سوريا في أسبوع

سوريا في أسبوع: اشتباكات بين العشائر و”قسد” بريف دير الزور

مرَّ الأسبوع الماضي بالعديد من التطورات الميدانية والسياسية المتعلّقة بالشأن السوري يُجملها لكم منتدى الحوار الشبابي في هذه الورقة مع نظرة تحليلية موجزة عن تلك التطورات من قبل عدد من الباحثين، ومن أبرز الملفات:

  • عشرات القتلى باشتباكات بين “قسد” وعشائر دير الزور
  • مظاهرات مستمرة في السويداء للمطالبة بإسقاط نظام الأسد
  • الدفاع المدني يلتقي وفداً من الكونغرس الأمريكي شمال سوريا

نستعرضها فيما يلي:

1- عشرات القتلى باشتباكات بين “قسد” وعشائر دير الزور:

سقط عشراتُ القتلى والجرحى باشتباكاتٍ بين مليشيا “قوات سوريا الديمقراطية-قسد” وعشائر دير الزور في عدة مناطق بريف دير الزور، وذلك بعد اعتقال “قسد” قائد مجلس دير الزور العسكري التابع لها “أحمد الخبيل” بعد استدراجه إلى الحسكة لحضور اجتماع.

وقالت مصادرُ متطابقة إنّ العشرات من عناصر “قسد” والعشائر قُتلوا في مواجهات شهدتْها قرى بالريف الشرقي والغربي والشمالي، في حين جرت معارك كر وفر وسيطرة متبادلة في عدة قرى، بينما انشق العشرات من عناصر “قسد” وانضموا لصفوف العشائر وتم أسر آخرين.

يُذكر أن “قسد” عيّنت “أبو الليث خشام” قائداً مؤقّتاً لـ”مجلس دير الزور العسكري”، ولكنّه تعرّض للإصابة خلال الاشتباكات التي اندلعت في بلدة العزبة، كما عزلت رسيماً “الخبيل” من منصبه، واتهمته بقضايا فساد والتواصل مع “جهات خارجية ودوره السلبي في زيادة نشاط” خلايا تنظيم داعش”.

وفي تعليقه على هذا الموضوع، قال مساعد الباحث في مركز الحوار السوري: عامر العبد الله، إنّ قتال العشائر بجانب مجلس دير الزور العسكري ليس دفاعاً عن قائد المجلس المعتقل أحمد الخبيل، لأن غالبية أهالي ريف دير الزور عانوا من فساده وتسلّطه وحماية “قسد” له والتي عملت على استخدامه واجهة لتمرير أجنداتها في المنطقة طوال السنوات الماضية.

وأضاف أن قتال العشائر ضد “قسد” يأتي رداً منها على الانتهاكات التي قامت بها خلال الحملة التي شنتها في دير الزور بحجة خلايا داعش وتحجيم مجلس دير الزور العسكري، حيث تمّ تسجيل سقوط ضحايا من المدنيين وانتهاكات خلال عمليات الدهم، الأمرُ الذي تسعى من خلاله “قسد” إلى فرض واقع جديد في ريف دير الزور للضغط على العشائر العربية وجعلها تحت سلطة الأمر الواقع.

وتابع العبد الله أنّ أبناء العشائر استطاعوا الصمود في وجه “قسد” رغم عدم وجود قيادة موحّدة لتلك العشائر وضعف الإمكانات العسكرية مقارنة بـ”قسد” التي تُهاجم القرى بأسلحتها المتطوّرة، مشيراً إلى أن التحالف الدولي لم يتدخّل، إلا أنّ صمته وعزل “قسد” رسمياً للخبيل قد يكون مؤشراً على موافقته لحملة “قسد”، إلا أن الأمور لن تعود للاستقرار طالما ظلت “قسد” تنتهج نفس السياسة بحق المكوّن العربي وتحاول إخضاعه.

2- مظاهرات مستمرة في السويداء.. وأحد شيوخ العقل ينحاز لنظام الأسد:

تواصلت المظاهراتُ المطالبة بإسقاط نظام الأسد في محافظة السويداء للأسبوع الثاني على التوالي، بينما انحاز أحد “شيوخ العقل” لصالح نظام الأسد.

وانتشرت المظاهرات في قرابة 40 قرية وبلدة في السويداء إضافة لساحة الكرامة وسط مدينة السويداء، كما تم تحطيم صور لبشار وحافظ الأسد وحزب البعث في العديد من مناطق السويداء، لكن عدد نقاط التظاهر شهد تراجعاً في اليومين الماضيين، حيث تم تسجيل المظاهرات في قرابة 18 قرية وبلدة.

وفي غضون تلك التظاهرات، أعلن شيخ العقل الثالث في السويداء، يوسف جربوع، انحيازه لنظام الأسد في وجه الحراك الذي كان حينها قد دخل يومه الحادي عشر.

