مباحثات سورية سعودية في الرياض.. ومليشيات “قسد” تقتل مدنيين في منبج
مرَّ الأسبوع الماضي بالعديد من التطورات الميدانية والسياسية المتعلّقة بالشأن السوري يُجملها لكم منتدى الحوار الشبابي في هذه الورقة.
ومن أبرز الملفات:
- وفد سوري يزور السعودية تلبية لدعوة من الرياض
- وزير الخارجية الفرنسي يزور دمشق رفقة نظيرته الألمانية
- مليشيات “قسد” تقتل عدداً من المدنيين في منطقة منبج شرقي حلب
وفد سوري يزور الرياض تلبية لدعوة من المملكة:
أجرى وزير الدفاع السعودي، خالد بن سلمان، مباحثات مع وفد الإدارة السورية الجديدة الذي زار الرياض حول سُبُل دعم العملية الانتقالية في سوريا.
والتقى ابن سلمان الوفد السوري الذي ضم وزيرَي الخارجية أسعد الشيباني، والدفاع مرهف أبو قصرة، ورئيس جهاز الاستخبارات العامة أنس خطاب في العاصمة السعودية الرياض.
وقال وزير الدفاع السعودي في منشور عبر منصة إكس: “عقدتُ لقاءً مثمراً مع وزيري الخارجية والدفاع، ورئيس الاستخبارات في الإدارة السورية الجديدة”.
وأضاف: “بحثنا مستجدات الأوضاع في سوريا، وسبل دعم العملية السياسية الانتقالية بما يحقق تطلعات الشعب السوري الشقيق، ويضمن أمن واستقرار سوريا ووحدة أراضيها”.
وتابع ابن سلمان قائلاً: “عانى إخواننا وأخواتنا في سوريا سنوات من الحروب والدمار والوضع المعيشي الصعب، وآن الأوان أن تستقر سوريا وتنهض وتستفيد مما لديها من مقدرات، وأهمها الشعب السوري الشقيق، حفظ الله سوريا وحماها من كل الشرور”.
يذكر أن الشيباني وصل إلى الرياض تلبية لدعوة وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، حيث تُعدّ هذه الزيارة الخارجية الأولى للوزير الشيباني بعد تشكيل حكومة تصريف الأعمال في سوريا، عقب الإطاحة بنظام الأسد في 8 كانون الأول الماضي.
واستقبل نائب وزير الخارجية السعودي، وليد بن عبد الكريم الخريجي، الوفدَ السوري، الذي ضم إلى جانب وزير الخارجية، وزيرَ الدفاع مرهف أبو قصرة، ورئيس جهاز الاستخبارات العامة أنس خطاب، لدى وصولهم إلى مطار الملك خالد الدولي بالرياض.
وقال وزير الخارجية السوري إنه “من خلال هذه الزيارة الأولى في تاريخ سوريا الحرة، نطمح إلى أن نفتح صفحة جديدة ومشرقة في العلاقات السورية السعودية تليق بالتاريخ العريق المشترك بين البلدين”.
السعودية وقطر ترسلان طائرات مساعدات إغاثية إلى سوريا
أعلن مركز الملك سلمان للإغاثة وصولَ عددٍ من طائرات الإغاثة ضمن الجسر الجوي السعودي الذي يُسيّره المركز إلى مطار دمشق الدولي لمساعدة الشعب السوري.
وأشار المركز إلى أن هذه المساعدات تأتي في “إطار الدور الإنساني للمملكة العربية السعودية ممثّلة بذراعها الإنساني مركز الملك سلمان للإغاثة لمساعدة الدول الشقيقة والصديقة في مختلف المحن والأزمات، وامتداداً لنهج المملكة الراسخ بدعم العمل الخيري والإنساني في أنحاء العالم”.
وذكر المتحدث باسم مركز الملك سلمان للإغاثة أن الجسر الإنساني السعودي “جوي بري”، حيث ستصل شحنات جوية يومياً عبر مطار دمشق الدولي.
وتابع: “سنُرسل قريباً شاحنات محمّلة بالوقود إلى سوريا عبر الأردن، ونعمل على الوصول بسوريا إلى مرحلة التعافي المبكر ثم إعادة الإعمار”، مشيراً إلى تنسيق المركز مع “السلطات الجديدة في سوريا فيما يخص المساعدات”، قائلاً: “نعلم بثقل أزمات الكهرباء والغذاء والصحة في سوريا، لذلك نركز عليها”.
وأكد المستشار في الديوان الملكي والمشرف العام على مركز الملك سلمان، عبد الله بن عبد العزيز الربيعة، أن هذا الجسر الجوي الإغاثي سيتبعه جسر بري خلال الأيام القليلة المقبلة لتقديم مزيد من الإغاثة العاجلة للسوريين.
وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الخارجية القطرية تسييرَ جسر جوي يحمل مساعدات إنسانية إلى سوريا، تأكيداً على وقوفها إلى جانب الشعب السوري الذي أسقط نظام بشار الأسد.
وأكد مستشار رئيس مجلس الوزراء والمتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، أن زيارة الوفد القطري إلى سوريا تجسد الموقف الثابت لدولة قطر منذ بداية الثورة السورية، والمتمثل في تقديم الدعم الكامل للشعب السوري على الصعيدين السياسي والإنساني.
وأضاف الأنصاري أن “الدعم القطري الذي استمر دون انقطاع على المستويين الإنساني والسياسي، يهدف إلى تحقيق التغيير المنشود، والمتمثل بالخروج من نظام الأسد القمعي، الذي انتهك حقوق الإنسان والإرادة الشعبية السورية”.
وزير الخارجية الفرنسي يزور دمشق رفقة نظيرته الألمانية:
أكد وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، نية بلاده إعادة بعثتها الدبلوماسية إلى سوريا قريباً”، مؤكداً دعم باريس لتطلُّعات الشعب السوري في “انتقال سياسي سلمي”، وذلك في تصريحات له خلال أول زيارة إلى سوريا منذ سقوط المخلوع.
وقال بارو، خلال لقائه قادة الكنائس المسيحية السورية في دمشق: “باريس تدعم تطلعات السوريين بشأن انتقال سياسي سلمي”، مشيراً إلى أن البعثة الدبلوماسية الفرنسية ستعود قريباً إلى سوريا، دون تقديم جدول زمني محدد.
وأضاف في منشور عبر إكس: “نريد تعزيز عملية انتقالية سلمية في سوريا تخدم الشعب والاستقرار الإقليمي”، موضحاً أن فرنسا وألمانيا “تقفان معاً إلى جانب الشعب السوري بكافة أطيافه”.
ورافق بارو في زيارته إلى دمشق نظيرته الألمانية أنالينا بيربوك والتي قالت: “نريد كأوروبيين دعم انتقال سلمي وشامل للسلطة ومصالحة مجتمعية وإعادة الإعمار بسوريا”، وأردفت: “يجب أن يشارك الجميع في عملية صياغة الدستور وفي حكومة سوريا المستقبلية”.
وتابعت وزيرة الخارجية الألمانية: “ندعم سوريا في طريقها ونعلم أنه سيكون طريقاً صعباً”.
وتأتي زيارة بارو إلى سوريا بعد أيام من دعوة وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، الاتحاد الأوروبي إلى إعادة فتح سفاراته في دمشق، خلال لقائه القائم بأعمال الاتحاد ميخائيل أونماخت.
وقال الشيباني: “نريد تعزيز العلاقات الدبلوماسية مع الاتحاد الأوروبي وفتح صفحة جديدة بعد سقوط النظام السابق”.
وفي سياق متصل، أكد وزير الخارجية البلجيكي برنارد كوينتين، أن بلاده ستدعم الإدارة الجديدة في دمشق لإعادة إعمار سوريا.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي هاكان فيدان في العاصمة أنقرة، أوضح فيه كوينتين، أن بلاده ستدعم جهود تركيا والإدارة الجديدة في دمشق لإعادة إعمار سوريا، وفق وكالة الأناضول.
وأوضح أن بلجيكا تريد دعم الحكومة الجديدة في دمشق، وأنها أرسلت الأسبوع الماضي ممثلها الخاص إلى الشرق الأوسط للقاء الإدارة السورية الجديدة.
وأضاف كوينتين، أنهم مستعدون لدعم وحدة أراضي سوريا وحماية الأقليات وإقامة نظام في إطار القانون الدولي. وقال: “نعلم أن تركيا تدعم ذلك أيضاً، ونريد دعم مساهمتها في سوريا”.
وأضاف: “نريد دعم العودة الطوعية للسوريين، وسنواصل دعم تركيا لإعادة إعمار سوريا”.
مليشيات “قسد” تقتل عدداً من المدنيين في منطقة منبج شرقي حلب:
أقدمت مليشيات “قوات سوريا الديمقراطية-قسد” على قتل عائلةٍ كاملةٍ في منبج بريف حلب الشرقي، وفقاً لما وثقته الشبكة السورية لحقوق الإنسان.
وقالت الشبكة إن محمد خليل الأيوب وزوجته فطومة وابنهما سليمان، وهم من أبناء قرية القشلة جنوب شرقي مدينة منبج في ريف محافظة حلب الشرقي، قُتلوا يوم 30 ديسمبر 2024 جراء إطلاق الرصاص عليهم بشكل مباشر من قِبَل عناصر تابعين لـ”قسد” قرب منزلهم في القرية.
وأكدت الشبكة أن هذا الفعل يشكل انتهاكاً للقانون الدولي لحقوق الإنسان، مشددةً على ضرورة محاسبة مرتكبي هذا الانتهاك.
