تجدُّد الهجمات على قواعد أمريكية شرق سوريا.. وألمانيا تعلن دعمها للقرار 2254
مرَّ الأسبوع الماضي بالعديد من التطورات الميدانية والسياسية المتعلّقة بالشأن السوري يُجملها لكم منتدى الحوار الشبابي في هذه الورقة.
ومن أبرز الملفات:
- تجدّد الهجمات على القواعد الأمريكية في سوريا
- روسيا: نُشجّع الاتصالات بين تركيا ونظام الأسد
- ألمانيا: نقف بصلابة خلف القرار الأممي 2254 بشأن سوريا
-هجمات جديدة على القواعد الأمريكية شمال شرق سوريا.. وبايدن يتوعّد بمواصلة الرد:
جدّدت المليشيات الإيرانية شنّ هجمات على قواعد للقوات الأمريكية في سوريا، بينما توعد الرئيس الأمريكي جو بايدن بمواصلة الردّ على الهجمات التي تتعرض لها قواعد الولايات المتحدة في سوريا والعراق.
ونقلت وكالة رويترز عن مصدر أمني قوله، إن أنظمة دفاع جوي تابعة لقوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية تصدّت لـ6 هجمات بطائرات مسيرة كانت تستهدف قاعدة حقل كونيكو النفطي في شرقي سوريا.
ولم يذكر المصدر الأمني لرويترز ما إذا كان الهجوم قد أدى لسقوط قتلى أو مصابين.
كما شنّت مليشيات إيرانية هجومين خلال يوم واحد على القاعدة الأميركية في حقل العمر النفطي بريف دير الزور الشرقي.
من جانبه، أفاد المتحدث باسم البنتاغون بات رايدر، بأن الضربات الأميركية التي بدأت في كانون الثاني الفائت، دمّرت 100 هدف عسكري لمليشيا الحوثي الموالية لإيران في اليمن.
وقال رايدر في مؤتمر صحفي: “منذ الضربات الأولى للتحالف الدولي في الـ11 من كانون الثاني الماضي، دمّرنا أكثر من 100 صاروخ ومنصة إطلاق، بالإضافة إلى العديد من الطائرات بدون طيار، والرادارات ومناطق تخزين الأسلحة” تابعة للحوثيين.
وأضاف أن الضربات التي وقعت في الثالث من شباط الجاري “دمرت أو ألحقت أضراراً جسيمة بـ 35 هدفاً من أصل 36، بما في ذلك أماكن تخزين الأسلحة والرادارات و3 مروحيات ومراكز القيادة والسيطرة وأنظمة الصواريخ”.
وأوضح رايدر أن القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) “تواصل تقييم نتائج الضربات السابقة في سوريا والعراق في الثاني من شباط الجاري”، مردفاً: “لكن المؤشرات الأولية تشير إلى أن أكثر من 40 مسلحاً مرتبطاً بميليشيات موالية لإيران قُتلوا أو أُصيبوا في الضربات الأميركية التي استهدفت 7 منشآت، والتي شملت أكثر من 85 هدفاً”، بحسب ما نقل المصدر.
وفي الثاني من شباط الجاري، أصدرت القيادة المركزية الأميركية بياناً أعلنت فيه استهداف عشرات المواقع التابعة للميليشيات الإيرانية في سوريا والعراق، رداً على الهجوم الذي شنته ميليشيات موالية لطهران على قاعدة “البرج 22” بالأردن في الـ28 من كانون الثاني الفائت، والذي أسفر عن مقتل 3 جنود أميركيين.
بدوره، قال الرئيس الأميركي جو بايدن، إن رد الولايات المتحدة في العراق وسوريا سيستمر، دون ذكر مزيد من التفاصيل.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي بعد محادثات أجراها بايدن مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في البيت الأبيض، بحسب وكالة “رويترز”.
في سياق آخر، نفى السفير الإيراني في دمشق، حسين أكبري، صحّة ما ورد في تقارير صحفية تحدثت عن سحب بلاده كبار ضباطها من سوريا، بسبب تسريب أجهزة نظام الأسد الأمنية معلومات استخبارية لـ “إسرائيل”.
وأضاف أكبري خلال مؤتمر صحفي في مقر السفارة الإيرانية بدمشق: “بناءً على تقنية المعلومات التي تطوّرت بشكل كبير، فليس هناك أي حاجة لعناصر بشرية لأخذ المعلومات”، مشيراً إلى أن إيران تُحسِنُ الظن بمسؤولي نظام الأسد وترفض تماماً مثل هذه الأحاديث ولا صحة لها.
يُذكر أن وكالة رويترز كانت نقلت عن خمسة مصادر مطلعة أن “الحرس الثوري” الإيراني سحب كبار ضباطه من سوريا بسبب سلسلة من الضربات “الإسرائيلية”، مشيرة إلى أنه سيعتمد بشكل أكبر على الميليشيات المتحالفة معه للحفاظ على نفوذه هناك.
وفي تعليقه على هذا الموضوع، قال الباحث في مركز الحوار السوري: أ. نورس العبد الله، إن المناوشات بين القوات الأمريكية والمليشيات الإيرانية تستمر ضمن القواعد العامة المعتادة خلال السنوات الماضية؛ إلا أن هناك تطوّرين رئيسيّين جديرين بالملاحظة في هذا الصدد.
الأول: أن الرد الامريكي الأخير الذي جاء أدنى من المتوقع وأكبر من الردود السابقة قد ولَّدَ فعلياً حالة من التخبط والهلع لدى قيادات إيرانية، خاصة إذا ما أُضيف للاستهدافات “الإسرائيلية” الأخيرة، وهو ما يتضح من خلال تخفيف إيران من الظهور العلني لكبار قياداتها، فضلاً عن الأنباء الواردة عن مغادرة الكثير منهم الأراضي السورية.
أما الثاني -بحسب العبد الله- فهو التنوّع المتاح في الأدوات لدى كلا الطرفين بما يتجاوز أسلوب الغارة على موقع عسكري، فمن الواضح سعي إيران لاستغلال توترات دير الزور للضغط على التحالف وتطوير العمليات العسكرية برياً؛ وأيضاً تُظهر متابعة النشاط العام داخل الولايات المتحدة أن أدوات أخرى مرتبطة بعقوبات أو بتضييق الخناق على نظام الأسد وإيران في سوريا متاحة ومطروحة بقوة.
يشير ما سبق -وفق العبد الله- إلى أن الاقتراب من لحظة تصعيد كبيرة نسبياً واردٌ جداً في أي لحظة وأن سياسة حافة الهاوية تزداد سخونة تدريجياً.
-روسيا: نُشجّع الاتصالات بين تركيا ونظام الأسد
أكدت روسيا مجدداً أنها تُشجّع الاتصالات بين تركيا ونظام الأسد من أجل تطبيع العلاقات بينهما، مشيرة إلى أن “حجر العثرة هو الخلافات الجوهرية بشأن انسحاب القوات التركية من سوريا”.
وقال مدير إدارة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في وزارة الخارجية الروسية، ألكسندر كينشاك، إن روسيا تدعو دائماً إلى استعادة العلاقات بين تركيا ونظام الأسد، مؤكداً أن “هذه المهمة تبقى ضمن أولوياتنا”.
وأشار كينشاك إلى أنه عُقِدت اجتماعات “مفيدة للغاية” في موسكو في العام 2023 بين روسيا وإيران وتركيا ونظام الأسد بما في ذلك اجتماعات على مستوى وزراء الخارجية ووزراء الدفاع ورؤساء أجهزة المخابرات.
وأوضح أن حجر العثرة الذي يُعقّد عملية التفاوض بشكل كبير هو “الخلافات الجوهرية” المتبقية بين نظام الأسد وتركيا حول مسألة انسحاب الوحدات العسكرية التركية من الأراضي السورية، مضيفاً أن روسيا وبالتعاون مع “شركائها الإيرانيين” تُشجع نظام الأسد وتركيا على مواصلة الاتصالات، من خلال إدارات السياسة الخارجية وقوات الأمن، بهدف التوصل إلى اتفاقيات شاملة تأخذ في الاعتبار “مخاوف الجانبين”.
يُذكر أن مسار مفاوضات التطبيع بين تركيا ونظام الأسد شبه مجمّد بسبب إصرار نظام الأسد على مطلب سحب القوات التركية من شمال سوريا، وهو ما قوبل برفض من قبل أنقرة التي تعتبر أن الانسحاب لم يحن وقته بعد في ظل وجود تهديدات أمنية على الحدود.
-الأمم المتحدة: دخول 5 آلاف شاحنة مساعدات إلى شمال غربي سوريا منذ الزلزال
كشفت الأمم المتحدة دخول نحو 5000 شاحنة تحمل مساعدات إنسانية من تركيا إلى شمال غربي سوريا عبر ثلاثة معابر، وذلك منذ الزلزال الذي ضرب شمال سوريا وجنوب تركيا في شباط 2023.
وأضاف المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أنه تم تمديد شريانينِ حيويينِ لملايين الأشخاص في شمال غربي سوريا، مشيراً إلى أن نظام الأسد أبلغ الأمم المتحدة بموافقته على السماح بإيصال المساعدات الإنسانية إلى شمال غربي سوريا عبر معبري باب السلامة والراعي الحدوديين مع تركيا حتى 13 أيار القادم.
وأوضح المسؤول الأممي أنه بالإضافة لدخول الشاحنات فإن موظفي الأمم المتحدة قاموا بـ 350 مهمة عبر الحدود خلال الفترة ذاتها، مردفاً: “هذه التمديدات تُعتبر حاسمة، حيث تظل عمليات الأمم المتحدة عبر الحدود بمثابة نظام دعم حيوي للأشخاص المحتاجين في شمال غربي سوريا”، مضيفاً أنه “في كل شهر، نقوم نحن وشركاؤنا بتقديم خدمات المساعدة والحماية الحيوية إلى ما متوسطه 2.5 مليون رجل وامرأة وطفل”.
-هجمات بالطائرات المُسيّرة على أهداف مدنية وعسكرية في شمال غربي سوريا:
تشهد عدة مناطق في شمال غربي سوريا نشاطاً باستخدام الطائرات المسيّرة من قبل قوات نظام الأسد والمليشيات الإيرانية ضد أهداف مدنية وعسكرية، ما يؤدي لسقوط قتلى وجرحى.
وقالت مصادر محلية، إن شخصين قُتلا وجرح 3 آخرون بينهم مدني كان يرعى الأغنام، إثر استهداف طائرتين مُسيّرتين تابعتين لقوات نظام الأسد دراجتين ناريتين على مفرق بلدة الشيخ سنديان القريبة من مدينة جسر الشغور بريف إدلب الغربي.
وخلال الأيام الماضية، نشرت حسابات موالية لنظام الأسد مشاهد تُظهِر استهدافات لسيارات تابعة للفصائل العسكرية في إدلب، عبر طائرات مسيّرة تُحدث انفجاراً فور ارتطامها بالهدف، حيث تم استهداف آليات موجودة ضمن مخابئ مخصّصة لتجنّب رصدها من قبل المسيّرات، كما استهدفت الطائرات أفراداً ينتشرون قرب التحصينات العسكرية.
-روسيا: “إسرائيل” قصفت بنية تحتية عسكرية بريف دمشق
قال نائب رئيس ما يُسمّى “المركز الروسي للمصالحة” في سوريا فاديم كوليت، إن مقاتلتين إسرائيليتينِ قصفتا بنيةً تحتية عسكرية في منطقة مطار الديماس بريف دمشق بأربع قنابل موجهة.
وأضاف كوليت: “شنت مقاتلتان تكتيكيتان من طراز “إف-35″ تابعتان لسلاح الجو الإسرائيلي في 10 فبراير، من الجزء الجنوبي من مرتفعات الجولان، دون دخول المجال الجوي السوري، غارة جوية بأربع قنابل موجهة على البنية التحتية العسكرية في منطقة مطار الديماس، وتسببت الغارة الجوية الإسرائيلية بأضرار مادية”.
وكانت وكالة فرانس برس قالت إن “ثلاثة أشخاص غير سوريين موالين لطهران قُتلوا جراء الاستهداف الجوي “الإسرائيلي” فجر السبت على مبنى غربي دمشق”.
وتحدث مصادر محلية عديدة عن أن القصف استهدف منطقة الديماس التي تتمركز فيها قيادات موالية لإيران، بينما ذكر موقع “صوت العاصمة” المحلي أن “أنظمة الدفاع الجوي لم تتصد لأي أهداف في الأجواء”.
وجاءت الغارات على الديماس بعد يوم واحد من تعرّض مطار المزة العسكري في دمشق لهجوم “إسرائيلي”، دون معرفة حجم الأضرار الناجمة عن الهجوم.
-ألمانيا: نقف بصلابة خلف القرار الأممي 2254 بشأن سوريا
شدد المبعوث الألماني إلى سوريا، ستيفان شنيك، على أن بلاده “تقف بصلابة” خلف القرار الأممي رقم 2254 بشأن سوريا، وتشارك بنشاط لتنفيذه.
وأضاف في تغريدة نشرها على حسابه في منصة “إكس”، أن “القرار حاسم وضروري لتحقيق سلام دائم في سوريا”، مضيفاً: “نشارك بنشاط في الجهود الدولية لتنفيذ هذا القرار، وندعو إلى حل سياسي يضمن الحفاظ على كرامة وحقوق الشعب السوري.. التزامنا لا يتزعزع”.