احتجاجات متجددة ضد “هتش”.. وتركيا تستبعد التطبيع مع نظام الأسد
مرَّ الأسبوع الماضي بالعديد من التطورات الميدانية والسياسية المتعلّقة بالشأن السوري يُجملها لكم منتدى الحوار الشبابي في هذه الورقة، مع نظرة تحليلية موجزة لبعض الملفات، ومن أبرزها:
- مظاهرات شعبية ضد “هتش” في شمال غربي سوريا
- تركيا: الظروف غير مناسبة للتطبيع مع نظام الأسد
- قائد القيادة المركزية الأمريكية يُجري زيارة إلى عدة مناطق في سوريا
-تجدُّد الاحتجاجات الشعبية ضد “هيئة تحرير الشام-هتش” في شمال غربي سوريا:
تجددت الاحتجاجات الشعبية ضد “هيئة تحرير الشام-هتش” للأسبوع الثاني على التوالي في العديد من مناطق شمال غربي سوريا، للمطالبة بإسقاط قائد “هتش” أبو محمد الجولاني والإفراج عن المعتقلين في سجونه.
واندلعت المظاهرات في مدن وبلدات عدة بإدلب؛ بينها إدلب المدينة وبنش وتفتناز وكفرتخاريم والفوعة وسرمدا واحسم ودير حسان، إضافة لمناطق بريف حلب الغربي مثل الأتارب ودارة عزة.
وجاءت هذه التظاهرات بعد أيامٍ من اكتشاف مقتل عنصر في فصيل “جيش الأحرار” التابع للجيش الوطني السوري تحت التعذيب في معتقلات “هتش”، فضلاً عن تعذيب العشرات ممن تم اعتقالهم بتهمة “العمالة”.
إلى ذلك، أعلنت “حكومة الإنقاذ” (الذراع المدني لـ”هتش”) إطلاق سراح 420 شخصاً من السجون، بعد أيام من الإعلان عن عفو عام، ضمن شروط واستثناءات في مقدمتها الحصول على وثيقة حسن سلوك.
وأعلن “وزير الداخلية” في “الإنقاذ”، محمد عبد الرحمن، إخلاء سبيل 420 سجيناً بمقتضى مرسوم العفو الذي أصدره “رئيس مجلس الوزراء”، على أن يتبعهم لاحقاً أعداد أخرى شملها العفو.
وفي تعليقه على هذا الموضوع، قال الباحث المساعد في مركز الحوار السوري: أ. عامر العبد الله، إن هناك عدة سيناريوهات للتظاهرات الحالية، أبرزها أن تعمل “هتش” على احتواء التظاهرات بشكل تدريجي، خصوصاً مع مساعي الجولاني للّعب على ورقتي الأمن والاقتصاد؛ الأول عبر تخفيف محدود للقبضة الأمنية والإفراج عن بعض المعتقلين، والثاني عبر تخفيف بعض الضرائب والجبايات، وتخفيض أسعار المحروقات.
كما من المتوقع أن تلجأ “هتش” إلى استغلال موعد الاحتفالات بذكرى الثورة لجعل التظاهرات تأخذ منحى آخر، وذلك بذات الوقت الذي قد تبثُّ فيه أذرع “هتش” أجواء اليأس من تكرار التظاهرات دون جدوى.
ويبقى آخر السيناريوهات، اللجوء للعنف وتحييد المؤثرين بالحراك خاصة فيما لو استقرّ البيت الداخلي لـ”هتش”، بينما تزداد المخاوف بشكل أكبر فيما لو لجأت “هتش” إلى سياسة التفجيرات والاغتيالات لاسيما ضد من يقودون الحراك الشعبي ولصق التهمة بجهات خارجية مثل نظام الأسد أو خلايا داعش وغيرها، وهذا رُبّما يفتح على “هتش” أبواباً أخرى قد تلجأ لها مثل التشويش على التظاهرات بشنّ عمليات عسكرية محدودة ضد مواقع قوات نظام الأسد، الأمر الذي قد يدفع الأخير والطائرات الروسية على وجه الخصوص إلى شنّ ضربات جوية تجعل الناس تتخوف من التجمعات، وهو ما يصب في مصلحة الجولاني لوأد الحراك بطريقة غير مباشرة.
-وزير الخارجية التركي: الظروف غير مناسبة للتطبيع مع نظام الأسد
قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، إن الظروف غير مناسبة للتطبيع مع نظام الأسد، وذلك بعد تصريحات مشابهة من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
وأضاف فيدان أنه بحث الملف السوري مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، خلال اللقاء الذي جمعهما في “منتدى أنطاليا الدبلوماسي”، مردفاً: “نحن بحاجة إلى الحديث بشكل مفصل عن القضايا المتعلقة بالملف السوري”، و”خلق بيئة نقاش أوثق حول القضية السورية”.
وأشار فيدان إلى أن “عودة اللاجئين وكتابة الدستور الجديد ومكافحة الإرهاب وغيرها، كلها قضايا عالقة تحتاج إلى وقت للتقدم”، منوّهاً إلى أن هذه المسائل “تتعلق بشكل وثيق بأمن تركيا ومصالحها الوطنية”.
وكان وزير الخارجية الروسي صرّح خلال المنتدى أيضاً أن خطوات التطبيع بين تركيا ونظام الأسد أصبحت الآن “غير ممكنة” على خلفية الوضع في قطاع غزة، مضيفاً: “نؤكد اهتمامنا بتطبيع العلاقات بين سوريا وتركيا، ولقد عملنا على ذلك ومستمرون فيه، لكن الخطوات العملية الآن غير ممكنة على خلفية ما يحدث في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية الأخرى، حيث يُؤثّر ذلك بشكل مباشر على جميع المشاركين في هذه العملية”.
وأشار لافروف إلى تأثير “القصف الذي شنّه الأميركيون على أهداف معينة تابعة للقوات الموالية لإيران، وقصف العراق وسوريا واليمن”، موضحاً أن “مثل هذه الأحداث تؤثر على التركيز والاهتمام بمواصلة جهود دفع التطبيع بمشاركة الجانب الروسي بين سوريا وتركيا”.
وفي تعليقه على هذا الموضوع، قال مساعد الباحث في مركز الحوار السوري: أ. فيصل الحجي، إن تركيا كانت تطلق قبل الانتخابات الرئاسية تصريحات حول سعيها لتطبيع العلاقات مع نظام الأسد، إلا أن هذه المساعي قوبلت بتعنّت من طرف الأخير بوضع شروط مستحيلة التطبيق بالوقت الحالي مثل انسحاب تركيا من شمال غرب سوريا.
وأضاف أنه بعد الحرب في غزة بات الموضوع السوري على هامش اهتمامات القوى العالمية والإقليمية، وهذا ما جعل مسألة التطبيع مع نظام الأسد أمراً مؤجلاً بالنسبة لتركيا وروسيا ولباقي الأطراف الدولية والإقليمية على حد سواء.
وتابع الحجي أنه على الأرجح لن تكون هناك محاولات لإحياء هذه العملية في المستقبل القريب، وقد يعود طرحها بصيغة مختلفة في حال انتهت حرب غزة، مردفاً: “غالباً سيكون لشكل الحل في غزة تأثير مباشر على أي تطور سيحدث في الساحة السياسية السورية”.
-ضحايا مدنيون بقصف لقوات الأسد على مناطق في شمال غربي سوريا:
سقط ضحايا مدنيون جراء تجديد قوات نظام الأسد القصف على عدة مناطق في شمال غربي سوريا.
وقالت مصادر محلية إن مدنياً قُتِل جراء هجوم بـ10 طائرات مُسيّرة انتحارية، أطلقتها قوات نظام الأسد والمليشيات المدعومة من روسيا وإيران، استهدفت ريف حلب الغربي.
ونقل موقع “العربي الجديد” عن الناشط محمود فيصل، من ريف حلب الغربي، قوله، إن الشاب محمد ياسر حامدي، مدني ينحدر من مدينة عندان بريف حلب الشمالي، قُتل إثر استهداف 10 طائرات مُسيرة انتحارية منازل المدنيين قرب دوار الدلة ومعمل حميكو ودراجة نارية في مدينة دارة عزة غربي حلب.
كما استهدفت طائرتان مُسيّرتان أحد الطرق المؤدية إلى بلدة بينين في منطقة جبل الزاوية، بريف إدلب الجنوبي، دون ورود أي معلومات عن وقوع خسائر بشرية في ظل تخوف لدى المزارعين وسكان البلدات والقرى القريبة من خطوط التماس.
كما نقل ذات المصدر عن أحد العاملين في وحدات الرصد والمتابعة العاملة في منطقة إدلب والمعروف باسم “أبو أمين 80” قوله، إن “المُسيّرات الانتحارية التي تستخدمها قوات نظام الأسد والمليشيات الإيرانية تحمل عدة أنواع من المتفجرات، بحسب نوع الهدف: إن كان الهدف منزلاً سكنياً تحمل قنابل فراغية، وإن كان الهدف سيارة تحمل قذائف هاون من عيار 62 أو 82، وإن كان الهدف مشاة تحمل قنابل تحتوي على متفجرات سي فور”، مُشيراً إلى أن انفجار هذه المُسيرات بأهدافها قوي جداً ويحدث ضرراً كبيراً.
وأضاف “أبو أمين 80” أن قوات نظام الأسد والمليشيات الإيرانية تستخدم مسيرات من نوع “FPV” (انتحارية) لمهاجمة أرياف حماة وإدلب وحلب واللاذقية، مشيراً إلى تطوير هذه الطائرات بحيث باتت تستهدف مناطق تبعد 10.5 كلم (بعد أن كان مداها لا يتجاوز 3.5 كلم)، محذراً من العمل على تطويرها ليصل مداها إلى مسافة 25 كلم “وهذا خطير جداً لأنها بذلك يمكن أن تصل إلى المدن والبلدات المأهولة بالسكان”، مبيناً أن نظام الأسد يستخدم سلاح المُسيرات الانتحارية لأنها أقل تكلفة من القذائف والصواريخ.
-ألمانيا تستنكر اعتقال مليشيا “قوات سوريا الديمقراطية-قسد” لشاب وتجنيده إجبارياً:
استنكر المبعوث الألماني إلى سوريا ستيفان شنيك، اعتقال “قسد” لأحد الشبان في منبج بريف حلب الشرقي، ثم اقتياده إلى معسكرات التجنيد التابعة لها.
وقال المبعوث الألماني في تدوينة على حسابه بمنصة “إكس”: “نشعر بقلق بالغ إزاء الاعتقال والإخفاء القسري المحتمل لعمار غازي عز الدين في منبج. إن الاعتقال التعسفي ومنعه من التواصل مع عائلته أمر غير مقبول”.
وحثّ “شنيك” “قسد” على الشفافية والإفراج الفوري والتعويض، مع ضمان المحاكمات العادلة وحقوق الإنسان.
وجاء تعليق “شنيك” بعد بيان نشرته “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، ذكرت فيه، أن عناصر الشرطة العسكرية التابعة لـ”قسد”، اعتقلت الشاب عمار غازي عز الدين (22 عاماً)، من أبناء قرية العوسجلي التابعة لمدينة منبج بريف حلب الشرقي، في 2 من آذار الجاري.
وأوضحت الشبكة، أن عملية الاعتقال تمت لدى مرور الشاب على إحدى نقاط التفتيش التابعة لـ”قسد” عند المدخل الغربي لمدينة منبج، ثم جرى اقتياده إلى أحد معسكرات التجنيد في منطقة سد تشرين بريف حلب الشرقي.
وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان وثّقت اعتقال “قسد” لـ 641 شخصاً خلال عام 2023، بينهم 91 طفلاً و6 سيدات، في حين أفرجت عن 118 منهم، وتحوّل 523 إلى مختفين قسرياً.
-قائد القيادة المركزية الأمريكية يُجري زيارة إلى عدة مناطق في سوريا:
أجرى قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل إريك كوريلا زيارة للقواعد الأميركية في شمال شرقي سوريا وجنوبها، وذلك ضمن جولته التي شملت مصر والأردن والأراضي الفلسطينية المحتلة، “لفهم الوضع الأمني والإنساني بشكل أفضل والالتقاء بأعضاء الخدمة الأميركية والشركاء الأمنيين”، وفق ما قالت القيادة المركزية.
وأضافت في بيان لها أن كوريلا زار في 28 و29 شباط، المنشآت العسكرية للقيادة المركزية الأميركية في الأردن وسوريا، بما في ذلك موقع البرج 22، وموقع التنف، ومنطقة هبوط رميلان، والقوة المساندة في الفرات والقرية الخضراء، “لتقييم التحسينات المستمرة في حماية القوة، والالتقاء بالقادة المحليين واكتساب فهم مباشر للتقدم المحرز في حملة هزيمة داعش”.
وشملت زيارة الجنرال كوريلا في سوريا، مخيمي روج والهول للنازحين، والتقى بالمسؤولين وعشرات السكان “لمناقشة إعادة المعتقلين من داعش والسكان المتضررين من النزاع إلى وطنهم من أجل إعادة تأهيلهم ودمجهم”.
تأتي زيارة الجنرال كوريلا تزامناً مع انخفاض مستوى الهجمات من قبل المليشيات الإيرانية ضد القواعد الأمريكية في شمال شرق سوريا وفي التنف في الجنوب الشرقي.
-مقتل العشرات بهجوم على عاملين بجمع الكمأة في دير الزور:
قُتل وأُصيب العشرات من العاملين بجمع الكمأة في بادية دير الزور الخاضعة لسيطرة نظام الأسد جراء هجوم مسلح شنه مجهولون.
وقالت مصادر إعلامية موالية لنظام الأسد، إن 44 شخصاً على الأقل قُتلوا في هجوم نفذه عناصر من داعش ضد جامعي الكمأة في منطقة كباجب، فيما قالت مصادر أخرى إن 4 عناصر من ميليشيا “الدفاع الوطني” التي تشرف على جمع الكمأة قُتلوا خلال الهجوم، وما يقارب 40 عاملاً بينهم نساء وأطفال.
وأضافت المصادر أن أكثر من 11 شخصاً آخرين ما يزالون في عداد المفقودين، فيما أحرق المهاجمون 13 سيارة للعاملين في جمع الكمأة.
بدورها، أشارت شبكة “عين الفرات” المحلية إلى أن الهجوم قد يكون وراءه الميليشيات الإيرانية التي تتنافس مع ميليشيا “لواء القدس” الفلسطيني على السيطرة على سوق الكمأة في البادية السورية، حيث شهدت المنطقة في وقت سابق هجمات مشابهة بين الطرفين.
-مقتل قيادي بـ”الحرس الثوري” في هجوم بانياس على الساحل السوري:
قالت وكالة “تسنيم” الإيرانية شبه الرسمية، إن أحد قيادي المنطقة البحرية الأولى في “الحرس الثوري”، ويدعى رضا زارعي، قُتل مع عدد من العناصر في الهجوم “الإسرائيلي” الذي استهدف منطقة بانياس على الساحل السوري.
وأوضحت وسائل إعلام إيرانية أن زارعي هو أحد المسؤولين عمّا سمّته “كسر الحصار الأميركي”، وتيسير نقل الغاز والنفط من إيران إلى الموانئ السورية.
يذكر أن الضربات استهدفت إحدى المزارع في منطقة بطرايا على الطريق الواصل بين قريتي رأس النبع والمرقب بالقرب من مدينة بانياس، حيث سمع دوي انفجارات في المنطقة ناجمة عن الغارات الجوية.
وسبق أن تعرض محيط مدينة بانياس لقصف “إسرائيلي” طال مقار ومستودعات أسلحة إيرانية، في حين تنتشر في محيط المدينة، القريبة من القاعدة الروسية في مطار حميميم، بطاريات الدفاع الجوي التابعة لنظام الأسد والتي كانت تشارك في صد الصواريخ الإسرائيلية، وفق موقع “تلفزيون سوريا”.
كما استهدفت طائرة مُسيّرة “إسرائيلية” بصاروخ موجّه شاحنة في منطقة القصير بمحافظة حمص بالقرب من الحدود مع لبنان، أوقعت ثلاثة قتلى لم يتم تحديد عددهم وهويتهم.
إلى ذلك، نشرت ميليشيا ما تسمى “المقاومة الإسلامية في العراق”، مشاهد مصورة قالت إنها لاستهداف موقع داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة بوساطة طائرة مسيّرة انطلقت من الأراضي السورية.