سوريا في أسبوع: استهداف “إسرائيلي” لمقر تابع لماهر الأسد
مرَّ الأسبوع الماضي بالعديد من التطورات الميدانية والسياسية المتعلّقة بالشأن السوري يُجملها لكم منتدى الحوار الشبابي في هذه الورقة مع نظرة تحليلية موجزة عن تلك التطورات من قبل عدد من الباحثين.
ومن أبرز الملفات:
- تأجيل الاجتماع الرُّباعي لوزراء خارجية تركيا وروسيا وإيران ونظام الأسد.. هل تتعثّر المباحثات؟
- إعلام عبري يكشف استهداف “إسرائيل” مقراً تابعاً لماهر الأسد.. ما رسائل تل أبيب؟
- ضحايا مدنيون بتصعيد جديد لقوات نظام الأسد في محافظة إدلب
- مدير سي آي إيه يزور السعودية وسط استياء من انفتاح الرياض نحو إيران ونظام الأسد
1- تأجيل الاجتماع الرباعي لوزراء خارجية تركيا وروسيا وإيران ونظام الأسد:
كشف “مندوب الرئيس الروسي الخاص في سوريا” ألكسندر يفيموف عن تأجيل موعد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجية تركيا وروسيا وإيران ونظام الأسد إلى شهر أيار المقبل.
وأضاف يفيموف في تصريحات لصحيفة “الوطن” الموالية أن الاجتماع جرى تأجيله إلى بداية أيار المقبل، مؤكداً أن مسار تطبيع العلاقات بين تركيا ونظام الأسد “طويل ولا يمكن حل جميع الملفات والمسائل ومناقشتها في جولة واحدة أو أكثر من المفاوضات”، مشيراً إلى أن بلاده مستمرة في جهودها لعقد الاجتماع الرباعي.
وعبّر المسؤول الروسي عن “تفاؤله” بإمكانية الوصول إلى نتائج إيجابية لعقد الاجتماع على مستوى وزراء الخارجية، وقال: “المسار طويل، لكننا نتقدم في هذا المسار خطوة بعد خطوة”، وفق تعبيره.
وقالت صحيفة “الوطن” إن تأكيد يفيموف على انعقاد الاجتماع “يأتي في ظل إصرار دمشق على التمسك بضماناتها الخاصة بإنهاء الوجود العسكري التركي على أراضيها، ووقف دعم التنظيمات المسلحة، والمساعدة في مكافحة الإرهاب ووقف التدخل في شؤونها الداخلية”، حسب تعبيرها.
وخلال الأسبوع الماضي، أكدت الخارجية الروسية أن نواب خارجية روسيا وإيران وتركيا ونظام الأسد السوري اتفقوا خلال الاجتماع الرباعي الذي عُقد يومي 3- 4 من نيسان الجاري في موسكو، على “استمرار المشاورات”.
وفي تعليق منه على هذه التطورات، قال الباحث في مركز الحوار السوري: أ. محمد سالم، إنه وبما أن الاجتماع الرباعي قد حصل رغم الخلافات الكبيرة فهذا يعني بالتالي بداية لمسارٍ مُطوَّلٍ وليس اجتماعاً واحداً وانتهى، مشيراً إلى أن روسيا تمكنت من وضع تركيا على طاولة المفاوضات مع نظام الأسد بعد الضغط عليه، وهذا بحد ذاته هذا نوعٌ من التطبيع بين الطرفين وإن كان غير الرسمي والمعلن.
وأضاف سالم أن مثل تلك الاجتماعات ستخرج منها تفاهماتٌ هي عملياً متابعة للتفاهمات الضمنية التي كانت في مسار أستانا والتي انبثق عنها موضوعُ اللجنة الدستورية، والتي يوجد لها تطبيق لها اليوم من خلال الهدوء النسبي على الأرض في مناطق النفوذ التركي.
2- “إسرائيل” تستهدف مقراً تابعاً لماهر الأسد شقيق رأس النظام:
أكدت “القناة 13” الإسرائيلية أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قصف مقراً تابعاً لمليشيا ماهر الأسد شقيق رئيس النظام.
وأضافت القناة أن القصف الإسرائيلي جاء رداً على إطلاق طائرة مسيّرة إيرانية من جنوبي سوريا نحو الجولان المحتل قبل أسبوع.
وأشارت إلى أن ماهر الأسد قائد “الفرقة الرابعة” لم يكن حاضراً وقت الهجوم الذي وقع في ساعات الصباح، لافتة إلى أن “إسرائيل” أرادت إيصال رسالة لنظام الأسد تقول فيها إنه “سيدفع الثمن إذا سمح لإيران بإطلاق الطائرات المسيّرة من سوريا”.
وكان الأسبوع الماضي شهد عدّة جولاتٍ من القصف الإسرائيلي ضد مواقع لقوات نظام الأسد والمليشيات الإيرانية في عدة مواقع سورية، ما تسبّب بسقوط عدد من القتلى والجرحى من عناصر المليشيات.
وفي تعليقه على هذه التطورات، قال الباحث المساعد في مركز الحوار السوري: أ. نورس العبد الله، إنه من الضروري قراءة الضربة الأخيرة انطلاقاً من مراعاة ثلاث نقاط رئيسية؛ الأولى وهي ارتفاع وتيرة الاستهداف الإسرائيلي للمليشيات الإيرانية خلال الفترة السابقة والتي تطورت من ناحية الكم والنوع، والثانية هي محاولة إيران عبر أذرعها خلق حالة “ردع” من خلال الهجمات الأخيرة بدلاً من الاستمرار في النهج السابق بالتحرش بالقواعد الأمريكية في سوريا والعراق، وأخيراً وهو الأهم طبيعة المقر المستهدف وعلاقة ماهر الأسد مع المشروع الإيراني.
وأضاف العبد الله أن الضربة الإسرائيلية هذه المرة استهدفت مقراً يتبع لشخصية رفيعة المستوى ضمن نظام الأسد وهو الذي يتولى قيادة “الفرقة الرابعة” التي تتحالف بشكل إستراتيجي وعملياتي مع المليشيات الإيرانية من جهة، والتي أصبحت خلال السنوات الأخيرة بمثابة غطاء لتموضع هذه المليشيات داخل المؤسسة العسكرية الرسمية.
ولفت إلى أن “إسرائيل” توجه رسالتين معاً؛ الأولى لأركان نظام الأسد من حيث قدرتها على استهداف أي شخصية ستتجاوز الخطوط الحمراء في المعادلة الحالية، والثانية نحو المحور الإيراني ككل من خلال الإشارة لبنك الأهداف المحتملة في حال تصعيد المشهد وقدرتها على خلط الأوراق مجدداً في الملف السوري إذا ما أرادت ذلك، إذ إنّ استهداف أركان نظام الأسد بدلاً من عسكريين ومستشارين إيرانيين قد يفتح الباب أمام زعزعة المنظومة الحالية في سوريا وما يتبعها من انعكاسات على حسابات الدول الإقليمية.
3- ضحايا مدنيون بقصف لقوات نظام الأسد على إدلب:
قُتِل طفلُ وجُرح ثلاثة آخرون بقصف مدفعي لقوات نظام الأسد استهدف مدينة سرمين شرقي إدلب.
وقالت مصادر محلية إن قوات النظام استهدفت مدينة سرمين بقذيفتين إحداها استهدفت السوق، ما تسبّب بمقتل طفل يبلغ من العمر 15 عاماً، وإصابة ثلاثة أطفال آخرين بجروح.
وطال قصف قوات نظام الأسد مواقع أخرى في ريفي إدلب وحلب في ظل الخروقات المستمرة من قبل النظام لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين تركيا وروسيا في آذار 2020 بموسكو.
4- مدير سي آي إيه يزور السعودية سراً وسط استياء من الانفتاح على إيران ونظام الأسد:
أجرى مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ”سي أي أيه”، وليام بيرنز زيارة “غير معلنة” إلى السعودية، والتقى بمسؤولين سعوديين، بحسب ما نقلت شبكة “cnn” عن مصدر رسمي.
وأضافت الشبكة أن بيرنز بحث مع نظرائه في الاستخبارات “القضايا ذات الاهتمام المشترك”، وأكد استمرار التعاون “الاستخباراتي خاصة في مجالات مكافحة الإرهاب”.
وقالت صحيفة “وول ستريت جورنال” إن بيرنز أعرب عن إحباطه من المسؤولين السعوديين بشأن التقارب الأخير بين الرياض وإيران من خلال صفقة دبلوماسية بوساطة الصين، وكذلك انفتاح المملكة مع نظام الأسد.
ونقلت الصحيفة عن أشخاص مطلعين على الأمر، قولهم إن بيرنز أخبر ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، أن الولايات المتحدة “شعرت بالصدمة من تقارب الرياض مع إيران وسوريا”، وهما دولتان لا تزالان تخضعان لعقوبات شديدة من الولايات المتحدة وأوروبا.
إلى ذلك، ذكرت وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية أن المملكة العربية السعودية تقودُ جهوداً لإعادة نظام الأسد إلى الجامعة العربية بمعرفة الولايات المتحدة الأمريكية.
ونقلت الوكالة تقريرها عن ثلاثة أشخاص على معرفة بالمناقشات السعودية وشخص مقرب من الحكومة الإماراتية والتي تدعم الخطة.
وقالت المصادر إن السعودية تتخذ خطوات من شأنها أن تسمح فيها للجامعة العربية بوقف تعليق عضوية سوريا قبل انعقاد القمة العربية في منتصف مايو/ أيار المقبل في السعودية، مضيفة أن “هذه الجهود مستمرة ويمكن أن تمتدّ إلى أقصى حد أو قد تفشل، أو يمكن للزعماء العرب أن يتوصلوا إلى خطة مؤقتة الشهر المقبل”.
وأشارت الوكالة نقلاً عن المصادر بأن “الولايات المتحدة على معرفة بالخطط السعودية، لكنها تعي عدم قدرتها على وقفها”.
5- فرنسا تبدأ محاكمة غيابية لعدد من ضباط نظام الأسد:
أمر قاضيا تحقيقٍ فرنسيان بمحاكمة 3 مسؤولين كبار في نظام الأسد أمام محكمة الجنايات بتهمة التواطؤ في قتل مواطنين سوريين-فرنسيين، هما مازن دباغ ونجله باتريك، اللذان اعتُقلا عام 2013.
وأشارت وكالة الصحافة الفرنسية إلى أنها اطّلعت على أمر توجيه اتهام، طلب فيه القاضيان محاكمة بتهمة التواطؤ لارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجناية حرب في حق علي مملوك وجميل حسن وعبد السلام محمود الصادرة في حقهم مذكرات توقيف دولية.
علي مملوك هو المدير السابق لـ “الاستخبارات العامة” التابعة لنظام الأسد، وأصبح في 2012 رئيسا لمكتب “الأمن الوطني” أعلى هيئة استخبارات في سوريا.
أما اللواء جميل حسن فهو رئيس إدارة “الاستخبارات الجوية”، وكان يتولى هذا المنصب حين اختفى دباغ ونجله، بينما اللواء عبد السلام محمود هو المكلف التحقيق في إدارة “الاستخبارات الجوية” في سجن المزة العسكري في دمشق.
واعتبر الاتحاد الدولي لحقوق الانسان والمركز السوري للإعلام ورابطة حقوق الإنسان، أطراف الحق المدني في هذا الملف، في بيان أن “هذا القرار يفتح الطريق للمرة الأولى في فرنسا، لمحاكمة كبار المسؤولين في آلة القمع السورية”، وفق تعبيره.
وباتريك دباغ كان طالبا في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في دمشق من مواليد 1993، ووالده كان مستشاراً تربوياً رئيسياً في المدرسة الفرنسية في دمشق من مواليد 1956، وقد اعتقلا في نوفمبر/تشرين الثاني 2013 من قبل ضباط قالوا إنهم ينتمون إلى جهاز الاستخبارات الجوية في نظام الأسد.
وبحسب صهر مازن دباغ الذي اعتقل في الوقت نفسه معه لكن تم الإفراج عنه بعد يومين، فإن الرجلين نقلا إلى سجن المزة، حيث تشير تقارير إلى عمليات تعذيب تحصل داخل هذا السجن، ثم لم تظهر أي علامة على أنهما لا يزالان على قيد الحياة إلى حين إعلان نظام الأسد وفاتهما في أغسطس/آب 2018. وبحسب شهادتي الوفاة، فإن باتريك توفي في 21 يناير/ كانون الثاني 2014 ومازن في 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2017.