سوريا في أسبوعغير مصنف

تركيا تُصعّد ضد “قسد” وتعلن رفضها لـ “الانتخابات”.. وغارات “إسرائيلية” على مليشيات إيرانية بحلب

مرَّ الأسبوع الماضي بالعديد من التطورات الميدانية والسياسية المتعلّقة بالشأن السوري يُجملها لكم منتدى الحوار الشبابي في هذه الورقة.

ومن أبرز الملفات:

  • تركيا تُصعّد مليشيا “قسد” وتعلن رفضها إجراء “انتخابات محليّة”
  • قتلى وجرحى من المليشيات الإيرانية بقصف “إسرائيلي” على ريف حلب
  • واشنطن تعلن دعم الحراك الشعبي ضد “هتش” في إدلب

-تركيا تُصعّد هجماتها ضد مليشيا “قسد” شمال شرق سوريا وتعلن رفضها إجراء “انتخابات”:

شنت طائرات تركية مسيرة ضربات على عدة مواقع تابعة لمليشيا “قسد” في محافظة الحسكة، ما تسبب بوقوع قتلى وجرحى من المليشيات وتدمير مقار عسكرية، وذلك في وقت أعلنت فيه كلٌّ من تركيا والولايات المتحدة رفضهما إجراء “انتخابات محلية” في مناطق سيطرة “قسد”.

وذكر موقع “تلفزيون سوريا” أن “مُسيّرة تركية استهدفت سيارة تقل عناصر من “قسد” في قرية الحنوة بمنطقة تل حميس جنوب شرقي القامشلي ما أدى إلى مقتل عنصرين من قسد على الفور”.

كما قصفت المسيرة مقراً عسكرياً لـ “قسد” بالقرب من قرية تميم جنوب بلدة تل حميس، ما أدى إلى تدميره بشكل كامل.

وقتل عنصران وأصيب اثنان آخران من “قسد” على الأقل كانوا داخل المقر بحسب المصدر.

وبالتزامن مع استهداف مواقع بمنطقة تل حميس؛ قصفت مسيرة تركية بعدة صواريخ بناء داخل مزرعة بالقرب من قرية الحاتمية على الطريق الواصل بين مدينتي القامشلي والحسكة ليتم تدميره بشكل كامل، وفق ذات المصدر، مشيراً إلى أن “البناء كان يتكون من طابقين ويعد مقراً لمراقبة الحدود التركية ويوجد فيه قادة وعناصر من قسد وأجهزة مراقبة”.

وأشار المصدر إلى أن “قصف المقر تسبّب بتدميره بشكل كامل، في حين نقلت سيارات الإسعاف جثث ثلاثة أشخاص بينهم قيادي من حزب العمال الكردستاني يشرف على نقاط مراقبة حدودية وعنصران وأصيب ثلاثة آخرون بجروح”.

ويأتي هذا بعد مقتل وإصابة عدد من عناصر “قسد” جراء استهداف طائرة مُسيّرة يُعتقد أنها تركية لسيارتهم على طريق بلدة تل تمر شمال الحسكة.

وفي شأن آخر، قال وزير الدفاع التركي، يشار غولر، إن مُخططات “قسد” المدعومة من الولايات المتحدة لتنظيم انتخابات محلية في شمال شرقي سوريا “غير مقبولة”، وتشكل تهديداً للأمن القومي التركي.

وفي رد مكتوب على أسئلة وكالة “أسوشيتد برس” الأميركية، أكد غولر التزام تركيا بإنشاء ممر أمني على طول حدودها مع سوريا والعراق لمواجهة التهديد الذي تشكله مليشيات “قسد” و”بي كي كي”.

يُذكر أن “الإدارة الذاتية لشمال شرقي سوريا” (الجناح الإداري والمدني لقسد) أعلنت عن خطط لإجراء انتخابات بلدية في 11 حزيران الجاري في شمال شرقي سوريا.

وقال غولر: “لا يمكن قبول مثل هذا الوضع. إن ما يسمى بالجهود الانتخابية التي تهدد سلامة أراضي سوريا ستؤثر سلباً على السلام والهدوء في المنطقة”، مضيفاً: “لن نسمح بأي أمر واقع يضر بأمننا القومي وسلامة أراضي جيراننا”.

إلى ذلك، قال نائب المتحدث باسم الخارجية الأميركية، فيدانت باتيل، إن “أي انتخابات تجري في سوريا يجب أن تكون حرة ونزيهة وشفافة وشاملة، كما يدعو قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254″، مضيفاً أن الولايات المتحدة “لا تعتقد أن هذه الشروط متوفرة بالانتخابات في شمال شرقي سوريا”.

وأشار المسؤول الأميركي إلى أن وزارة الخارجية الأميركية “نقلت ذلك إلى مجموعة من الجهات الفاعلة في شمال شرقي سوريا”.

هذا وحذّر الائتلاف الوطني السوري من أن الانتخابات التي تعتزم “الإدارة الذاتية” تنظيمها في منطقة شمال شرقي سوريا بعد أيام تشكّل تهديداً لوحدة البلاد.

وفي بيان له، أشار الائتلاف إلى عدم شرعية الانتخابات وخطورة ما اتخذته “الإدارة الذاتية” من قرارات وقوانين وإجراءات، خاصة قانون “التقسيمات الإدارية” الذي نسبت مرجعيته إلى “العقد الاجتماعي”، وما تبعه من الإعلان عن “الانتخابات البلدية”.

وشدّد البيان على أن “الأولوية القصوى للالتزام الدولي باستقلال ووحدة سوريا، وسلامتها الإقليمية، ووحدة الشعب السوري، وسيادته على كامل الأراضي السورية، وبمقاصد ميثاق الأمم المتحدة ومبادئه، ورفض أي إجراءات تعزز المشاريع التقسيمية أو الانفصالية من أي جهة كانت”.

وفي تعليقه على هذا الموضوع، قال الباحث في مركز الحوار السوري: أ. نورس العبد الله، إنه يمكن النظر إلى الموقف الأمريكي -وهو الراعي الأول لشمال شرق سوريا- كنوع من امتصاص الغضب التركي الذي بالفعل يرى أن هذه الانتخابات تعدُّ خطوة جديدة في فرض أمر واقع والمضي قُدماً في مشروع الإقليم المستقل.

وأضاف أنه وبشكل عام يمكن القول إن هذه الانتخابات -وإن كانت محلية الطابع- إلا أنه لا يمكن النظر إليها إلا بعُيونٍ سياسية، إذ تحمل هذه الخطوة دلالات عديدة لمساعي “قسد” للحصول على الشرعية عبر الصندوق، ولذلك تضغط على السوريين للمشاركة بكافة الوسائل في نهج شبيه بنظام الأسد سابقاً وحالياً.

-قتلى وجرحى من المليشيات الإيرانية بقصف “إسرائيلي” على ريف حلب: 

سقط العشرات من عناصر المليشيات الإيرانية بين قتيلٍ وجريحٍ جراء غارات “إسرائيلية” استهدفت بلدة حيان بريف حلب الشمالي الغربي، وذلك في أول ضربة تتعرض لها هذه المنطقة من قبل “إسرائيل”.

وقالت مصادر محلية متطابقة، إن نحو 30 عنصراً قُتلوا وأُصيبوا جراء استهداف معمل أسلحة في بلدة حيان، فيما ذكر موقع “العربي الجديد” نقلاً عن مصدر محلي أن الغارات استهدفت معملاً لصنع السجاد في بلدة حيان تستولي عليه المليشيات الإيرانية، مرجِّحاً أنه يُستخدم لأغراض عسكرية.

هذا وقالت وسائل إعلامية إيرانية إن مستشاراً في “الحرس الثوري الإيراني” قُتل في الغارة “الإسرائيلية” الأخيرة، مشيرة إلى أنه يُدعى “سعيد آبيار” دون أن تكشف عن رتبته العسكرية.

وفي حمص، قُتل خمسة عناصر من مليشيا “حزب الله” اللبناني وجُرِح آخرون جراء غارات جوية شنتها طائرات حربية “إسرائيلية” استهدفت شحنات أسلحة في منطقة الفرقلس بريف حمص الشرقي.

-قوات نظام الأسد تُصعِّد الهجمات بالطائرات المُسيّرة شمال غربي سوريا:

صعّدت قوات نظام الأسد من الهجمات بالطائرات المُسيّرة ضد مناطق شمال غربي سوريا، وذلك في سياق الاستهدافات المتكررة للمنطقة منذ أشهر بنفس الطريقة.

ووثق ناشطون سوريون 5 هجمات بالطائرات المُسيّرة الانتحارية على مواقع عسكرية ومدنية في محوري قليدين والعنكاوي في منطقة سهل الغاب بريف حماة الغربي.

كما قال الدفاع المدني السوري، إن قوات نظام الأسد صعَّدت في الآونة الأخيرة هجماتها بالصواريخ المُوجَّهة وبالطائرات المُسيّرة الانتحارية “في نهج خطير باستهداف المدنيين في شمال غربي سوريا وتهديد حياتهم، وتقويض سبل عيشهم ومنعهم من الوصول إلى أراضيهم الزراعية واستثمارها، لتزيد هذه الهجمات من تدمير مقومات الأمن الغذائي في مناطق شمال غربي سوريا، وتحد من قدرة السكان على تأمين قوت يومهم في وقت تتراجع فيه الاستجابة الإنسانية، وتغيب أي خطوات من المجتمع الدولي لوقف هذه الهجمات لتزيد من الخناق الذي يعيشه السوريون”.

يأتي هذا بينما قُتِل 3 مدنيين من عائلة واحدة إثر استهداف قوات نظام الأسد بصاروخ موجَّه سيارة زراعية كانوا يستقلونها على الأطراف الشرقية لمدينة الأتارب بريف حلب الغربي، كما قُتل طفلان جراء استهداف قوات نظام الأسد بصاروخ موجَّه سيارة زراعية في قرية كفرنوران غربي حلب.

وبحسب الدفاع المدني السوري، فقد قُتل منذ بداية العام الجاري، 34 مدنياً، بينهم 11 طفلاً في شمال غربي سوريا جراء قصف قوات نظام الأسد وروسيا، مشيراً إلى أن فرقه استجابت منذ بداية العام الحالي لـ 373 هجوماً من قوات نظام الأسد وروسيا ومن مناطق السيطرة المشتركة لقوات نظام الأسد ومليشيا “قسد”.

بدورها، وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، مقتل 47 مدنياً في سوريا خلال شهر أيار 2024 على يد مختلف الأطراف منهم 15 شخصاً قضوا تحت التعذيب.

وأشارت الشبكة إلى أن نظام الأسد قتل 13 مدنياً بينهم طفل، وقتل تنظيم “داعش” مدنياً واحداً، وفصائل الجيش الوطني مدنياً، و”هيئة تحرير الشام” 3 مدنيين، فيما قتلت “قسد” 8 مدنيين من بينهم 3 أطفال.

وأشار التقرير إلى مقتل 21 مدنياً بينهم 4 أطفال و3 سيدات على يد جهات أخرى، وتشمل هذه الحصيلة ضحايا التفجيرات والألغام وحوادث إطلاق النار التي لم تتمكن الشبكة من تحديد مصدرها.

كما قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، إنها وثّقت 228 حالة اعتقال واحتجاز تعسفي في سوريا خلال شهر أيار الماضي، تحوّل 198 منهم إلى حالات اختفاء قسري.

وأشارت الشبكة في تقرير لها إلى أن قوات نظام الأسد اعتقلت 202 بينهم طفلان وثلاث سيدات، فيما اعتقلت “قسد” 49 شخصاً بينهم 11 طفلاً، واعتقل الجيش الوطني 36، و”هتش” 41 شخصاً.

وأكدت الشبكة توثيق 23 حالة اعتقال واحتجاز تعسفي للاجئين بعد عودتهم من دول الجوار، موضحة أنه تم تسجيل عدة عمليات اعتقال عند نقطة المصنع الحدودية مع لبنان، استهدفت أشخاصاً تمت إعادتهم قسراً من قبل الجيش اللبناني، وتم نقلهم إلى مراكز الاحتجاز الأمنية والعسكرية في حمص ودمشق.

-واشنطن تعلن دعم الحراك ضد “هتش” في إدلب وتُندّد بـ”الأسلوب الوحشي” ضد المتظاهرين:

أعربت الولايات المتحدة الأميركية، عن “دعمها” للحراك ضد “هيئة تحرير الشام-هتش” في منطقة إدلب.

وفي بيان على صفحتها في فيس بوك، قالت السفارة الأمريكية في سوريا، إن “أميركا تدعم حقوق جميع السوريين في حرية التعبير والتجمع السلمي، بما في ذلك في إدلب”، مستنكرةً “أسلوب الترهيب والوحشية على غرار النظام الذي تمارسه هيئة تحرير الشام ضد المتظاهرين السلميين وهم يطالبون بالعدالة والأمن واحترام حقوق الإنسان”.

يأتي هذا بينما تم تسجيل اعتقالات من قبل “هتش” ضد العديد من المتظاهرين ضدها في ريفي إدلب وحلب، وسط تشديد الإجراءات الأمنية في المناطق الساخنة التي تشهد تظاهرات ضدها.

ونقل موقع “العربي الجديد” عن مصادر من نشطاء الحراك الثوري، أن عناصر “جهاز الأمن العام” التابع لـ”هتش” اعتقلوا الشاب رباح الدباس، أحد المشاركين في الحراك الثوري في بلدة الجانودية بريف إدلب الغربي، على الحدود السورية – التركية، بالإضافة إلى اعتقال أبو علي الحلبي، وأبو الليث دندش من مدينة جسر الشغور بريف إدلب الغربي.

وأكدت المصادر أن عدد المعتقلين من النشطاء والمشاركين في الحراك الثوري ضد “هتش” بلغ قرابة 20 شخصاً، عُرف منهم الناشط السياسي والفنان التشكيلي رامي عبد الحق، والمصور والمتظاهر يحيى سيد يوسف، والأعضاء في تنسيقية الساحل للحراك الشعبي ⁠أبو ياسين الساحل، وخطاب أبو أحمد، وأبو زيد التركماني، وأبو أنس، وآدم محمد سليمان، و⁠أحمد الشغري، والناشط الثوري زكريا صنو، والشيخ عيسى عبد الحميد، وهو إمام مسجد الكستن، والناشط السياسي وعضو مبادرة الكرامة سمهر شرفلي، ورئيس تنسيقية حربنوش إبراهيم درباس، والناشط في حراك أهالي مدينة معرة النعمان، محمد قيطاز “أبو الفوز”.

-الحكومة المؤقتة تفتتح الكلية الحربية شمال حلب وتوقع اتفاقية لمنع تجنيد الأطفال مع الأمم المتحدة: 

أعلنت الحكومة السورية المؤقتة، افتتاح مبنى الكلية الحربية في بلدة كفرجنة بريف حلب الشمالي، بهدف “تسليح جنود الجيش الوطني السوري بالعلوم العسكرية”، كما أعلنت في بيانٍ آخَرَ أنها وقّعت اتفاقية مع الأمم المتحدة لمنع تجنيد الأطفال.

وقال رئيس الحكومة المؤقتة، عبد الرحمن مصطفى: “ضمن سلسلة المشاريع الاستراتيجية التي ننفذها في كل القطاعات افتتحنا وبكل فخر واعتزاز بما تم تحقيقه من مكاسب وإنجازات في المناطق المحررة، الكلية الحربية في بلدة كفرجنة”.

وأضاف: “نستذكر الخطوات المهمة التي قامت بها الحكومة السورية المؤقتة عبر وزارة الدفاع في تنظيم الجيش الوطني وهيكلته وفق أسس احترافية ومناهج عسكرية حديثة، مع التأكيد على الالتزام بمبادئ القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان”.

كما أعلنت الحكومة السورية المؤقتة توقيع خطة عمل مشتركة مع الأمم المتحدة تهدف إلى منع تجنيد الأطفال والانتهاكات الأخرى التي يتعرضون لها في شمالي سوريا.

وفي بيان له، قال عبد الرحمن مصطفى، رئيس الحكومة السورية المؤقتة، إن توقيع هذه الخطة يأتي تتويجاً لجهود استمرت عامين من المراسلات والاجتماعات المكثفة مع الأمم المتحدة، مشيراً إلى أن هذه الخطوة لن تكون الأخيرة، بل ستفتح الباب أمام مزيد من الإجراءات لتعزيز حماية الأطفال.

من جانبها، وصفت فيرجينيا غامبا، الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالأطفال والنزاعات المسلحة، توقيع خطة العمل بـ “الخطوة الإيجابية”، مشيرة إلى أنها ستسهم في إنهاء تجنيد الأطفال في مناطق سيطرة الحكومة المؤقتة والجيش الوطني، وستكون ملزمة لجميع الفصائل العسكرية تحت مظلة الجيش الوطني.

-السفارة السورية في قطر تنفي صحة شائعات إغلاقها:

ردت السفارة السورية في قطر، على الشائعات التي أُثيرت بشأن إغلاقها أو حدوث تغيير في آلية عملها.

وقالت السفارة في بيان نشرته على منصة “إكس”: “‏تنوه السفارة السورية في دولة قطر إلى زيف الإشاعات الكاذبة والتي يتم تلفيقها وبثها على صفحات التواصل الاجتماعي، وتؤكد على ضرورة الحصول على المعلومات من مصادرها الرسمية والمعتمدة”.

وأضافت: “لقد دأبت أبواق النظام وداعميه على تكرار هذه الأكاذيب بين الحين والآخر، وفي كل مرة يتجرعون خيبة الوهم والافتراء”، وجددت السفارة تأكيدها على “المواظبة على خدمة المواطنين السوريين والحرص على مصالحهم في كل الصعد القانونية والتعليمية والاجتماعية”.

وكانت صفحات موالية لنظام الأسد روّجت شائعات عن إغلاق السفارة، زاعمة أنه تم إبلاغ القائمين على “مدارس الائتلاف الوطني السوري هناك بإغلاقها وعدم تسجيل أي طالب للعام الدراسي الجديد”.

الموقع الإلكتروني | مقالات الكاتب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى