الأمم المتحدة تُطلق استراتيجية التعافي المُبكّر في سوريا.. وضربات “إسرائيلية” على ريفي حمص ودمشق
مرَّ الأسبوع الماضي بالعديد من التطورات الميدانية والسياسية المتعلّقة بالشأن السوري يُجملها لكم منتدى الحوار الشبابي في هذه الورقة.
ومن أبرز الملفات:
- الأمم المتحدة تُطلق استراتيجية التعافي المُبكّر في سوريا
- وزير الخارجية التركي: نظام الأسد غير مستعدّ للاتفاق مع المعارضة
- ضربات “إسرائيلية” على مواقع لمليشيا “حزب الله” في حمص ودمشق
منسّق الشؤون الإنسانية في سوريا يعلن إطلاق استراتيجية التعافي المبكّر لمدة خمس سنوات:
أعلن منسق الشؤون الإنسانية في سوريا، آدم عبد المولى، إطلاق استراتيجية التعافي المبكر في سوريا لمدة خمس سنوات بين عامي 2024 – 2028، ضمن أربعة مجالات رئيسية للتدخّل.
وأضاف عبد المولى في مؤتمر صحفي عقده في العاصمة دمشق، أن استراتيجية التعافي المبكّر تهدف إلى دعم بناء القدرة على الصمود على المدى الطويل ومعالجة الأزمة الإنسانية المستمرة في البلاد.
وأشار إلى أن “الأزمة المستمرة خلّفت عواقب مدمرة على الفئات الأكثر ضعفاً وتهميشاً، كالسكان النازحين، ونشأت عن ذلك احتياجات إنسانية طويلة الأمد ومتعددة الأوجه”.
وتابع أن “مؤشرات التنمية في سوريا تراجعت، حيث لا يزال أكثر من 1.7 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات منقذة للأرواح ومستدامة”، مؤكداً أن “تقديم المساعدات الإنسانية يظلّ ضرورياً في هذا السياق، ولكنه غير كافٍ لبناء المرونة ودفع التعافي المستدام والشامل، كما تثير هذه الطريقة من المساعدات مخاوف متعلقة باستدامتها وفاعليتها في سياق عالمي تنخفض فيه المساعدات الإنسانية”.
وأكد المسؤول الأممي أن “استراتيجية التعافي المبكر للأعوام 2024 – 2028 تغطي كامل سوريا، من خلال نهج قائم على المناطق، وتنطوي على إطار متوسط الأجل ومتعدد السنوات للتخطيط وإعداد البرامج، يهدف إلى تعزيز التغيير النوعي والقابل للقياس والموائم لمختلف السياقات التشغيلية في كل المناطق السورية”.
وأشار إلى أن “استراتيجية الاستجابة الإنسانية تستفيد من تدخُّلات التعافي المبكر التي بدأت في إطار خطة الاستجابة الإنسانية وغيرها من البرامج، مع التركيز على تعزيز القدرات المحلية، ومن خلال معالجة الاحتياجات الإنسانية الفورية والحد من الاعتماد على المساعدات المستمرة بمرور الوقت، وتدعم التدخلات المستدامة التي تستجيب للنوع الاجتماعي وتراعي السياق”.
وكان موقع “تلفزيون سوريا” أشار إلى أن الأمم المتحدة تعمل على الترويج لمشاريع التعافي المبكر، التي يستفيد منها نظام الأسد بملايين الدولارات، عبر شركات وشخصيات داخل الدائرة الضيقة لنظام الأسد متهمة بانتهاكات حقوق الإنسان في سوريا، فضلاً عن إدراج جزء كبير منهم على قوائم العقوبات الأميركية والأوروبية.
وأشار إلى وجود مخاوف من أن يستخدم نظام الأسد مشاريع “التعافي المبكر” كوسيلة للربح الاقتصادي، واستغلال المساعدات الإنسانية لأغراض سياسية وأمنية، بدلاً من تحقيق الهدف الأساسي لمساعدة المتضررين.
وفي السياق، زار وفد من الأمم المتحدة، محافظة إدلب بهدف بحث مشاريع التعافي المبكر واستدامتها المناخية.
وبحسب موقع “تلفزيون سوريا” فإن الوفد ترأسه نائب منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية، ديفيد كاردن، إذ زار مشاريع التعافي المبكر التي تُقدّم حلولاً مستدامة للتكيّف مع التغيرات المناخية.
وفي تعليقه على هذا الموضوع، قال الباحث في مركز الحوار السوري: أ. نورس العبد الله، إنه وبعد طرح فكرة التحوّل إلى نموذج التعافي المبكر خلال الأشهر الماضية يأتي الإعلان من قبل مُنسّق الشؤون الإنسانية ضمن الإطار المتوقع ودون وجود مفاجآت بالمعنى الحرفي.
وأضاف العبد الله أنه وعلى الرغم من الجدل المفتوح على مستوى المنظّمات السورية والدولية وعموم الفاعلين في الشأن السوري خلال الفترة الماضية لا يبدو أن المخاوف العديدة التي تم طرحها من قبيل استفادة نظام الأسد من أموال الصندوق وأثره على مسار الحل السياسي والمساءلة عن الانتهاكات؛ قد تم معالجتها أو أخذها على محمل الجد.
وتابع: “للأسف فإن تاريخ العمل الإنساني الأممي في السياق السوري يكشف عن حجم اختراق نظام الأسد وحلفائه واستخدام الأموال في سياق بقائه وليس في دعم الحياة البائسة للسوريين”.
وزير الخارجية التركي: نظام الأسد غير مستعدّ للاتفاق مع المعارضة السورية والتطبيع مع أنقرة
أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان عدم استعداد نظام الأسد للاتفاق مع المعارضة السورية أو التطبيع مع تركيا.
وفي تصريحات نشرتها صحيفة “حرييت” التركية قال فيدان إن تركيا “تريد أن ترى النظام والمعارضة يُنشئان إطاراً سياسياً يمكنهما الاتفاق عليه في بيئة خالية من الصراع”، مضيفاً: “من المهم أن يوفّر النظام السوري بيئة آمنة ومستقرة لشعبه، إلى جانب المعارضة”.
وشدّد فيدان على ضرورة “أن يكون هناك حوار حقيقي مع المعارضة السورية.. رغبتنا هي أن يتوصل الأسد إلى اتفاق مع معارضيه”.
وأردف: “لكن على حد علمنا، (الأسد) وشركاؤه غير مستعدّين لحل بعض المشاكل، وغير مستعدين للتوصل إلى اتفاق مع المعارضة السورية وتطبيع كبير (مع تركيا)”.
وفي تعليقه على هذا الموضوع، قال مساعد الباحث في مركز الحوار السوري: أ. فيصل الحجي إن تصريحات فيدان لا تُمثّل تغيُّراً جوهريّاً في السياسة التركية تجاه عملية التطبيع مع نظام الأسد، وإن كانت فيها نبرة من العتب أو خيبة الأمل التي تدلّ على عدم تحقيق أي تقدم فيها، فكلام الوزير فيدان كان فيه تأكيد على مطالب تركيا من عملية التطبيع هذه، ومحاولة لإلقاء اللوم على نظام الأسد في عدم تقدم هذه العملية.
وأضاف الحجي أن هذا جاء بالتزامن بعد تصريحات روسية أشارت إلى استعداد الطرف التركي وطرف نظام الأسد للتقدُّم في هذه العملية، مردفاً: “ومن الصعب التكهّن في مستقبل عملية التطبيع التركي مع نظام الأسد حالياً لحين وضوح توجهات الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة دونالد ترامب، والتي لن تبدأ عملها إلا في شهر يناير/كانون الثاني المقبل، وحينها قد يشهد هذا الملف تطورات جديدة قد تغير مساره”.
تحذيرات من إعادة السوريين إلى مناطق سيطرة نظام الأسد:
قال رئيس الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة السورية، هادي البحرة، إن سوريا لن تكون آمنة للعودة الطوعية للاجئين قبل تفعيل آليات المساءلة والمحاسبة، مشدداً على أن جرائم نظام الأسد من أهم مُسبّبات موجات اللجوء والنزوح في سوريا.
وأضاف البحرة أن قيام نظام الأسد وداعميه باستهداف منازل المدنيين ومزارعهم ومنشآتهم بالقصف المكثف، يُعبّر عن إصرارهم على التصعيد، وتعريض حياة مئات آلاف المدنيين في ريفي حلب وإدلب للخطر والتسبُّب بموجات نزوح جديدة.
وتابع أن استمرار نظام الأسد وداعميه بارتكاب جرائم الحرب هذه، وبمنهج القمع والإرهاب بحق المدنيين، هي من أهم مسببات موجات اللجوء والنزوح لأكثر من نصف عدد سكان سوريا.
ولفت إلى أن سوريا غير آمنة للعودة الطوعية للاجئين ولن تكون إلى أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته بتفعيل آليات المساءلة والمحاسبة، واتخاذ الإجراءات الملزمة بوقف استمرار الجرائم التي تؤثر بشكل خطير على حياة المدنيين وأمن المنطقة، وتؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية التي يعيشها السوريون منذ سنوات.
كما أكدت هيئة التفاوض السورية أن سوريا لا تزال غير آمنة لعودة اللاجئين السوريين، محذّرة من المخاطر التي تواجه اللاجئين السوريين في لبنان وتعرضهم للاعتقال عند عودتهم مرغمين إلى سوريا، وذلك في لقاء أجراه وفد من هيئة التفاوض في نيويورك مع وفد من مكتب الأمم المتحدة للشؤون السياسية والتنمية.
وحذّرت هيئة التفاوض من المخاطر التي تواجه اللاجئين السوريين في لبنان، وتعرض بعضهم إلى اعتقال واستدعاءات أمنية عند عودتهم مرغمين من لبنان إلى سوريا، والمخاطر التي يواجهها الباقون في لبنان، وأوضاعهم الإنسانية السيئة للغاية، والحاجة إلى إيجاد حلول إسعافية للاجئين السوريين في لبنان بعيداً عن عودتهم القسرية إلى سوريا.
وفي سياق متصل، قال رئيس لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا، باولو بينيرو، في كلمة له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، إن “عودة السوريين الخائفين، بصورة مبررة، من الاضطهاد في وطنهم، يؤكد الخيارات الصعبة التي يواجهونها”، مردفاً: “هل يعرضون حياتهم لخطر القنابل في لبنان أم يعودون إلى مكان قد يواجهون فيه أيضاً تهديدات مميتة أخرى؟”.
وأضاف أن “العديد من النساء والأطفال شرعوا في رحلات محفوفة بالمخاطر إلى سوريا بمفردهم، بسبب الأنماط الموثّقة جيداً للاعتقال التعسّفي والتجنيد الإجباري وتجنيد الرجال في سن الخدمة العسكرية قسراً، فيما أفراد الأسرة الذكور البالغون فهم إما بقوا في الخلف أو لجأوا إلى المخاطرة بالسفر اعتماداً على المهربين”.
وكشف المسؤول الأممي أن لجنة التحقيق الدولية تحقق في تقارير عن تعرض السوريين العائدين من لبنان للإيذاء أو الاعتقال أو الوقوع ضحايا للابتزاز من قبل الجهات الفاعلة المسلحة العنيفة عند نقاط التفتيش في جميع أنحاء البلاد.
ضربات “إسرائيلية” على مواقع لمليشيا “حزب الله” في ريفي حمص ودمشق:
قتل وأصيب عدد من عناصر مليشيا “حزب الله” جراء تجدد القصف “الإسرائيلي” على عدد من المواقع في ريفي حمص ودمشق.
وأعلن جيش الاحتلال “الإسرائيلي” أنه استهدف مواقع عسكرية تابعة لـ “حزب الله” اللبناني في مدينة القصير بريف حمص والقريبة من الحدود السورية اللبنانية، مشيراً إلى أنه تم استهداف مستودعات أسلحة تستخدمها وحدة التسلُّح التابعة لـ “حزب الله” في سوريا.
وأضاف، أن المقاتلات الحربية “الإسرائيلية”، وبتوجيه من هيئة الاستخبارات، أغارت على مستودعات أسلحة تستخدمها وحدة التسلح التابعة لحزب الله في منطقة القصير في سوريا.
كما قصفت “إسرائيل” في حادثة أخرى المنطقة الصناعية، وجسر الدف، وسوق الهال في مدينة القصير، ما أدى لمقتل عناصر من “قوة الرضوان” التابعة لمليشيا “حزب الله”.
هذا وشنت الطائرات “الإسرائيلية” غارات على منطقة السيدة زينب جنوبي دمشق، ما تسبب بوقوع عدد من القتلى والجرحى لمليشيات إيران.
القيادة المركزية الأمريكية تعلن قتل 163 عنصراً من داعش بسوريا والعراق:
أعلنت القيادة المركزية الأميركية “سنتكوم” مقتل 163 عنصراً من داعش خلال 95 عملية في سوريا والعراق خلال شهرين.
وأضافت “سنتكوم” في بيان لها، إنه “بالتعاون مع قوات الأمن في العراق وسوريا، نفذت القيادة المركزية الأميركية 95 عملية لدحر داعش، بعضها تضمن ضربات منفردة في سوريا”.
ولفتت إلى أن العمليات أسفرت عن مقتل 163 عنصراً من التنظيم واعتقال 33 آخرين، بما في ذلك أكثر من 30 من قادة “داعش” من المستويات العليا والمتوسطة، مشيرة إلى أن “هذه العمليات الناجحة أسفرت عن ضبط عتاد عسكري كبير ويمكن أن تساهم في تعطيل عمليات التنظيم في المستقبل”.