمية والمصانع. ونُفذت المرحلة الأولى من المشروع، بطاقة استيعابية بلغت 400 ميغاوات، حيث ساهمت بشكل ملحوظ في استقرار الشبكة الكهربائية، ودعم القطاع الصناعي، ورفع عدد ساعات التشغيل في المناطق الحيوية من 16 إلى 24 ساعة يومياً.
هذا وأشاد المبعوث الأميركي إلى سوريا توماس باراك، بقرار دولة قطر تمويل تزويد سوريا الكامل بالغاز الطبيعي الأذربيجاني.
وأضاف في منشور على منصة إكس: “نتقدم بجزيل الشكر لدولة قطر على تمويلها الكامل لمبادرة الغاز الحيوية لسوريا”، مشيراً إلى أنه “ابتداءً من الثاني من آب الجاري، سيُزوّد الغاز الطبيعي الأذربيجاني، المُرسَل عبر تركيا، 800 ميغاواط من الكهرباء، ما يُنير 5 ملايين منزل في سوريا”.
وأكد باراك أنها خطوةٌ فعّالة نحو الإغاثة والاستقرار في لحظة حرجة، وبادرةٌ جريئةٌ من قطر وقيادتها على الشراكة والصداقة.
وصول أولى رحلات الخطوط الجوية التركية إلى مطار حلب بعد انقطاع قرابة 14 عاماً:
أعلنت الهيئة العامة للطيران المدني في سوريا وصول أولى رحلات الخطوط الجوية التركية إلى مطار حلب الدولي قادمة من مطار إسطنبول، وعلى متنها 140 راكباً.
وقال رئيس الهيئة، عمر الحصري، عبر منصة “إكس”، إن “هذا الحدث يشكل محطة مهمة في جهود الهيئة العامة للطيران المدني لإعادة تنشيط الربط الجوي بين الجمهورية العربية السورية والعالم، وتعزيز موقع حلب على خريطة النقل الجوي الإقليمي”.
وأضاف الحصري أن “مطار حلب الدولي سيشهد خلال الأيام القادمة، وصول رحلات لشركات طيران جديدة ضمن خطة متكاملة لتوسيع شبكة الرحلات ودعم الحركة الاقتصادية والسياحية”.
الخارجية السورية: لقاء بوتين والشيباني يُشكّل مرحلة انطلاق جديدة من التفاهم السياسي والعسكري بين البلدين
قالت وزارة الخارجية السورية إن اللقاء الذي جمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، يشكل انطلاق مرحلة جديدة من التفاهم السياسي والعسكري بين البلدين، تقوم على احترام السيادة السورية ودعم وحدة الأراضي السورية.
وفي بيان لها، قالت إدارة الإعلام في الخارجية السورية إن “الرئيس بوتين شدد على رفض روسيا القاطع لأي تدخلات إسرائيلية أو محاولات لتقسيم سوريا، وأكّد التزام موسكو بدعم سوريا في إعادة الإعمار واستعادة الاستقرار”.
وأضاف البيان أن “وزير الخارجية الشيباني أكد التزام سوريا بتصحيح العلاقات مع روسيا على أسس جديدة تراعي مصالح الشعب السوري وتفتح آفاق شراكة متوازنة”، موضحاً أن “سوريا شددت خلال اللقاء على التزامها بحماية جميع أبنائها بمختلف مكوناتهم، وعلى ضرورة معالجة إرث النظام السابق، سياسياً وبنيوياً، بما يخدم مستقبل سوريا”.
ورأى البيان أن “اللقاء يمثّل مؤشراً سياسياً قوياً على بدء مسار إعادة العلاقات السورية الروسية بما يعزز التوازن الإقليمي ويخدم تمكين الدولة السورية”.
وختمت إدارة الإعلام في وزارة الخارجية بيانها بالقول إن سوريا “تُحذّر من التدخلات الإسرائيلية التي تدفع البلاد نحو الفوضى، وتؤكّد أن أبوابها مفتوحة لكل من يحترم سيادتها ووحدتها ويحافظ على أمنها واستقرارها”.
مجلس الأمن القومي التركي: ندعم الحكومة السورية في مساعيها لوحدة البلاد
شدد مجلس الأمن القومي التركي على استمرار دعم تركيا للحكومة السورية في مساعيها لضمان وحدة البلاد وسلامتها واستقرارها، مؤكداً أن وقف التهديدات والأنشطة الانفصالية يشكل أولوية.
وأضاف في بيان أصدره المجلس عقب اجتماع شارك فيه الرئيس رجب طيب أردوغان أن المجلس “ناقش باستفاضة التطورات في سوريا، مع الأخذ في الاعتبار تداعيات الأحداث الجارية بالمنطقة”، مؤكداً استمرار دعم تركيا للحكومة السورية في جهودها الرامية إلى ضمان وحدة البلاد وسلامة أراضيها واستقرارها.
وشدّد على أن “إحباط جميع الأنشطة الانفصالية والهدامة، ومنع الهجمات وعمليات الاحتلال التي تستهدف سيادة سوريا، التي يُراد جرها مجدّداً إلى دوامة جديدة من العنف والفوضى، تشكل أولوية قصوى لتركيا”.
من جانبها، أكدت وزارة الدفاع التركية متابعتها “عن كثب” لمسار دمج “قسد” في الجيش السوري الجديد، وذلك بموجب التفاهم المعلن بين الرئيس السوري أحمد الشرع ومظلوم عبدي زعيم “قسد” في 10 من آذار 2025.
وأوضحت الوزارة، خلال مؤتمرها الصحفي الأسبوعي في أنقرة، أن الاتفاق ينص على إتمام عملية الدمج قبل نهاية العام، مضيفة أن تركيا تراقب تطورات هذا المسار ميدانياً.
مظلوم عبدي: متفقون مع الحكومة السورية على وحدة البلاد بجيش واحد وعلم واحد
قال قائد “قوات سوريا الديمقراطية – قسد”، مظلوم عبدي، إنه يوجد اتفاق مع الحكومة السورية على وحدة البلاد بجيش واحد وعلم واحد وإن قواته ستكون جزءاً من وزارة الدفاع.
وأضاف عبدي في مقابلة تلفزيونية أن قنوات الاتصال مع الحكومة السورية مفتوحة بشكل يومي، وأن اللقاء مع الرئيس أحمد الشرع كان إيجابياً، نافياً تلقيه أي عرض من الحكومة لتولي منصب جديد.
وتابع أن “بعض المؤسسات السيادية يجب أن تبقى مركزيتها في العاصمة دمشق”، مؤكداً أن “سوريا سيكون لها جيش واحد، لا جيشان، ضمن مركزية عسكرية واحدة”، نافياً وجود أي دور لتركيا في موضوع الحوار مع الحكومة السورية، معتبراً أن السعودية “يمكنها أن تلعب دوراً إيجابياً إذا دخلت كوسيط، خصوصاً بعد دورها الكبير في رفع العقوبات عن سوريا”.
من جانبه، قال المتحدث باسم وفد “الإدارة الذاتية” في مفاوضاته مع الحكومة السورية، ياسر السليمان، إن الحديث عن وجود اتفاقية “استلام وتسليم” مع دمشق غير دقيق، مشدداً على أن الهدف هو دمج المؤسسات في إطار السعي لتحقيق وحدة سوريا.
وتابع السليمان وفق ما نقل عنه موقع “نورث برس” المقرب من “قسد”، أنه شارك في الاجتماع الذي عُقد بمدينة الحسكة على مدار يومين، بحضور قائد “قسد” مظلوم عبدي، وممثلين عن مؤسسات مدنية وعسكرية، إلى جانب عدد من الشيوخ والاتحادات والنقابات.
وأوضح أن الاجتماع ناقش آراء الحضور وركّز على ضمان مستقبل أبناء المنطقة الذين عملوا مع “الإدارة الذاتية”، من خلال الحصول على ضمانات بعدم التعرّض لهم، والحفاظ على حقوقهم.
وتابع: “لا يوجد شيء اسمه استلام وتسليم، واتفاق العاشر من آذار ينص على دمج المؤسسات، لا على التسليم، وذلك في إطار تحقيق الوحدة السورية”.
وزارة الداخلية: اعتقال لواء طيار في النظام المخلوع في حلب
أعلنت وزارة الداخلية السورية إلقاء القبض على اللواء الطيار في النظام المخلوع عماد نفوري، وذلك أثناء محاولته استخراج أوراق مزورة تمهيداً للهروب خارج البلاد، حيث كان متوارياً في أحد الأبنية السكنية بمدينة حلب.
وأوضحت الوزارة: “يُعدّ المجرم من أبرز الضباط المتورطين في قصف المدن والقرى السورية الثائرة، حيث شغل العديد من المناصب، أبرزها قائد اللواء 17 الجوي، ومدير إدارة العمليات الجوية، ورئيس أركان القوى الجوية”.
كما ارتبط اسم نفوري بتنفيذ العديد من الغارات الجوية التي خلّفت مجازر بحق المدنيين، بما فيها استهداف مسقط رأسه مدينة النبك، وفق الوزارة.
وأشارت الوزارة إلى أنه سيُقدَّم إلى القضاء المختص لاستكمال الإجراءات القانونية بحقه.
توماس باراك: الرئيس الشرع يحمل نيات صادقة وأهدافه متسقة مع أهداف واشنطن
قال المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توماس باراك، إن الرئيس السوري، أحمد الشرع، يحمل نيات صادقة، وأهدافه في سوريا متسقة مع أهداف الولايات المتحدة.
وأضاف باراك أن إيران تشكل تحدياً لسوريا والولايات المتحدة، مشيراً إلى أن الرئيس دونالد ترامب كان محقاً في رفع العقوبات عن دمشق، وأنه يتم رفعها شيئاً فشيئاً في حين تتم مراقبة سير الأحداث في سوريا.
وشدد باراك على أن الأمن والاستقرار في سوريا يأتي من إشراك جميع الأطراف والأطياف ضمن مشروع الدولة السورية، لافتاً إلى أن الرئيس الشرع أوضح أنه “لا ينظر إلى إسرائيل كعدو”، “لكن إسرائيل ترى منطقة منزوعة السلاح جنوبي سوريا من متطلبات أمن حدودها”، وفق باراك.
وأكد المبعوث الأميركي إلى سوريا أن “هدف واشنطن الأول هو تجنّب التصعيد بين سوريا وإسرائيل، ومن ثم ستسعى للتطبيع والسلام بينهما”.
الأمم المتحدة: إدخال قافلة إنسانية مشتركة إلى السويداء بمساعدة الحكومة السورية
أعلنت الأمم المتحدة إدخال قافلة إنسانية مشتركة إلى محافظة السويداء بمساعدة الحكومة السورية بهدف تلبية الاحتياجات العاجلة للسكان المتضررين من التدهور الأمني الأخير.
وقال تقرير مكتب الأمم المتحدة لتنسیق الشؤون الإنسانیة (أوتشا)، إن القافلة ضمت 40 شاحنة محملة بمساعدات منقذة للحياة، شملت مواد غذائية، وأدوية أساسية مثل الإنسولين، ومستلزمات طبية، إلى جانب وقود ومياه نظيفة ومواد نظافة شخصية ومستلزمات إيواء، إضافة إلى معدات لدعم عمل المستشفيات والمخابز والبنية التحتية للكهرباء.
كما تضمنت القافلة إمدادات أساسية للعائلات النازحة ولفرق الأمم المتحدة العاملة في المحافظة، وذلك في ظل تصاعد كبير في الاحتياجات الإنسانية بعد نزوح أكثر من 175 ألف شخص خلال الأسابيع الأخيرة.
بدوره، قال منسق الأمم المتحدة المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية في سوريا، آدم عبد المولى: “أود أن أعبر عن خالص امتناني للحكومة السورية المؤقتة على تعاونها البنّاء في تسهيل عبور هذه القافلة”.
وأردف: “كما نثمن دعم الحكومة في وقت سابق لتأمين إجلاء موظفي الأمم المتحدة وعائلاتهم من السويداء بشكل آمن ومنظم، وهو ما يعكس التزامًا مشتركًا بحماية المدنيين وضمان إيصال المساعدات الإنسانية وفق المبادئ”.
وأكد عبد المولى التزام الأمم المتحدة بالعمل مع جميع الأطراف المعنية لضمان استمرار وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المجتمعات المتضررة، وتوسيع نطاق الاستجابة في السويداء وفي عموم سوريا، حيث لا تزال الاحتياجات الإنسانية في مستويات حرجة، وفق ما أورد التقرير.