سوريا في أسبوع

سوريا في أسبوع: ضحايا بقصف على إدلب.. وإيران تتوغل في قطاع الطاقة السوري

مرَّ الأسبوع الماضي بالعديد من التطورات الميدانية والسياسية المتعلّقة بالشأن السوري يُجملها لكم منتدى الحوار الشبابي في هذه الورقة مع نظرة تحليلية موجزة عن تلك التطورات من قبل عدد من الباحثين،

عشرات الضحايا بقصف لقوات نظام الأسد وروسيا على شمال غربي سوريا:

سقط ضحايا مدنيون بقصفٍ لقوات نظام الأسد وروسيا على عدة مناطق في شمال غربي سوريا في سياقِ التصعيد المتكرر بالمنطقة.

وقالت مصادر محلية إن 9 مدنيين قتلوا وأصيب العشرات بقصف روسي على سوق في جسر الشغور غربي إدلب، كما قُتلت امرأة وأُصيبت أخريات بقصف صاروخي لقوات نظام الأسد استهدف الأحياء السكنية في مدينة سرمين شرقي إدلب.

كما قُتل 3 مدنيين بقصف لقوات نظام الأسد استهدف قرية كفر نوران في ريف حلب الغربي، وطال القصف العديد من القرى والبلدات في إدلب أيضاً.

وأدان فريق “منسقو استجابة سوريا” التصعيد العسكري لنظام الأسد شمال غربي سوريا، داعيا الجهات المعنية بالشأن السوري إلى إيقافها.

وأشار الفريق في بيان إلى تسجيل نزوح عشرات العائلات في المنطقة إلى مناطق أخرى تعتبر آمنة بعيدا عن خطوط التماس، مؤكداً وجود تخوف كبير لدى السكان من استمرار التصعيد العسكري، واستعداد عدد كبير منهم للنزوح هربا من القصف.

إيران تعلن عقد “تفاهمات” جديدة مع نظام الأسد بقطاع الطاقة:

تواصل إيران مساعيها في التغلغل في سوريا عبر مختلف القطاعات بهدف تأسيس وجود طويل الأمد بالمنطقة.

وفي هذا الصدد، قال موقع “أثر برس” الموالي لنظام الأسد، إن وزيرَ الكهرباء لدى النظام غسان الزامل التقى مسؤولاً إيرانياً رفيع المستوى وبحثا معاً التعاون في مجال إنتاج الكهرباء عبر الطاقات البديلة.

وأضاف أنّ اللقاء الذي أجراه الزامل كان مع الأمين العام لغرفة التجارة “السورية – الإيرانية” المشتركة المهندس حسن شمشادي، ومسؤولين من شركة “بارسه بايدار” الإيرانية التي تتخصّص أعمالها في مجال الاستثمار في مشاريع إنتاج الطاقة الكهرومائية.

وبحسب المصدر: “تركّز الحديث بين الجانبين حول إمكانية مساهمة إيران في تنفيذ مشاريع استثمارية تتعلق بإنتاج الكهرباء عبر المياه في سوريا، وذلك من خلال إنشاء محطات توليد كهرومائية لزيادة إنتاج البلاد منها في المرحلة المقبلة”.

وكان وزير الطاقة الإيراني علي أكبر محرابيان، صرّح في لقاء مع وزير الموارد المائية في نظام الأسد تمام رعد، على هامش مؤتمر بغداد الدولي الثالث للمياه أن طهران مستعدة للمشاركة في إعادة تأهيل صناعة المياه والكهرباء في سوريا.

وأضاف محرابيان أن قطاع الكهرباء في سوريا “من أهم مجالات التعاون بين الجانبين”، لافتاً إلى وجود مشروعين لتوليد الكهرباء بالغاز بنتهما شركات إيرانية في سوريا جاهزين للافتتاح، مؤكداً استعداد بلاده لإجراء إصلاحات أساسية لمحطات الكهرباء البالغة إجمالي إنتاجها 5000 ميغاواط في سوريا.

