سوريا في أسبوع: انتقادات للتطبيع مع نظام الأسد بذريعة كارثة الزلزال
مرَّ الأسبوع الماضي بالعديد من التطورات الميدانية والسياسية المتعلّقة بالشأن السوري يُجملها لكم منتدى الحوار الشبابي في هذه الورقة مع نظرة تحليلية موجزة عن تلك التطورات.
1- غير بيدرسن يتعهّد بدعم السوريين المتضررين من الزلزال شمال غربي سوريا:
تعهّد المبعوثُ الأممي إلى سوريا، غير بيدرسن، بدعم السوريين المتضرّرين من الزلزال في شمال غربي سوريا، مشدداً على ضرورة “عدم تسييس الاستجابة لحالات الطوارئ”.
جاء ذلك خلال لقاء أجراه بيدرسن مع رئيس هيئة التفاوض السورية، بدر جاموس، والرئيس المشترك للجنة الدستورية، هادي البحرة، في مدينة إسطنبول.
وأضاف بيدرسن في تغريدة عبر “تويتر”، أنه قدّم التعازي في خسائر الأرواح، وتعهّد بالمساعدة في التغلب على التحديات التي لا تزال تواجه السوريين المتضررين من الزلزال في شمال غربي سوريا وتركيا، مؤكداً ضرورة “العمل لضمان المزيد من الدعم للسوريين في جميع المناطق”.
وفي تعليقٍ منها على هذا الموضوع، قالت الباحثة في مركز الحوار السوري: أ. كندة حواصلي، إنه وعلى الأغلب يُفهم من تعليق بيدرسن أن هناك جزءاً من المساعدات سيأتي لشمال غربي سوريا ولكن من غير المعروف ما هي الوسيلة التي ستدخل فيها تلك المساعدات، مردفة: “هل ستكون الحكومة التركية هي المشرفة على تقديم المساعدات؟، خاصة أن هناك إشاعة تتحدث عن أنه سيتم توزيع كروت مثل كرت الهلال الأحمر لمساعدة المتضررين في الشمال، أو أن هذا الدعم المقصود سيدخل عبر مناطق نظام الأسد، وهذا يعني تعرُّضَه للنهب والسلب كالعادة”.
2- المعابر الحدودية السورية مع تركيا تفتح أبوابها للسوريين المتضررين من الزلزال:
أعلنت معظم المعابر الحدودية بين تركيا وسوريا فتح أبوابها أمام اللاجئين السوريين في تركيا بزيارة بلادهم، بعدما تضرروا من الزلزال.
وقالت إدارات معابر باب السلامة وباب الهوى وتل أبيض وجرابلس إنه يمكنُ للسوريين في الولايات المتضررة من الزلزال زيارة بلادهم على ألا تقل مدة الزيارة عن شهر.
يُذكر أن معبر جرابلس الحدودي أتاح للسوريين في كل الولايات زيارة بلادهم وليس فقط في الولايات المتضررة، وشمل بالزيارة حاملي بطاقة الحماية المؤقتة والجنسية المزدوجة وكذلك حاملي الإقامات.
يأتي ذلك في خطوة من الجانب التركي لتخفيف العبء عن السوريين في مناطق الجنوب الذين تضرروا من الزلزال، ولم يعد بوسهم البقاء في تركيا بسبب الظروف الحالية وصعوبة حصول فئة من المتضررين على مسكن بديل.
3- كبير الجمهوريين في مجلس الشيوخ الأمريكي: نظام الأسد يستخدم الزلزال كفرصة لإعادة التأهيل
أكّد كبيرُ الجمهوريين في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي، السيناتور الجمهوري جيم ريتش، أن بشار الأسد يستخدم مأساة الزلزال كفرصة لإعادة التأهيل.
وفي تغريدة عبر “تويتر”، قال السيناتور ريتش، إنه “أمر مثير للاشمئزاز أن يستخدم نظام الأسد مأساة الزلزال في سوريا كفرصة لإعادة الانضمام إلى المجتمع الدولي”، مضيفاً أن “الأسد مجرمُ حربٍ، ولا يزال السوريون يعانون تحت سلطته”.
وأضاف العضو في لجنة العلاقات الخارجية أنه يجب ألا يكون هناك تخفيف للعقوبات المفروضة على نظام الأسد، مشيراً إلى أن المساعدات الإنسانية معفاة أصلاً من العقوبات.
وكان العضوان الجمهوريان البارزان في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي، رئيس اللجنة مايكل ماكول، والعضو البارز جيم ريتش، أصدرا بياناً رداً على “الترخيص العام” الذي أصدرته وزارة الخزانة الأميركية بشأن السماح بجميع المعاملات المتعلقة بالإغاثة من الزلزال لمدة 6 أشهر، والتي كانت محظورة بموجب لوائح العقوبات المفروضة على نظام الأسد.
وأعرب المشرعان الأميركيان عن “القلق البالغ” من سماح إدارة الرئيس جو بايدن بالتعامل المباشر مع نظام بشار الأسد، محذّرة من أن التعامل مع نظام الأسد تحت غطاء المساعدات الإنسانية يُمثّل “صفعة في وجه السوريين”.
4- الخارجية الأمريكية: نشجع المساعدات لكن لا ندعم التطبيع مع نظام الأسد
أكدت وزارة الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة تُشجّع جميع بلدان العالم على إيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا، لكنها لا تدعم تطبيع العلاقات مع نظام الأسد.
وأضاف المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، أنّ واشنطن “تُشجّع جميع الأطراف على تنحية الخلافات جانباً، حتى نتمكن من التركيز على تقديم الدعم الإنساني للشعب السوري، الذي هو في أمس الحاجة إليه”.
وتابع: “نظراً لأننا نركز على الضرورة الإنسانية، فإننا ندرك أيضاً أنه لا يوجد كيان واحد فعل أكثر من النظام السوري لتدمير الشعب السوري، لذلك بينما نوازن الضرورات الإنسانية التي تنتظرنا، فإننا ندرك تماماً المأزق الإنساني الذي يعيشه الشعب السوري، كما إننا ندرك سبب وجودهم في مثل هذه الضائقة الإنسانية الأليمة”.
5- وزير الخارجية الأردني يزور دمشق لأول مرة منذ عام 2011:
أجرى وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، زيارة إلى دمشق اليوم، لتكون الأولى من نوعها منذ انطلاق الثورة السورية عام 2011.
والتقى الصفدي رأس النظام بشار الأسد، ووزير الخارجية، فيصل المقداد، موضحًا أن زيارته “كانت محطة لبحث العلاقات الثنائية بين الأردن والنظام، وبحث الجهود المبذولة للتوصل إلى حل سياسي يُنهي الأزمة وينهي هذه الكارثة”.
وأضاف الصفدي أن الأردن يقف إلى جانب الشعب السوري في هذه الكارثة، لافتًا إلى استمرار الطائرات والشاحنات الأردنية التي توصل المساعدات إلى دمشق، كما سيتم إرسال مساعدات أردنية إلى حلب وذلك بالتنسيق مع الأمم المتحدة، “حتى تصل إلى جميع السوريين المتضررين”، حسب قوله.
6- مقتل العشرات من جامعي الكمأة شرق حمص.. من المسؤول عن المجزرة؟
قُتِل العشرات من العاملين بجمع الكمأة في بادية السخنة بريف حمص الشرقي، حسب ما أعلنت وسائل إعلام نظام الأسد الرسمية.
وقالت وكالة “سانا”، إن 53 شخصاً قُتلوا على يد عناصر “داعش” في أثناء جمعهم فطر الكمأة جنوب شرقي مدينة السخنة، فيما قال مدير “الهيئة العامة لمشفى تدمر الوطني” وليد عودة إن جثامين 53 شخصاً وصلت إلى المشفى وتبيّن بعد الكشف عليها، أن الوفاة ناتجة عن طلقات نارية في الرأس.
من جانبها، ذكرت صحيفة “الوطن” المقربة من النظام أن القتلى هم 45 مدنياً، بينهم نساء وأطفال ما دون الخامسة عشرة، والـ 8 الباقون هم عسكريون وعناصر شرطة.
إلى ذلك، قال مساعد الباحث في مركز الحوار السوري: عامر العبد الله، إن هناك شكوكاً حول الجهة الضليعة بالعملية، خاصة أن بادية السخنة تنشط فيها مليشيات إيران بشكلٍ كبير وتُضيّق على رعاة الأغنام.
ولفت العبد الله إلى أنهُ من غير المستبعد أن تكون مليشيات إيران هي المسؤولة عن المذبحة، خاصة أنها سبق ونفّذت جرائم قتل كثيرة بحق جامعي الكمأة ورعاة الأغنام في مناطق متفرقة من البادية السورية بهدف سلبهم أرزاقهم وتهجيرهم، خاصة بادية حمص والرقة، حيث راح ضحية تلك العمليات العشرات من المدنيين طوال السنوات الماضية، في وقتٍ كانت تَنْسِبُ فيه وسائل إعلام نظام الأسد المسؤولية بتلك الجرائم لتنظيم “داعش”، ما يُؤكّد أن التنظيم ليس بالضرورة المتهم الوحيد عن المجزرة الأخيرة.