
الرئيس الشرع يزور قطر والإمارات.. واتفاق سوري أردني لتشكيل مجلس تنسيق أعلى
مرَّ الأسبوع الماضي بالعديد من التطورات الميدانية والسياسية المتعلّقة بالشأن السوري يُجملها لكم منتدى الحوار الشبابي في هذه الورقة.
ومن أبرز الملفات:
- الرئيس السوري أحمد الشرع يُجري زيارة إلى الإمارات وقطر
- نيويورك تايمز: واشنطن بدأت بخفض وجودها العسكري شمال شرقي سوريا
- سوريا والأردن تتفقان على تشكيل مجلس تنسيق أعلى يشمل قطاعات استراتيجية
الرئيس السوري يزور قطر ويشيد بدعمها للسوريين طيلة سنوات الثورة:
عبّر الرئيس السوري، أحمد الشرع عن شكره لدولة قطر، مُشيداً بمواقفها الثابتة تجاه الثورة السورية، والدعم الذي قدّمته للسوريين طوال السنوات الماضية.
وأضاف الشرع في رسالة موجّهة إلى أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في ختام زيارته إلى الدوحة: “أتقدّم بجزيل الشكر والتقدير لأخي سمو الأمير تميم بن حمد آل ثاني، على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة اللذين حظيت بهما خلال زيارتي لدولة قطر الشقيقة”.
وتابع: “لن ننسى لدولة قطر موقفها الصادق ودعمها الثابت للشعب السوري”، مشدداً على أن تعزيز علاقات التعاون والتكامل بين سوريا وقطر يُعد ركناً أساسياً في ترسيخ الاستقرار ودفع عجلة الازدهار لشعبي البلدين.
يأتي ذلك بعدما زار الرئيس السوري، أحمد الشرع دولة قطر، والتقى خلالها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وبحثا عدداً من ملفات التعاون الثنائي بين البلدين وسبل تعزيز العلاقات.
وخلال الجلسة التي عُقدت في الديوان الأميري، أعرب أمير قطر عن تطلُّعه في أن “تُسهم هذه الزيارة في دفع مسيرة التعاون بين البلدين إلى آفاق أوسع”، في حين أكّد الشرع حرص سوريا على “تطوير العلاقات الثنائية وتعزيز التنسيق المشترك بما يخدم مصالح البلدين”.
من جانبه، قال الشيخ تميم: “سعداء بزيارة أخي الرئيس الشرع، وبمباحثاتنا التي شملت مجموعة واسعة من أوجه التعاون الثنائي في شتى المجالات”.
وأضاف أن “العلاقات الأخوية بين بلدينا الشقيقين في تطوّر ونماء كبيرين، بفضل حرصنا المشترك على تعزيزها وتطويرها”.
وأكد أمير قطر “العمل معاً من أجل الارتقاء بالعلاقات إلى المستوى المأمول، الذي يخدم المصالح المشتركة للبلدين”، معرباً عن أمله في أن يُسهم ذلك “في تحقيق تطلُّعات الشعب السوري الشقيق في الاستقرار والازدهار والتنمية”.
الشيباني: زيارة الشرع للإمارات حققت إنجازات عظيمة
قال وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، إن الزيارة التي أجراها الوفد السوري برئاسة الرئيس أحمد الشرع إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، حققت إنجازات وصفها بـ”العظيمة”.
وقال الشيباني في تغريدة على منصة “إكس”: “بجهود فخامة الرئيس أحمد الشرع، تحقّقت اليوم إنجازات عظيمة في دولة الإمارات، خاصة في مجالات الاستثمار، واستئناف حركة الطيران، وتعزيز العلاقات الثنائية في كافة المجالات”.
من جانبها، قالت وكالة الأنباء الإماراتية إن رئيس الدولة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بحث مع رئيس الجمهورية العربية السورية، أحمد الشرع، العلاقات الأخوية بين البلدين وسبل تعزيز تعاونهما المشترك.
وأفادت الوكالة بأن الجانبين استعرضا عدداً من القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وتبادلا وجهات النظر بشأنها.
وتابعت الوكالة أن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان جدد تأكيده موقف دولة الإمارات الثابت تجاه دعم وحدة سوريا وسيادتها وسلامة أراضيها، مشدداً على أن استقرار سوريا وتعزيز أمنها هو مصلحة للمنطقة كلها، مؤكداً أن دولة الإمارات “لن تدّخر جهداً في تقديم كل ما تستطيع من دعم إلى سوريا وشعبها الشقيق خلال الفترة المقبلة”.
الخطوط الجوية السورية تستأنف رحلاتها إلى الإمارات:
أعلنت الخطوط الجوية السورية استئناف رحلاتها الجوية إلى دولة الإمارات العربية المتحدة بعد توقف دام عدة أشهر.
وفي منشور لها على فيس بوك، قالت المؤسسة إنها تعمل حالياً على استكمال الترتيبات الفنية واللوجستية اللازمة، بالتنسيق مع الهيئة العامة للطيران المدني السوري ونظيرتها في دولة الإمارات، تمهيداً لاستئناف الرحلات المباشرة بين البلدين الشقيقين.
وأشارت المؤسسة إلى أنه سيُعلَن قريباً جدول الرحلات الرسمي، بما في ذلك مواعيد التشغيل الأولى وتفاصيل الوجهات، فور استكمال بروتوكول التشغيل واعتماد الموافقات التنظيمية النهائية.
يذكر أن الرحلات الجوية بين سوريا والإمارات توقفت في يناير/كانون الثاني الماضي، عقب إقلاع طائرة سورية تقل 145 مواطناً من مطار دمشق الدولي إلى مطار الشارقة، وهي الأولى التي تقلع من مطار دمشق بعد سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول 2024.
نيويورك تايمز: واشنطن بدأت بخفض وجودها العسكري شمال شرقي سوريا
كشفت مصادر أمريكية أن الولايات المتحدة بدأت بخفض وجودها العسكري في شمال شرقي سوريا، وتُخطّط لإغلاق ثلاثٍ من قواعدها الصغيرة في المنطقة.
ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مسؤولَينِ أميركيينِ رفيعي المستوى، أن العملية ستشمل إغلاق ثلاث قواعد عسكرية: “القرية الخضراء” التي تقع في حقل العمر النفطي، و”الفرات” في حقل كونيكو للغاز، وقاعدة “خراب جير” الأصغر حجماً والمتمركزة في محافظة الحسكة.
وأوضحت الصحيفة -بحسب المسؤولين- أن هذا التحرك أسفر عن خفض عدد القوات الأميركية من نحو 2000 إلى 1400 جندي، مشيرين إلى أن “القادة العسكريين سيعيدون تقييم الوضع بعد 60 يوماً”، مع توصية بالإبقاء على ما لا يقل عن 500 جندي في المنطقة لاحقاً.
وعلى الرغم من تشكيك الرئيس الأميركي دونالد ترامب في جدوى استمرار الوجود العسكري الأميركي في سوريا، فإن قرار تقليص القوات الذي بدأ يوم الخميس الماضي جاء “بناءً على توصية من القادة الميدانيين”، كما حصل على موافقة كل من وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) والقيادة المركزية.
وبحسب الصحيفة، فإنه رغم تراجع التهديدات التي كانت تُمثّلها الميليشيات المدعومة من إيران والقوات الروسية، فإن الولايات المتحدة ترى في تنظيم “داعش” خطراً مستمراً، خصوصاً في شمال شرقي سوريا.
وتشير التقديرات الاستخبارية الأميركية إلى أن التنظيم يسعى إلى استغلال سقوط نظام الأسد لتنفيذ هجمات جديدة، إضافة إلى تحرير عناصره المعتقلين.
وأضافت الصحيفة أن واشنطن تعتبر أن الحكومة السورية الجديدة قد تُمثّل شريكاً محتملاً في محاربة “داعش”، بعد أن أظهرت مؤشرات إيجابية، من بينها إحباط ثمانية مُخطّطات للتنظيم في دمشق، استناداً إلى معلومات استخبارية أميركية.
ومن المتوقع أن تُجري إدارة ترامب مراجعة شاملة للسياسة الأميركية تجاه سوريا، وقد يشمل ذلك تقليصاً إضافياً أو حتى انسحاباً كاملاً للقوات، بحسب ما أوردته تقارير سابقة من “NBC News” و”Al-Monitor”.
وأشارت الصحيفة إلى أن غياب التعيينات في المناصب الأساسية المعنية بالشرق الأوسط داخل مجلس الأمن القومي والبيت الأبيض ووزارتي الخارجية والدفاع “يُعيق إنجاز هذه المراجعة الشاملة” للسياسة الأميركية في سوريا.
وفي تعليقه على هذا الموضوع، قال الباحث في مركز الحوار السوري: أ. نورس العبد الله إنه وفي ظل الظروف الحالية يأتي تنفيذ انسحاب جزئي للقوات الامريكية بشكل يحمل دلالات أكبر ويرتبط برؤية واشنطن للوضع في سوريا، وبالتالي فإن الانسحاب الجزئي يفتح الباب من حيث المبدأ فقط لانسحاب كامل وللمُضيّ قُدماً في تنفيذ الاتفاق بين “قوات سوريا الديمقراطية-قسد” والحكومة السورية، ومن جانب آخر ارتباط ذلك بالتفاهمات التركية الأمريكية حول سوريا.
وأضاف العبد الله أن الانسحاب الأمريكي الجزئي يُعدّ مؤشراً إيجابياً لكنه ليس قطعياً بأن الموقف الأمريكي أصبح ثابتاً بهذا الاتجاه، بمعنى أن التغييرات في الإقليم كتقدُّم أو تراجع المواجهة مع ايران والقرار الخاص بتقييد العقوبات .الخ تُشكل عوامل مؤثرة.
روسيا: نُجري حواراً مع الحكومة الانتقالية السورية وقواتنا لا تزال في مواقعها بسوريا
قال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، إن القوات العسكرية الروسية في سوريا لا تزال متمركزة في مواقعها.
وأضاف في تصريحات نقلتها وكالة “نوفوستي” الروسية، رداً على سؤال بشأن وجود القوات العسكرية الروسية الحالي في سوريا، أن “حواراً يجري بين روسيا والحكومة الانتقالية”.
وأردف: “كما تعلمون، زار مبعوثنا الخاص سوريا، وتحدث الرئيس فلاديمير بوتين مع رئيس المرحلة الانتقالية أحمد الشرع”.
وذكر الدبلوماسي الروسي أن “قواتنا العسكرية موجودة حيث كانت دائماً.. نحن نتحدث مع السوريين، مع الحكومة السورية الحالية”.
من جانبه، قال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، إن روسيا مهتمة بتعزيز علاقاتها مع السلطات الجديدة في سوريا، مشدداً على تمسُّك موسكو بوحدة الأراضي السورية.
وأوضح المتحدث باسم الكرملين أن روسيا “مهتمّة بإقامة علاقات بناءة مع السلطات السورية الجديدة، وتواصل الحوار مع مختلف الأطراف الفاعلة في المنطقة”، مضيفاً: “نرغب في أن تحافظ سوريا على وحدة وسلامة أراضيها”.
أردوغان: لن نسمح بزعزعة استقرار سوريا أو تقسيمها
شدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على أن كل من يعيق السلام والاستقرار الدائمين في سوريا سيجد أنقرة وحكومة دمشق في مواجهته.
وأضاف في تصريحات عقب اجتماع الحكومة التركية، أن “تركيا ستواصل منح الأولوية للعدالة والسلام والدبلوماسية في ظل تصاعد التوترات وظهور أزمات جديدة في المنطقة”.
وأكد أن عودة سوريا إلى ما قبل سقوط نظام المخلوع بشار الأسد “احتمال مستبعد”، مضيفا أن “عهداً جديداً بدأ في سوريا منذ ذلك التاريخ”.
وتابع أردوغان: “لن نسمح بزعزعة استقرار سوريا ولن نسمح بتقسيمها عبر إنشاء ممر إرهابي في شمالها، ولن نسمح بتقسيم هذا البلد عبر إقامة ممرات أخرى”.
وأردف: “بدلاً من اختبار مدى صبر تركيا فيما يتعلق بالقضية السورية، ينبغي لبعض الأطراف أن تقدر صداقتها، وأن تُعدّل خطابها وسياساتها وفقاً لذلك، وأن تتصرف كدولة، وليس كتنظيم”.
وأشار إلى أنه “مع تعافي سوريا وتحقيق الاستقرار والسلام فيها فإن الرابح سيكون المنطقة بأكملها”، مؤكداً أن “كل تطور وكل أزمة وكل مشكلة في منطقة الشرق الأوسط تهم تركيا بشكل مباشر وتؤثر على اقتصادها وأمنها”.
وأكد الرئيس التركي أن بلاده “تبذل جهوداً مكثفة لضمان استمرار التغيير في المنطقة في الاتجاه الإيجابي”، محذراً من أنه “لا ينبغي لأحد أن ينظر إلى موقفنا الهادئ والمتزن تجاه الاستفزازات على أنه ضعف”.
يذكر أن الرئيس السوري، أحمد الشرع، اجتمع مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، في لقاء ثنائي على هامش منتدى أنطاليا، تناول العلاقات الثنائية وعدداً من القضايا الإقليمية والدولية.
وأعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن امتنانه لإحباط “محاولات نشر الفوضى مجدداً في سوريا”، مؤكداً أهمية استمرار الاستقرار في البلاد.
سوريا والأردن تتفقان على تشكيل مجلس تنسيق أعلى يشمل قطاعات استراتيجية:
أعلنت سوريا والأردن الاتفاق على تشكيل مجلس تنسيق أعلى يشمل في عضويته قطاعات استراتيجية، من بينها الطاقة، الصحة، الصناعة، التجارة، النقل، الزراعة، المياه، تكنولوجيا المعلومات والاتصال، التعليم، والسياحة، على أن يعقد أولى اجتماعاته خلال الأسابيع المقبلة.
جاء ذلك خلال زيارة نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي إلى دمشق، حيث استقبله الرئيس السوري أحمد الشرع.
وبحسب وكالة الأنباء الأردنية فإن الصفدي نقل تحيات العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ورسالة شفوية أكد فيها “الحرص على تعزيز العلاقات الأخوية بين البلدين، ودعم الأردن لسوريا وأمنها واستقرارها، والوقوف معها في عملية إعادة البناء”.
وبعث الرئيس السوري تحياته إلى الملك عبد الله، وشدد على “عمق العلاقات الأخوية بين البلدين”، مثمناً دعم الأردن، ومؤكداً حرص سوريا على “تطوير علاقاتها مع المملكة في مختلف المجالات، وبما يخدم الشعبين والبلدين الشقيقين”.
وأجرى الصفدي محادثات موسّعة مع وزير الخارجية والمغتربين السوري أسعد الشيباني، تناولت متابعة مخرجات القمة التي جمعت الملك عبد الله الثاني والرئيس الشرع في عمّان بتاريخ 26 شباط الماضي.
وأكد الوزيران خلال لقائهما “تفعيل التعاون في جميع المجالات”، واعتماد “آليات عملية للارتقاء بالعلاقات إلى أفضل المستويات”، وذلك في إطار عملية “التواصل والتنسيق المستمرة”.
واتفق الوزيران على تشكيل مجلس تنسيق أعلى يشمل في عضويته قطاعات متعددة، من بينها الطاقة والصحة والصناعة والتجارة والنقل والزراعة والمياه وتكنولوجيا المعلومات والاتصال والتعليم والسياحة، وعلى أن يعقد المجلس أولى اجتماعاته خلال الأسابيع المقبلة.
من جهته، أكد الشيباني على “ترابط الاستقرار بين البلدين”، وحرص سوريا على أمن المملكة، ورفضها المساس بأمنها وسلامتها، مشدداً على أهمية تعزيز التعاون في المجالات الأمنية، خاصة “مكافحة تنظيم داعش الإرهابي، والإرهاب بكل أشكاله، وتهريب المخدرات والسلاح”.
80 منظمة إنسانية تصدر بياناً تطالب فيه “إسرائيل” بوقف عملياتها في سوريا:
أصدرت 80 منظمة إنسانية دولية بياناً طالبت فيه “إسرائيل” بوقف عملياتها العسكرية داخل سوريا، ودعت المجتمع الدولي إلى حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، وفق ما ذكر موقع “تلفزيون سوريا”.
وقالت المنظمات في بيان لها، إن تصعيد الهجمات “الإسرائيلية” ضد سوريا “يلحق الضرر بالمدنيين، ويفاقم المعاناة، ويعيق جهود التعافي”، مضيفة أن توغل “إسرائيل” البري في الأراضي السوري “خرق واضح لاتفاقية فض الاشتباك، وانتهاك للمبادئ الأساسية لميثاق الأمم المتحدة”.
وأوضح البيان أن الضربات “الإسرائيلية” رغم أنها وقعت بشكل متقطع لأكثر من عقد من الزمان، فإن وتيرة الضربات ونطاقها ازدادا بشكل ملحوظ في الأشهر الأخيرة، بما في ذلك من خلال استخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة بالسكان.
وأشار البيان إلى أن هجمات “إسرائيل” على المناطق المكتظة بالسكان في سوريا أدت إلى مقتل وإصابة مدنيين، معتبرة أنها “قد ترقى إلى انتهاكات للقانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان”.
ولفت البيان إلى أن “أفعال إسرائيل في سوريا تُقوّض بشكل مباشر الأنشطة الإنسانية وجهود التعافي وإعادة الإعمار والاستقرار في مرحلة حرجة يمرّ بها السوريون”، مشيراً إلى أن سوريا “واجهت سنوات من الصراع والنزوح الجماعي والدمار الاقتصادي والمعاناة الإنسانية الهائلة، ولا يزال شعبها يتحمّل العبء الأكبر”، وأن “هذه الموجة من الهجمات تُشكل جزءاً من نمط أوسع من التوغل والاحتلال الذي لا يزال يُزعزع استقرار سوريا والمنطقة ككل”.
ودعت المنظمات جميع الأطراف على “الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي، بما في ذلك مبادئ التمييز والتناسب والضرورة”، مؤكدة على أهمية حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية في جميع الأوقات.
وطالبت المنظمات الإنسانية الدولية المجتمع الدولي بـ “اتخاذ إجراءات فورية ومنسقة لمنع المزيد من التصعيد، وضمان المساءلة عن الانتهاكات، وضمان وقف دائم للعنف”، مشددة على أن “أي مسار نحو السلام يجب أن يرتكز على القانون الدولي، وأن يحركه الالتزام بحماية المدنيين”.
رويترز: السعودية تخطط لسداد الديون المتأخرة على سوريا في البنك الدولي
نقلت وكالة رويترز عن ثلاثة مصادر وصفتها بـ “المطلعة” أن المملكة العربية السعودية تخطط لسداد الديون المتأخرة على سوريا لدى البنك الدولي، في خطوة من شأنها أن تمهد الطريق للموافقة على منح بملايين الدولارات لدعم إعادة الإعمار والقطاع العام السوري المتعثر.
وأوضحت الوكالة أن هذه الخطط التي لم يُكشف عنها سابقاً تُعدّ أول حالة معروفة لتقديم السعودية تمويلاً لسوريا منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد، وقد تشكل بداية دعم جوهري من دول الخليج العربي، بعد تعثر محاولات سابقة أبرزها مبادرة قطرية لتمويل رواتب موظفي الدولة.
ورفض متحدث باسم وزارة المالية السعودية تأكيد أو نفي هذه المعلومات، وقال في تصريح لوكالة رويترز: “لا نعلق على التكهنات، لكن نُصدر إعلانات عندما تصبح رسمية”.
ولم يصدر أي تعليق من المكتب الإعلامي للحكومة السعودية، ولا من البنك الدولي أو الحكومة السورية حتى الآن.
وتبلغ المتأخرات المستحقة على سوريا للبنك الدولي نحو 15 مليون دولار، وهي عقبة أساسية أمام إمكانية حصولها على أي منح أو مساعدات مستقبلية من المؤسسة المالية الدولية.
وقال مصدران مطلعان إن البنك الدولي ناقش إمكانية تمويل مشاريع لإعادة تأهيل شبكة الكهرباء المتضررة في البلاد، بالإضافة إلى دعم رواتب موظفي القطاع العام، لكن جهوداً سابقة لسداد هذه الديون، تضمنت مقترحاً باستخدام أصول سورية مجمّدة في الخارج، لم تنجح، بحسب شخصين مطلعين على التفاصيل للوكالة.
وأشار تقرير للوكالة إلى أن سوريا سترسل سوريا وفداً رفيع المستوى إلى واشنطن لحضور الاجتماعات السنوية الربيعية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي في وقت لاحق من هذا الشهر، في أول زيارة لمسؤولين سوريين إلى الولايات المتحدة منذ الإطاحة بنظام الأسد.
لكن يبقى من غير الواضح ما إذا كان هذا الوفد سيجري أي لقاءات رسمية مع مسؤولين أميركيين، في ظل استمرار العقوبات الأميركية الصارمة.
الدفاع التركية: إطلاق آلية عدم التصادم مع إسرائيل لا يعني تطبيع العلاقات
شددت وزارة الدفاع التركية على أن آلية “عدم التصادم” التي أُطلقت مع “إسرائيل” لا تندرج ضمن إطار عملية تطبيع العلاقات بين الجانبين، بل تهدف فقط إلى ضمان تنفيذ الأنشطة العسكرية في سوريا بطريقة آمنة ومنضبطة، وتفادي وقوع صدام مباشر بين الطرفين.
وأضاف بيان صادر عن الوزارة خلال الإحاطة الإعلامية الأسبوعية، أن الآلية جاءت في سياق خطوات لتقليل احتمالات التصعيد العسكري بين الطرفين على الأراضي السورية، مردفاً: “الآلية لا تمثل تطبيعاً، بل هي بنية اتصال وتنسيق تهدف إلى منع حدوث اشتباك مباشر بين تركيا وإسرائيل، وتوفير بيئة آمنة ومضبوطة لتنفيذ الأنشطة العسكرية في سوريا”.
وقال مستشار الصحافة والعلاقات العامة والمتحدث باسم الوزارة العميد البحري زكي أكتورك إن أول اجتماع تقني حول هذه الآلية عُقد في أذربيجان، موضحاً أن الهدف منها هو منع التصعيد، والحفاظ على الاستقرار في المنطقة.
وقال في هذا السياق: “أنشئت هذه الآلية لتجنب وقوع حوادث غير مرغوب بها في سوريا، ومنع التصعيد، وتبادل المعلومات بين الجانبين حول العمليات الميدانية”.
وأكد أكتورك، أن الجهود مستمرة لإرساء بيئة السلام الدائم وتأمين العودة الآمنة والطوعية في مناطق العمليات العسكرية شمالي سوريا، مشيراً إلى أن عمليات تدمير الأنفاق تحقق نتائج لافتة، حيث تم منذ بدء العمل في 8 كانون الثاني 2025، اكتشاف وتدمير أنفاق بطول نحو 66 كيلومتراً في منطقة تل رفعت، و55 كيلومتراً في منبج.
وفي سياق آخر، شدد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، على أن بلاده لن تدعم أي شكل من أشكال البنية الفيدرالية في سوريا، وتتوقع من جميع العناصر المسلحة، بما في ذلك “قوات سوريا الديمقراطية”، نزع سلاحها والاندماج في الجيش الوطني.
وأكد أنه “لن يكون هناك أي هيكل اتحادي في سوريا، ولن يتم التسامح مع أي تشكيل مسلح خارج الجيش الوطني السوري”، معتبراً أن “إدراج الأكراد في الدستور السوري كأعضاء مؤسسين أمر مهم بالنسبة لتركيا”.
إعادة أكثر من 14 ألف معلم إلى وظائفهم في وزارة التربية بعد فصلهم بسبب مشاركتهم بالثورة:
أُعيدَ أكثر من 14 ألف معلّم إلى وظائفهم في وزارة التربية السورية بعد فصلهم تعسفياً خلال السنوات الماضية بسبب مشاركتهم في الثورة.
وأعلنت وزارة التنمية الإدارية عن القوائم الأولى التي جرى الانتهاء من دراسة ملفاتها في وزارة التربية، وتشمل 14,646 حالة.
وطلبت الوزارة من جميع المعلمين الواردة أسماؤهم في القوائم مراجعة مديريات التربية المختصة، بهدف استكمال الإجراءات الإدارية اللازمة للعودة إلى وظائفهم، مشيرة إلى أنها تواصل التنسيق مع باقي الوزارات والمؤسسات لمتابعة ملفات حالات الفصل المماثلة، ومعالجتها بشكل تدريجي خلال المرحلة المقبلة.
وكانت الوزارة أعلنت مؤخراً بدء تنفيذ إجراءات إعادة العاملين المفصولين من قبل النظام المخلوع بسبب مشاركتهم في الثورة، في إطار التزام الحكومة بمعالجة آثار المرحلة السابقة وإنصاف المتضررين.
وأكد وزير التنمية الإدارية، محمد السكاف، في تصريح لوكالة الأنباء السورية (سانا)، أن الوزارة استكملت دراسة الملفات المقدّمة من العاملين في وزارة التربية، موضحاً أن عدد الطلبات بلغ 22,644، وأنه تم الانتهاء من معالجة 14,646 ملفاً منها حتى الآن.
وأردف: “يجري حالياً التنسيق مع باقي الوزارات لمعالجة الحالات المشابهة، بما يضمن إعادة الحقوق إلى أصحابها وفق جدول زمني واضح”.