سوريا في أسبوع: عشرات الضحايا بتصعيد عنيف لنظام الأسد وروسيا شمال غربي سوريا
مرَّ الأسبوع الماضي بالعديد من التطورات الميدانيّة والسياسية المتعلّقة بالشأن السوري يُجملها لكم منتدى الحوار الشبابي في هذه الورقة، ومن أبرز الملفات:
- عشرات الضحايا المدنيين بقصف لنظام الأسد وروسيا على شمال غربي سوريا
- تركيا تشنّ ضربات جوية مكثفة ضدّ مليشيا “قسد”
- نظام الأسد يدّعي إسقاط 7 مسيّرات بعد أيام من هجوم الكلية الحربية بحمص
– عشرات الضحايا بقصفٍ شمال غربي سوريا.. والأمم المتحدة: الهجمات تُدمّر المدنيين والبنية التحتية
سقط عشرات القتلى ومئات المصابين من المدنيين، بينهم أطفال ونساء، جراء تصعيد قوات نظام الأسد وروسيا من القصف على مناطق عديدة في شمال غربي سوريا.
وحذَّر الدفاع المدني السوري من التداعيات الخطيرة لاستمرار التصعيد بالهجمات على مناطق شمال غربي سوريا، واستخدام قوات نظام الأسد وروسيا الأسلحة المحرمة دولياً (القنابل الحارقة والعنقودية) كسلاح ضد المدنيين، مشيرة إلى أنها تنذر بخسائر بشرية كبيرة ودمار كبير في البنية التحتية.
كما شهدت عدة مناطق في ريفي إدلب وحلب الغربي، حركة نزوح للأهالي مع استمرار الهجمات العنيفة وتصعيد القصف، بينما لم تتمكن الكثير من العائلات من النزوح، نتيجة عدم توفّر أماكن آمنةٍ في ظل أزمة إنسانية، نتيجة القصف المكثّف، بحسب الدفاع المدني.
وأعرب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) عن قلقه إزاء التصعيد العسكري الأخير في الشمال السوري، وذلك مع استمرار ضربات قوات نظام الأسد على المناطق السكنية والمرافق المدنية وما أسفرت عنه من ضحايا.
وأصدر المنسّق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في سوريا آدم عبد المولى مع المنسق الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية مهند هادي، بياناً مشتركاً بشأن تجدد الأعمال العدائية في شمال سوريا، ناشدا فيه جميع الأطراف لوقف الأعمال العدائية وتجنّب المدنيين.
ولفت البيان إلى ورود تقارير عن هجمات متفرقة طالت العديد من مواقع في شمالي سوريا، كما وردت تقارير أخرى عن مقتل وإصابة مدنيين، بينهم نساء وأطفال، وألحقت أضراراً جسيمة بالبنية التحتية المدنية الحيوية في كلّ من حلب وإدلب وحمص وتل تمر والقامشلي والحسكة.
ولفت البيان إلى أن “هذه التطورات المثيرة للقلق العميق هي تذكير صارخ بأن الأزمة في سوريا لا تزال تدمر السكان المدنيين وتلحق الدمار بمرافق البنية التحتية المدنية، كما تُؤدّي مثل هذه الحوادث إلى تعطيل الأنشطة الإنسانية، مع ما يترتب على ذلك من عواقب إنسانية وخيمة على الأشخاص المحتاجين”.
– تركيا تشنّ ضربات جوية مكثفة ضدّ مليشيا “قسد” شمال سوريا:
شنّت الطائرات التركية ضرباتٍ جويةً مكثفةً ضد مواقع لمليشيا “قوات سوريا الديمقراطية-قسد” في عدة مناطق شمال شرق سوريا، مُخلّفة عشرات القتلى والجرحى من المليشيات.
وأعلنت وزارة الدفاع التركية أكثر من مرة طوال الأيام الماضية، تدميرَ عشرات المواقع التابعة لـ”قسد” في مناطق مختلفة من الشمال السوري، خصوصاً في مناطق تل رفعت وأرياف الحسكة الشمالية الشرقية.
إلى ذلك، قالت صحيفة “حرييت” التركية إنه “إذا لم تَفِ الدول المعنية بشأن سوريا بوعوها، فإن القوات التركية قد تقوم بتنفيذ عمليات جوية واسعة النطاق في سوريا ضد حزب العمال الكردستاني”.
ونقلت الصحيفة عن مصادر قولها، إنهُ “من الممكن إعادة العمليات الجوية واسعة النطاق إلى جدول الأعمال كما كان الحال في الماضي”، مشيرة إلى أن الهدف من العمليات الأخيرة في شمالي سوريا والعراق هو “القضاء على الدعم اللوجستي للتنظيم الإرهابي، والقضاء على أدواته المالية”.
وأضافت أن “كلّ الأموال التي يحصل عليها التنظيم من بيع النفط تعود إلى تركيا على شكل أسلحة وذخائر وهجمات”، ونقلت عن مصادر تركية أنه “من حق تركيا الطبيعي أن تقوم بعمليات تتماشى مع حقوقها في الدفاع عن النفس، الناشئة عن القانون الدولي من أجل القضاء على الهجمات الإرهابية ضد تركيا وشعبها وقواتها الأمنية وضمان حدودها”.
كما كش مسؤول في وزارة الدفاع التركية أن الأخيرة تدرس شن عملية برية تركية في سوريا، وذلك بعد أن خلصت أنقرة إلى أن المهاجمين اللذين فجرا قنبلة قرب وزارة الداخلية التركية قد جاءا من سوريا.
ونقلت وكالة “رويترز” عن المسؤول قوله إن “هدفنا الوحيد هو القضاء على المنظمات الإرهابية التي تشكل تهديداً لتركيا”، مضيفاً أن “عملية برية هي أحد الخيارات للقضاء على هذا التهديد، لكنها ليست الخيار الوحيد بالنسبة لنا”.
وذكر أن “حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب هما نفس المنظمة الإرهابية، وهما هدفنا المشروع في كل مكان”، مشدداً على أن بلاده “نفذت عمليات كلما وحيثما كان ذلك ضرورياً في الماضي، وستستمر هذه العمليات مرة أخرى إذا لزم الأمر”.
– وزير الدفاع الأميركي يدعو تركيا لوقف التصعيد شمال سوريا:
دعا وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، نظيره التركي، يشار غولر، لوقف التصعيد شمالي سوريا، بينما أعلنت القوات الأمريكية إسقاط مسيّرة تركية خلال قصفها مناطق في ريف الحسكة الواقع تحت سيطرة مليشيا “قسد”.
وفي بيان لها، قالت وزارةُ الدفاع الأميركية إن أوستن تحدّث هاتفياً مع نظيره التركي، وناقشا “قضايا الأمن القومي والمسائل المتعلقة بالدفاع ذات الاهتمام المشترك”، وأكدا “التزامهما المشترك بهزيمة تنظيم داعش”.
وأضاف البيان أن أوستن “حثّ على وقف التصعيد في شمالي سوريا، وأهمية الحفاظ على الالتزام الصارم ببروتوكولات منع الصراع، والتواصل من خلال القنوات العسكرية القائمة”.
ويأتي الاتصال بين الوزيرين بعد أن أسقطت الولايات المتحدة، طائرة مسيّرة تركية في سماء الحسكة شمال شرقي سوريا، وهي المرة الأولى التي تُسقِطُ فيها واشنطن طائرة تابعة لأنقرة، حليفتها في حلف شمال الأطلسي “الناتو”.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية إن مقاتلة أميركية من طراز “إف-16” أسقطت مسيّرة تركية، كانت تعمل بالقرب من قواتها في سوريا، وأعرب المتحدث باسم “البنتاغون”، باتريك رايدر، عن أسفه لحادث إسقاط المسيرة تركية، معتبراً أن “الإجراء كان ضرورياً لحماية القوات الأميركية في سوريا”.
وأضاف المسؤول الأميركي أنه “ليس لدينا ما يشير إلى أن تركيا كانت تستهدف عمداً القوات الأميركية”، مشدداً على أن تركيا “تبقى شريكا بالغ الأهمية للولايات المتحدة”.
وقال إن القوات الأميركية “رصدت قيام مسيرات تركية بغارات في مواقع محظورة أمنياً على بعد نصف كيلومتر من جنودنا واتخذت القرار بإسقاطها دفاعاً عن النفس”.
– قائد القوات الجوية الأميركية: روسيا تتراجع عن عملياتها الاستفزازية في سوريا
أكد قائدُ القوات الجوية للقيادة المركزية الأميركية “سنتكوم”، الجنرال أليكسوس غرينكويتش، أن روسيا تتراجع عن بعض استفزازاتها الجوية في سوريا، مشيراً إلى أن بضع مئاتٍ من عناصر مرتزقة “فاغنر” موجودون في سوريا.
وأضاف غرينكويتش في تصريحات نقلتها صحيفة “واشنطن تايمز”، خلال لقاء مع صحفيين ومراقبين مختصين بالشأن العسكري، أنه “بعد قضاء أشهر في التجول في القواعد العسكرية الأميركية في سوريا، ومضايقة الطائرات الأميركية المسيّرة بسوريا، يبدو أن روسيا تتراجع عن بعض استفزازاتها الجوية”.
ولفت إلى أنه خلال الشهر الماضي “رأيتُ تحوّلات إيجابية في السلوك”، مرحّباً بهذه التحوّلات، وواصفاً إياها بأنها “تهدئة على نطاق واسع”، كما أشار إلى أنّ “النشاط الروسي في سماء سوريا ظل ثابتاً نسبياً”، لافتاً إلى أن الروس “ما زالوا يُحلّقون في المجال الجوي، ولكن ليس مباشرة فوق قواتنا”.
في سياق آخر، قال الجنرال غرينكويتش إن بضع مئات من عناصر مرتزقة “فاغنر” ما يزالون في سوريا، مضيفاً أن القادة العسكريين الروس “سعوا لتعزيز سيطرتهم على المجموعة في أعقاب التمرد أواخر حزيران الماضي”.
يُذكر أنّ واشنطن وموسكو تبادلتا الاتهامات بكثرة في الأشهر الماضية بشأن ازدياد حوادث الاحتكاك بين الطرفين في مناطق متفرقة من شمال شرق سوريا، خصوصاً الاستفزازات التي تقوم بها الطائرات الروسية عبر تحليقها بالقرب من قاعدة التنف العسكرية التي تتمركز فيها قوات الولايات المتحدة الأمريكية.
– نظام الأسد يدّعي إسقاط 7 مسيّرات بعد أيام من هجوم الكلية الحربية بحمص:
أعلنت وزارة الدفاع في حكومة نظام الأسد إسقاط سبع مسيّرات في سماء حلب وريفي حماة وإدلب، وذلك بعد أيام من هجوم الكلية الحربية في حمص، والذي خلّف عشرات القتلى والجرحى، واتخذه نظام الأسد ذريعة للتصعيد بحق المدنيين في مناطق عديدة شمال غربي سوريا.
وقالت الوزارة في بيان، إنها أسقطت المسيّرات السبعة، بعد أن أُطلقت بهدف “استهداف مناطق المدنيين وتدمير المنشآت والمرافق العامة والخاصة”.
جاء ذلك بعد أيام من إعلان نظام الأسد أن طائرات مسيرة تحمل متفجرات استهدفت حفل تخرج في الكلية الحربية بحمص، مشيرة إلى أن الهجوم أسفر عن وقوع نحو 89 قتيلاً ومئات المصابين.
وزعمت وزارة الدفاع في حكومة نظام الأسد أن الطائرات المسيّرة “تحمل ذخائر متفجرة استهدفت حفل تخريج ضباط الكلية الحربية بحمص بعد انتهاء الحفل مباشرة”، بينما لم يتم تأكيد تلك الرواية إلى الآن، خاصة مع عدم تبنّي أي جهة للعملية، وشكوك بضلوع نظام الأسد وإيران فيها.
وفي تعليقه على هذا الموضوع، قال الباحث المساعد في مركز الحوار السوري: نورس العبد الله، إنه وبغضّ النظر عن قدرات الفصائل التقنيّة لتنفيذ هكذا هجوم معقّد، فإن أيّ استهداف لمواقع تتبع نظام الأسد تترافق عادةً مع حملة دعائية تتسم بالمبالغة بغية الحصول على رضا وتأييدِ الحاضنة الثورية، وهو مالم يحصل في حادثة الكلية التي لم يعلن أيّ فصيل عن تبنّيه للعملية.
وفي المقابل، فإن فكرة إحداث تفجير ما أو اختلاق أحداث دموية لأهداف سياسيّة تعدُّ إحدى السمات المميزة لنظام الأسد، وثمة شواهد تاريخية عديدة على ذلك سواء في لبنان أو المنطقة، الأمر الذي يرجح مسؤولية نظام الأسد أو لفيف المليشيات في منظومته بهدف الهروب نحو الأمام وإعادة تسخين المشهد العام في سوريا على مبدأ ” لا صوت يعلو على صوت المعركة”، وفق ما يرى العبد الله.
– المجلس المحلي في جرابلس يفرض غرامات ماليّة على من يحاولون عبور إلى تركيا:
أعلن المجلس المحلي في مدينة جرابلس شمال شرقي حلب، إصدار قرار يقضي برفع الغرامات المالية على المواطنين السوريين، الذين يحاولون عبور الحدود بشكل غير شرعي من وإلى تركيا.
وجاء في تعميم نشره المجلس إنه سيتم فرض غرامات مالية على الأشخاص الذين يحاولون دخول تركيا بطريقة “غير شرعية” أو من يساعدهم أو يستخدم سيارته في عمليات التهريب.
وفرض التعميم غرامة 3 آلاف ليرة تركية على كل شخص يحاول الدخول بشكل “غير شرعي” من تركيا إلى سوريا بدلاً من 200 ليرة تركية كانت في السابق، و5 آلاف ليرة تركية على العبور من سوريا إلى تركيا.
كما فرض التعميم مبلغ 60 ألف ليرة تركية على الشخص الوسيط (المهرب) الذي يساعد في عملية التهريب بدلاً من 400 ليرة تركية، ومبلغ 30 ألف ليرة تركية على أصحاب السيارات التي تشارك عمليات التهريب بدلاً من 2000 ليرة تركية.