
لقاء تاريخي بين الشرع وترامب في البيت الأبيض
مرَّ الأسبوع الماضي بالعديد من التطورات الميدانية والسياسية المتعلّقة بالشأن السوري يُجملها لكم منتدى الحوار الشبابي في هذه الورقة.
ومن أبرز الملفات:
- لقاء تاريخي بين الشرع وترامب في البيت الأبيض
- عودة مليون و200 ألف سوري إلى بلادهم منذ سقوط النظام البائد
- الداخلية السورية تلقي القبض على خلية مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني
ترامب: اللقاء مع الرئيس الشرع كان شرفاً لي وناقشنا كل التفاصيل المتعلقة بالسلام في الشرق الأوسط
نشر الرئيس الأميركي دونالد ترامب مجموعة صور توثق لقاءه بنظيره السوري أحمد الشرع، واصفاً اللقاء بأنه “كان شرفاً له”.
وقال ترامب في منشوره عبر منصة “تروث سوشال”:”كان شرفاً لي أن أمضي وقتاً مع أحمد الشرع، الرئيس الجديد لسوريا.. ناقشنا كل التفاصيل الدقيقة المتعلقة بالسلام في الشرق الأوسط، وهو من أبرز الداعمين له”.
وتابع: “الجميع يتحدث عن المعجزة العظيمة التي تجري حالياً في الشرق الأوسط (…) إن وجود سوريا مستقرة وناجحة أمر في غاية الأهمية لكل دول المنطقة”.
وكان الرئيس الشرع التقى يوم الاثنين الماضي نظيره الأميركي في البيت الأبيض، في أول زيارة لرئيس سوري إلى واشنطن.
وقال الرئيس الأميركي إنه على وفاق مع نظيره السوري، مشيراً إلى أنه يثق في قدرة الشرع على أداء مهام منصبه.
وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية تعليق عقوبات قانون قيصر المفروضة على سوريا، مؤكدة أن الولايات المتحدة تظل ملتزمة بسوريا مستقرة وموحدة وسلمية.
جاء ذلك بعد ساعات من اللقاء الذي جمع الرئيس أحمد الشرع بنظيره الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض.
وأوضح بيان الخزانة الأمريكية أن قرار التعليق لا يشمل المعاملات المرتبطة بروسيا وإيران.
الأمم المتحدة تعلن عودة مليون و200 ألف سوري إلى بلادهم منذ سقوط النظام البائد:
أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عودة أكثر من مليون ومئتي ألف لاجئ سوري إلى سوريا، منذ إسقاط النظام البائد.
وفي تقرير لها، أوضحت المفوضية أنها سجّلت عودة 1,208,802 لاجئ سوري منذ 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، معظمهم من تركيا، ثم لبنان والأردن، مع أعداد أقل من دول أخرى.
وفي الداخل السوري عاد أكثر من 1.9 مليون نازح إلى مناطقهم الأصلية أو يعتزمون العودة، بينهم أكثر من مليون شخص غادروا مواقع النزوح في مناطق الشمال، بينما ما يزال نحو سبعة ملايين نازح داخل سوريا.
وخلال العام 2025، قدّمت المفوضية وشركاؤها الدعم لأكثر من 24,500 لاجئ عائد عند المعابر الحدودية مع تركيا ولبنان، مع متابعة أوضاعهم بعد العودة عبر الزيارات المنزلية والإحالات إلى الخدمات.
وقالت المفوضية إنها نظمت، في 30 تشرين الأول الفائت، حركة العودة الطوعية السابعة من البقاع اللبناني عبر معبر المصنع/جديدة يابوس، بمشاركة 1,476 شخصاً ضمن برنامج النقل المنظَّم إلى سوريا، وتُقدَّر أعداد السوريين العائدين من لبنان حتى الآن بنحو 362,027 شخصاً.
إعادة افتتاح سفارة دمشق في لندن وواشنطن.. وقريباً في أنقرة:
أكد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، أن دمشق قريبة من افتتاح سفارة لها في العاصمة التركية أنقرة.
وأضاف خلال جلسة حوارية في “معهد تشاتام هاوس” في لندن، أن المحادثات مع الحكومة التركية في هذا الشأن مستمرة. وتابع قائلاً: “بالطبع بعثتنا وسفارتنا في تركيا مهمة لأن لدينا علاقات مميزة مع تركيا”.
وأردف: “افتتحنا قنصلية في غازي عنتاب (جنوبي تركيا) لتخفيف العبء عن القنصلية السورية في إسطنبول. حصلنا على موافقة وزارة الخارجية التركية بهذا الشأن. كانت السفارة السورية في أنقرة مستأجرة، لكن النظام السابق تخلّف عن سداد الإيجار، فخسرنا هذا العقار”.
وأضاف الشيباني، أنه سيكون هناك إعادة هيكلة للبعثات الدبلوماسية لبلاده في الخارج مع بداية العام القادم.
وقال الشيباني: إنّه “بعد سنوات من العزلة التي فرضها نظام الأسد الكيماوي، نعيد اليوم افتتاح السفارة السورية في لندن”.
وأضاف في منشور عبر حسابي الشخصي على منصة إكس، “سوريا تعود إلى العالم بهويتها الحرة”.
جاء ذلك بعد أن تم أيضا خلال زيارة الشرع إلى واشنطن قرار بإعادة افتتاح السفارة السورية في العاصمة الأمريكية.
الداخلية السورية تلقي القبض على خلية مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني:
أعلنت وزارة الداخلية السورية أن الأمن الداخلي في طرطوس ألقى القبض على “خلية إرهابية” يتزعمها أحد أذرع الحرس الثوري الإيراني.
وقال المتحدث باسم الوزارة نور الدين البابا إن قوى الأمن قبضت على المدعو عبد الغني قصاب، وهو أحد أذرع الحرس الثوري الإيراني، مشيرا إلى أنه تم القبض أيضا على “عدد من مريديه وأبنائه بعد ضبط كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر”.
وأفاد البابا بأن عملية البحث عن المدعو قصاب بدأت منذ اليوم الأول لتحرير مدينة حلب في إطار عملية ردع العدوان، التي بدأت في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
وأضاف أن قصاب كان يعمل منذ أكثر من 4 عقود بالتنسيق مع الحرس الثوري الإيراني، متابعا أن “قصاب كان يقدم نفسه كصاحب حصانة روحية وكشف رباني، مدعيا أنه المهدي المصلح في آخر الزمان”، وفق تعبير المتحدث.
وحسب نور الدين البابا، فإن “نشاطات المدعو قصاب ركزت سابقا على استقطاب الشباب في الثانوية والجامعة”، متعهدا بالكشف عن “ارتباطات خارجية للمدعو قصاب لاحقا”.
وإلى جانب كون قصاب من أهم أذرع إيران الأيديولوجية في مدينة حلب، كان يدير مركزا للتجنيد لها في حي الأعظمية، ومن خلاله يقوم بالأنشطة الأمنية لصالح إيران والنظام البائد ضد السوريين.
كما أعلن قائد الأمن الداخلي في محافظة طرطوس العقيد عبد العال محمد عبد العال عن حملة أمنية واسعة استهدفت أحد أوكار مجموعة مسلّحة خارجة عن القانون كانت تتحصّن في المناطق الجبلية بمحافظة طرطوس.
وبيّن العقيد عبد العال أن هذه العملية نُفّذت استناداً إلى معلومات استخبارية دقيقة ووثائق موثوقة وردت إلى قيادة الأمن الداخلي، كشفت عن نشاط مجموعة مسلّحة مرتبطة بفلول النظام المخلوع وتعمل بتنظيم وتنسيق مع جهات خارجية.
وأضاف أن الوحدات المختصّة باشرت سلسلة من التحريات والرصد الميداني لتحديد أماكن وجود أفراد المجموعة وتحركاتهم، وتمكّنت بعد متابعة دقيقة من تنفيذ عملية نوعية ناجحة في منطقة الشيخ بدر بريف المحافظة.
وفي حلب، تمكنت وحدات فرع مكافحة الإرهاب في المحافظة بالتعاون مع كوادر قيادة الأمن الداخلي، من إلقاء القبض على المجرم “محمود علي أحمد”، أحد سجّاني سجن صيدنايا، استناداً إلى مذكرة توقيف صادرة عن النيابة العامة، عقب عمليات بحث وتحري مكثفة، بحسب ما أعلنت وزارة الداخلية السورية.
وأظهرت التحقيقات الأولية أن المجرم بدأ خدمته ضمن سريّة الحراسة الخاصة بالسجن، قبل أن يُعيّن لاحقاً كسجّان في ما يُعرف بـ “السجن الأحمر” داخل صيدنايا.
وثبت تورط “السجّان” في تنفيذ إعدامات ميدانية، ونقل جثامين معتقلين قضوا تحت التعذيب ودفنهم في مقابر جماعية، إضافةً إلى مشاركته في تعذيب عدد من المعتقلين.
قيادة الأمن الداخلي في اللاذقية تُلقي القبض على قائد سابق بمليشيا “لواء القدس”:
أعلنت قيادة الأمن الداخلي في محافظة اللاذقية، تنفيذ عملية أمنية، أسفرت عن إلقاء القبض على المجرم شادي عدنان آغا، القائد السابق لمليشيا ”لواء القدس”، بتهم تتعلق بارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين خلال فترة حكم النظام البائد.
وفي بيان لها، أضافت الوزارة أن العملية جرت بعد “رصد وتتبُّع دقيقين”، وأظهرت التحقيقات الأولية أن الموقوف قاد عدة عمليات عسكرية في مناطق متفرقة من سوريا، لا سيما في محافظة حلب.
كما تولّى آغا قيادة غرفة العمليات في جبهتي نبل والزهراء، حيث نُفّذت عمليات قصف ممنهج ضد مناطق مأهولة، ما تسبب بسقوط ضحايا من المدنيين، بحسب البيان.
وزارة الدفاع تكشف ملابسات الهجوم الصاروخي في المزة 86 بدمشق:
أعلنت وزارة الدفاع السورية أن عدداً من المدنيين أُصيبوا جراء سقوط صاروخين من نوع كاتيوشا أُطلقا من أطراف المدينة باتجاه منطقة “المزة 86” بدمشق.
وقالت إدارة الإعلام والاتصال في وزارة الدفاع، إن فرقها بالتعاون مع وزارة الداخلية باشرت التحقيق في ملابسات الهجوم، وتمكنت من تحديد موقع إطلاق الصواريخ عبر تحليل “زوايا السقوط وتجمع بقايا الصواريخ”.
وأشارت إلى أن الموقع جرى تأمينه لاستكمال التحقيقات، من دون مزيد من التفاصيل أو المعلومات.
إلى ذلك، نقل موقع “تلفزيون سوريا” أن الانفجار استهدف بناء من ثلاثة طوابق بحي عين الكروم ضمن منطقة “المزة 86″، ما أدى إلى وقوع إصابات واستنفار أمني واسع، تخلله انتشار دوريات ووصول سيارات إسعاف إلى المكان.
من جهتها، نقلت هيئة البث العبرية عن مسؤول إسرائيلي قوله، إن تل أبيب “لا علاقة لها بالانفجار الذي وقع في دمشق”.
رئاسة الجمهورية تنفي صحة تقارير إعلامية بشأن تعاون الرئيس الشرع مع التحالف منذ عام 2016:
نفت رئاسة الجمهورية العربية السورية، صحة ما ورد في تقارير صحفيّة تفيد بوجود تعاون بين الرئيس السوري أحمد الشرع والتحالف الدولي ضد تنظيمي داعش والقاعدة منذ عام 2016.
وفي بيان لها، قالت مديرية الإعلام في الرئاسة السورية: “نشير إلى أن الرئيس الشرع لم ينسّق أو يتعاون مع أي جهةٍ أجنبية في هذا الإطار ولم تصدر عنه توجيهات تتعلق بذلك، ونؤكد أن جميع القرارات والإجراءات المتخذة آنذاك جاءت بقرارٍ داخلي مستقل دون أي تنسيق أو طلب من أي طرف خارجي”.
وأضافت: “نؤكد عدم صحة المعلومات التي وردت في تقارير صحفية عن وجود تعاون بين الرئيس الشرع مع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيمي داعش والقاعدة منذ 2016، ونود التوضيح أن ما سبق لا يعدو كونه ادعاءات لا تمت إلى الحقيقة بصلة”.
وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية زعمت في تقرير لها أن الرئيس الشرع كان يتعاون مع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لمحاربة تنظيمي “داعش والقاعدة”، منذ سيطرته على مناطق في شمال غربي سوريا عام 2016.
توماس باراك: المرحلة المقبلة بسوريا تشمل دمج “قسد” في الهيكل الاقتصادي والدفاعي والمدني السوري
قال المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توماس باراك، إن المرحلة المقبلة في سوريا تشمل دمج “قوات سوريا الديمقراطية-قسد” في الهيكل الاقتصادي والدفاعي والمدني السوري الجديد.
وفي منشور له على إكس، وصف باراك زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى البيت الأبيض، بأنها “نقطة تحوّل حاسمة في تاريخ الشرق الأوسط الحديث”.
وأشاد بدور تركيا الدبلوماسي الحيوي في بناء الجسور بين الأطراف المختلفة، مشيراً إلى التحالف الموسَّع بين قطر والسعودية وتركيا لدعم نهضة الدولة السورية بكافة مكوناتها.
وأكد باراك أن سوريا التزمت بالانضمام إلى التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، ما يُشكّل إطاراً تاريخياً لتحولها من “مصدر إرهاب إلى شريك في مكافحة الإرهاب”.
وقال باراك إن زيارة الشرع للبيت الأبيض تُمثِّل أول زيارة لرئيس دولة سوري منذ استقلال سوريا عام 1946، مشيراً إلى أن هذا الحدث يعكس تحوّلاً لافتاً لسوريا من حالة العزلة إلى الانخراط في شراكة إقليمية ودولية.
وأشار إلى أن الرئيس ترامب أعلن في أيار الماضي عن نيته رفع جميع العقوبات الأميركية عن سوريا لمنحها فرصة للتجديد، وأنه خلال الاجتماع المشترك بين الرئيسين تم التأكيد على استبدال التباعد بالمشاركة الفاعلة، وإعطاء سوريا وشعبها فرصة حقيقية للسلام والازدهار.
واختتم باراك منشوره بالتأكيد على أهمية إلغاء قانون قيصر بالكامل كخطوة حاسمة لمنح سوريا فرصة حقيقية للتعافي الاقتصادي، ودعا الكونغرس الأميركي إلى اتخاذ هذه الخطوة التاريخية.
إلى ذلك، أعلنت السفارة الأميركية في دمشق أن سوريا أصبحت رسمياً “الدولة رقم 90” المنضمة إلى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم “داعش”، معتبرةً ذلك “لحظة مفصلية” في تاريخ البلاد وفي الحرب العالمية ضد الإرهاب.
وقالت السفارة على منصة “إكس”، إن هذا الانضمام يمثل خطوة مهمة للعمل جنباً إلى جنب مع الولايات المتحدة والدول الشريكة في مكافحة الإرهاب، ويُعد جزءاً من مسيرة بناء سوريا آمنة ومستقرة.
ولفتت إلى أن أخطر أفعال تنظيم داعش كانت محاولته زرع الخوف والفتنة بين مكونات المجتمع السوري، وإشاعة الانقسام بين السوريين من مختلف الطوائف، وهو ما أسهم في نشر العنف والدمار خلال السنوات الماضية.




