سوريا في أسبوع: هل تدخل إيران بمسار التطبيع التركي مع نظام الأسد؟
مر الأسبوع الماضي بالعديد من التطورات المتعلقة بالشأن السوري يجملها لكم منتدى الحوار الشبابي مع نظرة تحليلية موجزة عن تلك التطورات:
1- أردوغان يدعو لإشراك إيران بمحادثات التطبيع مع نظام الأسد:
دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لمواصلة عقد لقاءات بين بلاده وروسيا ونظام الأسد بمشاركة إيران، وذلك في وقت لا يزال فيه الغموض يلف مصير المباحثات، وأضاف أن علاقات بلاده مع روسيا قائمة على الاحترام المتبادل، وعلاقته مع نظيره فلاديمير بوتين مبنية على الصدق، وأردف: “لتجتمع تركيا وروسيا وسوريا، ويمكن أن تنضم إيران أيضا، ولنعقد لقاءاتنا على هذا المنوال، لكي يعم الاستقرار في المنطقة، وتتخلص المنطقة من المشكلات التي تعيشها، وقد حصلنا وما زلنا نحصل وسنحصل على نتائج في هذا الصدد”.
وفي تعليق منه على هذا الموضوع يقول الباحث في مركز الحوار السوري: د. أحمد قربي، إنه يعتقد أن الهدف من تصريح أردوغان هو إدراكه أن نظام الأسد لا يمكن أن يتحرك بدون موافقة إيرانية، خاصة أن طهران يمكن أن تخرب مسار التطبيع، ولذلك عمل أردوغان على محاولة مغازلة إيران.
ولفت إلى أن تركيا تعلم مدى حضور إيران بسوريا، وربما باتت هناك قناعة لدى الأتراك أن التطبيع لن ينجح ويحقق فوائده دون مشاركة إيران، خاصة أن المصلحة الأساسية التي تجمع كل الأطراف (تركيا وروسيا وإيران ونظام الأسد) هي مناهضة الوجود الأمريكي شمال شرق سوريا.
2- بيدرسن يزور دمشق في شباط المقبل:
كشفت صحيفة “الوطن” الموالية لنظام الأسد أن المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا “غير بيدرسن” سيُجري في منتصف شباط المقبل زيارة إلى دمشق، لمناقشة أعمال اللجنة الدستورية مع وفد النظام.
ونقلت الصحيفة عن مصدر وصفته بـ “الدبلوماسي الغربي في جنيف”، أن بيدرسن بصدد زيارة العاصمة السورية منتصف شباط المقبل، “من دون أن يكون في جعبته أي تطورات تذكر بخصوص العملية السياسية والقرار 2254، نتيجة رفض موسكو التوجه مجدداً إلى جنيف بسبب موقف سويسرا من روسيا ودبلوماسييها، ولرفض بيدرسن إجراء الحوار السوري- السوري في أي مدينة أو عاصمة تم طرحها عليه”.
وأضاف المصدر أنه “على الرغم من أن زيارة بيدرسن ستبدو للوهلة الأولى بأن هدفها البحث في انعقاد اللجنة الدستورية وخاصة أنه سيلتقي بدمشق الرئيس المشترك للجنة أحمد كزبري والسفيرين الروسي في دمشق ألكسندر يفيموف والإيراني مهدي سبحاني، إلا أن واقع الأمر يؤكد بأن بيدرسن يدرك جيداً أن مصير الدستورية بات مرتبطاً بموافقة موسكو على انعقادها مجدداً في جنيف”.
وكانت روسيا أوقفت مسار مباحثات اللجنة الدستورية لرفضها إجراءها في جنيف بحجة أنها مدينة غير محايدة إزاء الحرب في أوكرانيا.
وفي تعليق منه على الزيارة المرتقبة، قال الباحث في مركز الحوار السوري د. أحمد قربي، إنه لا يتوقع استئناف عمل اللجنة طالما أن الأمم المتحدة تصر على بقائها في جنيف، في حين ربما تتعنّت روسيا غالباً في رفض المتابعة في جنيف بسبب موضوع الحيادية.
وأضاف أنه حتى لو تم تجاوز هذه النقطة الإجرائية فلا يوجد جديد في عمل اللجنة الدستورية من حيث أنها مضيعة للوقت دون فائدة حقيقية وتقدّم بالمسار والوصول لحل حقيقي سياسي للناس.
3- بريطانيا تشيد بتقرير منظمة حظر الأسلحة الكيماوية حول هجوم دوما:
أعلنت المتحدثة باسم الحكومة البريطانية عن تأييد بلادها لتقرير منظمة حظر الأسلحة الكيماوية الذي أكّد مسؤولية نظام الأسد عن هجوم دوما الكيماوي في 2018.
وقالت المتحدثة باسم الحكومة البريطانية إن تقرير منظمة حظر الأسلحة الكيماوية صدر بالرغم من مساعي روسيا ونظام الأسد لعرقلته، مشيرة إلى أن “الأسد هاجم شعبه بالأسلحة الكيماوية وهذا أمر صعب”.
وتابعت أن بلادها “ملتزمة بالسعي لتحقيق العدالة لضحايا هجوم دوما الكيماوي، وبمحاسبة كل من استخدم الأسلحة الكيماوية في سوريا”.
جدير بالذكر أن منظمة “حظر الأسلحة الكيماوية” قد أصدرت تقريرها الثالث بشأن هجوم دوما الكيماوي، وخلُصتْ فيه إلى أن نظام الأسد هو المسؤول عن الهجوم الكيماوي على مدينة دوما عام 2018.
وذكر التقرير أن الهجوم نُفّذ بأسطوانتين معبأتين بـ غاز الكلور السام، ألقتهما طائرة تتبع لـ “قوات النمر” بعد إقلاعها من “مطار الضمير” الذي كانت توجد فيه قوات روسية عند تنفيذ الهجوم الكيماوي.
جدير بالذكر أن هذا التقرير ليس الأول من نوعه الذي يثبت ضلوع نظام الأسد بهجمات كيماوية، إذ سبقته تقارير عديدة دون أن تشكل بحسب محللين دافعاً لبدء محاسبة حقيقية على تلك الجرائم.
4- “الأغذية العالمي”: 70% من السوريين قد لا يتمكنون من توفير الطعام لأسرهم
أطلق المدير التنفيذي لـبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، ديفيد بيزلي تحذيرات من أنّ الجوع في سوريا بلغ مستويات قياسية، وصل إلى أعلى مستوياته منذ عام 2011.
وناشد بيزلي، في بيان نشره البرنامج، خلال زيارته إلى سوريا (مناطق نظام الأسد) العالم إلى الاستثمار في سوريا “من أجل وقوف الشعب على قدميه”، مردفاً “بعد 12 عاماً من الصراع، والاقتصاد المعطل بسبب التضخم الجامح، والعملة التي انهارت إلى مستوى قياسي منخفض، والتصاعد في أسعار المواد الغذائية، لا يعرف 12 مليون شخص سوري من أين تأتي وجبتهم التالية”.
وتابع: “هناك 2.9 مليون شخص آخر معرضون لخطر الانزلاق إلى الجوع، مما يعني أنّ 70% من السكان قد لا يتمكنون قريباً من توفير الطعام لأسرهم”.
وأضاف من دمشق: “إذا لم نتعامل مع هذه الأزمة الإنسانية في سوريا، فستزداد الأمور سوءاً أكثر مما يمكن أن نتخيله. موجة أخرى من الهجرة الجماعية مثل تلك التي اجتاحت أوروبا في عام 2015 – هل هذا ما يريده المجتمع الدولي؟ إذا لم يكن الأمر كذلك، فيجب علينا اغتنام هذه الفرصة بشكل عاجل لتجنب الكارثة التي تلوح في الأفق والعمل معاً لتحقيق السلام والاستقرار للشعب السوري”.