هذا وقُتِلَ طفل بقصف لمليشيات “قسد” بالصواريخ استهدف قرية العلوش في ريف منبج شرقي حلب.
وبحسب مصادر محلية فإن الطفل يدعى “باسل نواف السلوم” يبلغ من العمر 7 سنوات، كما أصيبت طفلة رضيعة تبلغ من العمر عاماً واحداً خلال القصف.
الأمن العام يلقي القبض على المتورط بتعطيل كاميرات سجن صيدنايا:
ألقى الأمن العام في حمص القبض على محمد نور الدين شلهوم، المتورط في تعطيل كاميرات سجن صيدنايا وسرقة الملفات من السجن قبيل وصول فصائل المعارضة عند تحرير دمشق، بحسب ما نقل موقع “تلفزيون سوريا” عن مصادر محلية.
ووفق المصادر، فإن محمد نور الدين شلهوم كان يعمل بإمرة قريبه قائد مجموعة “أسود الحرس الجمهوري”، المدعو حسان شلهوم، وأسهم مع آخرين في تعطيل كاميرات سجن صيدنايا وسرقة الملفات قبيل تحرير السجن.
وذكرت المصادر أن محمد وقريبه حسان، المنحدرين من بلدة تلفيتا بريف دمشق، عملا على تأمين انسحاب جميع الحواجز التابعة للنظام المخلوع المحيطة بسجن صيدنايا قبيل وصول الفصائل.
وأكدت المصادر أنه بعد ھروب العناصر العسكرية من سجن صيدنايا ومحاولة الناس الدخول للسجن أطلق أفراد من عائلة شلهوم في تلفيتا النار عليھم في محاولة لحماية السجن بدل عناصر النظام المخلوع.
وأشارت المصادر إلى أن محمد وحسان شلهوم كانا يتعاونان مع عناصر من مليشيا “حزب الله” اللبناني لتصنيع وترويج المخدرات في سوريا، في حين ينسب إلى خالد شلهوم، شقيق حسان، امتلاك معمل لإنتاج الكبتاغون وتجارته.
هادي البحرة: الائتلاف السوري لم يتلق دعوة للمشاركة في مؤتمر الحوار
قال رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، هادي البحرة، إن الائتلاف لم يتلق حتى الآن دعوة للمشاركة في الحوار الوطني الذي أعلنت عنه الإدارة الجديدة في سوريا.
وأضاف في تصريحات متلفزةٍ أن الائتلاف لم يجر أي اتصالات مع الإدارة الجديدة حتى الآن.
وفيما يتعلق بعملية كتابة الدستور، قال البحرة إنها “لن تبدأ من الصفر، ولن تستغرق أكثر من عام، إذ هناك فصول جاهزة في الدستور”.
وأكد البحرة أهمية تحديث السجل المدني، مشيراً إلى أنه “سيحتاج إلى وقت وخبرات دولية، إذ هناك حاجة إلى مساعدة الدول الصديقة لإجراء تعداد سكاني”، معتبراً أنه “بالإمكان إجراء الانتخابات السورية في غضون 3 أعوام”.
وتابع البحرة أن “الفترة الانتقالية يجب أن تبتعد عن الطائفية، كما يجب أن تكون شمولية وذات مصداقية”، مشدداً على أن “الجمعية التأسيسية التي سيتم تشكيلها يجب أن تكون المرجعية، على أن تبدأ الفترة الانتقالية في آذار المقبل، كما أعلن الشرع مسبقاً”.
وأشار رئيس “الائتلاف الوطني” إلى أن “المؤسسات الانتقالية يجب أن تنبثق عن الحوار الوطني، إذ يجب إنجاح الفترة الانتقالية وتجنّب التجارب الفاشلة”.
البنتاغون: وقف إطلاق النار بين تركيا و”قسد” في محيط منبج لا يزال جارياً
قالت وزارة الدفاع الأميركية إن وقف إطلاق النار بين تركيا و”قسد” المتمركزة في محيط مدينة منبج شمالي سوريا ما يزال سارياً.
وقالت المتحدثة باسم البنتاغون، سابرينا سينغ، في تصريحات للصحفيين: “وقف إطلاق النار مستمر في تلك المنطقة الشمالية من سوريا”، مؤكدة على أهمية هذا الاتفاق في الحد من التوترات في المنطقة.
وكانت واشنطن قد توسطت في وقف إطلاق نار مبدئي خلال شهر كانون الأول الماضي، بهدف منع تصعيد الاشتباكات، لكن في تصريح منفصل يوم 19 كانون الأول قال مسؤول في وزارة الدفاع التركية إنه لا توجد محادثات بشأن اتفاق وقف إطلاق النار بين أنقرة ومليشيات “قسد”.