سوريا في أسبوع: تحذيرات من انهيار الوضع الإنساني بإدلب.. وقصف إسرائيلي على حلب ودمشق
مرَّ الأسبوع الماضي بالعديد من التطوّرات الميدانية والسياسية المتعلّقة بالشأن السوري يُجملها لكم منتدى الحوار الشبابي في هذه الورقة، ومن أبرز الملفات:
- تحذيرات من تدهور الوضع الإنساني بإدلب وعدم قدرة النازحين على مواجهة الشتاء
- مليشيا عراقية تستهدف قاعدتين للتحالف الدولي في سوريا
- لجنة الحج السورية العليا تُعلن حيازتها ملفّ الحج في خلافٍ لما روّجه نظام الأسد
تحذيرات من تدهور الوضع الإنساني بإدلب وعدم قدرة النازحين على مواجهة الشتاء:
أكدت دراسةٌ أعدّتها الأمم المتحدة، أن الوضع الإنساني في منطقة إدلب يتدهور بسرعة، عقب الهجمات التي شنتها قوات نظام الأسد وروسيا على المنطقة، موضحة أن المجتمعات الأكثر تضرراً تُعاني من نَقصٍ في الوصول إلى الغذاء والماء والرعاية الصحية والسكن.
وأضافت الدراسة أن “البُنية التحتية الحيويّة تضرّرت، ما أدى إلى تعطيل الوصول إلى الخدمات الأساسية”، مشيرة إلى أن 199 تجمعاً في منطقة إدلب تأثرتْ بالعمليات العسكرية الأخيرة التي شنها نظام الأسد والروس، كما أدت العمليات إلى نزوح كبير في جميع أنحاء المنطقة.
وكان قطاع التعليم الأكثر تضرراً، يليه قطاع الكهرباء، حيث تعتمد العائلات على الطاقة الشمسية، وانخفض القدرة على الوصول إلى الخدمة هذه بنسبة 62 في المئة.
أما على صعيد العمل، فقالت الدراسة إن العديد من الأشخاص يعتمدون على العمل اليومي لتلبية احتياجاتهم الأساسية، لكن الطلب على العمل اليومي قد انخفض، مما يجعل من الصعب على الناس كسب لقمة العيش، مؤكدة على ضرورة استمرار الجهات الإنسانية الفاعلة في تقديم المساعدات للمجتمعات المتضررة.
في سياق متصل، قال فريق “منسقو استجابة سوريا”، في بيان قرابة 94% من العائلات المهجرة والنازحة في شمال غربي سوريا عاجزة عن تأمين مواد التدفئة، مشيراً إلى أن 79 بالمئة من المهجرين في العام الماضي لم يحصلوا على إمدادات التدفئة وتحديداً ضمن المخيمات.
وأضاف أنّ شتاء العام الماضي وما رافقه من انخفاضٍ في درجات الحرارة تسبّب في حدوث وفيات نتيجة البرد إضافة إلى الحرائق في المخيمات بسبب استخدام مواد تدفئة غير صالحة.
ومن جهة أخرى، قال رئيس بعثة الأمم المتحدة عبر الحدود إلى إدلب ونائب منسق الشؤون الإنسانية لـ “الأزمة السورية”، ديفيد كاردين، إن خطة الاستجابة الإنسانية لسوريا للعام 2023 لا تزال أقلّ من الثلث، مشدداً على ضرورة تلبية الاحتياجات المتزايدة مع اقتراب فصل الشتاء.
وفي بيانٍ له عقب زيارته لإدلب، أفاد كاردين أن 68 ألف شخص نزحوا حديثاً، في أعقاب التصعيد الكبير للأعمال العدائية التي أثّرت على أكثر من 1,400 موقع في جميع أرجاء إدلب وغربي حلب خلال الأسبوع الماضي.
وأضاف أن مجموعة تنسيق وإدارة المخيمات سجّلت حركات نزوح خارجة في 91 مجتمعاً، حيث جاء 26 % من النازحين من منطقة أريحا.
الأمم المتحدة: عدد المحتاجين للمساعدات في سوريا تجاوز 15 مليون شخص
قدرت الأمم المتحدة أن قرابة 15.3 مليون شخص في سوريا يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية في جميع أرجاء البلاد، وذلك بزيادةٍ قدرها 5 في المئة عن عام 2022، مؤكدة أن زلازل فبراير/شباط زادت من تفاقم الوضع الإنساني في سوريا، حيث تضرّر ما يقدر بنحو 8.8 ملايين شخص.
وأشارتْ في تقرير لها إلى أن 5,224 أسرة استفادت حتى الآن من المساعدات النقدية كجزء من الاستجابة الطارئة للزلزال، فيما تلقّت 51,165 أسرة مواد الإغاثة الأساسية والموسمية منذ بداية عام 2023.
ولفتت الأمم المتحدة إلى أن هذا هو العدد الأعلى للأشخاص المحتاجين للمساعدات الإنسانية منذ بداية “الأزمة” في البلاد.
روسيا تُهيئ الأجواء للتصعيد في شمال غربي سوريا:
زعم ما يُسمّى “مركز المصالحة الروسي” في قاعدة حميميم أن “هيئة تحرير الشام-هتش” تعتزم شنّ هجوم على مواقع قوات نظام الأسد والقوات الروسية في سوريا.
وقال نائب رئيس المركز الروسي فاديم كوليت، إن من سماها “الجماعات الإرهابية” في منطقة خفض التصعيد بإدلب تستعد لشن هجمات على “المدنيين” ومواقع قوات نظام الأسد وروسيا.
وأضاف أن “قيادة مجموعة القوات الروسية وقوات نظام الأسد ستتخذ “الإجراءات الاستباقية اللازمة”، في إشارة إلى نيّتها شن ضربات ضد مناطق شمال غربي سوريا.
يذكر أن قوات نظام الأسد شنت منذ الخامس من تشرين الأول تصعيداً ضد العديد من مناطق شمال غربي سوريا، ما تسبب بمقتل نحو 60 مدنياً، وإصابة المئات بينهم نساء وأطفال.
كما تعرضت مدن وبلدات في ريف إدلب طوال الأسبوع الماضي، لقصف من قبل قوات نظام الأسد وروسيا تسبب بسقوط ضحايا في صفوف المدنيين.
لجنة الحج السورية العليا تُعلن حيازتها ملفّ الحج في خلافٍ لما روّجه نظام الأسد:
كشفت لجنة الحج السورية العليا التابعة للائتلاف الوطني السوري المعارض أنها ستحوذ على ملفّ الحج للعام المقبل، وذلك بعكس ما روّج نظام الأسد حول تسلُّمه ملفّ الحج والعمرة.
وأعلنت لجنة الحج السورية العليا عن شروط ومواعيد التقدم بطلبات للصفات الإدارية لموسم 2024، وحددت في منشور مطوّل عبر صفحتها في فيس بوك، الشروط العامة والخاصة والتعليمات ومواعيد التقدم بطلبات للصفات الإدارية (رئيس مجموعة – موجه ديني – معاون – منسق) لموسم الحج 2024.
يُذكر أن وزارة الأوقاف في حكومة الأسد أعلنت في 28 من آب الماضي، عن ورشة عمل بالتعاون بين كلّ من “وزارة السياحة” والأوقاف والصحة ومصرف سوريا المركزي، وحضور أكثر من 80 مكتباً للحج والعمرة، “عُقدت مع عودة خدمات الحج والعمرة بعد غياب طويل جداً، بهدف وضع الضوابط والاشتراطات والآليات الإجرائية لتأطير نشاط الحج والعمرة”، في إطار ترويج نظام الأسد لعودة ملفّ الحج إليه بعد التطبيع السعودي معه في أيار الماضي.
يذكر أن لجنة الحج العليا التابعة للائتلاف الوطني تُسيّر حملات الحجاج السوريين منذ عام 2013، وذلك بعد أن سحبت السعودية الملف من نظام الأسد.
وفي هذا السياق، نقل موقع “العربي الجديد” عن نائب مدير لجنة الحج السورية نور أعرج، قوله، إنّ “التواصل مع وزارة الحج في المملكة العربية السعودية ما زال مستمراً ولم ينقطع ولم نجدْ أيّ تغيير في التعامل مع لجنة الحج العليا السورية التابعة للمعارضة السورية، ونستمر بعملنا في خدمة الحجاج السوريين من كل شرائح المجتمع السوري بغض النظر عن توجهاتهم السياسية، فهذا ملف تعبدي خالص”.
وأضاف: “تستمر اللجنة في عملها ومكاتبها لاستقبال الإداريين والحجاج السوريين”، مشيراً إلى أنّ “بروتوكولات توقيع العقود وتحديد الأعداد تغيّرت بعد جائحة كورونا في المملكة فأصبح توقيع العقود في احتفالية تدعى لها كل الدول وتتم في يوم واحد مع وزير الحج والعمرة السعودي ونائبه في مدينة جدة، ومن المقرر أن يكون هذا الاحتفال في 6- 1- 2024 عندها تتحدد الأعداد النهائية لحصة الجمهورية العربية السورية”.
وعن مزاعم نظام الأسد استلامه للملف، أوضح نور أعرج، أنّ “النظام يعلن أنه تسلم ملف الحج في كل عام، لكن لا مؤشرات تفيد بذلك وما زال التواصل قائماً مع الجهات الحكومية في المملكة العربية السعودية ونحن مستمرون في تقديم خدماتنا للحجاج”.
مليشيا عراقية تستهدف قاعدتين للتحالف الدولي في سوريا.. وقصف إسرائيلي على دمشق وحلب:
أعلنت مليشيا عراقية مسلحة تطلق على نفسها اسم “المقاومة الإسلامية في العراق”، مسؤوليتها عن استهداف قاعدتي “التنف” و”كونيكو” الأميركيتين في سوريا، بينما شنّت “إسرائيل” ضربات على دمشق وحلب والجنوب السوري.
وفي بيان لها، قالت المليشيا إنها استهدفت قاعدة “التنف” جنوب شرقي سوريا بـ3 طائرات مسيّرة، وأنّها “أصابت أهدافها بشكل مباشر ودقيق”، كما تبنت الهجوم الصاروخي على حقل “كونيكو” للغاز شرقي دير الزور، والذي تتخذه القوات الأميركية قاعدة لها.
وكانت القيادة المركزية الأميركية، أعلنت ليل الأربعاء 18 تشرين الأول، أنّ قواتها العاملة في العراق اشتبكت مع طائرتين مسيّرتين، حاولتا استهداف إحدى قواعدها غربي العراق.
وقالت مصادر محلية في شرق سوريا، إن ثلاث طائرات مسيّرة -مجهولة- هاجمت قاعدة التنف جنوب شرقي سوريا قرب المثلث الحدودي (سوريا، العراق، الأردن)، مشيرةً إلى أنّ القوات الأميركية أسقطت مسيّرتين منها.
يذكر أن المليشيات الإيرانية هاجمت بشكل متكرر في السنوات الماضية قواعد للتحالف الدولي في شرق سوريا، إلا أن التصعيد الأخير يأتي بالتزامن مع التصعيد والحرب في غزة وكثرة الانتقادات ضد إيران وما يُسمى بـ”محور المقاومة” الذي وقف متفرجاً إزاء حرب غزة رغم عقود من الترويج لمزاعمه بعداء “إسرائيل”، إذ إنه ومع بداية حرب غزة اكتفى “المحور” بالتصريحات دون غيرها.
في سياق متصل، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي تدمير رتل عسكري لمليشيا حزب الله في أحد معسكراته جنوبي سوريا.
وجاء ذلك بعد أن شنّت “إسرائيل” غارات جوية على مطار مدينة حلب لمرتين، ومطار دمشق الدولي مرة واحدة، ما أدى لخروجهما عن الخدمة قبل أن يعلن نظام الأسد عودتهما للعمل في وقت لاحق.
حظر تجول في ريف دير الزور.. وشيخ العكيدات يتوعّد “قسد”:
عادت التوترات في ريف دير الزور الخاضع لسيطرة مليشيا “قوات سوريا الديمقراطية-قسد” إلى الواجهة، وذلك بعد تكرّر الهجمات ضد “قسد”، فيما ظهر شيخ عشيرة العكيدات إبراهيم الهفل يتوعّدها بمزيد من العمليات.
وفي تسجيل مصور انتشر على مواقع التواصل، هدّد الهفل “قسد” بضربات موجعة بالأيام القادمة، داعياً أبناء القبائل المنضمّين لها إلى الانشقاق عنها، كما طالب المدنيين بالابتعاد عن مقارّها ونقاطها العسكرية.
وكان “الهفل” صرّح في تسجيل صوتي انتشر مؤخراً أن العشائر العربية في شرقي سوريا على استعداد لاستئناف القتال ضد “قسد”، لافتاً إلى أن تعليق القتال جاء بسبب المفاوضات في مدينة أربيل في كردستان العراق، بين العشائر والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.
في سياق متصل، أقرت “الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا” (الجناح الإداري لقسد) فرض حظر تجول في مناطق سيطرة قسد بدير الزور.
وقالت “الإدارة الذاتية” في بيان إن حظر التجول يأتي بناء على ما وصفتها مقتضيات المصلحة العامة ونتيجة للظروف الأمنية التي تمر بها دير الزور.