وفي تعليقه على هذا الموضوع، قال الباحث في مركز الحوار السوري: د. ياسين جمول، إن إيران اتبعت هذه السياسة سابقاً في العراق وانتقلت بها للتطبيق في سوريا؛ وهي استهداف الاقتصاد الاستهلاكي للناس في الطاقة، بحيث تجعل البلد في قبضتها خدمياً؛ مما يعزّز سلطتها على المجتمع في أقرب، وأهم استهلاكيات الناس مما لا يستغنون عنه وله قيمة عالية عندهم، فمَن يستطيع اليوم أن يعيش دون كهرباء؟!.

والأهم من ذلك -حسب جمّول- أن استحضار  أن هذه الأدوات الإيرانية في الاقتصاد والعسكرة والسياسة كلها تصبّ في خدمة مشروعها الأساسي، وهو مشروع ولاية الفقيه؛ مشروع التغلغل الثقافي لاستلاب الهوية وربط المجتمعات بها لتكون جزءاً من مشروعها التوسعي، وأثر استجلاب خدمات كالكهرباء والمحروقات للناس لا يخفى؛ فهذه هي الثمرة الحقيقية التي تطمح إليها إيران؛ فهي سياسة ناعمة تطوّع الأدوات الاقتصادية لصالح مشروعها، وحينما تجد معارضة يمكنها بتلك الأدوات التضييق وإغراق المجتمع في الظلام، وإن حصلت ممانعة من أي حكومة لسياستها سهل عليها كذلك تركيعها بإثارة الشارع عليها من خلال قطع هذه الخدمات الضرورية لحياة الناس عامة.

اتهامات متبادلة بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن “التصعيد” في سوريا:

اتّهم قائد العمليات بسلاح الجو الأميركي، أليكسوس غرينكويتش، الجيشَ الروسي بتشجيع طياريه على اتخاذ إجراءات من شأنها أن تزيد مخاطر الحوادث والصراع مع القوات الأميركية في سوريا، بينما قالت روسيا إن القوات الأمريكية تبذل “جهوداً لزيادة زعزعة استقرار الوضع في سوريا”.

وأكد اللواء غرينكويتش، أن الطائرات الروسية تواصل تعريض القوات الأميركية للخطر من خلال انتهاك بروتوكولات خفض التصعيد في سوريا، مشيراً إلى أنه “رغم التحذيرات السابقة فإن العدوان الروسي قد تفاقم”، مبيّناً أن المقاتلات الروسية المحمّلة بالذخيرة تنتهك أحيانًا ثلاث أو أربع مرات المجال الجوي للقوات الأميركية في يوم واحد.

وأشار إلى أن القيادة المركزية الأميركية تحاول تخفيف حدة التوتر في سوريا، مبيناً أن “الطيارين الروس المنتشرين في سوريا قد كوفئوا على مثل هذا السلوك”.

ويأتي ذلك بعد نحو أسبوع من نشر الولايات المتحدة الجيل الخامس من طائرات “إف – 22 رابتور” المقاتلة في الشرق الأوسط، رداً على السلوك “غير الآمن وغير المهني” المتزايد من قبل المقاتلات الروسية في سوريا.

إلى ذلك، قال مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف، إن روسيا لديها معلومات تفيد بأن الولايات المتحدة تعزز وحدتها العسكرية في شمال شرقي سوريا.

وأضاف بحسب ما نقلت عنه وكالة ريا نوفوستي الروسية: “هناك معلومات عن أن الولايات المتحدة تُعزّز وحدتها العسكرية في شمال شرقي سوريا، وكذلك في التنف التي تحتلها بشكل غير قانوني منذ فترة طويلة”، مردفاً: “قد يكون هذا بسبب تشديد الموقف الأميركي تجاه دمشق نفسها ومحاولاتها بذل جهود لزيادة زعزعة استقرار الوضع في سوريا”.

وتابع قائلاً “إن أجهزة الاستخبارات الأميركية تواصل العمل على معالجة العناصر المتطرفة والراديكالية في سوريا في قواعدها لمزيد من الأعمال الإرهابية التخريبية مباشرة على الأراضي السورية نفسها”.

وفي تعليقه على هذا الموضوع، قال الباحث في مركز الحوار السوري أ. محمد سالم، إن هناك توتراً وأجواءً مشحونة بشكل كبير بين روسيا والولايات المتحدة بسبب انخراط الأخيرة بدهم أوكرانيا بأسلحة نوعية بشكل واضح وبمبالغ هائلة من الأموال، وبالتالي هذا يؤسّس لمناخ عدائي بين الطرفين.

ويُضاف لذلك -بحسب سالم- زيادة أنشطة القوات الأمريكية في سوريا، حيث تعزز الولايات المتحدة نفوذها هناك، وبالتالي فإن هذين العاملين يزيدان العدائية والمناخ المتوتر بين الطرفين، مشيراً إلى أنه غالباً ما تقوم روسيا بزيادة التنسيق مع إيران خاصة بعد التسريبات التي أكدتها أطراف مقرّبة من واشنطن بأن هناك إعداداً لدى الإيرانيين للقيام بهجمات من نوع جديد ضد القوات الأمريكية في سوريا.

ولفت الباحث إلى أن الهجمات موجودة أصلاً بالطيران المسيّر والصواريخ من قبل مليشيات إيران ضد القوات الأمريكية بسوريا، وأن الموقف الروسي من التصرّفات الإيرانية هو دعمها بشكل غير مباشر وإظهار نوع من الضغط من خلال تلك المضايقات الجوية التي تقوم بها روسيا في الأجواء.

نهاية اجتماع أستانا 20 دون تقدم ملحوظ:

اختتمت أعمال الجولة الـ 20 من اجتماعات “مسار أستانا” في العاصمة الكازاخستانية نور سلطان، فيما اتفقت روسيا وإيران وتركيا على عقد الجولة المقبلة في النصف الثاني من العام الجاري.

يأتي ذلك بعدما اقترح نائب وزير خارجية كازاخستان، كانات توميش، أن تكون الجولة التي انتهت هي الأخيرة، الأمر الذي أثار جدلاً لتؤكد روسيا أن المسار لم ينته.

وجاء في البيان الختامي للاجتماع العشرين: “شددت روسيا وإيران وتركيا على أهمية الاستمرار في تقديم وزيادة حجم المساعدات الإنسانية لسوريا وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2672، وكذلك على ضرورة إزالة العقبات وزيادة المساعدة الإنسانية لجميع السوريين في جميع أرجاء البلاد من دون تمييز وتسييس وشروط مسبقة”.

وأعربت الدول الثلاث عن “قناعتها بأنه لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري للصراع السوري”، وأكدوا “التزامهم بدفع عملية سياسية قابلة للحياة ودائمة بقيادة سورية وتيسرها الأمم المتحدة، بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254”.

وأكدوا على “الدور المهم للجنة الدستورية السورية التي أُنشئت بمساهمة حاسمة من الدول الضامنة لصيغة أستانا، لتنفيذ قرارات مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي، في تعزيز التسوية السياسية للصراع في سوريا”، داعين إلى عقد الجولة التاسعة دون مزيد من التأخير.

عقوبات بريطانية على نظام الأسد:

أعلنت بريطانيا فرض عقوبات جديدة على وزير الدفاع وقائد الأركان في قوات نظام الأسد تشمل تجميد أصول وحظر سفر.

وشملت العقوبات البريطانية وزير الدفاع بنظام الأسد علي محمود عباس لتورطه في استخدام قوات نظام الأسد الاغتصاب بشكل منهجي وغيره من أشكال العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي ضد المدنيين.

كما شملت رئيس الأركان العامة بنظام الأسد عبد الكريم محمود إبراهيم الذي شارك في قمع السكان السوريين من خلال “قيادة القوات العسكرية”، حيث كان هناك استخدام منهجي للاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي.

وفي بيان لها، قالت الحكومة البريطانية إن العقوبات تستهدف مسؤولين في نظام الأسد متهمين بارتكاب أعمال عنف جنسي، مشيرة إلى أنّ هذا الإجراء في اليوم الدولي للقضاء على العنف الجنسي في حالات النزاع ويوضح التزام المملكة المتحدة بمحاسبة الجناة.

وقال الممثل الخاص لرئيس الوزراء البريطاني المعني بمنع العنف الجنسي في حالات النزاع، إن العقوبات التي ستجمد الأصول وتحظر المستهدفين من السفر إلى المملكة المتحدة تستند إلى الإجراءات السابقة للمملكة المتحدة في هذا المجال وهي تبعث برسالة تضامن واضحة مع الناجين وإدانة هذه الأعمال غير القانونية.

الاتحاد الأوروبي يُلغي اجتماعاً مع الجامعة العربية بسبب التطبيع مع نظام الأسد:

كشف الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، أنه تم تأجيل عقد الاجتماع الوزاري العربي الأوروبي الذي كان مقرراً خلال الأسبوع الماضي، وذلك بسبب التطبيع مع نظام الأسد وإعادته إلى الجامعة العربية.

وأضاف بوريل في مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أن “جامعة الدول العربية شريك مهم للاتحاد الأوروبي، وعلى مدار السنوات تعاونا في العديد من القضايا المهمة مثل الإرهاب وحقوق الإنسان وعملية السلام”.

وأكّد جوزيب بوريل أن الاجتماع الوزاري السادس بين الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية قد تمّ تأجيله، مردفاً “أنه لا بد من تأجيل الاجتماع بسبب إعادة قبول دمشق في جامعة الدول العربية”.

واعتبر بوريل أن إعادة قبول نظام الأسد في جامعة الدول العربية “قرار سيادي، ونحن نحترمه احتراماً كاملاً، إلا أننا نرى أيضاً أن هذه الخطوة تمت رغم أن دمشق لم تبذل أي جهود ذات مغزى لحل النزاع”.

وشدد بوريل على أن موقف الاتحاد الأوروبي “لن يتغير إلا إذا حققت دمشق تقدماً في تطبيق قرارات الأمم المتحدة، خاصة قرار مجلس الأمن 2554”.

منظمة تعلن كسر حصار مخيم الركبان:

قالت المنظمة السورية للطوارئ ومقرّها واشنطن إنها أطلقت ما وصفتها “عملية مساعدة تاريخية” باسم “الواحة السورية” لكسر حصار نظام الأسد وروسيا وإيران عن مخيم الركبان على الحدود السورية الأردنية.

وفي بيان لها، قالت المنظمة إن العملية ستضعُ حداً لحصار مؤلم دام ثماني سنوات فرضه نظام الأسد وروسيا وإيران على مخيم الركبان، حيث يقبع هناك نحو 8000 مدني نازح، مضيفاً: “التمس المدنيون الأمان في منطقة منع الاشتباكات التي يبلغ طولها 55 كيلومترا المحيطة بقاعدة التنف العسكرية الأميركية. بعد اتهامهم ظلماً بأنهم إرهابيون من قبل النظام السوري فقد عانى هؤلاء النساء والأطفال والرجال من ظروف معيشية بائسة وحرمان شديد من الضروريات الأساسية بسبب الحصار الذي منع وصول أي مساعدات إليهم”.

وأعربت المنظمة السورية للطوارئ عن امتنانها لوزارة الدفاع الأميركية التي قدمت دعمها من خلال عملية “العزم الصلب” (OIR)، حيث سيتم نقل المساعدات إلى مخيم الركبان للنازحين على أساس المساحة المتاحة من خلال برنامج دينتون على متن الطائرات العسكرية الأميركية التي تسافر بالفعل إلى قاعدة التنف كجزء من العمليات الجارية.

وكان المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية الأممي، ينس لارك، قال العام الفائت إن قوافل المساعدات الإنسانية لم تصل إلى مخيم الركبان منذ أيلول 2019.

الموقع الإلكتروني | مقالات الكاتب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى