مقتل 5 مدنيين بقصف لقوات نظام الأسد على ريف دمشق.. واحتجاجات بعدة مناطق شمال غربي سوريا
مرَّ الأسبوع الماضي بالعديد من التطورات الميدانية والسياسية المتعلّقة بالشأن السوري يُجملها لكم منتدى الحوار الشبابي في هذه الورقة، ومن أبرز الملفات:
-مقتل 5 مدنيين بقصف لقوات نظام الأسد على بلدة كناكر بريف دمشق:
-هيومن رايتس ووتش تُحذِّر من إعلان “مناطق آمنة” في سوريا لإعادة اللاجئين إليها
-احتجاجات في العديد من مناطق شمال غربي سوريا
-مقتل 5 مدنيين بقصف لقوات نظام الأسد على بلدة كناكر بريف دمشق:
سقط عددٌ من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين جراء قصف لقوات نظام الأسد على بلدة كناكر في ريف دمشق، وذلك للمرة الأولى منذ توقيع اتفاق “التسوية” في البلدة عام 2016.
وذكرت مصادر سورية متطابقة أن التصعيد اندلع بعد اعتقال قوات نظام الأسد شاباً من بلدة كناكر يُدعى يوسف زامل، ما دفع شباناً في البلدة لاقتحام حاجز عسكري لقوات نظام الأسد واحتجاز 5 عناصر، بهدف إجبار نظام الأسد على إطلاق سراح المعتقل.
وتابعت المصادر أن قوات نظام الأسد اعتقلت وجهاء من البلدة خلال مراجعتهم قيادة “اللواء 121” للتوسط، كما بدأت بقصف البلدة بالمدفعية الثقيلة، حيث سقطت إحدى القذائف على سيارة لنقل الركاب، ما تسبب بمقتل 5 مدنيين وإصابة آخرين.
إلى ذلك، تحدثت عدة مصادر عن التوصُّل لاتفاق بين الطرفين، حيث تم إطلاق سراح عناصر قوات نظام الأسد، مع وعود بأن يتم لاحقاً الإفراج عن المعتقل يوسف زامل.
وفي تعليقه على هذا الموضوع، قال الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية إن حملة القصف العنيف التي شنها نظام الأسد على بلدة كناكر بريف دمشق، والتي استهدفت بيوت المدنيين وأسفرت عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة آخرين، هي استمرار لنهجه الإجرامي في تعامله مع الشعب السوري.
وأضاف في بيان أنه من الضروري عدم صمت المجتمع الدولي عما يحصل من جرائم وانتهاكات يرتكبها نظام الأسد، حيث يستمر في جرائمه بحق المدنيين والتي كان آخرها قصف بلدة كناكر بالمدفعية والرشاشات الثقيلة، بسبب اعتراض شباب البلدة على اعتقال نظام الأسد أبناء منها.
وشدد البيان على أن نظام الأسد “لم يُغيّر سلوكه ومنهجه الإجرامي منذ أن بدأ بقتل السوريين واعتقالهم وتغييبهم مع انطلاق الثورة السورية عام 2011”.
-هيومن رايتس ووتش تُحذِّر من اعتزام دول أوروبية إعلان “مناطق آمنة” في سوريا لإعادة اللاجئين إليها:
انتقدت منظمة “هيومن رايتس ووتش” عزم بعض دول أوروبية الترويج والإعلان عن “مناطق آمنة” داخل سوريا لإعادة اللاجئين السوريين إليها، مشددة على أنه لا توجد منطقةٌ آمنةٌ في سوريا، سواء كانت تحت سيطرة نظام الأسد أم غيره.
وأضافت المنظمة في تقرير لها أنه “بعد اندلاع الحرب الأهلية في سوريا بفترة وجيزة، روّجت البلدان التي كانت تواجه آنذاك احتمال استضافة لاجئين سوريين لفكرة إنشاء مناطق آمنة داخل سوريا يمكن إعادة اللاجئين إليها، رغم أن تلك المناطق تاريخيا لم تكن آمنة، وكانت حتى خطيرة”.
ولفتت إلى أن هناك تقارير عن “عزم جمهورية التشيك تنظيم بعثة لتقصي الحقائق بهدف إنشاء منطقة آمنة داخل سوريا تسمح لدول الاتحاد الأوروبي بترحيل اللاجئين السوريين إلى مكان يُفترض أنه آمن لن يتعرضوا فيه للأذى. توجّه هذه الدول أنظارها إلى دمشق وطرطوس، وكلاهما في مناطق تسيطر عليها الحكومة”. في معرض تناوله لهذه المسألة، يقول التقرير إن البعثة ستتضمن “قبرص التي كان تحث على إنشاء ما يسمى بالمناطق الآمنة داخل سوريا للعائدين”.
وتابعت أنه “لم تنتظر قبرص نتائج بعثة تقصي الحقائق وبدأت بالفعل بإعادة قوارب اللاجئين السوريين إلى لبنان، الذي تتمتع قواته المسلحة بسجل في ترحيل السوريين بإجراءات موجزة إلى سوريا. علّقت قبرص أيضا إجراءات اللجوء لجميع السوريين في البلاد، وغضّت النظر ببساطة عن حقيقة أن الحكومة السورية نفسها التي تسببت منذ 2011 بمقتل أكثر من نصف مليون شخص وتهجير 12 مليون آخرين قسرا لا تزال في السلطة”.
وأكد تقرير المنظمة أن “حكومة بشار الأسد في سوريا هي من يمارس الاضطهاد؛ صحيح أنها لا تتمتع بسيطرة فعلية على كامل البلاد، لكن لا توجد منطقة آمنة في أي مكان في سوريا – سواء كانت خاضعة لسيطرة الحكومة أم لا… وإذا أدرك المسؤولون التشيكيون والقبارصة وباقي المسؤولين الأوروبيين الذين يحضرون لهذه المهمة هذه الحقيقة الأساسية، سيكون في وسعهم توفير تكلفة تذاكر سفرهم بالطائرة على دافعي الضرائب الأوروبيين وإلغاء هذه الرحلة غير الحكيمة”.
وفي سياق قريب، كشفت الشبكة السورية لحقوق الإنسان عن وفاة الشاب السوري، أحمد عدنان الحيدر داخل سجون نظام الأسد بعد أن قامت السلطات اللبنانية بترحيله قسراً قبل قرابة شهرين.
وقالت الشبكة السورية في تقرير لها، إن الشاب أحمد الحيدر، المنحدر من مدينة البوكمال شرقي محافظة دير الزور، اعتقلته قوات نظام الأسد إبريل/ نيسان العام الجاري 2024، عند مروره على إحدى نقاط التفتيش التابعة لها في مدينة دمشق، واقتيد إلى فرع فلسطين (235) التابع لشعبة المخابرات العسكرية في مدينة دمشق.
وبينت الشبكة أن أحمد كان لاجئاً في لبنان، وفي إبريل الماضي، قام عناصر الأمن العام اللبناني باعتقاله وإعادته قسراً إلى الحدود السورية مع مجموعة من اللاجئين، في إطار حملة أمنية شنَّتها السلطات اللبنانية منذ بداية عام 2024 ضد اللاجئين السوريين في لبنان، ولاحقاً تُوفّي تحت التعذيب في سجون نظام الأسد.
إلى ذلك، أكد ممثل المملكة المتحدة لدى الأمم المتحدة في جنيف، سيمون مانلي، أن اللاجئين العائدين إلى سوريا “ينتظرهم مصير غير مؤكد ومليء بالمخاطر”.
وأضاف في كلمة خلال الحوار التفاعلي مع لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا، بمجلس حقوق الإنسان في جنيف، أن الشعب السوري “ما يزال يعيش في حالة من عدم اليقين وانعدام الأمن، في غياب حماية سيادة القانون”.
-عودة الهدوء إلى مناطق ريف حلب بعد موجة تظاهرات:
عاد الهدوء إلى مناطق ريف حلب الشمالي والشرقي بعد موجة تظاهرات واعتداءات على شاحنات تركية، وذلك بعد اعتداءات قام بها متطرفون أتراك ضد السوريين في ولاية قيصري التركية.
وأعلن جهاز الاستخبارات التركي اعتقال ثلاثة شبان قال إنهم من المحرضين الذين استهدفوا العلم التركي قبل عدة أيام في شمالي سوريا.
وقالت مصادر إعلامية تركية إن جهاز المخابرات بالتعاون مع وزارتي الداخلية والدفاع التركيتين، أطلق عملية لتوقيف المحرضين الذين استهدفوا العلم التركي وقوات الأمن التركية شمالي سوريا، رداً على الاعتداءات التي تعرض لها اللاجئون السوريون في ولاية قيصري مساء الأحد الفائت.
وفي السياق، دعا رئيس المجلس الإسلامي السوري، الشيخ أسامة الرفاعي، الحكومة التركية إلى معاقبة الذين تسببوا بحالات العنف والاعتداء على السوريين في مدينة قيصري، محذراً الشعبين السوري والتركي من مغبة الانجرار وراء “مثيري الفتن”.
وأضاف الرفاعي في تسجيل مصور، أن “هذه الأحداث التي تعصف اليوم بأهلنا، يثيرها أهل الفتنة والشغب وغايتهم زعزعة الأمن الاستقرار في هذا البلد، ومن واجبنا الوقوف بوجه هذه الفتنة، وأن ندرأها بكل الوسائل الممكنة”.
وطلب من المسؤولين الأتراك أن “يسدّوا باب الشر بكل وسيلة ممكنة”، محذراً من “اضطراب الأمور وخروجها عن السيطرة، في حال فُتح ذلك الباب على مصراعيه”، وفق تعبيره.
-احتجاجات شعبية متجددة ضد “هيئة تحرير الشام-هتش” في محافظة إدلب:
تجددت الاحتجاجات الشعبية ضد “هتش” في العديد من مناطق مدينة إدلب وريفها، وذلك في سياق التظاهرات المستمرة ضدها منذ أكثر من 3 أشهر.
وقالت مصادر محلية إن التظاهرات خرجت في العديد من المناطق أبرزها إدلب المدينة وبنش وكفرتخاريم ومخيمات أطمة، فيما تم اعتقال عدد من المتظاهرين والناشطين في بنش، ما تسبب بموجة غضب في العديد من المناطق.
-قوات نظام الأسد تُجدّد القصف على مناطق في شمال غربي سوريا:
جددت قوات نظام الأسد القصف على العديد من مناطق شمال غربي سوريا في سياق الانتهاكات المستمرة هناك منذ توقيع اتفاق موسكو بين تركيا وروسيا في 2020.
وقالت مصادر محلية، إن طائرات مُسيّرة انتحارية انطلقت من مناطق سيطرة نظام الأسد، واستهدفت عدة أماكن في بلدة آفس القريبة من خطوط التماس شرقي محافظة إدلب، ما أدى إلى إصابة مدني بجروح متوسطة، وإعطاب سيارة مدنية، كما تم استهداف سيارات مدنية في ريف إدلب الجنوبي.
إلى ذلك، أسقطت فصائل عسكرية شمال غربي سوريا طائرات مسيّرة حاولت استهداف أماكن متفرقة من منطقة ريف إدلب الجنوبي.
-صحيفة “الوطن”: توافق بين الأطراف العربية لعقد لجنة الاتصال العربية بشأن سوريا في بغداد
كشفت صحيفة “الوطن” الموالية لنظام الأسد عن توافقٍ بين الأطراف العربية المشاركة في لجنة الاتصال العربية بشأن سوريا على عقد اجتماع قريب في العاصمة العراقية بغداد بعد تأجيل عدة مرات.
وأضافت الصحيفة أن “جهوداً دبلوماسية عربية مُكثّفة” بُذِلت في الآونة الأخيرة لتذليل العقبات أمام انعقاد لجنة الاتصال العربية بشأن سوريا أفضت إلى توافق جميع الأطراف على عقد ثاني اجتماعاتها قريباً، مؤكداً أن “هناك إصراراً عربياً على عقد اللجنة، وهذا سيكون قريباً جداً”.
وتابع المصدر أنه لا وجود لأي اعتراض من أي من الأطراف المشاركة على عقد الاجتماع، والتي كان بعضها طلب في المرة السابقة تأجيلها، مُعلِّلاً الأمر بالحاجة للمزيد من التشاور.
يذكر أن لجنة الاتصال العربية بشأن سوريا اجتمعت في القاهرة منتصف أغسطس/ آب الماضي، وهي تضم اللجنة كلاً من وزراء خارجية نظام الأسد، الأردن، السعودية، العراق، لبنان، مصر، بالإضافة للأمين العام لجامعة الدول العربية، وجرى الإعلان عن تشكيلها في الـ7 من أيار 2023.
وفي تعليقه على هذا الموضوع، قال الباحث في مركز الحوار السوري: أ. نورس العبد الله، إنه نظراً للمسار السابق بما يتعلق بقدرة هذه اللجنة على تحقيق اختراق في متطلبات المقاربة العربية التي قبلت بالانفتاح على نظام الأسد مقابل سلسلة شروط أمنية وسياسية فإنه لا يُتوقع أن يكون هناك إنجاز -إن صح التعبير- في هذا الصدد، وذلك يعود دائماً وبشكل رئيسي إلى مناورات نظام الأسد وعدم قدرته على تقديم شيء في ظل سيطرة إيرانية روسية متصارعة عليه وصلت لحدود قتل وتصفية شخصيات بارزة في نظامه.
وأضاف العبد الله أنه بالنظر إلى التطورات الإقليمية ومن أبرزها الصراع الإيراني مع الكيان الصهيوني والتحركات السياسية التركية فإنه يمكن للجنة أن تضع مُتطلّبات أخرى وتُبقي المسار العربي حياً بشكل عام ترقُّباً للمتغيّرات الإقليمية والدولية في الفترة القريبة القادمة.
-مليشيا “قسد” تُعيد فتح المعابر الواصلة مع مناطق سيطرة نظام الأسد:
أعادت مليشيا “قوات سوريا الديمقراطية-قسد” فتح المعابر الواصلة بين مناطق سيطرتها ومناطق سيطرة الأسد أمام المسافرين والحركة التجارية، بعد يومين من إغلاقها.
وبحسب موقع “تلفزيون سوريا”، فإنّ “قرار قسد بفتح المعابر جاء بعد ضغوط من قبل القوات الروسية التي عقدت اجتماعاً مع مسؤولين في قسم العلاقات العسكرية بقسد، وذلك في مطار القامشلي بريف الحسكة”.
وأشار المصدر إلى أنّ “روسيا طالبت قسد بعدم التعامل بردود الفعل مع التطورات السياسية في المنطقة وعدم التصعيد وضرورة استمرار التواصل والتنسيق بين قسد والنظام في مناطق شمال شرقي سوريا تحت إشراف روسيا”.
وبحسب ذات المصدر، فإن “قسد” أغلقت المعابر بسبب “انزعاجها وتخوفها” من التقارب بين تركيا ونظام الأسد.
-خسائر لنظام الأسد بهجمات لداعش في البادية السورية:
قُتِلَ عددٌ من عناصر قوات نظام الأسد وأصيب آخرون بهجوم شنه مجهولون يُرجَّح أنهم من داعش على نقطة عسكرية في ريف حمص الشرقي.
وقالت إذاعة “شام إف إم” الموالية لنظام الأسد، إنّ “مسلحين هاجموا إحدى النقاط في منطقة تل شهاب شرق ناحية جب الجراح شرقي حمص، ما أدى إلى مقتل 4 عسكريين.
إلى ذلك، شنت الطائرات الروسية غارات جوية على مواقع عديدة في البادية بينها أرياف مدينتي السخنة وتدمر شرقي حمص وفق مصادر إعلامية موالية.
وفي الرقة، قالت شبكة “نهر ميديا” المحلية إن عنصرين من تنظيم داعش نفّذا هجوماً انتحارياً، ضد عناصر من قوات نظام الأسد في بادية الرصافة جنوبي مدينة الطبقة، مما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من قوات نظام الأسد.
وأوضحت الشبكة أن العنصرين خرجا من أحد الأنفاق على أطراف بادية الرصافة جنوبي مدينة الطبقة، وهجما على مجموعة من قوات نظام الأسد كانت تقوم بعمليات تمشيط في المنطقة.
-المنظمة السورية للطوارئ تعلن إيصال مساعدات إلى مخيم الركبان:
أعلنت “المنظمة السورية للطوارئ” تمكُّنها من إدخال مساعدات غذائية للنازحين في مخيم الركبان المحاصر على الحدود السورية الأردنية، عبر طائرات عسكرية أميركية.
وقال مدير المنظمة، معاذ مصطفى، إن المساعدات الغذائية التي تم توزيعها شملت الطحين والبرغل والعدس والزيت، مردفاً: “نحن نصل إلى كل فرد في المخيم، نسافر عن طريق الطيران العسكري الأميركي”، مشيراً إلى أنه “زرت مخيم الركبان سابقاً، وسنتابع العمل في الأيام القادمة”.
يذكر أنه في أواخر أيار الماضي، أرسل رئيس هيئة التفاوض السورية بدر جاموس رسالة إلى مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، غير بيدرسن، تتعلق بأوضاع السوريين المأساوية في مخيم الركبان على الحدود السورية – الأردنية.
وقالت هيئة التفاوض على موقعها الرسمي إن جاموس شرح في الرسالة ظروف المخيم الصعبة وما يعيشه السوريون هناك من فقدان لكافة مقومات الحياة، وطالب المنظمة الأممية بتحمّل مسؤوليتها في مساعدة النازحين في هذا المخيم بشكل عاجل.
وأوضح رئيس الهيئة في رسالته الحاجات الإنسانية والإغاثية المُلحّة التي يحتاجها النازحون السوريون القاطنون في المخيم، والظروف المأساوية غاية في السوء داخل المخيم على الصعيد الإنساني والطبي والخدمي، في ظل حصار خانق يقوم به نظام الأسد والميليشيات الطائفية الموالية له من جهة، وإغلاق بعض الدول حدودها وعدم السماح بمرور أية مساعدات لآلاف من القاطنين فيه ومن بينهم أطفال ونساء وشيوخ من جهة أخرى.
ويقبع مخيم الركبان تحت الحصار منذ سنوات، لكنه اشتد بشكل كبير منذ نحو شهرين بعد إغلاق قوات نظام الأسد والمليشيات الإيرانية آخر الطرق المؤدية إليه، ما أدى إلى تفاقم المعاناة للقاطنين فيه.