وأكّد جربوع، خلال لقاء جمعه بمحافظ ريف دمشق التابع لنظام الأسد صفوان أبو سعدة، وقوفه خلف ما سماها “القيادة السورية”، معتبراً أن الحراك الشعبي يُطلق “هتافات خاطئة”، وأن هناك “الكثير من أصوات النشاز”، في إشارة إلى الأصوات المطالبة بإسقاط نظام الأسد.

يُذكر أن الجربوع كان قد أعلن في بدايات الاحتجاجات دعمه لمطالب المتظاهرين، ومن الجدير بالذكر أنه معروف بموالاته لنظام الأسد؛ إلا أن وقوفه مع الاحتجاجات أول انطلاقها كان محط تساؤلات الناشطين.

ومع استمرار التظاهرات، كشف ناشطون سوريون عن إخلاء نظام الأسد بعض الحواجز في السويداء.

وأكدت شبكة “الراصد” المحلية إخلاء حاجز “ظهر الجبل” في السويداء، مشيرة إلى أن الإخلاء جرى منذ ليلة البارحة دون معرفة الأسباب، مشيرة إلى أن الإخلاء قد يكون محاولة من قوات نظام الأسد لتفادي احتجاز عناصر بغية مبادلتهم بالناشط أيمن فارس.

وكانت قوات نظام الأسد اعتقلت الناشطَ العلويّ أيمن فارس المشهور بانتقاده لنظام الأسد خلال محاولته القدوم من جرمانا إلى السويداء للاحتماء بها.

3- مواقف دولية تُشيد بحراك السويداء:

حَظِيَ حراكُ السويداء بإشادةٍ من عدد من الدول الغربية، في حين لم يُسجّل أيُّ موقفٍ لدولة عربية تعليقاً على الحراك.

وفي تغريدة عبر “تويتر”، قالت مبعوثة المملكة المتحدة إلى سوريا إنه “من خلال مشاهدة الاحتجاجات في سوريا، فإنه من الواضح أن السوريين لن يستسلموا أبداً. وأنا أشيد بشجاعتهم”، مشددة على أنه “ينبغي لكل أن يكون لكل فرد الحق في العيش بكرامة”.

كما أشادت المبعوثةُ الفرنسية الخاصة إلى سوريا بريجيت كرمي، بتجدد الاحتجاجات المطالبة بإسقاط نظام الأسد، وأعربت عن دعمها مطالب الشعب السوري وخروجه في مظاهرات شملت العديد من المناطق في سوريا.

وقالت في تغريدة على حسابها في تويتر: “شهدنا اليوم مزيداً من الاحتجاجات في سوريا ونقف إلى جانب الشعب السوري في مطلبه الدائم بالعيش بكرامة”.

بدوره، أشاد المبعوث الألماني إلى سوريا ستيفان شنيك بشجاعة أبناء محافظتي السويداء ودرعا وخروجهم بالمظاهرات المطالبة بالحرية والعدالة.

وقال شنيك في تغريدة له على حسابه في تويتر: “نشيد بشجاعة أهالي ‎السويداء و‎درعا المطالبين بالعدالة والحرية والمواطنة، كما نقف مع المطالبين بالحوار السلمي وإطلاق سراح المعتقلين وتحقيق تطلعاتهم المشروعة”. وأضاف: “يستحق كل مواطن أن يكون له صوت والحق في العيش بكرامة”.

إلى ذلك، علّق رئيس اللجنة المختصّة بشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وآسيا الوسطى في الكونغرس الأميركي جو ويلسون، على هذه الاحتجاجات، وقالت إنها أثبتت للعالم أجمع أن مستقبل سوريا مرتبط بالتخلص من حكم الأسد “الوحشي”، حسب تعبيره.

وعبّر عن إعجابه بالاحتجاجات، قائلاً “إن المظاهرات التّعدّديّة والملوّنة طائفيّاً وعرقيّاً التي عمّت أرجاء سوريا هذا الأسبوع ضد الطّاغية الأسد هي مصدر إلهام للعالم”، في إشارة منه إلى “السويداء” التي يقطنها أبناء الطائفة الدرزية، كما شدد على أن سوريا “لن تشهد استقرارا أبدا طالما بقي نظام الأسد على رأس الحكم”.

4- الدفاع المدني يلتقي وفداً من الكونغرس الأمريكي شمال سوريا:

التقى مديرُ الدفاع المدني السوري رائد الصالح، بوفدٍ من أعضاء الكونغرس الأميركي خلال زيارتهم إلى مناطق شمال غربي سوريا، وناقش معهم الوضع السياسي والحراك الشعبي الذي تشهده المناطق السوريّة، وفق بيان للدفاع.

وأضاف البيان أن “الصالح” ناقش مع الوفد الأميركي، أهمية مواجهة محاولات تعويم نظام الأسد والإفلات من العقاب على الفظائع التي ارتكبها، وضرورة تعزيز المساءلة ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات، وتحقيق العدالة للشعب السوري.

كما تطرّق الاجتماع إلى أهمية استمرار المساعدات عبر الحدود في ظل الاحتياجات الإنسانية المتزايدة بعد كارثة الزلزال المدمّر الذي ضرب شمالي سوريا وجنوبي تركيا.

وفي لقاءٍ مصوّر مع قناة “تلفزيون سوريا”، قال فرينش هيل النائب في مجلس النواب الأميركي، إنّ على الولايات المتحدة مساعدة الشعب السوري في مواجهة نظام بشار الأسد، مشيراً إلى أهمية الدور الأميركي في المنطقة.

وأضاف هيل بعد الزيارة الميدانية إلى شمال غربي سوريا: “لا أظن أن سياسة إدارة الرئيس جو بايدن واضحة في سوريا، يجب على الإدارة أن تضع سياسة أكثر فعالية تسعى للوصول إلى حل في سوريا، مع دعم حلفائنا في شمال شرقي سوريا، وفي شمال غربي سوريا مع التركيز بشكل مباشر على مواجهة نظام بشار الأسد”.

وأردف أن “من الطرق المتبعة لذلك، التطبيق الصارم لاستراتيجية محاربة الكبتاغون لمنع وصول التمويل اللازم لبشار الأسد، وتلك خطوة في غاية الأهمية”، مشيراً إلى أنه “في خطاب وزير الخارجية أنتوني بلينكن أمام الكونغرس لم يؤيد الوزير التطبيع العربي مع نظام الأسد، لكن ينبغي له أن يعزز موقفه هذا، وذلك عبر قطع التمويل عن الأسد، ودعم العقوبات على الأسد وعائلته لما يفعلونه بالشعب السوري مع تعزيز التواصل مع عموم السوريين الذين يعانون الأمرين بسبب النظام، وأن يتم تحميله كامل المسؤولية مع الدفع نحو حل سياسي”.

وفي تعليقها على هذا الموضوع، قالت الباحثة في مركز الحوار السوري: أ. كندة حواصلي، إنه يمكن النظر للزيارة التي حصلت على أنها امتداد للجهود التي تقوم بها منظمات سورية في أمريكا بمجال المناصرة والتي حرّكت من قبل قوانين مثل منع التطبيع وقبلها قيصر وما إلى ذلك.

ولفتت إلى أن تلك المنظمات استغلّت علاقاتها من أجل تنظيم هذه الزيارة، مشيرة إلى أنه من الملاحَظ في فترة ما بعد الزلزال زيادة زيارات مسؤولين أجانب لمنطقة شمال سوريا مثل أشخاص من “الأوتشا” ومن منظمات دولية التقوا بقادة قطاعات العمل الإنساني، وقد يكون هذا وفقاً لما هو مبرر أنهم يرغبون بالاطلاع على الأمر الواقع، إضافة إلى أن الأمم المتحدة أبلغت بعض قطاعات العمل الإنساني باحتمال حدوث تغيير في سياسة الاستجابة الإنسانية العاجلة، والانتقال من المساعدات العينيّة المادية (الكرتونات) إلى بدل نقدي يُقدّم للعائلات المحتاجة وفق شروط معينة، فيها نوعٌ من الصرامة في المعايير، وهذا الأمر يمكن قراءته بأنه تمهيد لإيقاف المساعدات.

5- “إسرائيل” تقصف مطار حلب الدولي:

شنت “إسرائيل” ضربات جوية على مطار حلب الدولي، ما أدى لخروجه عن الخدمة.

ونقلت وكالة أنباء نظام الأسد “سانا” عن “مصدر عسكري” قوله إن القصف الإسرائيلي استهدف مطار حلب الدولي، ما أدى إلى “حدوث أضرار مادية بمدرج المطار وخروجه عن الخدمة”.

وسبق أن تعرّض المطار لضربات سابقة من قبل الطيران الإسرائيلي آخرها في أيار الماضي، ما أدى لمقتل عنصر من قوات نظام الأسد وخروجه عن الخدمة بحسب “سانا”.

يُذكرُ أنّ الطيران الإسرائيلي يشن هجمات ضد مصالح للمليشيات الإيرانية تتمركز ضمن المطارات والمواقع العسكرية التابعة لقوات نظام الأسد، خصوصاً في مطاري دمشق وحلب، إضافة لمناطق في غرب دمشق والساحل السوري.

الموقع الإلكتروني | مقالات الكاتب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى