سوريا في أسبوع

سوريا في أسبوع: غارات على ريف السويداء.. ونظام الأسد يواصل التصعيد بإدلب

مرَّ الأسبوع الماضي بالعديد من التطورات الميدانية والسياسية المتعلّقة بالشأن السوري يُجملها لكم منتدى الحوار الشبابي في هذه الورقة.

ومن أبرز الملفات:
  • قتلى بغارات يُرجَّح أنها أردنية في ريف السويداء
  • قوات نظام الأسد تواصل التصعيد في إدلب
  • تركيا: نعمل على منع نشوب صراع بين المعارضة ونظام الأسد

-قتلى بغارات يُرجَّح أنها أردنية في ريف السويداء:

جددت طائرات حربية يُرجَّح أنها أردنية شنَّ ضرباتٍ على أهداف في محافظة السويداء، وذلك في سياق مساعي الأردن مواجهة تدفق المخدرات إلى أراضيها انطلاقاً من مناطق سيطرة نظام الأسد.

وقالت شبكة السويداء 24 المحلية، إنّ طائرات حربية يُرجَّح أنها أردنية شنت غارات على مواقع جنوب شرقي السويداء، واستهدفت موقعاً في بلدة عرمان ومزرعة قرب بلدة ملح وموقعين شمال وجنوب قرية الشعاب، ما أدى لسقوط قتلى وجرحى.

وتسبَّب القصف بمقتل مرضية راشد الرمثان وزوجها عطالله شاتي الرمثان في القصف الجوي الذي استهدف منزلهما في قرية الشعاب جنوب شرقي السويداء.

كما قالت شبكة “الراصد” المحلية في السويداء، إنّ القصف الأردني تسبَّبَ بمقتل عصام خير، جراء استهداف مزرعته في بلدة ملح بريف السويداء، مشيرة إلى أن المستهدف بالغارة “يمتاز بعلاقات أمنية قوية”، كما استهدفت الغارات الجوية حظيرة حيوانات قرب منزل فارس صيموعة في بلدة عرمان دون وقوع خسائر بشرية.

وقالت شبكة الراصد المحلية، إنّ فارس صيموعة متهمٌ بالشراكة مع ناصر السعدي في تجارة المخدرات في المنطقة ويُعرف بعلاقاته الأمنية القوية.

بدورها، نقلت وكالة رويترز عن مصادر مخابرات إقليمية، أن طائرات أردنية نفّذت أربع ضربات داخل سوريا في ثاني غارة من نوعها خلال أسبوع تستهدف ما يُشتبه بأنها مزارع ومخابئ لمهربي المخدرات المرتبطين بإيران.

وفي تعليقه على هذا الموضوع، قال الباحث المساعد في مركز الحوار السوري: أ. نورس العبد الله، إن التعاطي الأردني ما يزال رغم الهجمات الجوية يتعامل مع المخاطر الأمنية بطريقة تكتيكية وليست إستراتيجية، وهو ما يعود بشكل رئيسي إلى المراهنة الخاطئة كما هو حال السعودية والمحور العربي المُعوّل على استرضاء نظام الأسد وتعاونه في قضايا الأمن الإقليمي.

وأضاف أن تحليل واقع تجارة المخدرات وشبكاتها في الجنوب السوري والتي تستند وترتبط بشبكات ايرانية كبيرة يُظهر أن الخطوات الأردنية محكومة بالنجاح النسبي في أحسن الأحوال، وأن القضاء على زعامات جرمية متوسطة وصغيرة التأثير في الجنوب سيُعرقل نسبياً فقط موجات التهريب.

وتابع العبد الله أن خير دليل على ذلك هو متابعة المنحى العام لطرق ووسائل التهريب والتي تتطور في فترة وصولاً للمواجهة الشرسة مع الجيش الأردني، بما يعني أن مليشيات تحمل مشروعاً شاملاً وأيديولوجياً هي من تقود العمليات بما يتجاوز معنى الاتجار المالي التقليدي غير المشروع.

-قوات نظام الأسد تواصل التصعيد في إدلب.. والائتلاف يُطالب “الدول الضامنة” بالتدخُّل:

واصلت قوات نظام الأسد التصعيد في عدة مناطق شمال غربي سوريا، وسط مطالبَ من الائتلاف الوطني السوري بضرورة تدخُّل “الدول الضامنة” لاتفاق وقف إطلاق النار لوقف التصعيد.

وقالت مصادر إعلامية عديدة، إنّ طفلة قُتِلت وأصيب 14 مدنياً بينهم حالاتٌ حرجة جراء القصف المدفعي والصاروخي لقوات نظام الأسد على مدينتي إدلب وسرمين شرقي المحافظة، واستخدام ذخائر فرعية حارقة بالقصف.

وطالب رئيس الائتلاف الوطني السوري هادي البحرة، الأمينَ العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، والمبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، غير بيدرسون، والدول الضامنة لتفاهمات خفض التصعيد، بضرورة تحمل مسؤولياتها واتخاذ ما يلزم لوقف الجرائم التي ترتكبها قوات نظام الأسد وحلفاؤها بحق المدنيين في سوريا.

وفي بيانٍ نُشِرَ على موقع الائتلاف الرسمي، شدّد البحرة على أن “هذه الاعتداءات التي باتت شبه يومية، تظهر مدى تقاعس تلك المنظمات نفسها عن القيام بواجباتها تجاه المدنيين”.

وأضاف البيان، أن “إمعان نظام الأسد وداعميه باستهداف المدنيين والمنشآت العامة في مدن وبلدات إدلب وريفها، واستخدامهم القذائف الفسفورية والقنابل العنقودية المحرمة دولياً، يُظهر بشكل جليّ مدى عدم التزامهم بكل القوانين والمعاهدات الدولية، واستخفافهم بكل الهيئات والمنظمات الدولية المسؤولة عن إنفاذها”.

 وجدير بالذكر أن مناطق شمال غرب سوريا تعاني من تصعيد متكرر لقوات نظام الأسد وروسيا منذ أسابيع ما تسبّب بوقوع العشرات من المدنيين بين قتيل وجريح، وذلك رغم سريان اتفاق موسكو بين تركيا وروسيا منذ الخامس من آذار 2020.

تصعيد قوات نظام الأسد في إدلب يتزامنُ مع تضرُّر عددٍ من خيام النازحين في الشمال السوري نتيجة الأمطار الغزيرة والسيول، حيث أكد الدفاع المدني السوري تضرر 5 خيام بشكل جزئي في مخيم التل للمهجرين بناحية راجو بريف عفرين شمالي حلب نتيجة الأمطار، كما تضررت خيام في مناطق أخرى بإدلب وريف حلب.

وطالب فريق “منسقو استجابة سوريا” كل الجهات الإنسانية بتقديم المساعدة العاجلة والفورية للنازحين القاطنين في المخيمات والتجمُّعات العشوائية الواقعة في شمال غربي سوريا، خاصةً أن معظم المنظمات الإنسانية لم تبدأ بأي تحرّك فعلي في تقديم مستلزمات الشتاء.

كما شدّد على ضرورة العمل على توفير الخدمات اللازمة للفئات الأشد ضعفاً (الأطفال، النساء، كبار السن)، ومحاولة عدم تكرار الأخطاء الماضية من حيث الانتظار حتى حلول الكوارث للبدء بعمليات الاستجابة.

-تركيا: نعمل على منع نشوب صراع بين المعارضة ونظام الأسد

قال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، إن بلاده تُولي اهتمامها الخاص بإنهاء ما وصفها “حالة الصراع” الدائرة بين نظام الأسد والمعارضة السورية، ومنع “نشوب صراع جديد” بين الطرفين.

وأضاف في معرض ردّه على سؤالٍ بشأن اللقاء مع نظام الأسد خلال القمة الرباعية التي عُقِدت في موسكو قُبيل انتخابات الرئاسة التركية العام الماضي، ومدى إمكانية عقد لقاء جديد معه أن “مسألة الاتصال لها دائماً أبعادٌ مختلفة، ويمكن أن تكون مباشرة أو غير مباشرة، وعلى مستويات مختلفة”.

وتابع أن “الأولوية الآن هي منع نشوب صراع جديد بين نظام الأسد والمعارضة. الجميع متمسك بمواقفه، أو بالأحرى، هناك صورة رسمناها في إطار اتفاق أستانا، ومن المهم حمايته”، مشيراً إلى أن اهتمام بلاده بعدم تجدُّدِ الصراع بين الطرفين يتمثل في عدة أسباب: “أولاً وقبل كل شيء، من الضروري وقف الصراعات كي لا يكون هناك مزيد من المهاجرين. ثانياً، في بيئة يسودها الصمت، يمكن نسيان الكراهية لدى الجانبين، ويمكن أن يظهر موقف سياسي تجاه السلام وبناء المستقبل، أي من خلال التفاعلات”، على حد تعبيره.

وأردف: “ثالثاً، إن التنظيم الإرهابي (في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني/ PKK) الذي نوليه اهتماماً خاصا، يأخذ شيئاً على محمل الجد من جميع أنواع الصراعات ويخلق فرصة لنفسه. لمنع حدوث ذلك، فإننا نشارك في أنشطة دبلوماسية مكثفة وغيرها من الأنشطة لضمان استمرار الصراع في معادلة معيّنة وبقاء الأطراف في مواقفها الحالية. هناك جهد لا يصدق على الجانب الاستخباري، سواء على الجانب العسكري أو على هذا الجانب”.

وفي تعليقه على هذا الموضوع، قال مساعد الباحث في مركز الحوار السوري: أ. خليل صباغ، إن الحديث عن مصالحة بين نظام الأسد والمعارضة السورية، أو تقريب وجهات النظر أو إنهاء حالة الصراع القائمة بينهما، سبق وسمعناه في تصريحات لمسؤولين أتراك، لكن بالحقيقة هذه التصريحات بقيت حبيسة سياقات معينة وظروف خاصة.

وأضاف صباغ: “رأينا أنه بعد الانتخابات التركية تراجع الحديث عنها وعن التقارب التركي مع نظام الأسد، وبالتالي فإن هذا التصريح أعتقد أن الوزير حاول من خلاله التأكيد على الحاجة لإبقاء الوضع مستقراً في منطقة إدلب أو ما تعرف بمنطقة خفض التصعيد الرابعة، كضرورة للحفاظ على استمرار المسارات التي تقودها بالاشتراك مع روسيا وإيران، لذا فإن التصريح جاء قبل زيارة بوتين ورئيسي المحتملة إلى تركيا في الفترة القادمة”.

وتابع أن نظام الأسد ومن خلفه إيران صعّدا من هجماتهما في الفترة الأخيرة على منطقة إدلب، ما شكّل خرقاً للتهدئة، إلا أن التصعيد بقي محدوداً ولم يؤثر على خريطة السيطرة، ومن هذه النقطة يمكن تفسير تصريح الوزير حول اهتمام بلاده بـ “منع نشوب صراع جديد” في سياق التهديد غير المباشر ورفض أنقرة أي محاولات لتغيير خارطة السيطرة حتى ولو اضطرت لاستخدام القوة كما فعلت سابقاً خلال عملية “درع الربيع”.

-تعزيزات عسكرية أمريكية إلى شمال شرق سوريا:

أرسلت الولايات المتحدة الأميركية تعزيزاتٍ عسكرية جديدة إلى قواعدها في دير الزور والحسكة شمال شرقي سوريا، وذلك وسط استمرار الهجمات التي تتعرّض لها بعض القواعد الأمريكية في المنطقة من قبل مليشيات موالية لإيران.

وقالت وكالة الأناضول التركية، إن تعزيزات دخلتْ من العراق باتجاه القواعد الأميركية في الحسكة ودير الزور، مشيرة إلى أن قافلة تعزيزات تضمُّ نحو 15 عربة وتحمل معدات ومستلزمات طبية دخلت من معبر الوليد الحدودي إلى الحسكة.

وأشارت إلى أن التعزيزات وصلت إلى قواعد أميركية في ريف دير الزور، كما حطّت طائرتا شحن أميركيتان في قاعدة خراب الجير في الحسكة.

وتتزامن هذه التعزيزات مع مواصلة مليشيات موالية لإيران شنّ هجَماتٍ ضد قواعد تابعة للتحالف الدولي في عدة مناطق شمال شرق سوريا، حيث أعلنت ميليشيا ما تُسمّى “المقاومة الإسلامية في العراق”، استهداف قاعدة أميركية في الحسكة، وأخرى إسرائيلية في الجولان المحتل.

وقالت المليشيا إنها قصفت بطائرة مُسيّرة قاعدة قسرك للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في ريف الحسكة، كما استهدفت بطائرة مسيرة قاعدة عسكرية لجيش الاحتلال “الإسرائيلي” في الجولان السوري المحتل.

-“المجلس الإسلامي السوري” يعزّي الفلسطينيين باغتيال صالح العاروري:

أصدر المجلس الإسلامي السوري بياناً قدّم فيه التعزية للفلسطينيين باغتيال “إسرائيل” نائب رئيس حركة “حماس” صالح العاروري وقائدين آخرين في الحركة في الضاحية الجنوبية ببيروت.

وجاء في بيان التعزية أن المجلس الإسلامي السوري إذ “يرى استمرار استهداف العدو للقادة والعلماء والدعاة من شعب فلسطين المرابط، يتقدم ببالغ التعزية إلى الأهل في فلسطين والأمة كلها”، بحسب وصف البيان.

وأضاف البيان أن “الكيان الإسرائيلي المحتل لفلسطين ومن يتعاون معه، خطر على المنطقة كلها، ولا أدل على ذلك من نقل هذا الكيان جرائمه إلى خارج حدود فلسطين كما حصل أمس من استهداف للقادة الفلسطينيين ضمن ما يُعرف بالضاحية الجنوبية في لبنان”، بحسب البيان.

يُذكر أن “إسرائيل” اغتالت عبر طائرة مُسيّرةٍ العاروري مع عدد من قادة كتائب القسام في الضاحية الجنوبية في بيروت، ويعد العاروري قيادياً سياسياً وعسكرياً فلسطينياً بارز، ويشغل نائب رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”.

-خسائر لقوات نظام الأسد بهجوم مسلح في البادية السورية:

تكبّدتْ قوات نظام الأسد خسائر جراء هجوم مسلح في بادية ريف حمص الشرقي يُرجَّحُ أنّ تنظيم داعش يقف وراءه.

وقالت مصادر إعلامية متطابقة، إن 14 عنصراً من قوات نظام الأسد بينهم ضابطان قُتِلوا وأُصيب 22 آخرون، إثر استهداف حافلة مبيت عسكري في ريف تدمر.

وأضافت أن الهجوم نفّذته خلايا مسلّحة تابعة لداعش قرب منطقة “المحطة الثالثة” في بادية تدمر، حيث استهدف حافلة مبيت تابعة لـ”الفرقة 17″ في قوات نظام الأسد.

-ازدياد أعداد العراقيين القادمين لسوريا بغرض “السياحة الدينية والترفيه”:

كشفت مصادر رسمية عراقية عن ارتفاع عدد العراقيين القادمين إلى الأراضي السورية خلال عام 2023 إلى أكثر من رُبع مليون شخص، بغرض “السياحة الدينية والترفيه والعلاج”، وذلك في سياق فتح نظام الأسد أبواب سوريا على مصراعيها أمام الزوار الشيعة وسط مساعي إيران لتحقيق مزيد من التغلغل عبر أذرعها في المنطقة.

وفي تصريح لصحيفة “الوطن” الموالية لنظام الأسد، قال القائم بالأعمال في سفارة العراق بدمشق، ياسين شريف الحجيمي، إن عددَ العراقيين القادمين إلى الأراضي السورية خلال العام الماضي 2023، بلغ 278 ألفاً و798 شخصاً.

وأضاف أن زيارة العراقيين لسوريا، كانت لأغراض “السياحة الدينية والترفيه والعلاج”، وخاصة بعد التسهيلات التي منحتها حكومة نظام الأسد للزوار وإلغاء الموافقة الأمنية على سمة الدخول.

يذكر أن وزير السياحة في حكومة نظام الأسد محمد رامي مرتيني، توقَّعَ في وقت سابق أن يتجاوز عدد الوافدين من العراق إلى سوريا 300 ألف زائر حتى نهاية عام 2023، مشيراً إلى أن عام 2023 شهد زيادة بأعداد الزوار العراقيين إلى سوريا عن العام 2022 بنسبة 25 بالمئة، زاعماً أنهم يفدون إلى سوريا بأعداد متزايدة “لأغراض العلاج”.

الموقع الإلكتروني | مقالات الكاتب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى