نظام الأسد يُصعّد غربي حلب.. و”إسرائيل” تقصف في دمشق والقصير
مرَّ الأسبوع الماضي بالعديد من التطورات الميدانية والسياسية المتعلّقة بالشأن السوري يُجملها لكم منتدى الحوار الشبابي في هذه الورقة.
ومن أبرز الملفات:
- ضحايا مدنيون بنيران قوات نظام الأسد شمال غربي سوريا
- “إسرائيل” تُجدّد هجماتها على عدة مواقع في سوريا
- مقتل عدد من جامعي الكمأة في البادية السورية
-ضحايا مدنيون بنيران قوات نظام الأسد شمال غربي سوريا:
سقط ضحايا مدنيون جراء قصف لقوات نظام الأسد على مناطق في شمال غربي سوريا خلال الأسبوع الماضي، في سياق التصعيد المتكرر منذ توقيع اتفاق موسكو بين تركيا وروسيا في آذار عام 2020.
وقال الدفاع المدني السوري، إن مدنياً قتل وأصيب آخرون جراء قصف لقوات نظام الأسد على منطقة الأشرفية في مدينة دارة عزة بريف حلب الغربي، كما قتل مدني وأصيب أربعة آخرون -بينهم حالتا بتر لأطراف سفلية-، بقصفٍ لقوات نظام الأسد على بلدة كفر تعال غربي حلب.
هذا وأصيب طفلان ووالدهما بجروح، جراء هجوم بطائرة مسيرة انتحارية لقوات نظام الأسد دراجة نارية كانوا على متنها في الطريق إلى أرضهم في قرية الزيارة في سهل الغاب شمال غربي حماة.
من جانبها، زعمت وزارة الدفاع التابعة لنظام الأسد إسقاط 7 طائرات مسيرة تتبع للفصائل العسكرية حاولت استهداف نقاط عسكرية في ريفي إدلب وحماة، وجاء هذا الإعلان بعدما أجرت قوات روسية تدريبات لقوات نظام الأسد على إسقاط الطائرات المُسيّرة، وفق صور تم نشرها في مواقع موالية لنظام الأسد.
وكان الدفاع المدني السوري قال في تقرير له إن المدنيين في شمال غربي سوريا يواجهون تهديداً خطيراً مع استخدام الطائرات المُسيّرة الانتحارية التي تطلقها قوات نظام الأسد وروسيا والميليشيات الإيرانية.
وأضاف أن التصعيد يدمّر وسائل بقاء السكان على قيد الحياة وسبل عيشهم، بسبب الطبيعة الممنهجة لهجمات هذه المسيرات الانتحارية وتعمد استهداف المدنيين بها، وما سببته من توتر وخوف على الحياة اليومية في شمال غربي سوريا.
كذلك، حذّر الدفاع المدني السوري من خطر الصواريخ الموجهة التي يستخدمها نظام الأسد في الهجمات على شمال غربي سوريا، مشيراً إلى أنها تُهدد السكان، وتقوّض سبل عيشهم.
وأضاف في بيان له، أن “الصواريخ المُوجَّهة، بدقتها القاتلة، تثبت منهجية النظام بتعمُّد استهداف السكان”، مشيراً إلى أن “هذه الهجمات، التي امتدت على مدى سنوات، تُشكّل جزءاً من استراتيجية أوسع للقتل والإجرام، تهدف لتدمير الاستقرار ومقوّمات الحياة”.
وفي تعليقه على هذا الموضوع، قال الباحث في مركز الحوار السوري: أ. نورس العبد الله، إن استهدافات نظام الأسد وحلفائه منذ مطلع عام 2024 مستمرة بمعدل أعلى من العام الماضي، وهذا ما يبدو مستمراً في الربع الأول من هذا العام، وبالتالي لا يمكن ربط العمليات الحالية بمسار أستانا بشكلٍ مباشرٍ لجهة الكم.
ويضيف العبد الله: أما لجهة النوع أي الوسائط النارية المستخدمة؛ فقد شهدنا في الشهرين السابقين استخداماً متواتراً للمُسيّرات الانتحارية في المنطقة، وهو ما يشير إلى نهجٍ جديد بالفعل، لكنه ذو أبعاد أمنية وعسكرية أكثر تركيزاً من النهج السابق؛ لكن ذلك لا يعني أن المنطقة مقبلة على مواجهة واسعة أو عمليات عسكرية كبيرة، إذ لا مؤشرات على تغيير خطوط التماس الحالية ولا متغيرات دولية تدعم مثل تلك الفرضيات.
-مظاهرة تطالب بمحاسبة زعيم “هيئة تحرير الشام-هتش” في إدلب:
خرج العشرات من ذوي المعتقلين في سجون “هتش” بمظاهرةٍ للمطالبة بمحاسبة زعيم التنظيم “أبو محمد الجولاني” وجهاز أمنه، بعد وفاة معتقلين تحت التعذيب خلال الأيام الماضية.
وبحسب موقع “العربي الجديد” فإنّ عشرات الأشخاص تظاهروا في ساحة بلدة سرمدا بريف إدلب الشمالي، مُطالبين بالإفراج عن أبنائهم وأشقائهم المعتقلين داخل سجون “جهاز الأمن العام” (الذراع الأمنية لهتش).
وأضاف أن التظاهرة طالبت بمحاسبة “أبو محمد الجولاني” والمحققين القائمين على “جهاز الأمن العام”، وذلك بعد تعرُّض عشرات المعتقلين في سجونه للتعذيب خلال الفترة الماضية، لا سيما الأشخاص الذين جرى اعتقالهم بتهمة ملف “عملاء التحالف”.
وأشار إلى أن رتلاً عسكريّاً تابعاً لفصيل “جيش الأحرار” العامل في منطقة إدلب، توجَّه قبل يومين إلى إحدى المقابر التي شيدتها “هتش” لقتلى التعذيب في سجونها، واستخرج جثة إحدى ضحايا التعذيب الذين قُتلوا خلال الأيام القليلة الماضية بتهمة “العمالة”، قبل تشييعه ودفنه في بلدته التي يتحدر منها.
بدوره، أصدر “جيش الأحرار” بياناً أدان فيه مقتل الشاب عبد القادر الحكيم تحت التعذيب على يد من وصفهم بـ”المجرمين الظلمة”، تحت تهمة “العمالة زوراً وبهتاناً”، موضحاً أن الحكيم سلَّم نفسه لـ”هتش” عند طلبه للتحقيق، “ولو كان عميلاً لهرب ولم يُسلم نفسه”، وطالب البيان بـ”محاسبة المجرمين الذين ارتكبوا هذه الجريمة”.
إلى ذلك، قال موقع “تلفزيون سوريا”، نقلاً عن مصادر محلية، إن “هتش”، تنوي إطلاق سراح القيادي البارز فيها “أبو ماريا القحطاني”، العراقي الجنسية، بعد أشهر من اعتقاله بتهمة “العمالة لجهات خارجية”، والتحضير لـ”انقلاب” على قيادة التنظيم.
وكان قادة ألوية لدى الجناح العسكري في “هتش” قد أعلنوا خلال الأسبوع الفائت عن وقف عملهم داخل التنظيم بينهم عضو في “مجلس الشورى”، بسبب التعذيب الذي تعرض له معظم قادة “هتش” العسكريين داخل سجون “جهاز الأمن العام” فيما يخص قضية “ملف العملاء”، لا سيما أن معظم القادة الذين جرى اعتقالهم بهذا الخصوص، أُخليَ سبيلهم على فترات متقطعة بعد ثبوت براءتهم، وتورط محققين من “جهاز الأمن العام” بتلفيق التُّهم واختلاس الأموال، وفق “العربي الجديد”.
-“إسرائيل” تُجدّد هجماتها على عدة مواقع في سوريا:
جدّدت “إسرائيل” هجماتها على عدة مواقع تابعة لقوات نظام الأسد والمليشيات الإيرانية في حمص ودمشق، في إطار الاستهداف المتكرر الواسع النطاق منذ 7 تشرين الأول الماضي.
وقالت مصادر محلية متطابقة إن غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة أو شاحنتين في منطقة القصير غربي حمص، ما أدى إلى سقوط قتيلين على الأقل، فيما قال موقع “صوت العاصمة” إن القتيلين من مليشيا “حزب الله”.
جاء ذلك بعد أيام من قصف إسرائيلي استهدف مواقع في منطقة الديماس بريف دمشق الجنوبي الغربي، ونجمت عنها انفجارات سُمعت في مدينة دمشق ومحيطها، في حين قتل عدد من عناصر المليشيات الإيرانية جراء غارة إسرائيلية استهدفت شقة داخل مبنى سكني في حي كفرسوسة بدمشق.
-مقتل مدنيين بنيران مجهولين يُرجَّح أنهم من قوات نظام الأسد ومليشيات إيران في البادية السورية:
شهدت عدة مناطق في البادية السورية حوادث قُتِل فيها عدد من المدنيين خلال محاولتهم جمع الكمأة، في حين ترجح مصادر محلية مسؤولية قوات نظام الأسد والمليشيات الإيرانية عن معظم تلك الحوادث.
وفي هذا السياق، قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، في تقرير لها، إن خمسة مدنيين من أبناء عشيرة الرطوب، يعملون في رعي الأغنام، قُتلوا إثر إطلاق الرصاص عليهم بشكل مباشر من قبل مسلحين لم تتمكن من تحديد هويتهم يوم 23 شباط الجاري في منطقة جب الجراح شرقي حمص.
ورجّحت الشبكة السورية مسؤولية قوات نظام الأسد عن الحادثة، مشيرة إلى أن منطقة جب الجراح في ريف حمص الشرقي تخضع لسيطرة قوات نظام الأسد.
كما قُتل 11 مدنياً على الأقل جراء انفجار لغم أرضي بسيارة شحن كانت تقلهم في أثناء بحثهم عن الكمأة في بادية منطقة الرصافة بريف الرقة الغربي.
وقالت صفحات محلية إن الحادثة وقعت في منطقة “جبل الطار السبيعي” جنوبي بادية الرصافة، مشيرة إلى أن جميع الذين قضوا في الانفجار “من أبناء قبيلة البوخميس” المنتشرة في المنطقة، ومعظمهم يقيمون في بلدة المنصورة شمال غربي الرقة.
-بريطانيا تُعبِّر عن “التزامها” بمحاسبة كلّ من يستخدم الكيماوي في سوريا:
قالت المبعوثة البريطانية إلى سوريا آن سنو، إن المملكة المتحدة ملتزمة بمحاسبة كل من يستخدم الأسلحة الكيماوية في سوريا.
وأضافت في منشور على منصة إكس، تعليقاً على تقرير منظمة حظر الأسلحة الكيماوية الذي أثبت مسؤولية داعش عن هجوم بالكيماوي في مارع شمال حلب عام 2015، إن “التقرير يجد أن تنظيم داعش مسؤول عن الهجوم بالأسلحة الكيماوية في مارع”، مردفة: “سواء كان النظام أو داعش.. ثابتون في التزامنا بمحاسبة كل من يستخدم الأسلحة الكيماوية في سوريا”.
من جانبها، قالت المبعوثة الفرنسية إلى سوريا بريجيت كورمي على منصة (إكس): “ترحب فرنسا بنشر التقرير الرابع لفريق التحقيق وتحديد الهوية التابع لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية”.
وتابعت: “هذا التقرير الجديد، الناتج عن عمل مستقل ومحايد وصارم، يحدد لأول مرة مسؤولية داعش عن هجوم بالأسلحة الكيماوية”.
وكانت منظمة “حظر الأسلحة الكيماوية”، قالت إن تحقيقاتها خلصت إلى مسؤولية تنظيم داعش عن الهجوم الكيماوي الذي استهدف مدينة مارع بريف حلب عام 2015.
وأضافت، في تقرير لها أن “فريق التحقيق وتحديد الهوية التابع لها خلص إلى أن هناك أسباباً معقولة للاعتقاد بأن وحدات من تنظيم داعش هم مرتكبو الهجوم في 1 أيلول 2015″، مشيرة إلى أن التنظيم استعمل غاز الخردل السامّ خلال محاولته الاستيلاء على مارع، مبيّناً أن “العامل الكيماوي أُطلق باستخدام قذائف”.
وتابع: “حدّد فريق التحقيق العديد من مواقع التأثير في مناطق متفرقة من مارع، وكانت جميع المخلفات والذخائر التي وُجدت في المنطقة هي مقذوفات مدفعية ثقيلة، وتحديداً من عيار 122 ملم معدّلة لحمل مواد سائلة”.