سوريا في أسبوع: تركيا تُصعّد لهجتها ضد نظام الأسد
مرَّ الأسبوع الماضي بالعديد من التطورات الميدانية والسياسية المتعلّقة بالشأن السوري يُجملها لكم منتدى الحوار الشبابي في هذه الورقة مع نظرة تحليلية موجزة عن تلك التطورات.
ومن أبرز الملفات:
- اجتماع جدة يفشل بإعادة نظام الأسد للجامعة العربية
- أنقرة: نرفض أي شروط مسبقة لإجراء مفاوضات مع نظام الأسد.. هل تتعثر مباحثات التطبيع؟
- 32 قتيلاً بمجزرة جديدة بحق جامعي الكمأة في البادية السورية
- إيران تُهرِّبُ الأسلحة إلى سوريا بطائرات “المساعدات” لمتضرري الزلزال
1- اجتماع جدة يفشل بإعادة نظام الأسد للجامعة العربية وسط معارضة قطرية كويتية:
دعت هيئة التفاوض السورية المعارِضة إلى بدء الحل السياسي في سوريا وفق قرار مجلس الأمن رقم 2254 بالكامل لضمان عدم إطالة الصراع في سوريا، في وقتٍ فشل فيه اجتماع جدة الأخير بإعادة نظام الأسد إلى مقعد سوريا في الجامعة العربية.
وقالت هيئة التفاوض في بيان تحت عنوان “بيان صحفي حول موقف هيئة التفاوض من التطبيع مع النظام السوري ومستقبل العملية السياسية”، إنه “ما زال الشعب السوري الرازح تحت نير استبداد وفساد ونهب النظام المتسلط واقفاً ويقاوم من أجل الكرامة الإنسانية والحرية، والعدالة وحقه في الحياة والعيش الكريم”.
وجاء بيان هيئة التفاوض مع سعي عدد من الدول العربية، إلى إعادة نظام الأسد إلى الجامعة العربية.
وأصدرت وزارة الخارجية السعودية بياناً في ختام الاجتماع التشاوري قالت فيه إنه “تم التشاور وتبادل وجهات النظر حول الجهود المبذولة من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية، ينهي كل تداعياتها، ويحافظ على وحدة سوريا، وأمنها واستقرارها، وهويتها العربية، ويعيدها إلى محيطها العربي، بما يحقق الخير لشعبها الشقيق”.
وأكد البيان أهمية الحل السياسي “كحل وحيد للأزمة السورية”، مشدداً على ضرورة وجود “دور قيادي عربي في جهود إنهاء الأزمة”، دون أن يشير البيان إلى اتخاذ قرار بشأن عودة النظام إلى جامعة الدول العربية.
يأتي ذلك في وقت أكدت فيه دولة قطر عدم وجود إجماع على إعادة النظام إلى الجامعة العربية، وقال رئيس الوزراء القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، “كانت هناك أسباب لتعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية ومقاطعة النظام السوري في ذاك الوقت، وهذه الأسباب ما زالت قائمة بالنسبة لنا على الأقل في دولة قطر”.
وأضاف أنه “صحيح أن الحرب توقفت، لكن الشعب السوري ما زال مهجراً والناس الأبرياء في السجون. نحن لا نريد فرض حلول على الشعب السوري، وهو الذي يجب أن يصل إلى حل ويجب أن يكون هناك حل سياسي للأزمة السورية”.
كما دعت دولة الكويت نظام الأسد إلى اتخاذ خطوات حقيقة وملموسة لـ”بناء الثقة” من أجل إنهاء “الأزمة السورية”، تشمل إطلاق سراح المعتقلين، وذلك عقب اجتماع دول مجلس التعاون الخليجي والأردن ومصر والعراق في جدة، لمناقشة عودة النظام إلى جامعة الدول العربية.
وقال وزير الخارجية الكويتي سالم عبد الله الجابر الصباح، إن “دولة الكويت لن تخرج عن الإجماع والتوافق العربي في هذا الشأن”.
وأضاف: “الأزمة السورية دخلت عامها الثالث عشر عانت على إثرها سوريا وشعبها الشقيق ودول الجوار السوري والمنطقة من تداعياتها الأمنية والسياسية والاقتصادية والإنسانية وساهمت التدخلات الإقليمية والدولية بالشأن السوري الداخلي في زعزعة الأمن والاستقرار الإقليمي مما ولد بيئة وأرضا خصبة ومؤاتية لانتشار الجماعات الإرهابية والمتطرفة وتفشي تجارة المخدرات”.
2- أنقرة: نرفض أي شروط مسبقة لإجراء مفاوضات مع نظام الأسد
شدد وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، على أن أنقرة لن تقبل أي شروط مسبقة لإجراء مفاوضات مباشرة مع نظام الأسد، بما في ذلك انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية.
وأضاف جاويش أوغلو أنه “وفقاً للاتفاقيات التي تم التوصل إليها في وقت سابق، كان من المفترض أن تقضي دمشق على جميع التهديدات الحدودية ضد تركيا، لكن ما زلنا نراها”، مشيراً إلى أن نظام الأسد “لا سلطان له على أراضيه.
وأكد جاويش أوغلو أنه “لن يأتي أي ضرر لسوريا من تركيا، ونريد ضمان العودة الآمنة للاجئين السوريين، ليس فقط في المناطق الآمنة التي نسيطر عليها، ولكن في مناطق سيطرة النظام أيضاً”.
وبشأن الاجتماع الرباعي، أشار جاويش أوغلو إلى أنه “نحتاج إلى الانخراط والعمل مع النظام، كان هناك اجتماع على مستوى نواب الوزراء ووزيري الدفاع وأجهزة المخابرات، ونعتقد أن الاجتماع على مستوى وزراء الخارجية قد يعقد بداية أيار المقبل، وعندما يتم تحديد موعد الاجتماع سنحضر”.
إلى ذلك، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إنه لا يجب أن تكون هناك شروطٌ مسبقة لاجتماع وزراء خارجية روسيا وإيران وتركيا ونظام الأسد.
وأضاف أن “إيران وروسيا وتركيا والنظام السوري متفقون على موعد ومكان ومعايير الاجتماع الرباعي”.
وفي تعليق منه على تصريحات لافروف؛ قال الباحث في مركز الحوار السوري: أ. محمد سالم، إن الوزير الروسي يقصد نظام الأسد بالدرجة الأولى بعدم وضع الشروط المسبقة للحوار، وقد يكون هناك نوع من الخلافات التكتيكية بين نظام الأسد وروسيا.
وأشار سالم إلى أن روسيا ربما تطالب بانسحاب تركيا لاحقاً من سوريا، لكنها ترى الآن أن الوجود التركي حق لتركيا لحماية مصالحها وأمنها القومي في المنطقة وحماية حدودها، لافتاً إلى أن هذه نقطة خلاف رئيسية بين روسيا ونظام الأسد.
وأوضح الباحث أن هناك خلافات كبيرة جداً بين تركيا ونظام الأسد حول الاجتماع الرباعي، لكن طالما أُسِّسَ المسار وبدأ فيعني هذا أن هناك نوعاً من البناء على المصالح المشتركة، ولعل أهمها هو معاداة مشروع الولايات المتحدة ومليشيا “قسد”، وهذا الذي تحاول روسيا تفعيله، إذ تقول للطرفين إنكما متضرران من التهديد الأكبر لكما في سوريا، وبالتالي يتم تذليل العقبات تدريجياً.
3- مشرعون أمريكيون ينتقدون التطبيع مع نظام الأسد:
انتقد مشرعون أميركيون في لجنتي العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، والشؤون الخارجية في مجلس النواب، التطبيع العربي مع نظام الأسد، مؤكدين أن عودة نظام الأسد إلى جامعة الدول العربية “خطأ استراتيجي”.
وقال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، بوب مينينديز، إن “بشار الأسد مجرم حرب، ويدير دولة مخدرات. هذا هو الأمر باختصار”.
بدوره، أشار السيناتور مينينديز إلى أن “مزيداً من الجهود نحو التطبيع تتجاهل انتهاكات النظام السوري”، مؤكداً أن “استمرار تهريب الكبتاغون يهدد المجتمعات في جميع أرجاء المنطقة”.
إلى ذلك، قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي، مايكل ماكول إن “الأسد يقصف السوريين ويقوض الاستقرار الإقليمي”، مضيفاً أن “التطبيع الآن يضفي عليه الشرعية كرئيس دولة مخدرات إرهابية، ويزيد ترسيخ لإيران”.
4- مجزرة جديدة بحق جامعي الكمأة في البادية السورية:
قُتل نحو 32 شخصاً خلال جمعهم الكمأة في بادية مدينة السلمية بريف حماة الشرقي، جراء إطلاق النار عليهم من قبل مسلحين مجهولين.
وقالت مصادر موالية، إن المجزرة نفذها تنظيم داعش في منطقة دويزين بناحية عقيربات ببادية سلمية الشرقية.
وقال موقع “أثر برس” المقرب من نظام الأسد، إن “مجموعة مدنيين تعرضت لكمين من قبل مسلحي تنظيم داعش في منطقة دويزين شرقي حماة في أثناء قيامهم بجمع فطر الكمأة حيث فقد الاتصال مع العشرات منهم”.
يذكر أن حالات قتل جامعي الكمأة تكررت بشكل ملحوظ خلال الأيام الماضية في مناطق سيطرة الأسد ضمن البادية السورية، وتتهم المصادر الموالية تنظيم داعش بالمسؤولية إلا أن ناشطي المنطقة يتهمون مليشيات إيرانية بالوقوف عن الكثير من المجازر وجرائم القتل بحق جامعي الكمأة ورعاة الأغنام في البادية السورية.
5- إيران تُهرِّبُ الأسلحة إلى سوريا بطائرات “المساعدات” لمتضرري الزلزال:
نقلت وكالة رويترز عن تسعة مصادر سورية وإيرانية وإسرائيلية وغربية تأكيدها أن إيران استخدمت الرحلات التي نقلت المساعدات إلى مناطق نظام الأسد عقب الزلزال، لجلب أسلحة ومعدات عسكرية متطورة لدعم دفاعات إيران ضد “إسرائيل” في سوريا.
وأوضح مصدران إقليميان ومصدر استخباراتي غربي أن الإمدادات تضمنت معدات اتصالات متقدمة وبطاريات رادار وقطع غيار مطلوبة لتحديث نظام دفاع جوي قدمته إيران لنظام الأسد.
وتحدثت رويترز إلى مسؤولين استخباراتيين غربيين ومصادر مقربة من القيادتين الإيرانية والإسرائيلية وكذلك منشق عسكري سوري وضابط سوري عامل عن الرحلات الجوية.
وقالت مصادر إقليمية لرويترز إن “إسرائيل” علمت بسرعة بتدفق الأسلحة إلى سوريا وشنت “حملة شرسة للتصدي لذلك”.
وقال العميد يوسي كوبرفاسر، أحد المطلعين الداخليين ورئيس الأبحاث السابق في جيش الاحتلال الإسرائيلي والمدير العام السابق لوزارة الشؤون الاستراتيجية، إن الضربات الجوية الإسرائيلية ضد الشحنات اعتمدت على معلومات استخبارية محددة لدرجة أن “الجيش الإسرائيلي” كان على علم بالشاحنة التي كان يجب استهدافها ضمن قافلة طويلة.