سوريا في أسبوع: فرنسا تُؤيّد محاسبة بشار الأسد على جرائم الحرب بسوريا
مرَّ الأسبوع الماضي بالعديد من التطورات الميدانية والسياسية المتعلّقة بالشأن السوري يُجملها لكم منتدى الحوار الشبابي في هذه الورقة مع نظرة تحليلية موجزة عن تلك التطورات من قبل عدد من الباحثين.
ومن أبرز الملفات:
- “إسرائيل” تحذر بشار الأسد من التعاون مع إيران وتطالبه بالابتعاد عنها
- فرنسا: نؤيّد محاسبة الأسد على جرائم الحرب بسوريا
- نظام الأسد يطالب تركيا بالانسحاب من سوريا
- صويلو يضع حجر الأساس لمشاريع سكنية شمال سوريا
1- تحذيرات إسرائيلية لرأس النظام بشار الأسد من التعاون مع إيران:
وجّه رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي هرتسي هليفي تحذيرات إلى رأس النظام في سوريا بشار الأسد، داعيه إلى الابتعاد عن إيران، مشيراً إلى أن الأخيرة تستخدم سوريا كساحة حرب محتملة لشن حرب ضد “إسرائيل”.
وقال هليفي إنه “إذا أراد بشار الأسد بناء سوريا بعد الحرب الأهلية عليه أن يأخذ بمحمل الجد أن أيَّ دولةٍ تتمسك بإيران هي دولة فاشلة وستبقى مدمرة ولا مستقبل لها”، مضيفاً أن “سوريا بدأت تتعافى، ولكن الطريق طويل، والطلقة الأخيرة في الحرب الأهلية لم تطلق بعد”، وفق وصفه.
وتابع هليفي، “أريد أن أُذكّر بشار الأسد بنقطة مهمة جداً في الوقت الحالي هي أن الدول التي تدور في فلك إيران دول فاشلة، وإذا كان يريد إعادة الإعمار في سوريا عليه ألا ينسى هذه النقطة”.
إلى ذلك، حذرت الاستخبارات العسكرية “الإسرائيلية” من شنّ “حرب كبرى” في حال إطلاق الأمين العام لمليشيا “حزب الله” اللبناني حسن نصر الله طائرات مسيرة من الأراضي السورية.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن الاستخبارات العسكرية قولها إن “نصر الله يقترب من خطأ قد يؤدي إلى حرب كبرى، بإطلاق مسيرات من سوريا”.
يأتي ذلك بعدما نفذ الحزب مناورة عسكرية في بلدة “عرمتي” على بعد 20 كيلومتراً من الخط الأزرق الفاصل بين لبنان و”إسرائيل”.
2- فرنسا: نؤيّد محاسبة الأسد على جرائم الحرب بسوريا
أعربت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا عن تأييدها محاكمة رئيس النظام بشار الأسد ومحاسبته على جرائمه.
وأضافت كولونا خلال مقابلة مع محطة “فرانس 2″، أنها تؤيّد محاكمة الأسد وأن “محاربة الجرائم والإفلات من العقاب جزء من قيم الدبلوماسية الفرنسية”، مردفة: “في كل مرة أتحدث فيها عن المسألة السورية، في أولوياتنا، هناك هذه المعركة ضد الإفلات من العقاب”.
وتابعت: “يجب أن نتذكّر من هو بشار الأسد. إنه زعيم كان عدو شعبه منذ أكثر من عشر سنوات”، مردفة: “يجب التذكُّر بأن مئات آلاف القتلى سقطوا، وتم استخدام الأسلحة الكيميائية”.
وأكدت الوزيرة الفرنسية أن رفع العقوبات الأوروبية “ليس بالتأكيد” على جدول الأعمال وحتى تغيير موقف فرنسا حيال رئيس النظام، مشيرة إلى أنه “طالما لم يتغير ولا يقطع التزامات بالمصالحة وبمكافحة الإرهاب والمخدرات ولا يحترم التزاماته، فليس هناك من سبب لتغيير الموقف تجاهه”.
ويتزامن الموقف الفرنسي مع إعادة نظام الأسد إلى الجامعة العربية ومشاركة بشار الأسد في الاجتماع الأخير للقمة العربية بجدة لأول مرة منذ العام 2010.
وفي تعليق منه على هذا الموضوع، قال الباحث في مركز الحوار السوري: د. أحمد قربي، إن هذا التصريح من باب الضغط السياسي، لأن القانون الفرنسي الحالي لا يسمح لباريس بمحاكمة رئيس دولة آخر -بغض النظر عن شرعيته- دون صدور قرار من قرار مجلس الأمن الدولي بإحالة الملف إلى محكمة الجنايات الدولية التي تمارس هي عادة مثل هذا الاختصاص.
