سوريا في أسبوع: حملة تطالب بعلاج آلاف المصابين بمرض السرطان شمال سوريا
مرَّ الأسبوع الماضي بالعديد من التطورات الميدانية والسياسية المتعلّقة بالشأن السوري يُجملها لكم منتدى الحوار الشبابي في هذه الورقة مع نظرة تحليلية موجزة عن تلك التطورات من قبل عدد من الباحثين، من أبرز الملفات:
– مطالب بعلاج مرضى السرطان شمال سوريا
– عقوبات أوروبية ضد إيران بسبب تقديمها الدعم العسكري لنظام الأسد
– مجلس النواب الأمريكي يرفض مقترحاً برفع العقوبات عن نظام الأسد
حملة تطالب بتأمين العلاج آلاف المصابين بمرض السرطان شمال سوريا:
أطلق ناشطون سوريون حملةً على مواقع التواصل الاجتماعي للمطالبة بتوفير العلاج لمرضى السرطان في شمال سوريا وتسهيل دخولهم إلى تركيا لتلقي العلاج.
وتُسلّط الحملة التي جاءت تحت “أنقذوا مرضى السرطان”، الضوء على واقع آلاف المرضى وللمطالبة بتحرك عاجل من المجتمع الدولي والمنظمات المعنية للمساهمة بإيجاد حلول لمعاناتهم.
ويبلغ عدد المصابين في شمالي سوريا نحو 3100 حالة، 65 في المئة منهم من الأطفال والنساء، بحسب ما نقل موقع “تلفزيون سوريا” عن مديرية صحة إدلب التي تشير إلى أن معدل الزيادة اليومي يصل إلى 3 حالات تقريباً.
وذكرت المديرية أن نحو 600 حالة مرض سرطان سُجّلت بعد كارثة الزلزال، من بينهم 150 طفلاً و200 امرأة، وأنهم بحاجة لدخول المشافي التركية لتلقي العلاج.
وقال المكتب الإعلامي في معبر باب الهوى إن السلطات التركية ترفُضُ دخول المرضى الذين لم يسبق لهم العلاج في مستشفياتها قبل الزلزال، في حين تسمح لمن لديه مراجعة سابقة بالدخول وتلقي العلاج، حيث تبرر ذلك بأن مشافي هاتاي غير جاهزة.
يذكر أن الحملة الجديدة تُعتبر استمراراً لحملة أطلقها عاملون في المؤسسات الطبية والإعلامية في نيسان الماضي تحت وسم “أنقذوهم”، وذلك لإنقاذ مرضى السرطان في الشمال السوري.
وفي تعليقها على هذا الموضوع، قالت الباحثة في مركز الحوار السوري: أ. كندة حواصلي، إن المشكلة بهذا النوع من الأمراض وخصوصاً الحالات المتقدّمة أنّ كلفة العلاج مرتفعة جداً وأحياناً تتطلّب العلاجات الإشعاعية أجهزة وبناءً خاصاً مدعماً بالرصاص كي لا تخرج الإشعاعات.
وأضافت أنه بعد الزلزال أصبح هناك تدميرٌ كبير بالبنية التحتيّة خاصة بالمشافي في هاتاي والمحافظات التركية في الجنوب التي كانت تستقبل مرضى السرطان السوريين، كما بات هناك ضغطٌ على الولايات الأبعد قليلاً.
ولفتت حواصلي إلى أن موضوع العلاج طويل الأمد والحلول المطلوبة حالياً هي مجرد حلول إسعافية عبر إدخال المرضى إلى تركيا، مشيرة إلى صعوبات يواجهها بعض المرضى كالدخول دون مرافقة، ورأت أن الحلّ الوحيد هو التفكير بحلول مستدامة وضرورية مثل بناء مشافٍ ومراكز علاجية وتأهيل الكوادر لمثل هذه الحالات وتأمين أجهزة إشعاعية.
وتابعت الباحثة أن بعض المنظمات لو تأخذ هذه المبادرة وتقدّم مشاريع لإنشاء مثل هذه المراكز لعلاج السرطان فهي بذلك تخدم المجتمعات المحلية ببُنية تحتيّة يمكن استثمارها لاحقاً وتُخفّف أزمة كبيرة سواء على تركيا أو على المرضى الموجودين.
الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات ضد إيران بسبب تقديمها الدعم العسكري لنظام الأسد:
فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات جديدة على إيران بسبب تقديمها الدعم العسكري لنظام الأسد وروسيا.
وقالت وكالة “رويترز” إن الاتحاد الأوروبي اعتمد إجراءات تقييدية ضد طهران بسبب الدعم العسكري الذي تقدمه لنظام الأسد وروسيا، مضيفة أن التقييدات الجديدة تُركّز على صناعة الطائرات من دون طيار “المسيرات”.
وأوضح بيان للاتحاد الأوروبي، أنه وضع “إطاراً جديداً للتدابير التقييدية” يحظر تصدير المكونات المستخدمة في تصنيع وإنتاج الطائرات المسيّرة من التكتل إلى إيران.
كما شملت العقوبات إدراج ستّ شخصيات إيرانية إلى قوائم العقوبات الخاصة بالدعم العسكري الإيراني لروسيا.
وجاء في البيان، أن المجلس قرّر أيضاً إدراج ستة أفراد إيرانيين ضمن نظامي عقوبات قائمين بالفعل لدعم إيران العسكري لحرب العدوان الروسية على أوكرانيا (بطائرات مسيرة) ونظام الأسد (بأنظمة دفاع جوي).
مجلس النواب الأمريكي يرفض مقترحاً برفع العقوبات عن نظام الأسد:
رفض مجلس النواب الأمريكي بأغلبية ساحقة اقتراحاً قدمه أربعة نواب جمهوريين لإنهاء “حالة الطوارئ الوطنية” ورفع العقوبات الأميركية المفروضة على نظام الأسد وأربع دول أخرى.
وأفادت وكالة “رويترز” أن النواب الجمهوريين وهم: لورين بوبيرت ومات جايتز وبول جوسار وإيلي كرين، استخدموا تدابير منفصلة تُعرف باسم “القرارات المميزة” للمطالبة بالتصويت لإنهاء إعلانات الطوارئ الطويلة الأمد التي تشمل نظام الأسد واليمن والعراق وليبيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، والتي تسمح بفرض العقوبات الأميركية.
ورفض الاقتراح أغلبية أعضاء المجلس النواب، حيث صوت 394 ضد القرار مقابل 24 صوتاً أيده، وذلك بعد أن حذّر النواب الجمهوريون والديمقراطيون من أن إنهاء حالات الطوارئ سيؤدي إلى إيقاف تجميد أصول قادة الميليشيا وتجار الأسلحة ومجرمي الحرب المتهمين، في حين يحرم ضحايا الإرهاب الأميركيون من تعويضهم، وفق “رويترز”.
وفي تعليقه على هذا الموضوع، قال الباحث المساعد في مركز الحوار السوري: أ. نورس العبد الله، إنه يمكن النظر للحراك التشريعي داخل مجلس النواب الأمريكي في سياق أعمّ وأوسع من اللحظة الراهنة، وهو ما يعطي صورة أدق عن طريقة تعاطيه مع الملف السوري.
ولفت إلى أن المجلس نهج في السنوات الأخيرة على التركيز على الملف السوري، واتّسم نشاطه العام بالضغط على الإدارة الأمريكية لمساءلة نظام الأسد حول الجرائم والانتهاكات، وعلى هذا الأساس جاء قانون قيصر وقانون الكبتاغون وغيرها من التشريعات الصادرة أو التي يتم مناقشتها مؤخراً لتضييق الخناق على نظام الأسد وعرقلة عملية التطبيع معه.
في الوقت ذاته، ومع وجود هذا النهج المدعوم بحراك وضغط القوى الحقوقية وشخصيات وازنة في الكونغرس والحقل السياسي الأمريكي عموماً؛ فإن لوبيّات داعمة لنظام الأسد تنشط أيضاً وان كانت فاشلة عموماً حتى الآن في اختراق المجلس مع ضرورة التنويه لملاحظة هامة وهي الترابط بين مساعي رفع العقوبات عن نظام الأسد وبين كارثة الزلزال وتبعاتها؛ حيث تبدو هذه الخطوة كنتيجة للحملة الدبلوماسية الموازية النشطة لنظام الأسد وحلفائه والمدعومة من مراكز قوى ناعمة عربية داعمة للتطبيع مع نظام الأسد.
أمريكا تدرس خيارات عسكرية لمواجهة روسيا بسوريا وتطالبها بوقف سلكوها “المتهور”:
كشف مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أن بلاده تدرس عدداً من الخيارات العسكرية لمواجهة “العدوان الروسي” المتزايد في سماء سوريا، فيما طالبت واشنطن موسكو بوقف ما وصفته بـ “سلوكها المتهور” في سوريا.
وأضاف المسؤول في تصريح لوكالة “أسوشيتد برس” دون الكشف عن اسمه، أن “هناك مخاوف من قيام الطيّارين الروس بإسقاط مسيّرة ريبر”، مشيراً إلى أن موسكو تعتقد أن هذا النوع من العمل لن يحظى برد عسكري أميركي قوي.
ولفت إلى أن النشاط العسكري تزايد مع تنامي التعاون والتنسيق بين موسكو وطهران ونظام الأسد “في محاولة للضغط على الولايات المتحدة لمغادرة سوريا”، مبيّناً أن “الولايات المتحدة لن تتخلى عن أي منطقة في سوريا، وستواصل الطيران في الجزء الغربي من البلاد في مهام ضد تنظيم الدولة”.
إلى ذلك، طالبت وزارة الخارجية الأميركية روسيا بالتوقف عن “تهديداتها وسلوكها المتهور” في سوريا، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تعمل على زيادة وجودها وقدراتها في الشرق الأوسط لـ “ردع الأنشطة الإيرانية”.
وأضاف المتحدث باسم الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، أن “الولايات المتحدة والتحالف الدولي يواصلان العمل مع الشركاء المحليين لمواصلة الضغط المستمر على فلول داعش وضمان هزيمته الدائمة”.
وتابع ميلر: “نحث بشدة القوات الروسية في سوريا على التوقف عن السلوك المتهور والتهديد الذي قد يؤدي إلى وقوع حوادث وخسائر في الأرواح، والالتزام بمعايير السلوك المتوقعة من قوة محترفة”.
وفي إجابةٍ منه على سؤال حول علاقة تصعيد روسيا في سوريا بحربها في أوكرانيا، قال الدبلوماسي الأميركي: “لا أريد التحدث عن الدوافع الروسية، لكنني سأقول إنه سلوك متهور للغاية، ومن وجهة نظرنا يجب أن يتوقف على الفور”.
وفي سياقٍ متصل، قال رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأميركية، مارك ميلي، إن لبلاده حق الدفاع عن نفسها ضد أي اعتداء في سوريا.
وأوضح ميلي، في مؤتمر صحفي: قواتنا تمتلك حق الدفاع عن النفس في سوريا.. لدينا قواعد اشتباك واضحة في سوريا”.