فصائل شمال غربي سوريا تسيطر على عشرات القرى والبلدات بحلب وإدلب
مرَّ الأسبوع الماضي بالعديد من التطورات الميدانية والسياسية المتعلّقة بالشأن السوري يُجملها لكم منتدى الحوار الشبابي في هذه الورقة.
ومن أبرز الملفات:
- الفصائل العسكرية شمال غربي سوريا تُسيطر على عشرات القرى والبلدات بعد إطلاق معركة “ردع العدوان”
- ضحايا مدنيون بتصعيد لقوات نظام الأسد وروسيا شمال غربي سوريا
- وزير الخارجية التركي: بشار الأسد لا يرغب بتحقيق السلام في سوريا
الفصائل العسكرية شمال غربي سوريا تسيطر على عشرات القرى والبلدات بريفي حلب وإدلب:
سيطرت فصائل عسكرية في شمال غربي سوريا على العشرات من القرى والبلدات غربي حلب بعد إطلاقها معركة ضد قوات نظام الأسد والمليشيات الإيرانية تحت مُسمّى “ردع العدوان”.
وقالت مصادر محلية وعسكرية إن الفصائل سيطرت على قرابة 40 قرية وبلدة أبرزها عنجارة وخان العسل والفوج 46 وقبتان الجبل في ريف حلب الغربي، إضافة لبعض القرى في محيط سراقب بريف إدلب الشرقي.
وتسببت الاشتباكات بمقتل وإصابة العشرات من قوات نظام الأسد والمليشيات الإيرانية، فيما اعترفت وسائل إعلامية إيرانية بمقتل قائد القوات الاستشارية الإيرانية التابعة للحرس الثوري بهجوم للمعارضة في حلب.
ولم تذكر المصادر الإيرانية مزيداً من التفاصيل حول مكان مقتله بالتحديد، لكن من المرجح أنه قُتِل وسط المعارك مع فصائل المعارضة في محاور ريف حلب الغربي ضمن معركة “ردع العدوان”.
وصعّدت قوات نظام الأسد وميليشيات إيران وطائرات روسيا الهجمات الانتقامية بحق المدنيين، مستهدفة المدنيين في 16 مدينة وبلدة شمال غربي سوريا باستخدام أسلحة مُحرّمة دولياً، مثل الذخائر العنقودية.
وبحسب الدفاع المدني السوري، قُتِل 8 مدنيين بقصف روسي على مدينة الأتارب، كما قتل 4 مدنيين بقصف على دارة عزة، وسقط طفل قتيل ومصابون بقصف على سرمين شرقي إدلب، فضلاً عن ضحايا ومصابين في مناطق أخرى.
وفي السياق، نقلت وكالة رويترز عن مصادر أمنية تركية (لم تُسّمها) أن عملية المعارضة السورية في ريف حلب تقع ضمن حدود منطقة خفض التصعيد التي اتفقت عليها روسيا وإيران وتركيا في 2019.
وأضافت المصادر أن العملية المحدودة لجماعات المعارضة توسّعت بعد أن غادرت قوات نظام الأسد مواقعها، مشيرة إلى أن العملية جاءت عقب هجمات نظام الأسد على المنطقة.
وقال مصدر بوزارة الدفاع التركية للوكالة، إن أنقرة تتابع عن كثب التحركات الأخيرة لفصائل المعارضة في شمالي سوريا، وقد اتخذت كل الاحتياطات لضمان أمن القوات التركية هناك.
حركة نزوح بالآلاف من عدة مناطق في شمال غربي سوريا:
نزح آلاف المدنيين من مناطق شمال غربي سوريا جراء تصعيد قوات نظام الأسد والطائرات الروسية في المناطق المدنية بعد إطلاق الفصائل العسكرية معركة “ردع العدوان”.
وقال فريق “منسقو استجابة سوريا” المتخصص بالشأن الإنساني في شمال غربي سوريا، إن المنطقة تشهد حركة نزوح للمدنيين هي الأكبر منذ سنوات بسبب التصعيد العسكري والقصف المكثف الذي طال عدة مدن وبلدات.
وأوضح بيان للفريق أن أكثر من 8735 عائلة نزحت باتجاه أماكن تعتقد أنها أكثر أمناً، وتعاني هذه العوائل من غيابٍ شبهِ كاملٍ للمأوى، وأُجْبرت على اللجوء إلى الأراضي الزراعية والعراء مع انعدام التجهيزات الأساسية، حيث تزامن النزوح مع دخول فصل الشتاء وظروف إنسانية قاسية، الأمر الذي زاد من معاناة النازحين مع انخفاض درجات الحرارة وغياب وسائل التدفئة والمستلزمات الشتوية.
ودعا الفريق في بيانه الجهات الإنسانية والمنظمات والجهات الدولية كافة إلى العمل عاجلاً على توفير المأوى المؤقت للعوائل النازحة، وإطلاق برامج طارئة لتأمين الغذاء والمياه والرعاية الصحية، مع ضرورة تقديم الدعم الشتوي، بما في ذلك البطانيات والملابس.
كما أكد الدفاع المدني السوري أن الوضع الإنساني الذي يُعانيه السكان صعبٌ مع طول سنوات القصف الروسي وقصف قوات نظام الأسد، وعدم وجود مأوى يحمي المدنيين من الهجمات وانخفاض درجات الحرارة.
“قلق” أممي من تصعيد الأعمال العدائية شمال غربي سوريا
عبّر نائب المنسق الإنساني الإقليمي لـ “الأزمة السورية”، ديفيد كاردن، عن “قلقه العميق” إزاء تأثير التصعيد الأخير للأعمال العدائية في شمال غربي سوريا على المدنيين، وخاصة الأطفال.
وقال نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، إن ثلاثة فتيان، لا تتجاوز أعمارهم أربعة عشر عاماً، قُتلوا فيما أُصيب أكثر من اثني عشر طفلاً آخرين في قصف مدفعي في إدلب وغربي حلب، مشيراً إلى أن “جميع الأطفال كانوا في مؤسسة تعليمية وقت الهجوم”، في إشارة لهجوم قوات نظام الأسد على أريحا في ريف إدلب قبل أيام.
وأضاف أن شركاء الأمم المتحدة يُحاولون التحقّق من عدد الأشخاص الذين ربما نزحوا بسبب أعمال العنف الأخيرة، مضيفاً أنه “حتى اليوم، أفادت خمس وثلاثون منظمة غير حكومية على الأقل بتعليق عملياتها الإنسانية في المنطقة”.
وذكر شركاء الصحة للأمم المتحدة أن “الخدمات لم تعد تعمل في 14 منشأة صحية على الأقل في شمالي البلاد، وخاصة في المناطق الواقعة على طول خط المواجهة بسبب القتال، فيما أُغلقت المدارس الخاصة والعامة، فضلاً عن العديد من الطرق الرئيسية في إدلب وغربي حلب”.
وزير الخارجية التركي: بشار الأسد لا يرغب بتحقيق السلام في سوريا
قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، إن رئيس النظام في سوريا بشار الأسد لا يرغب بتحقيق السلام في سوريا، لافتاً إلى أنه من غير الممكن مناقشة انسحاب قوات بلاده من سوريا قبل القبول بدستور جديد وإجراء انتخابات حرة.
وأضاف فيدان في كلمة له خلال مناقشة موازنة وزارة الخارجية لعام 2025 في البرلمان التركي، أنّ بلاده تتوقع بشكل أساسي إجراء تقييم الحوار الذي اقترحه الرئيس رجب طيب أردوغان “بنهج استراتيجي من قبل نظام الأسد، وبنهج يعطي الأولوية لمصلحة الشعب السوري”.
وعن دعوة أردوغان للقاء بشار الأسد ومناقشة تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق، أوضح فيدان أن المسألة “تتعلق بالإرادة السياسية”، وأن أردوغان أعلن إرادته على أعلى مستوى، مضيفاً أنه أمرٌ ذو قيمة أن يدلي زعيم دولة ديمقراطية (أردوغان) بمثل هذه التصريحات”، وأوضح أن هذه الخطوة “غيّرت قواعد اللعبة”.
وقال فيدان معلّقاً على اشتراط نظام الأسد انسحابَ القوات التركية من شمالي سوريا لقبول التطبيع؛ إن تركيا “لا يمكنها مناقشة الانسحاب من سوريا إلا بعد قبول دستور جديد وإجراء انتخابات وتأمين الحدود”، مضيفاً أن موقف إدارة الأسد يجعلنا نتصور الأمر على أنه يقول “لا أريد العودة إلى السلام”.
مقتل 13 عنصراً من الجيش الوطني السوري بعملية تسلل لـ”قسد” في ريف حلب:
قتل 13 عنصراً من الجيش الوطني السوري جراء عملية تسلُّل لمليشيا “قوات سوريا الديمقراطية-قسد” في ريف حلب الشرقي.
ونقل “تلفزيون سوريا” عن مصدرٍ عسكري أن عدد قتلى “حركة التحرير والبناء” العاملة في الفيلق الأول في الجيش الوطني وصل إلى 13، فضلاً عن الجرحى.
وأشار المصدر إلى أن عمليات التسلل تركزت على محور “البويهج – العجمي” شرقي مدينة الباب بريف حلب.
وأصدرت “حركة التحرير والبناء” بياناً قالت فيه: “إننا سائرون على خطى شهدائنا، ولن يثنينا عن ذلك أي مانع، وعهد علينا أن دماء شهدائنا لن تذهب هدراً، بل هي منارة لنا لإكمال درب النضال والتضحية”.
ونعت العديد من الفصائل بالجيش الوطني السوري قتلى عملية التسلل، داعين لتنسيق الجهود لمواجهة عمليات “قسد”.
الخارجية الأمريكية: نظام الأسد قد يلعب دوراً في منع تهريب الأسلحة عبر سوريا إلى “حزب الله” في لبنان
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، إن نظام الأسد قد يلعب دوراً في منع تهريب الأسلحة عبر سوريا إلى “حزب الله” في لبنان.
وأوضح ميلر في مؤتمره الصحفي اليومي، أنه “من الناحية النظرية، من الممكن أن يلعب النظام السوري دوراً في منع تهريب الأسلحة عبر الأراضي السورية”، مضيفاً أنه “لم نشاهد النظام السوري يلعب هذا الدور حتى الآن، ولكن نعم، من الممكن أن يلعب هذا الدور”.
ورداً على سؤال حول ما إذا كان النظام السوري جزءاً من أي محادثات بهذا الشأن، رفض المتحدث باسم الخارجية الأميركية تقديم تفاصيل إضافية حول ذلك.
يأتي ذلك بعد دخول وقف إطلاق النار بين “إسرائيل” ومليشيا “حزب الله” حيز التنفيذ مؤخراً.
“إسرائيل” تعلن استهداف خطوط إمداد مليشيا “حزب الله” في سوريا:
أعلن جيش الاحتلال “الإسرائيلي” أنه استهدف خطوط إمداد ومحاور نقل الأسلحة من سوريا إلى مليشيا “حزب الله” في لبنان بعد غاراتٍ جوية استهدفت مواقع في القصير بريف حمص الغربي.
وقال المتحدث باسم “الجيش الإسرائيلي”، أفيخاي أدرعي، إن طائرات حربية شنت غارات على محاور نقل تابعة لنظام الأسد على الحدود بين سوريا ولبنان، كانت تُستخدم لنقل وسائل قتالية لصالح “حزب الله”.
وأضاف أدرعي في بيان أن هذه الغارات تأتي في إطار الخطوات التي يُنفّذها “الجيش الإسرائيلي منذ أسابيع لاستهداف محاور نقل الأسلحة على الحدود السورية اللبنانية”، مشيراً إلى أن “هذه الضربات تهدف إلى إحباط قدرات الوحدة 4400 التابعة لـ”حزب الله”، والمسؤولة عن نقل الأسلحة إلى لبنان، وعرقلة القدرات العملياتية لـ”الحزب”.
وفي السياق، أدانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، الغارات “الإسرائيلية” على مدينة تدمر، التي وقعت يوم الأربعاء الماضي وأدت إلى مقتل أكثر من 60 شخصاً من قوات نظام الأسد والميليشيات الإيرانية.
وقالت زاخاروفا في بيان، إن هذا القصف “الإسرائيلي” ومعه كل الأعمال السابقة “يمثل انتهاكاً صارخاً لسيادة سوريا والمبادئ الأساسية للقانون الدولي”.
وحث البيان الأطراف المعنية بالتصعيد في المنطقة على “الإنصات لصوت العقل، والامتناع عن تجاوز حدود السلوك الحضاري القائم على منظومة القيم الإنسانية”.
وبحسب موقع “تلفزيون سوريا” فإن إحدى الغارات استهدفت تجمعاً كبيراً لـ”حركة النجباء” و”حزب الله” وقوات مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني في محيط مدينة تدمر.
افتتاح مشروع مدينة الأمل في أعزاز شمالي حلب:
أعلنت هيئة الإغاثة الإنسانية التركية (IHH) بالتعاون مع مؤسسة قطر الخيرية افتتاح مشروع “مدينة الأمل” في منطقة أعزاز شمالي حلب.
ويهدف المشروع إلى إيواء 1400 عائلة نزحت بسبب الحرب التي اندلعت في سوريا منذ عام 2011، حيث عاشت هذه العائلات لسنوات طويلة في ظروف قاسية داخل مخيم باب السلامة.
وتضمُ مدينة الأمل 1400 وحدة سكنية موزعة على تسعة أحياء، حيث صُممت المساكن لتلبية احتياجات العائلات بمساحات مختلفة، 50 و100 متر مربع، وتشمل المنازل جميع المرافق الأساسية مثل غرف نوم، والمطبخ، والحمام، والفناء، والأثاث الداخلي، وفق ما نشر “تلفزيون سوريا”.
وتحتوي المدينة على مجموعة من الخدمات المساندة، مثل 4 مدارس، ومسجد، ومركز تدريب مهني، وعيادة طبية، ومجمع رياضي، وسوق تجاري يضم 50 محلاً. وتم تجهيزها بشبكة كهرباء، ومياه نظيفة، وصرف صحي.
وبدأت عمليات نقل العائلات من المخيم إلى مدينة الأمل بهدف ضمان استقرارها قبل حلول فصل الشتاء.
وأكد الدكتور دورموش أيدن، الأمين العام لهيئة الإغاثة الإنسانية التركية، أن المشروع يُمثل نقلة نوعية في حياة النازحين قائلاً: “بعد معاناة طويلة داخل المخيمات، نوفر لهم الآن حياة كريمة في منازلهم الجديدة”.
وأضاف: “نشكر مؤسسة قطر الخيرية وكل من أسهم في هذا الإنجاز. بإذن الله، ستعيش هذه العائلات في بيئة أفضل تلبي احتياجاتها الأساسية”، وفق ما نقل “تلفزيون سوريا”.