وأضاف أنه من غير تعديل القانون الفرنسي فلن تستطيع فرنسا إصدار مذكرات اعتقال إلا إذا تم تعديل القانون، وهذا الأمر وارد باعتبار أن كل دولة لها حرية تعديل قانونيها بما يتلاءم مع مصالحها، مشيراً إلى أن تصريحات الوزيرة الفرنسية هي من باب الضغط السياسي والتأكيد الأوروبي دائماً على ضَرورة محاسبة مرتكبي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في سوريا ومحاكمتهم.
3- نظام الأسد يطالب تركيا بالانسحاب من سوريا:
طالب نظام الأسد تركيا بالانسحاب من سوريا كشرط أساسي لإتمام عملية التطبيع معها.
وقال وزير الخارجية في حكومة نظام الأسد، فيصل المقداد، إن النظام يرفض أي تطبيع من دون انسحاب القوات التركية من سوريا، مضيفاً أن اللقاء بين بشار الأسد والرئيس التركي رجب طيب أردوغان يحكمه انسحاب القوات من سوريا.
وتابع المقداد أن من سماها “الدولة السورية لن تطبع مع أعدائها ولن تطبع مع بلد يحتل أرضها”، لافتاً إلى أن وفد نظام الأسد شطب خلال الاجتماع الرباعي في موسكو كل ما يشير إلى التطبيع وأن التطبيع مع تركيا لا يمكن إلا أن يكون نتيجة انسحاب القوات التركية من سوريا.
إلى ذلك، قال الرئيس التركي في حوار مع قناة تركية رداً على سؤال بشأن الوجود التركي بسوريا إن تركيا “ستحافظ على وجودها في الشمال السوري”، مشيراً إلى أن طلب بشار الأسد بالانسحاب “لن يتم قبوله. لدينا حدود تزيد على 900 كيلو متر وهناك تهديد إرهابي دائم لبلدنا من هذه الحدود. والسبب الوحيد لوجودنا العسكري على الحدود هو محاربة الإرهاب”.
وكشف أردوغان عن خطط حكومته بشأن اللاجئين السوريين في تركيا، في حال إعادة انتخابه رئيساً للبلاد في الـ28 من أيار الجاري.
وقال أردوغان إن “المعارضة تركز باستمرار على قول شيء واحد: عندما نصل إلى السلطة، فسوف نعيد اللاجئين السوريين في تركيا. بالنسبة لي، من المستحيل أن أتفق مع ذلك الطرح”.
وأردف الرئيس التركي بالقول: “إذا كنا سننفّذ شيئاً من هذا القبيل، فسيتعين علينا اتخاذ تدابير معينة”، مشيراً إلى أن “المنظمات غير الربحية التركية تبني وحدات سكنية في الأجزاء الشمالية من سوريا. لماذا؟ ليتمكن اللاجئون في تركيا من العودة إلى وطنهم”.
ولفت إلى أن “العملية بدأت بالفعل، ونحن الآن بصدد إطلاق مبادرة أخرى لتشجيع مليون لاجئ على العودة إلى وطنهم. نحن نبني لهم وحدات سكنية، إنها مشاريع جيدة وضرورية”.
4- صويلو يضع حجر الأساس لمشروع وحدات سكنية سكنية شمال سوريا:
وضع وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، حجر الأساس لمشروع وحدات سكنية في مدينة جرابلس شمال شرقي حلب بدعم من صندوق قطر للتنمية.
وأعلن صويلو عن مباشرة العمل في المشروع لاستقبال “العائدين طوعياً” من تركيا، على أن ينتهي بتجهيز 240 ألف مسكن لمليون شخص خلال 3 سنوات على أبعد تقدير.
وأضاف في خطابه الذي سبق وضع حجر الأساس، أن الوحدات السكنية ستتوزع على 9 مناطق مختلفة، مثل رأس العين وتل أبيض وجرابلس والباب.
وقال صويلو إن 5 آلاف مسكن بدأ العمل على إنشائها، ضمن المرحلة الأولى من المشروع، مشيراً إلى أن هذه الوحدات ستُسلّم قبل انتهاء العام الحالي 2023، مشيراً إلى أن الشقق ستنقسم إلى 3 مساحات، شقق بمساحة 60 متراً مربعاً، وشقق بمساحة 80، وأخرى بمساحة 100 متر مربع.
وأشار الوزير التركي إلى أن المشاريع لن تقتصر على وحدات سكنية، بل “هو مشروع متكامل سيضم مناطق زراعية ومنشآت صناعية وتجارية، إضافة إلى إنشاء بنى تحتية”، حسب ما ورد في موقع “تلفزيون سوريا”.
من جانبه قال المدير العام لصندوق قطر للتنمية خليفة بن جاسم الكواري إن المشروع “نوعي يختلف عن الكثير من المشاريع الإنسانية التي نقوم بها”، مضيفاً أن المشروع هو عبارة عن “مدينة متكاملة تعطي حياة كريمة لسكانها من حيث تجهيز الحدائق والمنشآت التعليمية والصحية وغيرها”، مشيراً إلى أنه سيكون نواة لمشاريع أكبر.
وزير الداخلية التركي سليمان صويلو يضع حجر الأساس لمشروع وحدات سكنية في مدينة جرابلس شمال شرقي حلب بدعم من صندوق قطر للتنمية، معلناً أن المشروع لاستقبال “العائدين طوعياً” من تركيا، على أن ينتهي بتجهيز 240 ألف مسكن لمليون شخص خلال 3 سنوات على أبعد تقدير.
وفي تعليق منها على هذا الموضوع؛ قالت الباحثة في مركز الحوار السوري: أ. كندة حواصلي، إن مثل هذه المشاريع يمكن أن تُشجّع فئةً من الناس على العودة، وبالذات الذين عندهم إشكالات قانونية في وجودهم، كأن لا يحملون “الكملك” (بطاقة الحماية المؤقتة)، أو أن يكون “الكملك” لديهم مبطلاً، أو لم يعد يجدون عملاً يناسبُهم أو أُجبروا على الإقامة في غير ولايتهم ولا يجدون فيها فرص عمل مناسبة، أو أن يكون الأشخاص أصلهم من مناطق ريف حلب.
وأضافت حواصلي أن الإشكالية الأساسية تبقى في موضوع الأمن، فالناس هربت بحثاً عن الأمن وخوفاً على مستقبلها، وإذا لم يتحقق شرط الأمن فإنّ عملية العودة تظل ضعيفة وغير مستدامة، ومن المحتمل أن الناس الذين رجعوا يعاودون الدخول مرة أخرى لتركيا في حال لم يتحقق شرط الأمن، خصوصاً فيما يتعلق بالتفجيرات والسرقات و الاقتتالات الداخلية، أو هجمات مليشيا “قسد” ونظام الأسد على المنطقة.
ولفتت الباحثة إلى أن التطبيع مع نظام الأسد وعودته إلى الجامعة يمكن أن تُشجّعه بشكل كبير على أن يستغلّ هذا الدعم العربي ويقوم بعملية عسكرية قوية حاسمة حتى يعلن “انتصاره النهائي”، وبغض النظر عن أخلاقية الموضوع ونتائجه فإن فيه تهديداً حقيقياً لقرابة 5 ملايين شخص يُقيمون بالمنطقة، وإذا ما استعاد نظام الأسد الطرف الذي من ناحية إدلب فإن مناطق ريف حلب ستستقبل نزوحاً جديداً وتصبح هناك منافسة على الموارد، وبالتالي يصبح الأمن الاقتصادي والغذائي صعب التحقق.
5- نظام الأسد يفتتح “تسوية” جديدة في درعا:
بدأ نظام الأسد بـ “تسوية” جديدة في مدينة درعا لـ 48 عنصراً منضوياً في مجموعات مسلحة تتبع لـ “اللواء الثامن”.
وقالت شبكة “درعا 24” إن نظام الأسد افتتح المركز في قصر الحوريات في درعا بهدف “تسوية” أوضاع مطلوبين من مدنيين وعسكريين من أبناء بلدة النعيمة شرقي درعا، مضيفة: “جرت مفاوضات حول ذلك بين وجهاء من البلدة وضباط اللجنة الأمنية في درعا، وتم الاتفاق على إجراء تسويات وتسليم أسلحة”.
إلى ذلك، نقل موقع “العربي الجديد” عن الناشط أبو سيف الحربي من أهالي درعا قوله، إن الأشخاص المطلوبين للتسوية “هم في الأصل عناصر يعملون حالياً تحت راية اللواء الثامن المدعوم من روسيا”، مشيراً إلى أن غاية النظام من هذه التسوية هي “وضع هؤلاء العناصر تحت إمرة الأمن العسكري بشكل مباشر حالهم حال بقية عناصر وقادة اللواء الذين أجروا تسوية في السابق”.
وبيّن الحربي أن “اللواء الثامن” يضم عناصر سابقين في المعارضة، لم يجروا “تسوية”، لافتاً إلى أنهم “يشكلون مجموعات تقلق النظام والعملية اليوم هي لإنهاء ملفهم”.
وكشف أن العملية اليوم شهدت “تسوية” مجموعة من الأشخاص وتسليم 6 بنادق كلاشنكوف، مشيراً أن من بين من تهمهم عملية “التسوية” مطلوبين للتجنيد الإجباري لدى النظام.
يذكر أن نظام الأسد يجري عمليات “تسوية” بشكل متكرر في محافظة درعا في محاولة منه لإحكام سيطرته على مزيد من المناطق وسط الهشاشة الأمنية وكثرة عمليات الاغتيال والتوترات التي لم تغب عن المشهد بدرعا منذ اتفاق “التسوية” الأول برعاية روسية في صيف عام 2018.