سوريا في أسبوع: تركيا تضع شروطاً للانسحاب من سوريا.. وهجمات على قواعد التحالف بدير الزور والتنف
مرَّ الأسبوع الماضي بالعديد من التطورات الميدانية والسياسية المتعلّقة بالشأن السوري يُجملها لكم منتدى الحوار الشبابي في هذه الورقة، ومن أبرز الملفات:
- وزير الدفاع التركي: سنُغادر سوريا عندما تتحقّق شروطنا
- واشنطن تفرض عقوبات على نظام الأسد وتتهمه بالمسؤولية عن فساد سوريا
- تجدّد هجمات المليشيات الإيرانية على قواعد للتحالف الدولي بسوريا
-مباحثات تركية ألمانية حول “الدور المحوري” للمعارضة السورية في “تسوية الصراع”:
كشف المبعوث الألماني إلى سوريا، ستيفان شنيك، أن ألمانيا وتركيا أجرتا مناقشات شملت “الدور المحوري” للمعارضة السوريّة في التفاوض على “تسوية الصراع” في سوريا، بالتزامن مع تأكيد الجانبين على أهمية تطبيق قرار مجلس الأمن 2254.
وفي تغريدة له على تويتر، قال شنيك إن “تنفيذ القرار الأممي 2254 الخاص بسوريا، يجب أن يظلّ محور اهتمامنا والتزامنا، تركيا وألمانيا متفقتان على هذا الهدف”.
وأضاف: “أجريتُ حواراً مُهمّاً مع مصطفى يورداكول من وزارة الخارجية التركية، ناقشنا كذلك الدور المحوري للمعارضة السورية في التفاوض على تسوية للصراع”.
وسبق هذه المناقشات بأيام، تغريدة لشنيك، كشف فيها نظرة بلاده إلى ما سمّاه “مستقبل سوريا”، طالباً من السوريين مشاركته آراءَهم.
واستعرض المبعوث الألماني 4 أولويات لألمانيا في سوريا، وهي: “منح جميع السوريين الصوت والحرية ليقرروا مستقبلهم بأنفسهم، إطلاق سراح السجناء وتوفير معلومات عن المفقودين، حياة كريمة وفرص اقتصادية لجميع السوريين، المساءلة عن الجرائم المرتكبة”.
-نظام الأسد يُطالب الأمم المتحدة بدعم التعافي المُبكّر في مناطق سيطرته:
دعا نظام الأسد الأممَ المتحدة إلى زيادة مشاريع التعافي المُبكّر في مناطق سيطرته، ودعم ما وصفها بـ “جهوده” في مجال عودة اللاجئين السوريين.
ونقلت وكالة أنباء الأسد “سانا” ما قالت إنها تفاصيل لقاء جمع نائب وزير خارجية نظام الأسد، بسام صباغ، مع نائب الأمين العام للشؤون الإنسانية ومُنسّق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيث، على هامش أعمال المنتدى العالمي الثاني للاجئين المنعقد في مقر الأمم المتحدة في جنيف.
وبحسب “سانا”، دعا صباغ إلى “ضرورة زيادة مشاريع التعافي المبكر، كمّاً ونوعاً، لما لها من أهمية في تحسين الوضع الإنساني بشكل ملموس ومستدام”، ودعم “جهود” حكومة نظام الأسد في “مجال عودة المُهجَّرين السوريين إلى وطنهم”.
وأشار صباغ إلى “ضرورة حشد الموارد المالية اللازمة لتلبية الاحتياجات المتزايدة للسوريين جراء النقص الحاد في تمويل خطة الاستجابة الإنسانية”.
وادعت “سانا” أن غريفيث أعرب عن “تقديره للتسهيلات” التي يقدمها نظام الأسد للأمم المتحدة لتمكينها من النهوض بولايتها، وخاصة تمديد الإذن الممنوح لها لإدخال المساعدات الإنسانية عبر معبري باب السلامة والراعي.
وفي تعليق منه على هذا الموضوع، قال مساعد الباحث في مركز الحوار السوري: عامر العبد الله، إن مزاعم نظام الأسد بانفتاحه على عودة اللاجئين السوريين تأتي بعد عشرات التحذيرات لعدة دول غربية ومنظمات حقوقية من إجبار اللاجئين السوريين على العودة إلى مناطق سيطرة نظام الأسد في ظلّ استمراره بسياسة القتل والاعتقال، رغم الدعوات التي يُطلقها لعودة اللاجئين.
وأضاف أن هدف نظام الأسد من تلك الدعوات الإيحاء بقبوله فكرة عودة اللاجئين في محاولة منه للحصول على الدعم الدولي واستمرار الدول العربية بالتطبيع معه، وفي ذات الوقت لكي تستمر الأمم المتحدة بدعم مشاريع التعافي المُبكّر في مناطق سيطرته.
-“الإدارة الذاتية” التابعة لمليشيا “قسد” تُصدر “عقدها الاجتماعي” الجديد:
أصدر المجلس العام فيما يُسمّى “الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا” (الجناح الإداري والمدني لمليشيا “قوات سوريا الديمقراطية “قسد”)، نسخة مما سمّاه “العقد الاجتماعي” المُعدّل باسم “العقد الاجتماعي للإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا”.
وقالت “الإدارة الذاتية” في بيانٍ على فيس بوك، إنّ العقد الاجتماعي الجديد اعتُمد بعد العديد من القرارات والاجتماعات والمشاورات التي نتج عنها التوافق على صيغة نهائية لمسوّدة العقد الاجتماعي.
وذكرت الإدارة أنّ المسوّدة الأخيرة أُحيلت إلى المجلس العام في “الإدارة الذاتية” للمصادقة عليها من قبل أعضائه بحضور ممثلين عن المجالس التشريعيّة في “الإدارات الذاتية والمدنية” ليتمّ اعتماد العقد الاجتماعي لـ “الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا”.
وبناءً على ما سبق، أشارت الإدارة إلى “ولادة” العقد الاجتماعي بصياغته الجديدة بحسب إعلان “المجلس العام في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا”.
-وزير الدفاع التركي: سنغادر سوريا عندما تتحقق هذه الشروط
أكد وزير الدفاع التركي، يشار غولر، أن بلاده تتعهّد بإنهاء الوجود العسكري في سوريا بمجرد تحقيق عدة شروط.
ونقلت صحيفة “ديلي صباح” التركية عن غولر قوله، إن القوات التركية ستُغادر سوريا بمجرد اتفاق نظام الأسد مع المعارضة على دستور جديد وإجراء انتخابات، معتبراً أن “هذين الشرطين قد يمهدان الطريق لإنهاء الصراع في البلاد”.
وشدد الوزير التركي على أن بلاده “لا تُريد أراضي دولة أخرى”، مشيراً إلى أن نظام الأسد “كثيراً ما يذكر وجود الجنود الأتراك في شمالي البلاد كعائق أمام التطبيع الكامل، إلا أن تركيا تعتمد على الوجود العسكري في المنطقة لمواجهة التهديدات الأمنية، وتحديداً من “حزب العمال الكردستاني” الذي يُسيطر على أجزاء من شمال شرقي سوريا عبر الحدود التركية مباشرة.
يُذكر أنَّ عدة جولات جرتْ بين وفودٍ من تركيا ونظام الأسد بحضور روسي إيراني خلال الأشهر الماضية للتباحث بمسار التطبيع بين الجانبين، إلا أنها لم تُسفر عن أي تقدمٍ بسبب اشتراط نظام الأسد انسحاب القوات التركية من كافة الأراضي السورية قبل الحديث عن التطبيع، الأمر الذي جعل المسار مُجمَّداً بسبب تأكيد تركيا على أنها لن تغادر الأراضي السورية قبل ضمان أمنها والقضاء على التهديد الإرهابية الممثلة بمليشيا “قسد” و”حزب العمال”.
-واشنطن تفرض عقوبات جديدة على نظام الأسد وتتهمه بالمسؤولية عن فساد سوريا:
فرضت الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات جديدة على عدة مسؤولين في نظام الأسد بسبب انتهاكاتهم لحقوق الإنسان، كما اتّهمت نظام الأسد بالمسؤولية عن فساد سوريا.
وبمناسبة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي صادف الأسبوع الماضي، فرضت الولايات المتحدة قيوداً جديدة، ووسّعت قيوداً سابقة في سياسات التأشيرات ضد 11 مسؤولاً في نظام الأسد بسبب تورُّطهم بقمع السوريين، خاصة من خلال العنف، بما في ذلك الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والمصادرة التعسّفية للممتلكات أو غيرها من الانتهاكات المتعلّقة بالإسكان والأراضي وحقوق الملكية في سوريا.
وتأتي العقوبات الأميركية “مُنسّقة” مع المملكة المتحدة وكندا، وتستهدف مرتكبي انتهاكات حقوق الإنسان.
وفي سياق متصل، قالت السفارة الأميركية في سوريا عبر منشور على معرفاتها في منصات مواقع التواصل الاجتماعي، بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الفساد: “واصلت منظمة الشفافية الدولية (Transparency International) تصنيفها سوريا كواحدة من أكثر الدول فساداً في العالم، حيث احتلت المرتبة 178 من أصل 180 دولة”.
وتابعت السفارة: “لا تنخدعوا برواية نظام الأسد.. فالانكماش الاقتصادي الحالي في سوريا يرجع في الغالب إلى سوء الإدارة والفساد، والنظام مسؤول عنهما”، مؤكدة أن نظام الأسد “لا يتخذ أي خطوات لتحديد أو التحقيق أو مقاضاة أو معاقبة المتورطين في الفساد، بما في ذلك على أعلى المستويات”.
-إيران: سنبدأ قريباً بإنشاء معاهد تأمينية ومصرفية مشتركة مع سوريا
أعلنت وزارة النقل الإيرانية أن ما تُسمّى “اللجنة الاقتصادية الإيرانية السورية المشتركة” ستبدأُ قريباً في إنشاء معاهد تأمينية ومصرفية مشتركة مع نظام الأسد بالإضافة إلى مناطق تجارة حرة.
وقال وزير النقل والتنمية الحضرية الإيراني مهرداد بازرباش، خلال اجتماع اللجنة الاقتصادية المشتركة بين البلدين في طهران، أن وتيرة تنفيذ الاتفاقيات الثنائية بين إيران ونظام الأسد تسارعت في الشهور الأخيرة.
وأضاف أن إيران ونظام الأسد يعملان على تسريع الإجراءات التنفيذية لتنفيذ الاتفاقيات الثنائية، واقترح تشكيل لجنة طاقة مشتركة دائمة بين البلدين لمتابعة الاتفاقيات المتعلقة بالتعاون في مجال الغاز والكهرباء.
كما شدد على ضرورة الانتهاء من مشروع خط السكة الحديدية بين طهران ودمشق، مشيراً إلى أن السكك الحديدية في إيران مستعدةٌ لدراسة إعادة بناء خطوط السكك الحديدية المتضررة في سوريا.
وكان وفد وزاري من قبل نظام الأسد أجرى زيارة الأسبوع الماضي إلى إيران برئاسة رئيس حكومة نظام الأسد، حسين عرنوس، للمشاركة في اجتماعات “اللجنة العليا المشتركة السورية الإيرانية”.
وكان عرنوس التقى قبل الزيارة بوفد إيراني برئاسة محافظ البنك المركزي الإيراني محمد رضا فرزين، وتم بحث علاقات التعاون بين البلدين في المجال الاقتصادي المالي والمصرفي وتسهيل التعاملات التجارية البينية، بحسب ما ذكرت صحيفة “الوطن” الموالية لنظام الأسد.
جدير بالذكر أن إيران تُحاول التغلغل في سوريا عبر طرق وقطاعات مختلفة، وتُركزُ على الجوانب الاقتصادية والثقافية والدينية بما يضمن لها الوجود الدائم بسوريا.
-تجدُّد هجمات المليشيات الإيرانية على قواعد التحالف الدولي في سوريا:
تجدّدت الهجمات التي تشنُّها المليشيات الإيرانية على قواعد التحالف الدولي في شمال شرق سوريا، بينما عزّز التحالف إحدى قواعده بمنظومة دفاع جوي.
وقالت مصادر محلية في الشرق السوري، إن القاعدة الأميركية في حقل كونيكو بريف دير الزور الشرقي تعرّضت لهجومَين بطائرات مُسيّرة انتحارية وقصف صاروخي، ما أدى لحدوث انفجارات ضخمة من القاعدة خلال محاولتها للتصدي للطائرات.
كما تعرضت القاعدة الأمريكية في التنف جنوب شرق سوريا لهجوم صاروخي تبنّته ميليشيا ما تُسمّى “المقاومة الإسلامية في العراق” الموالية لإيران.
إلى ذلك، أشارت مصادر محلية إلى أن التحالف الدولي استخدم المنظومة الدفاعية الأميركية المضادة للصواريخ والقذائف المعادية (C-RAM) خلال التصدي للهجوم في كونيكو، وعادة ما تستخدم القوات الأميركية تلك المنظومة في مواجهة الهجمات الصاروخية التي تتعرض لها قواعدها العسكرية في العراق وسفارتها في العاصمة بغداد، بحسب ما نشر موقع “تلفزيون سوريا”.
-ضحايا في مدينة إدلب جراء تجدد هجمات قوات نظام الأسد:
سقط ضحايا مدنيون جراء تجدُّد هجماتِ قوات نظام الأسد على مدينة إدلب.
وقال الدفاع المدني السوري، إن ثمانية مدنيين بينهم طفلان وامرأة قُتلوا، وأصيب 33 مدنياً بجروح منها خطرة، بينهم 7 أطفال وامرأة جراء استهداف قوات نظام الأسد أحياء مدينة إدلب.
وفي مدينة سرمين شرقي إدلب، تسببت هجمات قوات نظام الأسد بمقتل مدني وإصابة 6 آخرين بينهم 3 أطفال، بحسب الدفاع المدني.
يأتي هذا بينما قال فريق “منسقو استجابة سورية”، إنّ مناطق سيطرة المعارضة شمال غربي سوريا تشهد خلال الفترات الأخيرة زيادة كبيرة في الاحتياجات الإنسانية للمدنيين في المنطقة، بالتزامن مع ارتفاع أعداد المحتاجين إلى أكثر من 4.4 ملايين نسمة؛ النسبة الكبرى منهم من القاطنين ضمن المخيمات.
وأكّد الفريق في بيانٍ له، أن زيادة الاحتياجات تأتي بالتزامن مع الارتفاع المستمر في أسعار المواد والسلع الأساسية في المنطقة، يُضاف إليها تزايد معدلات البطالة بين المدنيين بنسبٍ مرتفعةٍ للغاية وصلت إلى 88.74% بشكل وسطي (مع اعتبار أن عمال المياومة ضمن الفئات المذكورة).
ووجّه “منسقو الاستجابة” نداءً عاجلاً لتغطية القطاعات الإنسانية في شمال غربي سوريا، مع دخول فصل الشتاء وتغطية الحد الأدنى من التمويل الخاص لكل قطاع.