سوريا في أسبوع

سوريا في أسبوع: أجواء عيد الأضحى تُخيّم على المناطق السورية.. وآمال بانفراجة قريبة

طغت أجواء عيد الأضحى على المحافظات السورية على الرغم من الضائقة الاقتصادية الصعبة التي تمرُّ بها الشريحة الأكبر من السوريين في مختلف المناطق، فضلاً عن مصاعب وآلام النزوح في مخيّمات الشمال وسط آمالٍ بأن يكون العيد القادم بانفراجة تُنهي المأساة السورية، يستعرض لكم منتدى الحوار الشبابي في هذه الورقة تغطية خاصة لأحداث العيد مع نظرة تحليلية موجزة عن تلك التطورات، ومن أبرز الملفات:

أجواء عيد الأضحى تُخيّم على المناطق السورية:

طغت أجواء عيد الأضحى على المناطق السورية وسط ضائقة اقتصادية تمر بها الشريحة السكانية الأكبر من الأهالي في ظل انتشار الفقر والبطالة.

وفي مناطق شمال غربي سوريا على وجه الخصوص مر العيد بأجواء ممزوجة بالأمل والحذر والترقّب، خصوصاً أن قوات نظام الأسد والطائرات الروسية كانتا صعّدتا من القصف على المنطقة بشكل عنيف قبيل أيام من العيد، حيث ارتكبت الطائرات الروسية مجزرة في جسر الشغور بقصف سوق خضروات، ما تسبب بسقوط 10 قتلى مدنيين وإصابة العشرات.

وكان لسان معظم المهجرين والنازحين في الشمال السوري الأمل بأن يأتي العيد القادم وسط أوضاع أفضل على رأسها انفراجة بالملف السوري تزيح نظام الأسد الذي تسبب بإبعادهم عن ديارهم وذويهم.

ونشرت العديد من المصادر المحلية السورية صوراً لأطفال يلعبون في ساحات العيد في العديد من المناطق بمناطق حلب وإدلب، وكذلك الحال بالنسبة لمناطق سيطرة “قسد” ونظام الأسد، بينما حرمت بعض المناطق من أجواء العيد خصوصاً الواقعة أو القريبة من خطوط التماس مع قوات نظام الأسد في جبل الزاوية وسهل الغاب خشية من وقوع قصف عليها.

وكان لتداعيات زلزال شباط الماضي أثرٌ آخر ملموس في العيد، خصوصاً أنه تسبب بزيادة مستوى الاحتياجات الإنسانية في شمال غربي سوريا، فضلاً عن فقدان العشرات لمنازلهم واضطرارهم للجوء إلى العيش بالخيام، ما جعلهم يعيشون عيدهم الثاني في المخيمات.

وبالعموم، فإن معظم السوريين في الداخل السوري باتوا يعتمدون على الحوالات الخارجية من ذويهم بحسب ما تؤكد مصادر محلية واقتصادية عديدة، ويبدو أنها هي المتنفس الاقتصادي الذي ترك للبعض فسحة لممارسة بعض العادات والتقاليد في العيد.

الأمم المتحدة تقرُّ إنشاء مؤسسة معنية بالمختفين في سوريا:

رحبت هيئة التفاوض السورية والشبكة السورية لحقوق الإنسان والولايات المتحدة الأمريكية وجهات أخرى بتصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح إنشاء “مؤسسة مستقلة لجلاء مصير ومكان جميع المفقودين” في سوريا.

وقالت السفيرة الأمريكية الدائمة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، إن “المعتقلين والمعذبين والمقتولين ليسوا وحدهم الضحايا في سوريا، بل أسرهم أيضاً”، مشيرة إلى وجود أكثر من 155 ألف شخص معتقل تعسفياً أو مفقود في سوريا، مؤكدة أنه “لا يمكن القبول بالوضع الراهن”.

وتابعت: “سنواصل العمل مع هذه الأسر ومع حلفائنا وشركائنا والأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية لتحقيق السلام والعدالة وتمكين الأسر السورية من تحديد نهاية لهذه المسألة”.

كما قال رئيس هيئة التفاوض السورية بدر جاموس إن اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة قرار إنشاء مؤسسة مستقلة للكشف عن مصير المختفين والمفقودين في سوريا خطوة إيجابية.

وأضاف جاموس في تغريدة له أن نظام الأسد يرفض الحديث عن المعتقلين أو الكشف عن مصيرهم ويستخدم هذه الورقة في سياق الابتزاز السياسي.

كما حظي القرار بإشادة واسعة من الشبكة السورية لحقوق الإنسان وناشطين سوريين، مؤكدين أن القرار ضروري لمعرفة مصير المفقودين وطمأنة ذويهم.

وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة اعتمدت الخميس مشروع قرار لإنشاء مؤسسة للكشف عن مصير المفقودين والمختفين قسريا في سوريا، حيث صوّتت ثلاث وثمانون دولة لصالح قرار إنشاء مؤسسة المستقلة، بينما صوتت إحدى عشرة دولة ضده وامتنعت اثنتان وستون دولة عن التصويت.

وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش و100 منظمة حقوقية “إن إنشاء هذه المؤسسة الجديدة التابعة للأمم المتحدة سيكون خطوة مهمة نحو تقديم إجابات طال انتظارها لعدد لا يحصى من العائلات السورية التي عانت منذ فترة طويلة من الخسارة وعدم اليقين.

ولفتت هيومن رايتس ووتش قبل التصويت الأممي إلى أنه “بالإضافة إلى ضرورة دعم إنشائها في تصويت الجمعية العامة، ينبغي على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ضمان تمويلها بالكامل من الميزانية العادية للأمم المتحدة، وأن يكون لديها كل الدعم والموارد اللازمة لأداء مهمتها”.

كما وصفت لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا قرار إنشاء المؤسسة بـ “التاريخي”.

وقال رئيس اللجنة باولو بينيرو في بيان إن هذه الخطوة طال انتظارها من قبل المجتمع الدولي، “وقد جاءت أخيرا لمساعدة عائلات جميع من اختفوا قسرا وخُطفوا وعُذبوا واُحتجزوا في الحبس التعسفي بمعزل عن العالم الخارجي على مدى السنوات الـ 12 الماضية”.

الموقع الإلكتروني | مقالات الكاتب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى