سوريا في أسبوع

سوريا في أسبوع: قافلة مساعدات تدخل إدلب من مناطق النظام.. وتصاعد الاغتيالات بدرعا

ملخص:

تصدر دخول قافلة المساعدات من مناطق سيطرة نظام الأسد إلى إدلب واجهة الأحداث في شمال غربي سوريا الأسبوع الماضي، وذلك بسبب تسليط ناشطين سوريين الضوء على مخاطر تلك الشحنة خشية من أن تستفيد روسيا من إمكانية دخولها باستمرار ذريعة في المستقبل لإنهاء العمل بآلية دخول المساعدات “عبر الحدود” والاقتصار في إدخالها “عبر الخطوط”، ما يهدد بنسف آلية إدخال المساعدات عبر معبر باب الهوى ويجعلها فقط عبر مناطق سيطرة نظام الأسد، الأمر الذي سيصب في صالحه اقتصادياً وسياسياً. وقد بررت “حكومة الإنقاذ”؛ الذراع المدني لتنظيم “هيئة تحرير الشام-هتش” دخول هذه الشحنة بأنها لا تؤثر على عمل الآلية وأن ما دخل من مساعدات هو كمية إضافية على المساعدات المقدمة لمناطق شمال غربي سوريا.

وفي مناطق سيطرة نظام الأسد، برزت درعا من جديد بعد أن شهدت أسبوعاً حافلاً بعمليات الاغتيال في مشهد يعكس حالة الانفلات الأمني وعدم الاستقرار رغم توقيع اتفاقي “تسوية”، فيما يرجح ناشطو درعا مسؤولية خلايا نظام الأسد وإيران عن معظم عمليات الاغتيال تلك، وذلك لإعادة تأجيج الأوضاع للمنطقة خصوصاً بعد توقيع اتفاق “التسوية” الثاني برعاية روسية، والذي نص على تخفيف الوجود العسكري في العديد من مناطق درعا دون السماح بشن عمليات اقتحام مثلما جرى في درعا البلد.

إلى ذلك، شنت “إسرائيل” لأول مرة هجوماً على ميناء اللاذقية شمال غربي سوريا، وذكرت مصادر إسرائيلية أن الهجوم ضرب أسلحة متطورة مهربة من إيران عن طريق البحر. تزامن ذلك الهجوم مع استمرار الضربات من قبل الطيران المسير ضد مواقع للمليشيات الإيرانية في ريف دير الزور الشرقي، فيما أكدت الولايات المتحدة الأمريكية أنها لن تنسحب من شمال شرقي سوريا وفرضت مزيداً من العقوبات ضد نظام الأسد، كما أقر مجلس النواب الأمريكي قانوناً جديداً للكشف عن مصادر ثروة رأس النظام بشار الأسد، وترافق ذلك مع تأكيد الاتحاد الأوروبي من جديد أنه يرفض التطبيع والاعتراف بنظام الأسد، الأمر الذي يدلل على استمرار العزلة الأوروبية والأمريكية على النظام رغم مساعي بعض الدول العربية للتطبيع معه وإعادته إلى الجامعة العربية.

مناطق سيطرة فصائل المعارضة و”هيئة تحرير الشام-هتش”:

1- دخول قافلة مساعدات جديدة من مناطق النظام إلى إدلب: 

دخلت قافلة مساعدات مقدمة من الأمم المتحدة من مناطق سيطرة نظام الأسد إلى مناطق شمال غربي سوريا عبر معبر مدينة سراقب شرقي إدلب، وسط انتقادات من قبل ناشطين وسكان محليين لتنظيم “هيئة تحرير الشام-هتش” بالسماح بدخول هذه الشحنة، وذلك خشية من أن تتخذ روسيا من ذلك ذريعة في المستقبل لإنهاء العمل بآلية دخول المساعدات عبر الحدود والاقتصار في إدخالها عبر الخطوط.

وقد بررت “حكومة الإنقاذ”؛ الذراع المدني لتنظيم “هتش” دخول هذه الشحنة بأنها لا تؤثر على عمل الآلية وأن ما دخل من مساعدات هو كمية إضافية على المساعدات المقدمة لمناطق شمال غربي سوريا، فيما صرح برنامج الأغذية العالمي أنه و”تماشياً مع قرار مجلس الأمن رقم 2585 (9 يوليو 2021)، تم تسيير قافلة لتوصيل مواد غذائية وسلع إنسانية أخرى تابعة للأمم المتحدة من حلب إلى المستودع المتعاقد مع برنامج الأغذية العالمي في سرمدا شمالي إدلب”.

2- خروقات اعتيادية ضد مناطق شمال غربي سوريا: 

كررت قوات النظام خروقاتها الاعتيادية ضد مناطق متفرقة من شمال غربي سوريا، وذلك عبر قصف متكرر على قرى وبلدات منطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي وسهل الغاب شمال غربي حماة، وبعض محاور ريف حلب الغربي، ويعد القصف الأسبوع الماضي أقل حدة وكثافة من الأسابيع التي سبقته وتسببت بسقوط ضحايا في صفوف المدنيين.

3- الدفاع المدني يدرب متطوعين أتراكاً:

في مبادرة فريدة، أنهى فريق التدريب في الدفاع المدني السوري، تدريبات في علوم الإطفاء لـ 67 متطوعاً من الهلال الأحمر التركي في شمال غربي سوريا، وبحسب ما ذكر الدفاع المدني فإن التدريب استمر لثلاثة أيام وشمل تدريبات نظرية عملية عن عمليات الإطفاء وطرق إخماد الحرائق، كما شملت التدريبات كيفية استعمال طفاية الحريق اليدوية في جميع الحرائق.

مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية-قسد”:

1- هدوء يخيم على خطوط التماس بين الجيش الوطني و”قسد”:

خيّم الهدوء على مناطق خطوط التماس بين الجيش الوطني ومليشيا “قسد” في محيط منطقة عملية “نبع السلام” شمال شرقي سوريا، عدا بعض القذائف الصاروخية التي تم إطلاقها من قبل الجيش الوطني ضد مواقع لـ “قسد”، كما دارت اشتباكات محدودة بين الطرفين على محور قرية صكيرو بريف مدينة عين عيسى شمالي الرقة، وكذلك في محاور مرعناز بريف حلب الشمالي.

ويتزامن ذلك مع مواصلة القوات التركية والروسية تسيير دوريات مشتركة في مناطق “قسد” شرق الفرات، حيث تم تسيير دورية في منطقة عين العرب كوباني شرقي حلب.

2- حملات تجنيد إجباري لـ “قسد” ومظاهرات ضدها في دير الزور:

شنت “قسد” حملات تجنيد إجباري في منطقة الكرامة بريف الرقة الشرقي ومناطق في غربي المحافظة، واعتقلت إثر ذلك عشرات الشبان بهدف سوقهم إلى معسكرات التجنيد الإجباري، كما اعتقلت “قسد” قرابة 20 شاباً في مدينة المالكية بالريف الشمالي الشرقي للحسكة، بغية سوقهم لمعسكرات التجنيد الإجباري التابعة لها.

في سياق قريب، فرقت قوات الأمن الداخلي “الأسايش” التابعة لـ”قسد” اعتصامًا لأهالي وعائلات المختطفات والمختطفين “القاصرين” بالقرب من مشفى فرمان بمدينة القامشلي، وذلك بعدما خرجوا تلبية لدعوة لجنة من الأمهات للتظاهر ضد خطف القاصرين وتجنيدهم في صفوف “قسد”.

إلى ذلك، خرجت مظاهرات في بلدتي أبو حمام و‎غرانيج شرقي دير الزور تطالب “قسد” بإطلاق سراح المعتقلين في سجونها بذريعة الانتماء لتنظيم داعش.

3- التحالف الدولي ينفذ عملية إنزال جديدة وماكغورك يؤكد: “لن ننسحب” من سوريا

نفذت قوات التحالف الدولي عملية إنزال جوي جديدة في بلدة الشحيل شرقي دير الزور، وتمكنت على إثرها من اعتقال عدة أشخاص، ثم تفجير المنزل الذي كانوا يقطنون فيه بعد انتهاء العملية.

كما نشطت القوات الأمريكية في تسيير دوريات جديدة شرق الفرات، إذ تم تسيير دورية عسكرية في محيط مدينة رميلان شمال شرقي الحسكة.

إلى ذلك، قال منسق الأمن القومي الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، بريت ماكغورك، إن القوات الأميركية باقية في مناطق شمال شرقي سوريا؛ لأن داعش لا يزال قادراً على إعادة تجميع قواه والانطلاق بهجمات جديدة، مضيفا أن “الولايات المتحدة ملتزمة بمعالجة المخاوف الأمنية لدول المنطقة والوقوف إلى جانب الحلفاء للدفاع عن أراضيهم”.

مناطق سيطرة نظام الأسد: 

1- اغتيالات كثيفة تضرب درعا: 

شهدت محافظة درعا أسبوعاً حافلاً بعمليات الاغتيال في مشهد يعكس حالة الانفلات الأمني وعدم الاستقرار رغم توقيع اتفاقي “تسوية”، وبحسب مصادر محلية في درعا فقد تم تسجيل حالات اغتيال يومية طوال الأسبوع الماضي، ومن أبرز من تم اغتيالهم رئيس بلدية مدينة إنخل بالريف الأوسط، والشيخ أحمد البقيرات العضو في لجنة درعا المركزية، والقيادي السابق بفصائل المعارضة “سامر الحمد” المعروف باسم (أبو صدام خربا).

ويرجح ناشطو درعا مسؤولية خلايا نظام الأسد وإيران عن معظم عمليات الاغتيال تلك، وذلك لإعادة تأجيج الأوضاع للمنطقة بعد توقيع اتفاق “التسوية” الثاني برعاية روسية، والذي نص على تخفيف الوجود العسكري في العديد من مناطق درعا.

2- القوات الروسية تعدم طفلاً في مدينة دير الزور:

أطلق عناصر دورية تابعة للقوات الروسية النار على طفل في حي الجورة في مدينة دير الزور بعد الاشتباه بأنه “انتحاري”، ما أدى لمقتله على الفور، ثم قاموا بدهس جثته، دون أن يستطيع أحد من سكان المنطقة التدخل.

3- إيران تفتتح فرعاً جديداً لمركزها الثقافي في دير الزور: 

ذكرت مصادر إعلامية في دير الزور أن الميليشيات الإيرانية افتتحت فرعاً جديداً للمركز الثقافي الإيراني في بلدة حطلة شمال شرقي ديرالزور، وبحسب موقع “دير الزور 24” فإن المركز المفتتح حديثا أعلن فتح باب الانتساب للراغبين بالعمل ضمن المركز شريطة تشيع المنتسب، فيما تتواجد فروع للمركز في كل من الميادين البوكمال ومدينة دير الزور.

4- ضربات إسرائيلية لأول مرة على ميناء اللاذقية: 

شنت “إسرائيل” لأول مرة هجوماً على ميناء اللاذقية شمال غربي سوريا، فيما ذكرت قناة “كان” الإسرائيلية أن الهدف من الهجوم كان لضرب أسلحة متطورة مهربة من إيران عن طريق البحر، مضيفةً أن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أنه استهدف صواريخ كروز أو طائرات مسيرة انتحارية، وأشارت إلى أن “هذا هو الهجوم العاشر المنسوب لإسرائيل في سوريا خلال شهر ونصف، والأول ضد أهداف في الميناء نفسه”.

كما نقل موقع “والا” العبري عن مصادر عسكرية إسرائيلية، تأكيدها أن الغارة التي استهدفت ميناء اللاذقية، كانت موجهة لميليشيات موالية لإيران تعمل في سوريا وكذلك لمليشيا “حزب الله”.

في سياق قريب، شنت طائرات مجهولة غارات جوية ضد مواقع لميليشيا الحرس الثوري الإيراني في ريف دير الزور الشرقي، وبحسب مصادر محلية فإن الغارات طالت مقراً عسكرياً في بلدة الدوير شمالي البوكمال، وموقعاً آخر بين قريتي الصالحية والعباس في ريف دير الزور الشرقي.

5- قرارات أمريكية جديدة ضد نظام الأسد: 

عقوبات جديدة:

فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات جديدة على خمسة ضباط في أجهزة أمن نظام الأسد بينهم اثنان من كبار ضباط فرع “المخابرات الجوية”، وشملت العقوبات بحسب الوزارة كلاً من كمال علي حسن، ومحمد يوسف الحصري المنحدر من بلدة تلكلخ بمحافظة حمص وسط سوريا، كما فرضت الوزارة عقوبات على توفيق محمد خضور المعروف باسم خضر أو توفيق أحمد، وقحطان خليل المرتبط بـ “المخابرات الجوية” وأديب نمر سلامة.

قرار بالكشف عن مصادر ثروة الأسد:

إلى ذلك، أقر مجلس النواب الأميركي قانون الكشف عن مصادر ثروة بشار الأسد، وعائلته وكذلك الدائرة المقربة منه، كما طلب إعلان استراتيجية الإدارة لسوريا، وبحسب ما ذكرت صحيفة “الشرق الأوسط” جاء التصويت على هذه الفقرة ضمن قانون الإقرار على موازنة وزارة الدفاع الأميركية للعام 2022، إلا أنها الآن رهن الموافقة عليها في مجلس الشيوخ حتى تصبح قانوناً نافذاً للتطبيق، مما يعتبره البعض انتصاراً تشريعياً أميركياً ضد نظام بشار الأسد، ومن صالح الثورة السورية.

ومن ضمن التعديلات التي تمت مناقشتها إلا أنها لم تنجح في الحصول على العدد الكافي من الأصوات لتمريرها، تعديل ‎يتطلب استراتيجية لسوريا بما في ذلك كيفية جعل “قوات سوريا الديمقراطية”، مكتفية ذاتياً بما يكفي للسماح لها في نهاية المطاف بالاستغناء عن القوات الأميركية.

الاتحاد الأوروبي يرفض التطبيع مع النظام:

في سياق قريب.. أعرب ممثل الاتحاد الأوروبي الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، جوزيب  بوريل، عن رفضه الاعتراف بالنظام في سوريا أو إجراء علاقات معه، وقال في كلمة خلال مشاركته بمؤتمر حوار المتوسط في العاصمة الإيطالية روما: “نحن لا نعترف سياسياً بالنظام السوري، ولا نريد زيادة علاقتنا الدبلوماسية معه، ولا أرى أي سبب حالياً يدفعنا لتغيير موقفنا”.

6- واشنطن مستعدة للحوار مع نظام الأسد بشأن “تايس”:

أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية أن الحوار مع نظام الأسد ممكن من أجل إطلاق سراح الصحفي الأمريكي المختطف، أوستن تايس، وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، نيد برايس: “يمكننا الحوار مع النظام السوري حول إطلاق سراح أوستن تايس، بمعزل عن عدم وجود علاقات دبلوماسية معه”، مضيفا: ““ننظر الى إعادة مواطنينا المعتقلين في الخارج بمعزل عن مقاربتنا الدبلوماسية مع سورية”.

7- تسيير أول رحلة لسوريين عالقين في بيلاروسيا:

أعلنت بيلاروسيا عن رحلة جوية تم إجراؤها من العاصمة مينسك إلى دمشق، تضم سوريين ممن كانوا عالقين ضمن أزمة اللاجئين على الحدود البيلاروسية – البولندية الشهر الماضي، وتم إجراء الرحلة بواسطة طائرة تتبع لشركة “أجنحة الشام” المدرجة على لائحة العقوبات الأوروبية بسبب دورها في أزمة اللجوء الحالية، ولم تتضح تفاصيل إضافية عن طريقة إجراء الرحلة وما إذا كان ترحيل السوريين قسرياً أو إجبارياً.

8- النظام يدعي محاربة تهريب المخدرات: 

في الوقت الذي تستمر به عمليات تهريب المخدرات من مناطق سيطرة النظام والمليشيات الإيرانية في الجنوب السوري إلى الأردن؛ يدعي النظام أنه يحارب عمليات تهريب المخدرات. وفي هذا السياق، ذكرت وسائل إعلامية موالية، أن فرع “مكافحة المخدرات” في دمشق ضبط 160 ألف حبة من الكبتاغون المخدر كانت مخبأة بشكل سري ضمن حبات زيتون وموضوعة في 17 صفيحة معدنية بقصد المتاجرة بها، مضيفة أن تم توقيف المسؤول عن الشحنة.

ويقول مراقبون إن مثل تلك الادعاءات تندرج ضمن محاولة نظام الأسد توصيل رسائل إيجابية إلى الدول العربية على وجه الخصوص من أجل تسويق نفسه على أنه مكافح للمخدرات، وذلك في الوقت الذي تسعى به دول عربية لزيادة مستوى التطبيع معه، ما يعطيها مزيداً من الذرائع في هذا الخصوص.

الموقع الإلكتروني | مقالات الكاتب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى